تخليص الإبريز في تلخيص باريز، هو الكتاب الذي ألفه رفاعة الطهطاوي رائد التنوير في العصر الحديث كما يلقب. ويمثل هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث، فهو بلا شك واحد من أهم الكتب العربية التي وضعت خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، وقد كتبه الطهطاوي بعدما رشحه الشيخ حسن العطّار إلى محمد علي باشا حاكم مصر آنذاك بأن يكون مشرف على رحلة البعثة الدراسية المصرية المتوجهة إلى باريس في فرنسا، ليرعى الطلبة هناك، ويسجل أفعالهم. وقد نصح المدير الفرنسي لهذه الرحلة رفاعة بأن يتعلم اللغة الفرنسية، وأن يترجم مدوناته في كتاب، وبالفعل أخذ الطهطاوي بنصيحته، وألف هذا الكتاب الذي قضى في تأليفه تدوينًا وترجمةً خمس سنوات. فأخرج لنا عملًا بديعًا، يوضح ما كانت عليه أحوال العلوم التاريخية والجغرافية والسياسية والاجتماعية في كل من مصر وفرنسا في هذه الفترة.
see also: Rifa'a Al-Tahtawi ولد رفاعة رافع الطهطاوي في سنة 1216هـ /1801م في ناحية طهطا، إحدى نواحي محافظة سوهاج بصعيد مصر، ونسب إلى قريته،وقد نشأ في أسرة كريمة الأصل شريفة النسب، فأبوه ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. وأمه فاطمة بنت الشيخ أحمد الفرغلي، ينتهي نسبها إلى قبيلة الخزرج، وفي القرية درس في الكتاب علوم الشرع والحساب الأولية فقد لقي رفاعة عناية من أبيه، على الرغم من تنقله بين عدة بلاد في صعيد مصر، فحفظ القرآن الكريم، ثم رجع إلى موطنه طهطا بعد أن توفي والده. ووجد من أسرة أخواله اهتماما كبيرا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر، وقرأ عليهم شيئا من الفقه والنحو. الدراسة في الازهر و الشيخ حسن العطار وفى السادسة عشرة من عمره نزل القاهرة للدراسة بالأزهر، وبعدها بخمس سنوات تولَّى التدريس فى الأزهر ، وتوثقت صلته بشيخه، شيخ الأزهر، العلامة : حسن العَطَّار .. وظلَّ رفاعة يدرِّس بالأزهر لمدة عامين، قضى بعدهما عامين إماماً وواعظاً فى الجيش الذى أسَّسه محمد على لتحقيق طموحه فى تكوين إمبراطورية ترث الدولة العثمانية. والمنعطفُ الكبير فى سيرة رفاعة الطهطاوى ، يبدأ مع سفره سنة 1242هجرية (=1826 م) إلى فرنسا ضمن بعثة أرسلها محمد علىّ على متن السفينة الحربية الفرنسية "لاترويت" لدراسة العلوم الحديثة .. وكان حسن العَطَّار، وراء ترشيح رفاعة للسفر مع البعثة كإمامٍ لها وواعظٍ لطلابها، بيد أن رفاعة طَلَبَ الانضمام للبعثة كدارسٍ ، فتَمَّ ضَمَّه إليها لدراسة الترجمة .. وبعد سنوات خمسٍ حافلة ، أدى رفاعة امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذى نال بعد ذلك شهرة واسعة : تَخْلِيصُ الإِبْرِيزِ فىِ تَلْخِيصِ بَارِيز. في سنة 1832م (1283هـ) عاد الطهطاوي إلى مصر من بعثته وكانت قد سبقته إلى محمد علي تقارير أساتذته في فرنسا تحكي تفوقه وامتيازه وتعلق عليه الآمال في مجال الترجمة. وكانت أولى الوظائف التي تولاها بعد عودته من باريس، وظيفة مترجم بمدرسة الطب، فكان أول مصري يعين في مثل هذا العمل. وفي سنة 1833 (1249هـ) انتقل رفاعة الطهطاوي من مدرسة الطب إلى مدرسة الطوبجية (المدفعية) بمنطقة (طره) إحدى ضواحي القاهرة كي يعمل مترجماً للعلوم الهندسية والفنون العسكرية. يعتبر الطهطاوي أول منشئ لصحيفة أخبار في الديار المصرية حيث قام بتغيير شكل جريدة (الوقائع المصرية) التي صدر عددها الأول في سنة 3 ديسمبر 1828م أي عندما كان الطهطاوي في باريس لكنه لما عاد تولى الإشراف عليها سنة 1842م وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية حيث جعل الأخبار المصرية المادة الأساسية بدلاً من التركية، وأول من أحيا المقال السياسي عبر
من أراد أن يعرف ماذا يعني (صدام حضاري / فكري) فعليه أن يقرأ كتاب تخليص الابريز في تلخيص باريز رفاعة الطهطاوي (Rifa'a al-Tahtawy : 1801-1873).
لم أتناول الكتاب بصبغة دينية فلست أميل لصنف على صنف. لكن أن يُرسل شخص مع مجموعة طلبة ليذكرهم بالله ويأذن لهم في صولتهم ويكون رجلهم الديني أي مجرد رجل يؤدي دور الأب ثم يعود. لكن المفارقة العجيب وهذه أنسب مصطلح لوصف الحالة (المفارقة) أن يعود رفاعة الطهطاوي بعلم أغزر منهم وكأنه فقط أراد أن يمنح الفرصة أو أنه خلق لنفسه الفرصة.
منذ الوهلة الأولى للعنوان تعلم أن هذا الرجل لم ينسلخ مطلقًا من خلفيته العربية. هو يحاول أن يمنح كتابة حق العبور والدخول إلى العقلية العربية التي كانت مثل هذه العناوين تستهويها وتباركها لمن تحمله من هيمنة اللغة ومحاولات التذاكي على القارئ. السجع كان لمحة ذكية من صاحبنا منحه حق الدخول لكن محتوى النص لم تتم مباركته والسبب غضب قديم بين المؤسسة الدينية المتمثلة في المحافظة وبين التيار المنفتح – ثقافيًا – المتمثل في القادم من الغرب.
فرنسا بطريقة ما مرتبطة بتنوير الثقافة بهويتها الجديدة في مصر وتجربة الصدام الفكري نجدها عند مفكرين مصريين كانت فرنسا أو كما يحلو لهم تسميتها "الفرنجة” الشرارة الأولى لدمج الثاقفة الغربية مع الكلاسيكيات العربية وهذا واضح التأثير عند مفكر كبير مثل (طه حسين) وعند "ناقل معرفة" مثل (رفاعة الطهطاوي)، والمفكر (مصطفى عبد الرازق)، و(علي باشا مبارك)، و(مصطفى كامل)، و(قاسم أمين) صاحب كتاب تحرير المرأة .
طهطاوي الرجل الذي يعتبر من إفرازات الأزهر هو هو نفسه الذي عاد من فرنسا ليمدح علاقة الفرنسية بغير زوجها وهذا في رحلته التي صنفت أوربيًا كأحد أولى نتائج عصر النهضة العربية. ثمة مفارقات كبيرة في الكتاب ومازلت أصر على المصطلح لأن هذه المفارقات غريبة بعض الشيء عن ثقافة القرن التاسع عشر الميلادي في العالم العربي.
عندما شرع في كتابة رحلته التي خصصها للعلوم المعرفية والثقافية يخبرنا الأزهري أن هذا العالم مقسم لخمسة أقسام كما هو آت : تكون "آسيا" أفضل الجميع – عنده بسبب مصدر الإسلام – بين كل الأقسام. تليها "أفريقية" لعمارها بالإسلام والأولياء والصلحاء، خصوصاً بإشتمالها على مصر القاهرة. تليها "بلاد "أوربا" لقوة الإسلام، ووجود الإمام الأعظم، إمام الحرمين الشريفين، سلطان الإسلام فيها" – يقصد العثمانية – في حينها . ثم "بلاد الجزائر البحرية؛ لعمارها بالإسلام أيضاً مع عدم تبحرها فى العلوم كما هو الظاهر”. ثم "أدنى الأقسام بلاد "أمريكة"؛ حيث لا وجود للإسلام بها أبداً”.
