"كم كنت ظالمة يوم ظننت بك الظنون، ظالمة لنفسي. أنا المِذنَابة، وسأستغفر لذنبي بأن أجعلك مثلي الأعلى، سأكونك عندما أكبر رغم السهام التي سوف تطالني. هكذا المرأة اللامعة، مهبط للنبال والنصال والحبال، هكذا حال أي امرأة عظيمة تصر أن تنجح أسريا ومهنيا، امرأة تحطم افتراضاتهم، وأسوارهم، وتوقعاتهم المجدبة. امرأة تقول للمجتمع «أنت مخطئ»، لا بد أن تُعاقب! تُعاقب المرأة المجالدة في البداية، ثم تدخل التاريخ رغم أنوفهم! صدقت «لوريل ألريك» حين قالت «النساء المهذبات نادرا ما يصنعن التاريخ». المهذبات المطيعات، عضوات القطيع الرسمي لا يدخلن التاريخ ولا يصنعنه، قد يزركشن حواشيه بالـ«دانتيل» في أحسن الأحوال. يفعلن ذلك وهن قابعات في «مكان مخصص للنساء». هناك، في المكان الذي يعاد إنتاجه وتديروه على مر الزمن؛ الحرملك، الحَجْر النسوي، الحظيرة الفخمة، حيث ترتع المرأة وتلعب شريطة أن تكون حسناء خرساء. تثرثر النسوة في الحرملك الحربائي الذي يتغير مع كل عصر. يثرثرن ويهذرن، لكنهن صامتات خرساوات عن الإنجاز! يقول الفرنسيون «Sois belle, et tais-toi»، أي «كوني جميلة واصمتي». وتقول الرائعات الفتّاكات «كوني امرأة واصمدي»! اصمدي على أرض المطالبة بحقك كما صمدت خولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها-، واصمدي كما صمدت أم سلمة -رضي الله عنها- في سلك الحكمة والرجاحة. اصمدي، وسيصمتون. جعجعتهم عَرَض انسحابي مؤقت، بعدها سيشفون على يديك. الآن فقط عرفت لماذا ليس لدي «هلو كِتِي» الجميلة فم!"
- كاتبة كويتيّة وُلدت عام 1981. - حصلت على الإجازة الجامعيّة في العلوم السياسيّة واللغة الإنكليزيّة عام 2002، وعلى الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات عام 2004 بتفوّق من جامعة الكويت. - مؤسِّسَة ورئيسة تحرير دار ناشري للنشر الإلكترونيّ. - مدرس مساعد أول في قسم دراسات المعلومات بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت. - عضوة سابقة في مجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين، وأمين السر الأسبق للرابطة. - صدر لها 17 مؤلَّفا في مجال الرواية، والقصة القصيرة، وأدب الطفل، وحقوق المرأة.
يخيّل إلينا في البداية بأن بطل الرواية هو بابا جاسم، أو حفيدته لولو (خيال) .. ولكن البطل الحقيقي - من وجهة نظري - كان الأفكار المطروحة.
شعرت وأنا أقرأ بأن حياة الياقوت قد كتبت هذه الرواية مدفوعة بأمرين اثنين:
الأول هو النوستالجيا التي تستثيرها الرواية في المتلقي (الكويتي من مواليد الثمانينات تحديداً - مثلي) ..
والثاني هو نبش كم هائل من القضايا ونقدها ثقافيا واجتماعيا وتربويا بأسلوب غير مباشر وشبه وعظي.
البناء الدرامي في الرواية ضعيف، الحكاية شاحبة، وحتى الجزء الخاص بالعلاقة بين الأب والدكتورة استقلال، كان مكشوفاً منذ البداية. أحب أفكار حياة الياقوت، لأنها تكتب بعقلٍ مفتوح، كتاباتها ذهنيةٌ تماماً وهذا نادر.
