كانت كلماته غاية في العذوبة.. سهلة إلى أبعد حدود السهولة.. بسيطة إلى أعمق مدى تصل إلى العامة ومحدود الثقافة بسرعة خارقة.. أفكاره في متناول الجميع ليس فيها تعقيد ولا لبس بل هي بسيطة للغاية لا نجد أصدق منها للتعبير عما نرغب.
هو مؤلف، الإسلام السياسي، ألعاب السيرك السياسي، الإسلام في خندق، عالم الأسرار، السر الأعظم، على حافة الانتحار، الله والإنسان، الطريق إلى جهنم، زيارة للجنة والنار، الزلزال، الغابة، الإنسان والظل، رجل تحت الصفر، رائحة الدم، الأفيون، شلة الأنس، المستحيل، بين يديك، العنكبوت.. وغيرها وغيرها.... إنه الدكتور مصطفى محمود.
كان منافسو مصطفى محمود كثيرون جداً منذ الطفولة وحتى وفاته، وكانوا دائماً يرجعون سر نجاحه وبروزه على الساحة للصداقة التي جمعت بينه وبين الرئيس السادات، ولكنهم جهلوا أن كل من موسى صبري وأنيس منصور وكثيرون من الكتاب والمفكرين كانوا قريبين جداً من السادات، ولكنه استطاع أن يتفرد عليهم بعلمه وفكره الذي ربما لم يستوعبه الكثيرون حتى الآن، فقد كان مصطفى محمود مفكراً كبيراً لا يعمل من أجل نفسه إنما من أجل البشرية، فكان رجلاً يقول كلماته ويمضي أمام الآخرين، فكانوا يقفون على بابه يلتمسون منه البركة التي لم يبخل بها على أحد.
في هذا الكتاب نستعرض رصداً وتحليلاً لشخصية المفكر الراحل من منظور نفسي واجتماعي وسياسي، وينشر لأول مرة آخر ما كتب المفكر قبل رحيله.
كتاب يتكلم فيه الكاتب عن المفكر والاديب والاستاذ الدكتور م م ، وكيف كان له تأثير بالغ على المقربين منه وعلاقته بهم ، وكيف ساهم السفر والرحلات في تكوين شخصيته
خصص الكاتب في كتابه فصل كامل بعنوان ( وجوه حول مصطفى محمود ) يتناول هذا الفصل شخصية وفكر وأراء الدكتور م.م من وجهة نظر أصدقائه المقربين
فتقول عنه الدكتورة لوتس عبدالكريم " كان عاقلاً جداً ومجنوناً جدا. وقاس جداً وطيباً جداً وعاطفياً أحياناً وجامداً ومتحكما في أحاسيسه احياناً كثيرة .. او " م،م الإنسان الذي لا يستطيع ان يفهمه انسان ، شعرت بأنه يقول لي " من انت حتى تكتبي عني ، فلم يستطع أحد أن يفهمني ، وما استطعت ان افهم نفسي
ويقول جلال العشري " المتناهي في الصغر ، والمتناهي في الكبر هذان هما المداران اللذان يدور في فلكهما ادب م.م
( كتابات تنشر لأول مرة ) هذا عنوان الفصل الأخير من الكتاب يعرض فيه الكاتب ما تم العثور عليه من مخطوطات بخط الدكتور م.م ومن بينها ماكتبه قبل وفاته بأشهر قليلة ويرجع حجب نشرها لأسباب عدة منها الصحي والسياسي وغيرهـ ، هذه الكتابات تناولت عدة مواضيع ، منها الوصايا العشر لكل حاكم وأبرزها ضمان حرية المواطن ، وكفالة تطبيق القانون ، ومجتمع القانون ، ومجتمع الشورى والديمقراطية بفصولها الإسلامي هي أعمدة الحكم السليم ..