هذه وجهة نظر أزهري خالصة، وعندما تقرأ الكتاب تبدأ آثار الحضارة والانبهار واضحة المعالم في تفسيرة لظاهر الأشياء. وتجربته تذكرني بتجربة "فارس الشدياق" صاحب (الساق علي الساق) وكلاهما رغم ثقافته العربية وتمسكهما بها إلا أن رغبة التغيير تكاد تفتر من أحرفهما خلال الرحلة. لهذا كان إعجاب رفاعة لا يتوقف بل يذكر باريز – باريس بأن يقول في حقها "أعلم أن مدينة باريس هى اعظم مدن الإفرنج التى يرحل اليها الغرباء" ، ولاشك أن الطهطاوي توقف كثيرًا أمام السيدة الفرنسية وقارن بين إختلافات الثقافات العربية الإسلامية والغربية الفرنسية وهذا جلي في كتابه وترك لديه أثر لم يغفره له أصحاب الصوت الديني عندما عاد إلى مصر "…. كثيراً ما يقع السؤال من جميع الناس على حالة النساء عند الإفرنج كشفنا عن حالهن الغطاء، وملخص ذلك أيضاً : إن وقوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتى من كشفهن أو سترهن، بل التربية الجيدة والحسيسة...." لكن مجمل الكتاب توضحه رغبته "…. استقر عزمي وأنا في باريس على خدمة بلادي عن طريق نقل علوم الإفرنج إلى مواطني مصر لتشع مداركهم وتسموا أفكارهم” الخ.
بهذا الكتاب وبعدة مؤلفات أخرى وبمشروع الترجمة الذي نهض به هذا الرجل جعل نفسه علامة فارقة في حركة التنوير في مصر والعالم العربي، وله شعر وجدته لا يعدو كونه مجرد نظم حسب ظني الذي يحتمل وجهي نظري.
عن أزمنة ما بعد الحملة الفرنسية، عن أزمنة ما بعد المماليك، ومحاولة محمد علي باشا النهوض بمصر وتحويلها إلى قوة إقليمية، عن ذلك الزمن النستالوجي في الذاكرة العربية، هذا الكتاب الذي قيد فيه الطهطاوي بإمتاع رحلته الباريسية، حيث ذهب كإماماً للبعثة ومن ثم دارساً ليتعلم الفرنسية ويتقنها ويترجم منها، يكتب الطهطاوي بحس المؤرخين والرحالة القدماء، التأريخي، المقارن، والموثق لكل ما يحدث وما يقال، كتاب ممتع، وكنز للباحثين والقراء.
A translation of Rifah al-Tahtawi’s endearing account of the years he spent in Paris as a student in the early 1800s. al-Tahtawi was part of an educational delegation sent to France by Muhammad Ali to learn the advanced ways of Europe. His mission was a distant prototype to today’s Arabs who flock to London and New York to learn the ways of “civilization,” though the novelty has long since worn off.
The book was really written for people of al-Tahtawi’s time to understand the ways of the French and the sources of their civilization. As such, it is not always so informative for a reader today. What makes it special however are the observations that al-Tahtawi makes about daily life in Paris, Marseille and other cities and how it differed from the Egypt he was accustomed to. French cafes, streets, manners and values were all totally novel to him. His descriptions are earnest, detailed and clever. al-Tahtawi was an anthropological observer with his gaze turned to the West, rather than the opposite as we are often used to. The result is quite fascinating.
A devout yet curious young Egyptian Muslim in Paris, he had an open and refined mind that was not consumed with prejudice. As such al-Tahtawi’s thoughts are very pleasant to read, albeit with a few jarring observations mainly about his own country. His memoir of his time in Paris is like a time capsule into what was, at least in some respects, a less xenophobic age. He really liked the French, without wanting to wholly lose himself in their culture.
Egypt did learn many of the ways of material civilization that al-Tahtawi was so anxious for it to understand. Its people have created things that would surely astound him if he could see them today. Whether it has ultimately made Egyptians, or even the French, happier or better in their morals is an unanswerable question.
كتاب رائع وممتع، وهو من أفضل كتب الرحلات التي قرأتها على الإطلاق، وقد عمل عقل الطهطاوي ببراعة على استيعاب المجتمع الغريب عنه حتى هضمه ووصفه.
أما أنه انبهر بما عندهم فقد كان، وحق له أن يكون، لا سيما والفارق بين الأوضاع في عالمه والعالم الذي رآه فارق كبير وواضح ولا تخطئه عين.
وأما أن هذا سبب له انهيارا أو هزيمة نفسية فهو ما لم يكن، وكافة ما يستدل به بعضهم حول هذه الهزيمة النفسية تزيد وتكلف وتحميل الكلام ما لا يحتمل، فالرجل كان يصف فحملوا هذا الوصف على أنه ثناء وقبول وإعجاب! وقد صرح الرجل أكثر من مرة بما يناقض أقوالهم مثل قوله: "ومن المعلوم أني لا أستحسن إلا ما يخالف الشريعة الإسلامية" ووصفه لباريس بأنها "ليل الكفر ليس له صباح" وغيرها.
ومنها ملاحظته الدقيقة حول ماديتهم، وأنهم يواسون بأقوالهم وأفعالهم فقط لا بأموالهم، ولا يعطون إلا إعارة أو إذا ارتجوا المكافأة، فهم أقرب للبخل من الكرم، واستنكاره لكون أشعارهم تؤله ما تثني عليه، وعن قسوتهم في ذبح الحيوانات والطيور، وعن أن كسبهم غالبه الربا، وعن كثرة كذبهم في صحفهم، وعن أن عدم زواج القساوسة يزيدهم فسقا على فسقهم.
وعلى كل حال فقد كتب الرجل كتابه وقت أن لم يكن الصراع الغربي الإسلامي مشتدا كما هو الحال فيما بعد عصره، ولهذا تجد من ينقده يعيش عصره هو -الملتهب- بأكثر مما يعيش عصر الرجل.
وعلى كل حال فعامة كتب الرحلات في تاريخنا كانت أقرب إلى الوصف منها إلى التقييم.
رفاعة الطهطاوي المؤسس الفكري لحركة الإصلاح الحديث ومن قادة النهضة العلمية في عصر محمد علي .. هو الشاب الأزهري الذي رشحه معلمه الشيخ حسن العطار ليكون إماما للبعثة المسافرة إلي فرنسا ليشاهد ما لم يشاهده من قبل .. بلاد مختلفة في الأفكار والعادات والتقاليد في وسط كل انبهاره .. رسم لنا بقلمه رحلته في بلاد الفرنجه .. علوم وعماره وتقدم ليس لهم مثيل وكيف المجتمع الفرنسي من عاداته وطريقة رؤيته للحياة الكتاب شامل كل مارأه ووصفه للجيد والسئ والا يخلو ايضا من النقد والمقارنة مع نمط الحياة في المشرق
L'auteur, Rifa'a Rafi al-Tahtawi, est un égyptien musulman érudit du XIXème siècle. Dans ce récit, il expose son voyage à Paris dans les années 1820, quelques années après l'expédition de Bonaparte en Égypte. C'est, en quelque sorte, le livre miroir de celui écrit par Volney quelque trente ans auparavant. Envoyé par les autorités égyptiennes avec une dizaine d'autres de ses compatriotes pour s'instruire au maximum, Rifa'a va se consacrer à l'étude avec passion, passant la plus grande partie de son temps à Paris en compagnie des livres et des savants, et profitant aussi des plaisirs de la ville comme le théâtre et les cafés.