رواية لا تشبه باقي الروايات! اللغة المصقولة تنتقل في السرد على لسان طفلة لولو، ثم تكمل موضحة وشارحة ومثقلة بهموم الحياة والخبرة على لسان الجد بابا جاسم. رواية نسافر من خلالها إلى الكويت مرحلة الثمانينات والتسعينات، تجعلنا نرى من منظار طفلة تكتشف الحياة عالمًا صغيرًا لكن بمقدوره الإتساع ليبلغ أفقًا أوسع. الكاتبة كانت مرتاحة مع شخصياتها تجعلنا نرى الأحداث والوقائع بمنظارهم الذي يتناسب مع مواقعهم، كنا نرى معهم بعين متجردة، عين محبة، عين منتقدة، وعين ساخطة، وحتى عين ترى الأمور بوحي ما استقته من البرامج التلفزيونية والتمثيليات. عالم وردي رائع تفجعه مواقف أليمة لكنه يبقى متمسَّكًا ببراءته وعشقه للحياة. رواية سردت بأسلوب سلس مأساة والد مع مرضه الخبيث، ومأساة وطن انقضت عليه الحرب وسرقت أمانه. نسمع من لولو القصص والتفاصيل، ونقرأ في مذكرات الجد جاسم العبر والرؤى السياسية والأدبية والثقافية. السرد الطفولي فيها لم يكن عبثيًا وإنما مُرمّزًا، أوصلنا إلى الحقائق التي حاولنا تجنبها. عالم خيالي تسلل نحو سرد روائي مختلف، واكبه "الملف الأخضر" مستطردًا الحديث عن الروابط والعلاقة بين الرجل والمرأة. رواية فيها محطات استوقفتني وأحيانًا لامستني لأنها سردت حقبة عشتها وأعرف تفاصيلها، هي مرحلة غزو العراق للكويت. الكاتبة لم تتعد الخطوط الوطنية والأخوية في قالب سردها، لم تلم أحدًا، لم تجرح أحدًا، وإنما سردت بحيادية طفلة تحمل أملاً كبيرًا بغد سعيد أفضل. وتابعت من محور عربي ينشد "بلاد العرب أوطاني". رواية تحمل في طياتها نوستالجيا طفولية مازلت محتفظة بالصور الدقيقة ولم تتنكر لها. برعت حياة الياقوت في التحدث على لسان شخصيتين مختلفتين في العمر والجنس، فلا يشعر القارئ بتصنع فرض نفسه، ولا بمبالغة بإظهار المشاهد. كل المقاطع أتت إنسيابية في قالب روائي مؤثر.
حياة الياقوت ترشو القارئ ... تعطيه طبقا من الآيسكريم بالكريمة الدسمة وتزينه ب (فورتشن كوكي) داخلها موعظة أو توجيه نحو السلوك السليم. وكأن هوسها بالتصحيح اللغوي انتقل إلى تصحيح العالم من حولها. فعلها الرافعي من قبل، أسلوب لغوي باذخ، لكنه يصر على (توجيه) القارئ نحو الفضيلة والسلوك الحسن. والظاهر أن الناس بعمومهم لا يمانعون أن يتم استدراجهم هكذا كما لو كانوا أطفالا!.. الرواية تتكلم عن فترة الثمانينات بالكويت وبعض دول الخليج ... طريقة العرض حُلوة (لا أجد كلمة أفضل) لكن سير الأحداث كان يمكن أن يكون أكثر تماسكا وتشويقا ،، أحيانا تبطئ الأحداث، فيفر القارئ بين الصفحات ويغير القناة. حياة تعامل هذه الرواية وكأنها مشروع تخرج. فهي تدججها بالهوامش الشارحة خوفا من أن لا يفهم القارئ غير الخليجي معنى الكلمات العامية القليلة التي وردت، أو خوفا من ألا يفهم الذي لم يعش فترة الثمانينات اسم هذا الكارتون أو تلك الأغنية. وتدافع عن روايتها بمقدمة تصر فيها على أنها ليس البطلة، ثم لا تلبث أن تتراجع عن تعنتها وتقول ((وهل التقارب بين الأديب ورايتة جناية أدبية؟)) الرواية