في عشر سنوات كما تعلمين يمكنُ أن يفعل المرءٌ أشياء كثيرة: مثل أن يبدو طبيعياً ويتحدث كالخلقِ عن السياسة وخفايا الأسرةِ المالكة وأميراتِ الشرق في المنافي وطفولة ستيف جوبز ومؤخّرة كيم كارديشيان التي يتحدّث عنها كل الرجال الذين لم تجمّدهم عيناك
تعرفت على الكاتب عبدالله الناصر لأول مرة عن طريق مدونته “أثر الزعفران” بعدها اشتريت الديوان عن طريق نيل وفرات. وكما توقعت استحق الديوان الوقت الذي أمضيته في البحث عنه، حيث أني لم أجده في أي مكتبة في السعودية. ”جثث في ثياب الخروج” الديوان الأول للكاتب.
يأسر الديوان القارئ بصوره المميزة ونصوصه الجميلة. يأخذه في رحلة يحرك فيها جميع حواسه…”كرسيّ، ورائحة قهوة، وعيناكِ كلّ مايلزم لدخول الجنة.” استطاع الكاتب إلتقاط التفاصيل البسيطة وتحويلها لصور ساحرة : “ذيلُ الحصان/ مرّ خطفًا على وجهي/تاركًا رائحة شعرها/ فخّاً لهذا المساء؟!” عند قرائتي للديوان، أول من تبادر لذهني هو الشاعر التشيلي “بابلو نيرودا” الذي تغص قصائده بالحب. فمثل نيرودا، الناصر يستعمل تفاصيل بيسطة لينسج صور مليئة بالمعاني. عند القراءة الأولى، قد يجد القارئ النص سهل، لكن عند القراءة الثانية يتوقف لمحاولة لتفكيك النص وفهمه. وكنيرودا، معظم النصوص في الديوان تعرض تجارب في الحب…الحب المختلف.
الديوان بحق مختلف وملئ بالدهشة . حروف تفيض إبداعًا وسحرًا…
تم وضعه في قائمة الكتب التي سأعيد قراءتها، جميل جدًا جدًا.. خيال واسع، وقلم مُتمكن.. ”الوالدة التي لاتزال تقص على الملكين بعد الفجر أمنياتها بولد يؤتيه الله الحكمة لتبزّ به شقيقاتها اللاتي أعتدن تفريخ القضاة ومفسري الأحلام ولكن عشر سنوات ياسيدتي من الإنشغال بعينيك لم تترك لي القدرة على انجاز شيء سوى لف المزيد من سجائر الندم والنصوص الرديئة التي صرت أكتبها منذ تلك القصيدة التي أعجبتك“
الحب اذا دخل في شيء أفسده، فهو يحطم الأحلام ويعرقل الوصول..
قرأت عبد الله الناصر كما يقرأ الإنسان كهفاً مظلماً بداخل نفسه، معانيه وجمله الشعرية قادرة على ابتلاعك. سجلت له في أنطولوجي http://antolgy.com حتى الآن نصين هما: إجراءات الحياة، وسمعة الكائنات، وهناك المزيد سيأتي. عرفني على هذا الشاعر الصديق الرائع والشاعر المرهف عبد الله السفر، فشكراً له بعدد كل الكائنات المندهشة في داخلي.
و إنّي لأعلـم ,أن حروفه معطّرة بـ الجمال دائمًا ! شيءٌ واحد فقط أتمنّـاه, أن يلتفت للتأليفِ قليلاً فجُعبته تزخـر بما لم يٌنشـر وٍ سأكون بالانتظار شاعرنا :) * لم أجده في المدينة و سأحاول طلبه قريبًا من التراثيّة بإذن الله.