J'ai tout de suite énormément apprécié Rifa'a, un homme pondéré, attentif, précis, travailleur, juste, et éclairé. Le style de son livre, en dehors des politesses orientales particulières, respire la clarté, le sérieux et la probité. Il aborde tout autant les circonstances de son voyage, les particularités des mœurs qu'il observe que le détail des études qu'il entreprend. Il met même à la disposition du lecteur la correspondance qu'il a échangé avec les principaux savants français avec lesquels il était lié.
C'est toujours intéressant d'avoir un regard extérieur, mais l'autre avantage de ce texte est aussi de donner une foule de détails sur la vie à Paris il y a plus de deux siècles, détails que les écrivains omettaient le plus souvent de préciser dans leurs écrits: pour Rifa'a, tout est nouveau, donc il offre une description d'autant plus précise.
Rifa'a fait des remarques fort éclairantes sur les mérites respectifs du Français et de l'Arabe, de ce qui est considéré comme de bon goût dans l'une et dans l'autre, et les raisons de ces différences. Il s'est beaucoup intéressé aux problèmes de traduction, et s'est instruit avec sérieux sur la langue française. Ses qualités l'ont également fait apprécier de ses hôtes qui ont rendu hommage à son travail, non pas par simple politesse, mais en lui prodiguant les remarques et critiques propres à ce qu'il perfectionne ses ouvrages.
Rifa'a est généralement très favorable et admiratif de tout ce qu'il observe. On sent qu'il souhaiterait transporter dans son pays tout les avantages dont il est témoin: son diagnostic est, en fait, exactement celui de Volney: il faut de la justice, et l'enseignement de toutes les sciences et non simplement la théologie, pour qu'arrive la prospérité. Pour encourager ses compatriotes, il rappelle les anciennes réalisations de quelques savants arabes. Mais il ne se laisse pas enivrer par les chimères de la fierté aveugle, et admet que tous ont reçu les sciences des mêmes maîtres: les grecs.
Toutes ces bonnes dispositions ne l'empêchent pas de faire preuve d'esprit critique. En plus des sciences et des savoirs, il s'est également passionné pour la vie politique, et donne un tableau tout à fait édifiant de la révolution de 1830. Ses observations sur l'invasion de l'Algérie ne manquent pas de justesse, et il n'a pas manqué d'en relever les véritables motifs, ainsi que les réactions des français. Son regard sur la presse ne manque pas d'acuité ni d'à-propos.
Lui et ses pairs sont devenus des personnages importants en Égypte, où ils ont contribué à propager les lumières contre l'obscurantisme. Ce livre est véritablement passionnant et donne de son auteur une image avantageuse et attachante. Il est également accompagné d'un appareil critique merveilleusement complet et érudit. Un très bon livre.
دهشه جدنا الكبير رفاعه رافع الطهطاوي في عام 1826 غادر الطهطاوي مصر في بعثه إلى بلاد فرنسا وعاش وشاهد وسمع من العجائب ما أدهشه وجعله يدونه في كتاب حتى يستفيد به المصريون والعرب كافه والأجيال التاليه لهم من تجارب الشعوب . ولكن المصيبه العظمى والكارثه الكبرى أن مرور ما يقارب المئتين سنه من تجربته وملاحظاته ومدوناته بتلك الأيام لم نستفد منها ؟! القصيمي شبه العرب بأنهم ظاهره صوتيه وأنا أقول العرب دائره متكرره . لم نستفد من تجارب الشعوب ونتحضر من الداخل فالحضاره قبل كل شيء هي الإنسان . وليست التحدث بلغه ثانيه والطيران وإستخدام كل وسائل التكنلوجيا الحديثه وغيرها من الغبائيات الكثيره التي نمارسها بحياتنا مجبورين عليها أحيانا ً وبطواعيه ورضا أحيانا أخرى . ولنتعرف على دهشه الطهطاوي وصدمته فيما يتعلق بالعلوم والفنون المطلوبه التي يجب أن تعمل بها الدول للسير في ركاب الحضاره البشريه فيقول : فيجب على الدول المتحضره أن تتمتع بفنون وصنائع مثل علم تدبير العسكريه وعلم القبطانيه والأمور البحريه وعلم السفاره ومعرفه الألسن والحقوق والإصطلاحات وفن المياه وهو صناعه القناطر والجسور والأرصفه وعلم الميكانيقا وهو آلات الهندسه وجر الأثقال وعلم هندسه العساكر وعلم فن الرمي بالمدافع وترتيبها وعلم فن سبك المعادن لصناعه المدافع والأسلحه وعلم الكيمياء وصناعه الورق والمراد بالكيمياء معرفه تحليل الأجزاء وتركيبها ويدخل تحتها أمور كثيره كصناعه البارود والسكر وليس المراد بالكيمياء حجر الفلاسفه كما يظنه بعض الناس فإن هذا لا تعرفه الأفرنج ولا تعتقده أصلا ً . ونحن بعد مئتين سنه لم نصنع شيء مما قاله وإن وجد مما قاله شيء فهو مستورد أو تحت إشراف غربي . ويكمل : وعلم فن الطب وفروعه فن التشريح والجراحه وتدبير الصحه وفن معرفه مزاج المريض وفن البيطره أي معالجه الخيل وغيرها وعلم الفلاحه وفروعها معرفه أنواع الزروع وتدبير الخلاء بالبناء اللائق به وغيرها ومعرفه ما يخصها من آلات الحراثه المدبره للمصارف وعلم تاريخ الطبيعيات وفروعه مرتبه النباتات ومرتبه المعادن وعلم صناعه النقاشه وفروعها فن الطباعه وفن نقش الاحجار ونحوها وعلم فن الترجمه يعني ترجمه الكتب وهو من الفنون الصعبه خصوصا ً ترجمه الكتب العلميه فإنه يحتاج إلى معرفه إصطلاحات أصول العلوم المراد ترجمتها فهو عباره عن معرفه اللسان المترجم عنه وإليه والفن المترجم فيه . يعلق الطهطاوي بعد سرد كل هذه العلوم : فإذا نظرت بعين الحقيقه رأيت سائر هذه العلوم المعروفه معرفه تامه لهؤلاء الأفرنج ناقصه أو مجهوله بالكليه عندنا ( نفس الدائره بعد مرور مئتين سنه ) ومن جهل شيئا ً فهو دون من أتقن ذلك الشيء وكلما تكبر الإنسان عن تعلمه شيئا ً مات بحسرته ! ويستطرد جدنا الطهطاوي دهشته حين دعوتهم على الطعام من إحضار الكراسي لهم للجلوس عليها ! لأن هذه البلاد يستغربون جلوس الإنسان على الأرض ، ثم مدوا السفره للفطور ثم جائوا بطبليات عاليه ثم رصوها من الصحون البيضاء الشبيهه بالعجميه وجعلوا قدام كل صحن قدحا ً من القزاز وسكينه وشوكه ( نحن نتحدث عن عام 1826 للتذكير ) وملعقه وفي كل طبليه نحو قزازتين من الماء وإناء فيه ملح وآخر فيه فلفل ثم رصوا حوالي الطبليه كراسي لكل واحد كرسي ثم جائوا بالطبيخ فوضعوا في كل طبليه صحنا كبيرا ً أو صحنين ليغرف أحد أهل الطبليه