تتكلم عن (ثيمات) مهمة، ففيها توثيق جيد ومتعوب عليه لفترة الثمانينات، هناك هم حاضر حول المرأة وتحررها والصراع بين كون المرأة عاملة أو ربية بيت، وهناك صراع أيضا بين التعليم وبين الجهل... حياة اشتغلت على هذه الثيمات بروح طفولية مبهجة لا تشعر القارئ بالإهانة حينما توجه نقدا لأحد أفعاله... حتى في اللحظات السوداء (الغزو – موت الأب – عراكاتها مع سرمد الطفلة التي تغار منها) تسود الجو روح طفولية ضاحكة ... من ناحية البناء الأدبي، استعملت الكاتبة تكنيك جيد وأظنه مبتكرا بأن جعلت الطفلة (البطلة واسمها خيال) تروي طفولتها ثم أدخلت قصاصات من مذكرات جد الطفلة. وهذا أعطى زخما للسرد .. لكنه أيضا يحتاج لتركيز أثناء القراءة. وكأن الكاتبة تعبت في الكتابة وتريد للقارئ أن يعاني أيضا مثلها. (لئيمة؟) انتظر أن يحصل هذا العمل على ما يستحقه من تقدير. وأتمنى في الطبعات القادمة أن يتم حذف بعض الأجزاء التي فقيها إطالة وصفية غير لازمة ولا تمتع إلا من كان طفلا في تلك الفترة، مع التركيز على الأحداث بشكل أسرع .. وبالتوفيق!
رواية "كاللؤلؤ" هي طفولية بامتياز مع صياغة غير مباشرة بتفكير الكبار، الأجداد والآباء والأعمام والأمهات، يتضح أن "خيال" اتسع لها الخيال فصارت تنتقل بعنفوان التذكر إلى سوء الظن أحيانًا - كمثال الدكتورة إستقلال التي لم تكن سوى امرأة مخلصة لعملها وخلوقة في مجتمعها -، لم تمر الأمور كما تظن خيال كأن تكون باربي أو شخصية من شخصيات عالم الكرتون التي عاصرها جيل الثمانينات، اجتاح العدوان الصدامي الغادر قلبها الطفولي الحالم، انتقلت إلى السعودية كلاجئة ذهبت مع كثير من اللاجئين السائرون نحو الأمان والاستقرار؛ حيث آنذاك مرت الكويت بالمآسي والآلام من كيان ظالم يجتاح الآمنين والمسالمين والأبرياء والغريب ما يزال هنالك أناس يمجدون تاريخه الدامي يا العجب، خيال كانت انسيابية في سردها لعالمها الطفولي ولاقتباسها من جدها "بابا جاسم" كان للرواية وقعها المؤثر والخاص الذي يلعب على صوتين يروي من زوايتي "كبار السن" و"صغار السن"، ولكن ما جعل في محطات هذه الرواية شيئًا من الممل والرتابة أنها كانت تسرد تفاصيل كان من الممكن اختزالها واستبدالها بتفاصيل أكثر إيقاعًا وتقاربًا من موضوع يجذبنا شيئًا فشيئًا للحبكة وللعنصر المؤثر في فحوى الرواية/ بُوركت إبداعاتك أخت حياة وأراك في سرد الطفولة بمستقبل مُشرق بالاحتراف والابتكار والنص الخالد بعونه تعالى / واصلِ في تطوير تقنياتكِ في القصص وبالأخص في أدب الطفل الذي أرى أنه عالمكِ الذي تحب... بالتوفيق
فن السرد، ركيزة هامة لمنظومة الثقافة العالمية والعربية، والمعبّر الصادق عن أنوائها ووقائعها العامة والخاصة، حتى صار من البدهي القول، أننا نحيا عصر الرواية، التي أصبح نموها لافتا، إن على مستوى التأليف أو الfront cover mediumنشر أو كثرة الجوائز المخصصة لهذا الفن المدهش.
كويتيا، يُلاحظ المتابع تنامي وازدهار السرد النسائي - إن جاز لنا هذا التوصيف – خلال العقدين الأخيرين.