ايضاً من الكتابات المهمة والتي تنشر لأول مرة " السينما كبرى جرائم العصر " ويبرز ماتعرضت له السينما من تغير وتحول كبير في مصر والعالم أجمع بحيث أصبح السينما بلا هدف ولا رسالة وبلا أي قيمة تذكر ، ووصف ما تمر به السينما بالكارثة والقذارة التي تهدم منظومة القيم ..
أسطر يصف فيها الكاتب السيد الحراني ،الدكتور والكاتب الكبير المُفكر الفيلسوف مُصطفى محمود ،ونُبذه عن تابوته الخاص وحياته واعماله وعالمه.
بدايةً قد قرات سابقاً ان الكتاب مُقصر في الحديث من مثل هذه الشخصية العظيمه ولكن .. في الواقع د مصطفى محمود لا يكفيه مُجلد بل عدة كُتب لا تكفيه، لقد بُهرت به مُنذ معرفتي به ، لا يستطيع كتاب واحد ان يجمع م قام به من نجاح باهر ،من انجازات واعمال. رجل ألف٨٩ كتاب، قدم برنامج ٤٠٠حلقه، انشأ جمعية ومسجد و٣مراكز طبيه ومشفى واربع مراصد فلكيه وغيرها ،مُفكر وباحث عميق في الكون ومخلوقاته والانسان والحياة والموت ،هل من المعقول ان يُذكر هذا بشكل مُشبع ومُفصل في كتاب واحد !! انه بمثابة العالم العميق ، يصعُب ان يُجمع في صفحات.
د مصطفى هو بروزاً سبب الغيره للمنافسين والمشاحنات التي ادت لمنعه من نشر اي شيء وخلق العقبات امامه ،نجاحه كان في كُل شيء فيما عدا الحياة الزوجية ..! شخصية احبت الحياة والسفر والحريه والاستقلال فغدى الزواج عبىء عليه و على حريته ،وهو طير حُر طليق يُحلق في السماء .. في الفضاء .. لقد تعلم الكثيرون على يد هذا الرجل العظيم ،بات يعمل من اجل البشريه لا من اجل نفسه، مُردداً دوماً ان :قيمة الانسان ما يقدمه من مولده حتى وفاته.
ناقش الكتاب العديد من المواضيع : اصدقاء د مصطفى وماذا قالو عنه، وتحدث عن السينما المصريه وكيف انها هبطت وانحدرت كثيراً من وجهة نظر د مصطفى ، بالاضافه لتقديم جلال عشري لنا كتابات ل د مصطفى لم ينشرها او لم يُرد ان تُنشر. قطع تذكرة .. ركب الطائره..ورحل عنا دون وداع ..رحل عن عالمنا الرجل العظيم التي طالما نفعنا في حياته وحتى بعد مماته لهذه اللحظه الان.
عالمنا غدى مُخيف ،وتطرق له د مصطفى وكأنه معنا،وكأنه بيننا، وكأنه كان ينظر بمنظار من بعيد علينا مُتألماً فيما سيحدث ،سيظل مُعلقاً في اذهاننا،سيظل بداخلنا.
اخر الكتاب ملحق صور ،احببت هذا الجزء وتمنيت لو كان اطول قليلاً واكثر تعمقاً، لكن الكتاب جيد ونبذه جيده من حياة كاتبنا الكبير رحمه الله. شيماء حسن تتمنى إفادتكُم🕊🤍.
أكثر شئ مستفز في الكتاب أنه نشر قصص قصيرة وكتابات لمصطفي محمود هو نفسه محبش ينشرها غير الكلام عن حياته الشخصية بشكل عميق كان أولي يتكلم أكثر عن أسلوبه وكتاباته والمواقف الحياتيه المؤثرة فيه و آراءه ...
الكتاب لا يخلو من فوائد ولكن كنت اتوقع ان تكون سيرة شاملة خاصة ما يتعلق بتحولاته الفكرية اعجبني في الكتاب ما يتعلق بعلاقاته مع زملائه الكتاب والموسيقار محمد عبدالوهاب ومقال عشر نصائح للحاكم جدير بالقراءة