وتقسم على الجميع فيعطى لكل إنسان في صحنه شيئا ً يقطعه بالسكين التي قدامه ثم يوصله إلى فمه بالشوكه لا بيده فلا يأكل الإنسان بيده أصلا ً ولا بشوكه غيره (....) ويزعمون أن هذا أنظف وأسلم عاقبه وتزداد دهشته حين يدخل قهوه في فرنسا من توزيعهم أوراق الوقائع اليوميه أي الصحف اليوميه من أجل المطالعه ! ويتحدث عن أهل باريز : أعلم ان الباريزين يختصون من بين كثير من النصارى بذكاء العقل ودقه الفهم وغوص ذهنهم في العويصات وليسوا مثل النصارى القبطه في أنهم يميلون بالطبيعه إلى الجهل والغفله وليسوا أسراء التقليد أصلا ً بل يحبون دائما ً معرفه أصل الشيء والأستدلال عليه حتى أن عامتهم أيضا ً يعرفون القراءه والكتابه ويدخلون مع غيرهم في الأمور العميقه كل إنسان على قدر حاله فليست العوام بهذه البلاد من قبيل الأنعام كعوام أكبر البلاد المتبربره ، وسائر العلوم والفنون والصنائع مدونه في الكتب حتى الصنائع الدنيئه فيحتاج الصنائعي بالضروره إلى معرفه القراءه والكتابه لأتقان صنعته . ودهش من كل صاحب فن من الفنون إذ يجب عليه أن يبتدع في فنه شيئا ً لم يسبق به أو يكمل ما ابتدعته غيره ويدهش من طباع الفرنساويه بالتطلع والتولع بسائر الأشياء الجديده وحب التغير والتبديل وخصوصا ً في أمر الملبس وكأنه كان يتنبأ بأن باريس ستكون عاصمه الموضه . ويندهش من توفيتهم غالبا بالحقوق الواجبه عليهم وعدم إهمالهم أشغالهم أبدا والوفاء بالوعد وعدم الغدر وقله الخيانه ( مع أنهم كفار بنظر المسلمين ) يقول : ومده إقامتي بباريز لم أسمع أحدا ً يشكو من المكوس والفرد والجبايات أبدأ ولا يتأثرون بحيث أنها تؤخذ بكيفيه لا تضر المعطى وتنفع بيت مالهم خصوصا ً وأصحاب الأموال في أمان من الظلم والرشوه ! وهذه الدهشه أصابتني انا هذه المره (نفس الدائره ) ودهشته بالماده الثامنه فيقول : وأما الماده الثامنه فإنها تقوي كل إنسان على أن يظهر رأيه وعلمه وسائر ما يخطر بباله مما لا يضر غيره فيعلم الإنسان سائر ما في نفس صاحبه خصوصا الورقات اليوميه المسامه بالجرنالات والكازيطات (.....) فإن الإنسان يعرف منها سائر الأخبار المتجدده .. ألخ ألخ ألخ . ودهشته من كثره قراءه الفرنساويه للكتب والإطلاع عليها وكيف أن كل إنسان له خزنه كتب سواء الغني والفقير حيث أن سائر العامه يكتبون ويقرؤن (....) وترى أن سائرهم له معرفه مستوعبه أجمالا ً لسائر الأشياء فليس غريبا ً عنها حتى إنك إذا خاطبته تكلم معك بكلام العلماء ولو لم يكن منهم فلذلك ترى عامه الفرنساويه يبحثون ويتنازعون في بعض المسائل العلميه العويصه (...) وأولادهم دائما متأهلون للتعليم والتحصيل ولهم تربيه عظيمه . ويبدي دهشته وهو من تلامذه الأزهر والشيخ المعمم وصاحب النزعه الدينيه التي لا يماريه عليها أحد من عدم تسميه القسوس بالعلماء فيقول : ولا تتوهم أن علماء الفرنسيس هم القسوس لأن القسوس انما هم علماء في الدين فقط وقد يوجد من القسوس من هو عالم أيضا ً وأما ما يطلق عليه أسم العلماء فهو من له معرفه في العلوم العقليه ومعرفه العلماء في فروع الشريعه النصرانيه هينه جدا ً فإذا قيل في فرنسا هذا الإنسان عالم لا يفهم منه أنه يعرف في دينه بل أنه يعرف علما ً من العلوم الآخرى وسيظهر لك فضل هؤلاء النصارى في العلوم عمن عداهم وبذلك تعرف خلو بلادنا عن كثير منها وإن الجامع الأزهر المعمور بمصر القاهره وجامع بني أميه بالشام وجامع الزيتونه بتونس وجامع القرويين بفاس ومدارس بخارى ونحو ذلك كلها زاهره بالعلوم النقليه وبعض العقليه كعلوم العربيه والمنطق ! إنتهى كلامه . (نفس الدائره ) طبعا ً من المعلوم أن الطهطاوي كالعاده حورب وإضطهد وجرم بسبب كتابه هذا ، بلغه عصرنا أتهم بالخيانه والكفر والألحاد والجهل والماسونيه والعماله لإسرائيل والقبض من أمريكا (نفس الدائره )
احترت في تقييم هذا الكتاب ،، بالنسبة لشاب في سنة 2013م وجدت أجزاء كثيرة من الكتاب مملة ،، حيث الوصف المستفيض لجوانب الحياة في باريس على عدة صفحات ،، في الوقت الذي شاهدتها أنا اكثر من مرة في صور أو أفلام فبالتالي لست بحاجة للتركيز مع وصف الطهطاوي. لو استند إلى رأي الشخصي لأعطيب الكتاب ثلاث نجوم. ولكني حاولت أن أتخيل شعور شاب مصري آخر في سنة 1835م وهو يقرأ هذا الكتاب ،، شعرت أنني لا بد أن أعطي الكتاب خمس نجوم ،، كتاب مُذهل ولكن للأسف العصر قد سبقه.
أعتقد أن هذا الكتاب في حاجة إلى إعادة صياغة ،، رأيي أن يتطوع أحد ليعيد كتابته بعد اختصار ما يُمكن اختصاره - وهو كثير - لأننا للأسف وبعد حوالي 180 عامًا لم نصل بعد لنصف ما كانت عليه باريس في ذلك الوقت. لو بُعث الطهطاوي في زماننا هذا ورأى حالنا لمات مرة أخرى حسرةً وكمدًا.
من الفصول الممتعة في الكتاب الفصل الخاص بنظام الحكم في فرنسا والفصل الحاكي للثورة الفرنسية.
ـــــــــــــــــ مُعجب جدًا بهذه الطريقة في تقديم نفسه ،، لا تعرف إن كان متواضعًا أم متفاخرًا ...
“كما أن البلاد الإسلامية قد برعت في العلوم الشرعية والعمل بها، وفي العلوم العقلية، وأهملت العلوم الحكمية بجملتها، فلذلك احتاجت إلى البلاد الغربية في كسب ما لا تعرفه، وجلب ما تجهل صنعه”.
رفاعة رافع الطهطاوي.. واحد من قادة النهضة العلمية في مصر.
ولد الطهطاوي عام 1801م بمدينة طهطا بمحافظة سوهاج بصعيد مصر. حفظ القرآن الكريم في صغره. وبعد وفاة والده اهتم به أخواله العلماء حتى التحق بالأزهر في سن السادسة عشرة.
شاء القدر أن يجلس بين يدي الشيخ حسن العطار، ينهل من علمه ويصقل من حكمته. بل يقف الشيخ وراء ترشيح تلميذه لبعثه فرنسا إماما لها.
في بلاد الفرنجة، شاهد الطهطاوي ما لم يشاهده من قبل.. وكأن الدنيا قد خلقت من جديد.. علوم وعمارة مختلفة.. عادات وتقاليد غير التي يعرفها.. أشياء لم تكن قد خطرت على باله من قبل.
لم يترك الطهطاوي الانبهار ليهزمه، بل أسرع ليتعلم لغة القوم ليأمنهم ويعرفهم، ويرسم بقلمه أفكارهم.
من النقيض إلى النقيض.. من الحلال إلى الحرام.. ومن الشرق إلى الغرب كانت رحلته.. رحلة يلوح فيها صراع بين القديم والجديد.. بين الأصالة والمعاصرة.. إلا أن الرحالة لم يلبث أن ينتصر في معركته.. فكما انبهر.. انتقد.. وكما وصف الجمال.. وصف القبح.
باريس.. عاصمة الفن والجمال.. أيتها المدينة الساحرة ذات العطر الفواح.. كيف أنقل عطرك إلى الوطن.. إلى بلاد العرب.. أي مصفى أحتاج إليه حتى أميز الخبيث من الطيب.. أي الزهور ينبت في أرضي؟ وأيها يموت؟ أين السم في العسل؟ وأيهما سم وأيهما عسل؟
بعد معركة الفكر في بلد النور والجمال، أفاض الله على عبده فألهمه كتابا.. هو “تخليص الإبريز في تلخيص باريز”. في علوم فرنسا التاريخية والجغرافية والسياسية والاجتماعية.. فيه ما لاحظ وما رأى.. ما أحب وما كره.. وفيه مقارنة بين الوطن وعاصمة جمال العالم.