قبل الدخول لأي نص على المتلقي أن يقف على عتباته، مستشرفا آفاقه التي تمنحه الخصوصية وتضيئ أركانه.
غلاف الرواية بخلفيته السوداء الذي تتناثر فوقه بقع من ألوان شتى يغلب عليها لون الدم، ومكتوبة حروفها بالأحمر واسم الكاتبة باللون الأبيض، بما يحمل كل لون من دلالات وإسقاطات وإحالات ، تمّثل فيه هاتيك البقع متعددة الشكل ودرجة اللون ، تبديدا للسواد الذي يحتل اللوحة زارعا بذور الأمل، مع بروز ووضوح الثاني من أغسطس/ آب، بما يشير إليه من مناسبة تُحيل لكل ما هو مؤلم، أما عنوان الرواية (كاللولو)، فمضمخ بإحالات كثيرة ليس أقلها النقاء والبراءة، والأمل الموشوم على حدقات الطفولة، الحالمة بكل ما هو ثمين ونفيس، مهما حاولت الأيام أن تهدم جُدر الحلم في طفولتنا، فإذا ما تقدمنا خطوة تجاه الإهداء -العتبة الهامة الأخرى- الذي يرشح إحساسا بالغربة وربما غياب الاهتمام، " أماه، لأن الحياة بك أجمل"، استشرفنا قسوة الحصار الذي يملأ على الكاتبة وجدانها، وهروبها من الآلام وقذارات الواقع تجاه حضن تلتمس فيه السكينة والملاذ والأمان.
بالنسبة إلي هي ثاني رواية أقرؤها بعد الخيميائي .. ليست مليئة بالأحداث المدهشة المتتابعة كما في "الخيميائي" تقريبا الأحداث الأساسية قليلة .. لكن التفاصيل في الرواية جميلة.. تفاصيل أيام الطفولة .. أحيانا كنت أجدني أضحك عند قراءة بعض الفقرات.. وأجد بعض طفولتي في الطفلة البطلة لولو لولو التي تريد أن تستقل بذاتها عندما تكبر وتكون نجمة لامعة بذاتها مثل الدكتورة استقلال :)
عشت طفولتي المتأخرة ومراهقتي الأولى خلال الثمانينيات. استمتعت حينها بالطيش البريء كثيرا. الرواية جلبت لي الكثير من تلك الذكريات. قوة تصويرية كبيرة. كنت أرى أحداث الرواية خلال قراءتها في ذهني كأفلام المنزل القديمة.
رواية جميلة جدا بأسلوب عفوي سلس وبسيط أعادت إلي الكثير من ذكريات الطفولة التي نتشاركها نحن جيل الثمانينيات كأول كتاب أنتقيه لحياة الياقوت أستطيع أن أقول أنها رائعة في كتابها وأتطلع لقراءة المزيد من اصداراتها
قراءه من نوع اخر بكل تأكيد. اسلوب لم اقرأ مثله من قبل. ورؤية عالم الكبار من نظرة الصغار.خيال الكاتبه واسع بطريقه سرد جديدة.ولكن لم استطب الهوامش الكثيره في كل صفحه.، فيها التشويش على القراءة.
إن اشتقت لروحك الطفولية، عد واقرأ رواية كاللولو لحياة الياقوت. رأيت نفسي كثيرا في طيات صفحاتها. ممتعة هي تلك القصص والحكايات، في لحظات كثيرة ظننت أن خيال كانت معي في فصلي أو تزورني لنلعب الباربي
تذكرني بأيام الدراسة في الإبتدائية والمتوسط، لذا لم تعجبني، لم يعجبني أن أتذكر تجاربي الخاصة، كنت أكره المدرسة، وفترة الغزو مع أنها لم تطل في الحديث عنها، أيضا المفردات في الرواية مملة لأنها تبدو كاستعراض مهارات لغوية، ولولو طفلة ثقيلة الدم، في الآخر أعجبت بشخصية الدكتورة استقلال.