ألف السيوطي رسالته هذه عن النساء الشواعر، فانتقى منهن ممن كنّ في المشرق وفي الأندلس. ورتبهن على حروف المعجم وختم رسالته بذكر بعض نوادرهن. واستمدّ مادته من ثلاثة أصول أساسية هي: 1-كتاب النساء الشواعر لابن الطرّاح، 2-كتاب تاريخ بغداد لابن النجّار، 3-كتاب المغرب في حُلى المغرب لابن سعيد. وقد قدم رسالته بالقول: "هذا جزء لطيف من النساء الشاعرات، من المحدثات دون المتقدمات، من العرب العرباء، من الجاهليات والصحابيات والمخضرمات، فإن أولئك لا يحصين كثرة، بحيث ابن الطرّاح جمع كتاباً في أخبار النساء الشواعر من العربيات اللاتي يستشهد بشعرهن في العربية، فجاء في عدّة مجلدات رأيت منه المجلد السادس وليس بآخره. وقد سميت هذا الجزء "نزهة الجلساء في أشعار النساء".
Jalal Al-Din Al-Suyuti عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي من كبار علماء المسلمين. ولد السيوطي مساء يوم الأحد غرة شهر رجب من سنة 849هـ في القاهرة، رحل أبوه من اسيوط لدراسة العلم واسمه عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي، وكان سليل أسرة أشتهرت بالعلم والتدين، وتوفي والد السيوطي ولابنه من العمر ست سنوات، فنشأ الطفل يتيمًا، وأتجه إلى حفظ القرآن، فأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه.
كان السيوطي محل العناية والرعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه، وتولى بعضهم أمر الوصاية عليه، ومنهم الكمال بن الهمام الحنفي أحد كبار فقهاء عصره، وتأثر به الفتى تأثرًا كبيرًا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة. وقام برحلات علمية عديدة شملت بلاد الحجاز والشام واليمن والهند والمغرب الإسلامي. ثم دَّرس الحديث بالمدرسة الشيخونية. ثم تجرد للعبادة والتأمل.
عاش السيوطي في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها، وتوفروا على علوم اللغة بمختلف فروعها، وأسهموا في ميدان الإبداع الأدبي، فتأثر السيوطي بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء، فابتدأ في طلب العلم سنة 1459م، ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس اللغة العربية، كان منهج السيوطي في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخًا واحدًا يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه "محيي الدين الكافيجي" الذي لازمه الـسيوطي أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب "أستاذ الوجود"، ومن شيوخه "شرف الدين المناوي" وأخذ عنه القرآن والفقه، و"تقي الدين الشبلي" وأخذ عنه الحديث أربع سنين فلما مات لزم "الكافيجي" أربعة عشر عامًا وأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني، حيث أخذ علم الحديث فقط عن (150) شيخًا من النابهين في هذا العلم. ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء.
توفي الإمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة في 19 جمادى الأولى 911 هـ، الموافق 20 أكتوبر 1505 م، ودفن بجواره والده في اسيوط وله ضريح ومسجد كبير باسيوط. وفي الصفحة 90 من الجزء الثاني من حفي هذه النسخة.
كتيب صغيرٌ قرأته (فضولا بالتأكيد!) منذ ألف وخمسائة عام، ونسيته تمامًا، ولكن صباح اليوم طفا على الذاكرة بيتان وقصة تقول:
نظرتْ فتاتنا في المرآة يومًا فرأتْ جمالها وقد بلغت أوان التزويج ولم تتزوج! فتنهَّدَتْ وقالت:
أرى رَوْضة قد حانَ منها قِطَافها ولستُ أرى جانٍ يَمدُّ لها يَدا
فوا أسفَا يمضِي الشباب مُضَيَّعَا ويَبْقَى الذي ما إنْ أُسَمِّيه: مُفْرَدا
وكان والدها في الدار حينئذٍ، وسمع قولها دون قصدٍ منه، ودون أن تدري به، فسعى في تزويجها، ولكن القصة تتوقف هنا، على نية هذا السعي الأبوي!، ولم ينقل لنا التاريخ – واأسفًا - مآل السعي
أليس الشعر فنا" ،والفن سمو وإرتقاء ،وصفاء ونقاء الشعر مرآة تنعكس على صفحتها أشباح الطبيعة، الجميل منها والرهيب، وأصداء الحياة الناعم منها والناشز، ولكل من هذه الأشباح والأصداء إطارها وأبعادها وظلالها في نفس الإنسان سواء كان -شاعرا- منشدا معبرا... أو -شاعرا- سامعا متأثرا متذوقا... ليس من بإنسان ولاعالم من لايعى التاريخ في صدره ومن درى أخبار من قبله أضاف أعمارا الى عمره
جمع السيوطي فأحسن الجمع ، وأختار فأجاد الأختيار ، في جمعه وأختياره نزهة ومتعة وعبرة وعظة لمن شاء أن يعتبر ، قدم باقة تحمل بصمات عصر ذهبي للأدب في المشرق والمغرب جمع نزهة الجلساء في أشعار النساء أغراضا شعرية شتى فعندما تقلب صفحاته تجد الحب ولوعته والرثاء وحسرته ،والهجاء ولذعته ، والوصف وبهجته الى جانب الفخر وعزته والأعتذار وذلته ......
جمع السيوطي في هذا الكتاب أخبار عددٍ من الشاعرات المحدثات في المشرق والمغرب، لم يتجاوز بعضها الثلاثة أسطر. وقد قام المحقق بالإسهاب في شرح معظم .الأبيات، ولكنّه لم يشرح بعض ما يستلزم الشرح حقًا في مواضع أخرى
.الكتاب لا بأس به بصفةٍ عامة، ولكنّه كما عنون له السيوطي: "نزهة" نزهة قصيرة عابرة لا تشفي الغليل
وأنا أقلب أرفف الكتب المستعملة، وقعت يدي صدفة على هذا الكنز المطمور وسط كتب أخرى لا شأن لها بالشعر والأدب.