وقف الطهطاوي يشاهد فضل العلوم الطبيعية والرياضية على المدينة وعلى أهلها، فأرجع سبب تقدم المسلمين في العصر العباسي إلى اهتمام الخلفاء بالعلوم وربما اشتغالهم بها.. فالعلم لا تنتشر في عصر إلا بإعانة صاحب الدولة لأهله.
ويميل الطهطاوي إلى تفضيل القلم على السيف، فيقول “بالأقلام تساس الأقاليم”.
ويصدح من زمان بعيد قائلا: على الإمام الأزهري أن يهتم بمعرفة علوم كثيرة مختلفة، وألا يكتفي بالعلوم الشرعية فقط.
تحدّث الطهطاوي عن طبيعة الحياة الاجتماعية لأهل باريس ودروبهم الأدبية والفنية، وعن صفاتهم وطبائعهم، من حب للمعرفة وحب التغيير وحب المغامرة ومعرفة الغرباء ونزوعهم إلى العدل والمساواة وحب العمل واحترامهم للنساء وتقديرهم لهن.
عن النساء يقول “الإنسان إذا دخل بيت صاحبه فإنه يجب عليه أن يحيي صاحبة البيت قبل صاحبه، ولو كبر مقامه ما أمكن فدرجته بعد زوجته أو نساء البيت”.
كان أهل باريس يقدسون العقل، حتى وصل الأمر إلى أنه ذكر نقلا عنهم أنهم يعتبرون “عقول حكمائهم وطبائعهم أعظم من عقول الأنبياء وأذكى منها”.
وانتقد كما مدح، فلم يسيطر عليه إعجاب أعمى، فقال عن المسرح “فالتياتر عندهم كالمدرسة العامة، يتعلم فيها العالم والجاهل”، وقال “ولم تشتمل التياتر في فرنسا على كثير من النزعات الشيطانية، وكانت تعد من الفضائل عظيمة الفائدة، فانظر إلى اللاعبين بها فإنهم يحترزون ما أمكن عن الأمور المخلة بالحياء، ففرق بعيد بينهم وبين عوالم مصر وأهل السماع ونحوهم”.
وقارن بين باريس ومصر مقارنة توحي أنه كان يتمنى أن يكون تغيير مصر اقتداء بالنموذج الفرنسي.
يختتم الطهطاوي كتابه بمجموعة من الملاحظات التي دونها بعد عودته إلى مصر، وأهمها أن الرحلة أنجبت مجموعة علماء منهم من وصل إلى رتبة أساطين الإفرنج بين إدارة الأمور العسكرية، والسياسات المدنية، والأمور البحرية، والخبرة بالطب، والكيمياء.
Catatan ilmuan Islam dari Mesir ketika mengikuti delegasi dari negaranya ke kota Paris untuk belajar sesuatu dari bumi Eropah selama 5 tahun (antara tahun 1826-1831 Masihi) yang sedang berkembang maju pada era itu. Ternyata ianya suatu perjalanan musafir mencari ilmu yang berbaloi dari bacaan nukilan beliau ini.
Catatan berbentuk travelog ini sarat dengan pelbagai ilmu baru (pada ketika itu) serta pelbagai kisah sejarah, terutamanya berkaitan dengan negara Perancis. Beliau juga tidak lupa untuk menyelitkan kisah-kisah berkaitan dengan dunia Islam serta negara beliau Mesir dimana yang didapati berkaitan. Secara ringkasnya, teknik penceritaannya berdasarkan kejadian semasa pengembaraan tersebut, sambil disulami dengan pelbagai kisah lain pada ketika itu.
Penulis (yang merupakan seorang profesor) juga boleh dilihat sebagai seorang ilmuan yang berada ditahap yang tinggi. Ini berpandukan kepada banyaknya rujukan & nukilan dari karya-karya lain yang sezaman dengannya yang banyak beliau gunakan di dalam catatan beliau ini, terutamanya karya-karya dari sastera Arab. Ianya indah sekali.
Respon positif dari orang tempatan di Paris berkenaan catatan travelog ini juga menunjukkan si penulis adalah seorang ilmuan yang pandai menyesuaikan diri ketika bermusafir menuntut ilmu. Ada juga antara orang-orang Perancis, yang datang dari pelbagai lapisan ini, yang akhirnya menjadi sahabat beliau hingga akhir hayat beliau. Tanda jelas yang beliau juga merupakan seorang yang budiman peribadinya.
Kesimpulannya, buku ini dapat mengajar kita satu perkara yang amat penting, iaitu berkenaan sifat bagaimana antara kita sesama manusia, semuanya saling memerlukan . Semaju mana pun satu-satu bangsa itu, mereka tetap boleh meningkatkan diri dengan belajar pelbagai perkara baru dari bangsa yang lainnya.
Jangan malu untuk bermusafir bagi menuntut ilmu, meskipun ianya bakal memakan masa, tenaga mahupun wang kita.
I read a 1988 French edition of this non fiction book, which has several editions in Arabic, French, and other languages throughout history. M. Tahatawi was en emminent professor of Egyptian University of Azhar in the early 19th century. He was one among 44 eminent Egyptian intellectuals chosen by the King to go to France to study French and the French culture, sciences, and arts in order to return to Egypt to modernize the society. In this non fiction novel, M. Tahtawi exposed the French society as he studied it during the 5 years (1826-1831) when he lived in Paris. This book ennumerates what the author discovered during his studies about French language, society, and establishments. I understand how when the book was first printed in 1830's in Egypt, it became of upmost importance for Egypt, its intellectuals, its people, and was highly regarded also by the French orientalist community.
However, for the 21st century readers like us, we don't learn much from reading this book. Whatever the author wrote about are known facts at the time are mostly still relevant today. So if you're quite familiar with Paris today, much of it already existed in that period. Paris and France are not an unfamiliar, unknow and exotic cities and countries to need to read this book to learn about them. It is also unfortunate that the author keeps enumerating the number of hospitals, univerisities, and other aspects of Paris while he barely gives us any personnal annecdotes about his stay in Paris. One critic made by one of the French orientalist mentionned in the book is that the author sometimes generalizes some true facts about part of the society in Paris to the whole country. I agree 100% with this critic. I don't know if the author travelled to other countries prior to France. It seems while reading this book that the author left Egypt for France with already high expectations and pre-conceived positive opinions about France. Therefore, it looks as if the author is too easily impressed by what he sees such as his notice of the high regard for hygene by the French when he takes his quarters on the boat leading him to Marseille.
The most boring chapter is the first chapter, which is a 25 page presentation summarizing what will come ahead. The best chapter to read is the 5th essay from p237 to p265 about the French revolt against the king Charles X in 1830. Generally speaking, the author gave me the impression he studied French culture, but he forgot to live it. I would have appreciated this non fiction book if the author wrote about his personnal experience of life in Paris and French culture between 1826-1831.
كنت أرغب في قراءة هذا الكتاب من زمن بعيد لاعتبارات عديدة، لكن شاء الله ألا أقرأه إلا من فترة قريبة...
وبعد قراءته ندمت... ندمت على أني أهملت قراءته طوال الفترة الماضية ! وإن كان قبل قراءته في الخاطر منه شيء، فبعد قراءته أصبح في النفس منه أشياء...
قبل قراءة الكتاب، حاولت جهدي أن أقف على بعض ما قيل فيه، خصوصا من منتقديه. فوقفت على نتفٍ مما قاله فيه الشيخ "محمد قطب"، أمد الله في عمره، مما وجدته منقولا عنه على الشبكة، كما وقفت على ما يقارب الخمسين صفحة للدكتور "محمد محمد حسين"، رحمه الله، في كتابه "الإسلام والحضارة الغربية"، وكلام للأستاذ محمود شاكر، طيّب الله ثراه، في مقدمة كتابه "المتنبي". وطالعت العديد من الردود عليه مما جاء في الشبكة لأناس أعرفهم وغيرهم ممن لا أعرفهم... من ثم شرعت في قراءة الكتاب...
كتب الشيخ رفاعة رحمه الله كتابه بأسلوب أدبي رائع، سلس وجذاب، يدلّ على سعة اطلاعه وحسن انتقائه للألفاظ وبديع صياغته للعبارات. أما طريقته في وصف ما يراه، فهي خير برهان على سعة عقله ودقة ملاحظته وحسن فهمه وكبير ذكائه في تدوين ما يراه بشكل دقيق ماتع يُبعد الملل والسآمة عن النفس. كما أنها دليل على استيعابه لكل ما يراه بعين الواصف والواعي والمحلّل. وإن كان يحقّ لي هنا أن أعجب من شيء، فهو من تشكيك الأستاذ الكبير محمود شاكر، رحمه الله، بذكاء الطهطاوي القادم من الصعيد إلى القاهرة وهو في السادسة عشرة من عمره والذي سافر إلى فرنسة وهو ابن ثلاثة وعشرين، فوا عجبي من تحجير سعة رحمة الله وفضله على عباده !!!
وللطهطاوي من أول كتابه إلى آخره نفس إسلامي واضح يتجلى في الكثير من عباراته خصوصا وهو يُفرّق بشكل جلي بين أهل الكفر وأهل الإسلام، أو بين الإسلام الدين الحق وبين ملل الكفر الباطلة، فهل يصحّ بعد هذا مؤاخذته إن وصف ما رأى وأفصح عما عاين ؟؟؟
وللأسف فإن مطالعتي لهذا السفر القيم لم يفسدها سوى كون النسخة التي قرأتها سيئة للغاية، في كل سطر منها خطأ مطبعي ! فآمل أن ييسر الله لي اقتناء النسخة الصادرة عن سلسلة "ارتياد الآفاق" (www.alrihla.com/P1-10.htm) فإنها محققة ومطبوعة طباعة جيدة.
المبالغة في الانبهار جعلتني أشك بكم كان الوصف يعكس الحياة في باريس بشكل واقعي، حتى تقريباً لم ينتقد أي شيء في باريس الا ما كان مخالفا للدين، وكأنهم ما عندهم نقص ولا علة الا ابتعادهم عن الدين. وفي كثير من الأحيان أخذ يشرح كثيراً في تفاصيل الأمور الهندسية أو اللغوية(العربية) بما أظنه كان يخرج عن هدف الكتاب من وصف الرحلة أو وصف باريس
ربما سأعود له لاحقا بعد أن أقرأ أكثر عن تلك الفترة
Empat tahun penjajahan Perancis ke atas Mesir (1798-1801) memberi kesan yang sangat besar dalam pertembungan intelektual dan budaya Islam-Eropah.
Kelangsungan untuk saling belajar diteruskan oleh Muhammad Ali Pasha dengan menghantar delegasi Al-Azhar untuk meneguk ilmu di Perancis selama 5 tahun. Al-Tahtawi dalam catatan ini menceritakan dengan lengkap keadaan masyarakat Perancis,struktur politik dan kekuatan ilmu disana.
Al-Tahtawi diangkat sebagai antara modenis terawal yang memberi kesan kepada perkembangan modenis Islam yang lain seperti Muhammad Abduh.Namun begitu, Tahtawi tidak menolak Ijma' dan Qias walaupun menggerakkan pembaharuan di Mesir.
Antara catatan yang menarik ialah sekularisme yang menjadi pegangan masyarakat Perancis.Mereka percaya bahawa kemajuan sains teknologi serta rasional manusia akan menggantikan peranan agama terhadap manusia.Selain itu,Tahtawi juga mencatatkan terdapat banyak pengisian yang sesat dalam aspek ilmu falsafah,serta buku-buku falsafah dipenuhi bermacam bidaah.
Catatan ni sangat bagus untuk dibaca terutamanya penyelidik.
كتاب ذو مكانة تاريخية و صاحبه هو معلم النهضة الأول... كما هو عنوانه بطعمه الشرقي البحت و جوهره الأوربي بامتياز كذا سائر نواحي الكتاب. جوهره عن باريس المتقدمة كما تراها عيون أفندي أزهري, معجب بتقدمها لكنه يأنف عما يتعارض منها مع عقيدته, لا ينكف عن عقد المقارنات بين باريس و موطنه و من كل ذلك تفوح رائحة حرصه على تقدم أمته و دينه.. أهداف تؤكدها سيرته وسعيه الدؤوب في تعلمه وتعليمه.. يستحق القراءة و البحث عن عبر تفيدنا في حاضرنا.
لطالما اعتبر الطهطاوي من رواد النهضة العربية !! او على الاقل هذا ما تم تلقينه لنا في المدارس ومن خلال الاعلام ..ودائما يستشهد بكتابه المذكور بكونه من كتب الرحلات المرجعية ... الآن وبعد قراءتي لهذا الكتاب ( وقد جاهدت نفسي كي أتمه) تعرفت على احد عوامل احساسنا كمسلمين وعرب بالدونية تجاه الغرب ...ان الكاتب لا يخفي انبهاره بكل ما هو فرنسي حتى المعيب من تصرفاتهم ولا ينكر عليهم شيء بل انه يمجد في فن الرقص الغربي ( وهو شيخ ازهري) ويشعر بالزهو والفخر كونه اختير بشرف الابتعاث لفرنسا !! واكاد اجزم ان اختياره لتلك المهمة كان مبرمجا كما هو الحال بالنسبة لافكاره التي تربت عليها الاجيال العربية منذ ذلك الحين !! المحصلة انه كتاب سطحي لا يرقى أن يكون من كتب الرحلات ولا الاجتماع ولا حتى المذكرات .
كنت أود قراءته هذا الكتاب دوماً وها أنا ذا قد فعلت، لم أكن أعرف أن له اسماً آخر وهو (الديوان النفيس في إيوان باريس) وصف مبهر طبعاً لكل شئ في باريس منذ مائتي عام تقريباً ولم نصل لنصف مستواهم بعد أكثر الفصول التي أعجبتني هو الفصل الذي ذكر فيه جغافية العالم والفصل الذي تناول فيه أسباب الثورة الفرنسية والحالة السياسية الحالية للديار الفرنساوية (عام 1827 م)
كنت مستمتعة جدا في بداية الرحلة لكن دقة التفاصيل وكثرتها كانت سبباً لتسويف القراءة وداعياً للملل مما أطال وقت إتمامه ولكن الكتاب بشكل عام يعتبر مرجع جيد لمن هو مهتم بتاريخ تلك الفترة .
Rihlah ke Paris ini merupakan catatan dan analisis terperinci Syeikh Rifa‘ah al-Tahtawi terhadap negara Perancis sepanjang keberadaannya bersama-sama dengan 39 orang delegasi lagi yang dihantar oleh kerajaan Mesir pada ketika itu – di bawah kepimpinan Muhammad Ali Pasha – bagi menggalakkan lagi pertukaran ilmu, kebudayaan dan pemikiran.
Anatomi buku ini dibahagikan kepada enam makalah. Makalah pertama dan kedua merupakan catatan al-Tahtawi terhadap proses perjalanannya dari Kaherah ke Iskandariah dan kemudiaannya tiba di Paris. Makalah ketiga yang juga merupakan makalah terpanjang, memuatkan huraian terperinci kebudayaan masyarakat di Paris sana baik dari sudut geografi, demografi penduduk, pentadbiran, keagamaan, hiburan, kebajikan, pakaian, kebersihan, makanan dan lain-lain lagi.