وهذا الكتاب النفيس من نوادر ما سطّره السيوطي، وقد اهتم بأدب المرأة وحركتها الأدبية، ناقلًا أخبار وقصائد لتراجم شاعرات عربيّات، معظمهن أندلسيات، وأشير إلى ملمحٍ التمسته؛ ففي عصر ازدهار المجتمع الأندلسي، وانفتاحه على نقل وترجمة العلوم الأخرى، عكس دوره على نساء الأندلس إلى نشأة الصالونات الأدبية المحفوفة بالذوق والأدب وحسن البيان وفصاحة اللسان. خلاف ما فرضته أوربا آنذاك من قيود اجتماعية وثقافية على نسائهم ومنعهن من التعليم أو حتى القرب من الكتاب المقدّس -المسيحي.
ونبّه المحقق "عبد اللطيف عاشور" في مقدمة الكتاب عن أجزاء أخرى لهذا الكتاب فقدت وضاعت إبّان سيطرة المغول التتر على بلاد الأندلس، مع ما ضاع من التراث والإرث الثقافي الأندلسي المكتوب في تلك الحقبة.
مقتطفات: قصيدة جليلة بنت مرة التي قُتِل زوجها كليب و الذي قتله أخوها جساس تقول في بعضها:
كتاب خفيف ومسلٍ، استمتعت بقراءته رغم تحفظي على حذف بعض الكلمات الجريئة في بعض الأبيات بحجة أنها تجرح الحياء وتخدش الشعور وقد وقف الكاتب متحيرًا بين ما توجبه الأمانة العلمية وبين التزامه بأمانة الكلمة وعفتها وطهرها!! عمومًا كانت تجربة جميلة ومن تلك الأبيات التي أعجبتني
إذا ما خلت أرضٌ من أحبتي فلا سال واديها ولا اخضرَّ عودها
**
جمعوا بيننا فلما اجتمعنا فرّقوا بيننا بالزور والبهتان ما أرى فعلهم بنا اليوم إلا مثل فعل الشيطان بالإنسان
**
إذا ما تذكرت الشام وأهله بكيت دمًا حزنًا على الزمن الماضي ومذ غبت عن وادي دمشق كأنني يُقرَّض قلبي كل يومٍ بمقراضِ
أجلى لي هذا الكتاب حقيقة كنت أزويها وأكنّها وهي براعة جنس الرجال في الشعر ونبوغهم على النساء فيه.
وهي حقيقة لما ارتأيتها وتبدّت لي كانت أشدُّ على نفسي من نقفِ الحنظل ذلك لأنني امرأة وأقول بنات جنسي ذا! ولكنّها الحقيقة، وإن كانت مُرّة..
لم تعجبني أشعار النساء في هذا في الكتاب خلا بيتًا أو بيتين، تتسم القصائد النسائية بسطحية المعاني والألفاظ حدّ التفاهة، قد تكون ماتعة وخفيفة، لكنها تخلو من أيّ صورٍ إبداعية جماليّة وفنيّة.
مجموع لطيف قدم فيه السيوطي لمحة موجزة عن بعض الشاعرات العربيات وأشعارهن. عابه الاختصار الشديد وعدم إشباع ذائقة القارئ. وقد أحسن المحقق في عنايته بنص الكتاب وعدم تصرفه بالحذف أو التعديل تحقيقاً للأمانة العلمية كما ذكر في مقدمته
الكتاب جميل جدًا وممتاز والمحقق بطريق عجيب لا هم له لا إلا تحريف أبيات الشعر وحذفها فضلًا عن جهله المطبق المركّب بالعروض وعليه نقل الأبيات مكسورة والله أعلم أي شيطان لعين أوحى إليه بتحقيق هكذا كتاب
كتاب صغير تمنيت لو كان أكبر و أوفى جمع بين جنباته مقتطفات يسيرة من أشعار نساء من عصور خلت و بقيت الأبيات الشعرية تُحي ذكراهن. أعجبني شرح المؤلف لبعض الأبيات في الهوامش بالإضافة لإعطاء نبذة قصيرة عن كل من الشواعر المنتقات. على كلٍ الكتاب هو عبارة عن مرجع مبسط لمن أراد أن يتبحر أو أن يستزيد.
أليس الشعر فنا" ،والفن سمو وإرتقاء ،وصفاء ونقاء الشعر مرآة تنعكس على صفحتها أشباح الطبيعة، الجميل منها والرهيب، وأصداء الحياة الناعم منها والناشز، ولكل من هذه الأشباح والأصداء إطارها وأبعادها وظلالها في نفس الإنسان سواء كان -شاعرا- منشدا معبرا... أو -شاعرا- سامعا متأثرا متذوقا... ليس من بإنسان ولاعالم من لايعى التاريخ في صدره ومن درى أخبار من قبله أضاف أعمارا الى عمره
جمع السيوطي فأحسن الجمع ، وأختار فأجاد الأختيار ، في جمعه وأختياره نزهة ومتعة وعبرة وعظة لمن شاء أن يعتبر ، قدم باقة تحمل بصمات عصر ذهبي للأدب في المشرق والمغرب جمع نزهة الجلساء في أشعار النساء أغراضا شعرية شتى فعندما تقلب صفحاته تجد الحب ولوعته والرثاء وحسرته ،والهجاء ولذعته ، والوصف وبهجته الى جانب الفخر وعزته والأعتذار وذلته ......