Makalah keempat pula memuatkan risalah-risalah al-Tahtawi dan duta-duta Perancis di sana yang memuji penguasaan bahasa Perancisnya yang cemerlang di samping hasil karyanya ini yang boleh dikatakan mu‘tadil serta dimuatkan juga senarai buku-buku yang telah dibaca oleh al-Tahtawi di sana seperti The Social Contract oleh Rousseau, The Spirit of Laws oleh Montesquieu dan beberapa karangan Voltaire. Beliau juga sempat menterjemah 12 buku dan esei dari bahasa Perancis ke bahasa Arab.
Menginjak ke makalah kelima, pembaca dibawa menyorot ke fabrik politik yang melatari institusi beraja di sana sebelum ia beralih kepada pemerintahan berpaksikan liberal kerana penyalahgunaan kuasa oleh raja sendiri. Di sinilah Napoleon Bonaparte mengambil alih dan magnet kuasanya yang berpaksikan kutub liberal mula bermuara.
Makalah terakhir pula, diakhiri dengan bidang-bidang ilmu yang diajarkan kepada kumpulan delegasi ini di sana seperti logik, sejarah, kesenian, bahasa, balaghah (retorik), matematik, arithmetik dan lain-lain lagi. Penulis ada membuat perbandingan antara struktur nahu bahasa Arab yang lebih mendalam dan kompleks ketimbang bahasa Perancis yang agak ringkas dan mudah untuk dikuasai.
Disebabkan al-Tahtawi hidup beberapa puluh tahun sebelum Perang Dunia meletus, al-Tahtawi melihat banyak sisi-sisi positif negara dan masyarakat Perancis seperti negaranya bersih dan masyarakatnya berbudi bahasa yang apabila dibandingkan dengan hari ini, ianya agak kontradik.
Adunan beberapa rujukan dari khazanah Islam seperti Murūj al-Zahab oleh al-Mas‘udi, dan tokoh-tokoh seperti al-Zamakhsyari dan Ibn Khaldun turut memperkayakan lagi saripati rihlahnya ini. Mungkin ianya tidak mencapai tahap Muqaddimah Ibn Khaldun, tetapi perincian dan kupasannya lebih lebar berbanding Empat Bulan di Amerika oleh Buya Hamka.
Tidak hairanlah sewaktu menghadiri beberapa siri kuliah Syeikh Muhammad Imarah di kota Zamalek dahulu, beliau acap kali menyarankan audiens untuk menelaah karya al-Tahtawi (selain Muhammad al-Ghazali, Muhammad Abduh, al-Afghani, Darraz, al-Kawakibi dan Syeikh Hassan Attar) kerana mesej besar yang cuba diangkat oleh al-Tahtawi sendiri dalam menggalakkan pertukaran kebudayaan dan keilmuan di samping peri penting penguasaan ilmu-ilmu turath dan moden yang lebih rencam, mencapah dan mengakar khususnya buat masyarakat Mesir yang agak terkebelakang pada dekad-dekad tersebut (sehingga ke hari ini).
ما لفت نظري هو أن رفاعة رافع الطهطاوي الشيخ المصري الأزهري لم يكن بتلك الحدة مع الغرب لكن كما في التعبير العامي "بياخد وبيدي"، فهو ذو فكر مطاطي يسع كافة الناس، وما أكد لي هذا هو حديثه عن تلك الحادثة أنه حين كان يتمشى في باريس بالقرب من خمارة خرج إليه سكير ينعته بالتركي فما كان من رفاعة غير أن يأخذه لمحل سكّر ويطلب له بعض الماء ويمازح البائع بكم يعطيه من السكر مقابل الرجل فرد عليه بأنه ليس في بلادهم حيث تباع الناس وتشترى ورد رفاعي أن هذا السكير ليس حتى إنسانا!!، لم يفعل وينهر سلسفيل تلك الأمة التي شعبها سكير كما سيفعل أي شيخ من شيوخا الآن بل بالعكس فهم الموقف وفهم قبله المكان، فما كان غير أن يمزح، أرأيت السهولة واليسر؟.
وطبعاً لا يخفى عن أحد نقده للمجتمع الفرنسي خصوصاً من ناحية الدين، لكن لم يقل كما يقال إن الغرب ليس غير بشر حثالى ليس لديهم شرف، بل قال إن عدهم الغيرة ليست شديدة مثلما العرب لكن لا يفهم من قله الغيرة عدم وجود شرف وعفة فهم يتفاخرون بالشرف ويصونون أعراضهم، بل حتى قال الشرف عند المرأة في بلاد الفرنسيس ليس بملابسها بل بعقلها وبتعليمها الأخلاق الحميدة النافعة، لا يقول كالآن أسطورة الذباب والمصاصات!!.
وأيضاً وهو جلي، تظهر تلك النبرة العلية التي تماحك في العرب وتاريخهم، ويقول إنما العرب الأصل ولا يجوز أن يغتر التلميذ وهو الغرب بدون المعلم وهو الشرق أي البلاد الإسلامية.
Book review of An Imam In Paris originally published in 1834 by Rifa'a Rafi' Al-Tahtawi and translated in English by Daniel L. Newman in 2004. As the name indicates, this book comes into travel genre but this is not your normal kind of travelogue. This book chronicles the journey of an Egyptian cleric sent to Paris to study the modern sciences and translate them into Arabic. This book is more than a travel book. It is a book full of wisdom with author putting his observations of the French society into the pages and the things he got to experience in his 5 years of stay in the Europe. History and the culture as the main theme, the author wrote almost everything he deemed to be written including the culture and religion of the French, their educational system and their etiquettes, the french revolution, the governance and exotic places. Though this book was written almost 2 centuries ago but feels so relevant in today's society. I can only imagine such a genius as Al-Tahtawi and his ambition to see an advanced Egypt retaining its cultural and religious values is worth praising. The book is filled with beautiful prose and poetry appearing on many occasions where required which increases the interest of the reader. I am also sharing some excerpts from the book to make you convince to read this gem of a book. I would also like to appreciate the translator who did such a wonderful job translating this book for the masses. Without him, I would never be able to read this book for a long time. The writing is up to the mark. Splendid work. 👌 Highly recommend to everyone looking for a an exciting and fruitful journey to read and experience beautiful writing.
"Danger befalls him who sails the sea; but more dangerous is he who sits in the company of kings without knowledge and wisdom".
"If I were to have a final divorce from Paris, it would only be to return to Cairo Each of them is a bride to me - however, Cairo is not the daughter of unbelief".
"Man is but a tale after his death So, be a good tale for whoever shall remember".
واحدة من أجمل الرحلات التي قرأتها، كتبها رفاعة بروح باحثة ناقدة مدققة. الحقيقة أني لمَا بدأت في القراءة لرفاعة كنت أظن أني سأقف على كتابات شاب مبهور، أتى من الصعيد وجلس في القاهرة وتعلم في اﻷزهر لينتقل لواحدة من أجمل وأكثر عواصم العالم في عصره أهمية، فظظنته سيكون منبهرًا، إلا أني فوجئت بالشاب ناقدًا يقارن بيننا وبينهم، ورغم أنه يقر لهم بالتفوق علينا في العلوم والحضارة، إلا أنه أقر أيضًا بأننا لسنا موتى. تستحق أن ابدأ منها لقراءة بقية أعمال هذا المصلح المهم.
ممتع جدًا أن تقرأ ما كتبه طالب علم في رحلته العلمية خاصةً إذا كان ذلك من زمن بعيد، الكتاب يعيشك الحال وقت حكم محمد علي والحالة وقتها في فرنسا. وتتعجب فتقول سبحان الله على تداول الأيام وسبحان ال��ه على تحقق سنة الله في الكون، فبعد أن كان المسلمون هم مصدر العلم والتطور في العالم وقت العصور الذهبية صاروا يلتمسون العلم من أوربا التي كانت تقتدي بخطوات المسلمين في كثير من العلوم.
وعليك ألا تتضجر فهذه سنة الحياة في الكون، من يعمل فسيجد عمله في الدنيا.. فعليك أن تعمل لا مفر من ذلك.
لي بعض التعليقات على الكتاب لا أعدها سلبية ولكن في اعتقادي أن الكاتب تأثر بحضارة الافرنج في كل نواحيها، وأظن أن مثل هذه الأسفار هي التي فرغت الحضارة الإسلامية من مضمونها شيئًا فشيئًا، فصرنا نلتمس الحضارة من أوربا كما هي، وفقدنا الثقة في أهليتنا للحضارة مع الوقت. وأصبح معنى الحضارة أن تكون كما الافرنج وإلا فأنت لا تزال في عصور الظلام.
والحقيقة أنه لا علاقة بمظاهر الحضارة بالحضارة نفسها، فوقتما كانت دولة الإسلام غالبة لم تكن مظاهرها كمظاهر الافرنج، بل كانت لها ثقافتها التي تميزها، ووقتها كان بعض الافرنج "يتمحك" في الثقافة الإسلامية فيحاول تعلم العربية.
الخلاصة أن هذه سنة الحياة، فالمنتصر يفرض ثقافته على التابع له، وتفريط المسلمين في القيادة هو ما أرداهم بهذا المنظر الذي نعيشه.
تدور أحداث الكتاب حول البعثة التعليمية التي قام بها رفاعة ورفاقه إلى فرنسا، والتي أرسلها والي مصر محمد علي ما بين عامي 1826 /1831 و يبرز من خلاله الطهطاوي أهم مراحل رحلته دون أن يخفي إنبهاره بالتطور الذي وصلت له فرنسا آنذاك على مستويات عدة.
كتاب مهم أثر في العديد من المفكرين و كان بداية جيدة لتغيير العديد من الأفكار !
حين كنت صغيرا لا أتذكر جيدا إن كنت في المرحلة الإبتدائية أو الإعدادية وقع اسم هذا الكتاب على مسامعي، وقتها قهقهت كثيرا من فرط سخريتي على العنوان، كان تصوري الساذج وقتها.. الكتب لا تسمى هكذا!.. تمر الأيام ويقع الكتاب بين يدي، صدام حضاري وفكري بين الغرب وتقدمه وتجرده من الدين وبين الشرق وتأخره وتمسكه بالدين، هنا تكمن المفارقة.. رحلة بدأها الطهطاوي في شهر رمضان ووصل إلى مارسيليا أحد أشهر موانئ فرنسا في عام 1826م ثم وصل بعدها لباريس أو كما يسميها في كتابه باريز.. تبدو وقتها الصدمة جلية، نسوة يلبسن أزياء عصرية تكشف عن بعض لحمهن وشعر يتهادى على الجسم المنحوت في تغنج، هناك في مصر خروج إصبع قدم المرأة من الملابس عورة!.. هذا يلخص كل شيء... باريز العروس المتزينة بالعلوم العقلية والحكمية والاجتماعية والسياسية والنفسية والاقتصادية.. الحرية في الدين وفي التعبير عن الآراء السياسية وفي التملك ، يبدو مناخاً مشبعاً بالهواء على عكس مصر التي تحكم بشكل ديكتاتوري دون تداول للسلطة أو حرية للتعبير.. باريس البهية، أهلها المتزينون بملابس عصرية ، النظافة التي تبرق من أجسامهم وبيوتهم، السحر الباثق من ملامحهم، الشوارع المخططة بشكل خلاب، والقصور الفارهة التي تتسم بالفخامة وروعة التصميم، تبدو وكأنك تعيش تفاصيل هذه المدينة. .......... ما يميز الكتاب هو اتسامه بخصائص أدب الرحلة وكان جيدا في غالبية السرد إلا في بعض المواضع التي كان بها إسهابا غير مبرر، بالاضافة لبعض الأسماء التي كتبت بشكل خاطىء.. ... ما يعاب على الكاتب أنه في بعض الأحيان كانت آرائه مشبعة بالعنجهية لدينه والتقليل من الأديان الأخرى أو توصيفهم بشكل لا يليق بإنسان..أيضا كثرة تملقه لمحمد علي ومدحه على طول الخط... ... أيضا ما يعاب عليه كثرة الاستشهاد بالأشعار في غير محلها، كأنه يفصل بينك وبين الاستغراق في تفاصيل المدينة، يبدو مهووسا بالشعر، أيضا الشعر غالبه منسوب لقائله دون تحديد اسم الشاعر وهذا يعتبر خللا في الكتاب من وجهة نظري.. .... ما يجعل للكتاب قيمة جيدة أنه يمثل احتكاكا أوليا بالحضارة الغربية، الخيال مازال في المهد حينها، التمكن من الوصف والبراعة التي كانت عند الغرب خاصة في أدب الرحلات لم تكن راسخة في مصر.. أيضا هذا الكتاب رائدا من نوعه فقد نقل صورة تبدو مقاربة للمجتمع الغربي دون تقليل من حضارتهم أو تضليل من أجل أن يظل الناس عائشين على أمجادهم المنطمسة.. ... في النهاية كانت رحلة جيدة مع كتاب شيق
في أوائل القرن التاسع عشر يبرز أحد نوابغ صعيد مصر علي قائمة ترشيحات الشيخ حسن العطار الذي بدوره يبعث باسمه إلي حاكم البلاد آنذاك - ولي النعم- محمد علي باشا ليكون ذلك الطالب الصعيدي مشرفا علي بعثة الطلاب المسافرة إلي باريس . رفاعة رافع الطهطاوي بن مدينة طهطا والذي وطأت قدمه أرض مرسيليا الفرنسية عام 1826 شاب في أواخر عشرينياته لم يضع الفرصة ولم يني عن رأي شيوخه ومن أبرزهم الشيخ حسن العطار إذ أوصوه بتعلم الفرنسية وتشرب علوم الفرنسيس وتسطير خبراته في سطور علها تصبح سراجا ينير بر مصر . الصدام الحضاري والذي يتضح من سطور رفاعة أبين من الشمس ..تراه علي سبيل المثال يصف الجرائد اليومية والتي توزع علي الأشخاص كل صباح ويصفها بالكازيطات يصتدم بثقافات الشعب الفرنسي الذي يناقش صغيره الأمور المعقدة في سائر العلوم ولا تخلو حجرة فرنسي من مختلف الكتب سواء أكان غنيا أو فقيرا .. تراه يصف مائدة الطعام بأنها طبلية عالية إذ لا يصح أن يفترش المرء البساط‘ كل يؤكل بشيء يسمي شوكة ولا تلمس أيديهم الطعام مباشرة . تراه يصتدم مع فنون العمارة ووسائل الزراعة والتعاليم العسكرية و وفنون الترجمة .. أشاد أساتذته بتقدمه و كانت له من التراجم عدد ١٢ كتاب مترجم في سائر العلوم من فلسفة وعلوم إلهيات الماورائيات وعلم الجغرافية والهندسة وما إلي ذلك. ثلاث سنوات ونصف السنة تنتهيان بأحداث ثورة يوليو الفرنسية ١٨٣٠ واقالة شارل العاشر وتولي لويس فيليب وينقل لنا رفاعة الصورة الفررنسية في موضوعية تامة بكل صوزها المبهرة وأيضا الانعكاس القاتم للانحلال الأخلاقي إلي أن نفاه إبراهيم باشا وغيره من العلماء إلي السودان .. لم يدخر رفاعة جهدا مما اكتسب و عاد إلي مصر رائدا للتنوير مؤسسا لمدرسة الألسن .. مؤسسا لأول مدرسة للبنات ناشرا كتابه الذي بين يدي الآن والذي بشهادة الفرنسيين جامع شامل لأهل باريس ومرسيليا ممن وطئتهم قدم رفاعة ... والسؤال الآن هل نحتاج إلي صدمات كتلك التي التي تبقاها الطهطاوي رائيا علوم وطنه بين أنياب المستشرقين أم لا توجد لدينا الخلفية الثقافية و رواسخ الهوية التي يمكننا عليها البناء؟