"لماذا هذا البحث يعيد إنتاج السؤال الأم في النهضة العربية وهو: لماذا تأخر العرب وتقدم غيرهم؟ .. لكنه يعيد إنتاجه من خلال محاولة تقديم جواب جديد, ينتقل من الجواب النظرية إلى الجواب النموذج.
جواب يحاول فك احتكار مركزية التجربة الغربية في النهوض, ويفتح العقل النهضوي إلى إمكانات وتجارب أخرى لاتقل أهمية بل ربما تزيد - في بعض جوانبها- عن التجربة الغربية.
العقل النهضوي اليوم بحاجة الى السير في الأرض لاستلهام التجربة, وهذا ماتقدمه هذه الدراسة.
مما يميز هذه الدراسة أنها تحاول أن تُخرج العقل النهضوي من سلطة النموذج, وتقدم التجربة اليابانية كتجربة من ضمن تجارب لها نجاحاتها وإخفاقاتها.
وهذه الدراسة حلقة من سلسلة حلقات قادمة تتعرض للتجارب التي تساهم في النهضة والتنمية والمعرفة في عدد من أقطار العالم, وفي مجالات كثيرة ومتعددة"
لطالما أردت أن أقرأ عن التجربة اليابانية فلم أكن أجد إلا مقالات مشتتة أو بحوثا عميقة مطولة فلم تشجعني على القراءة، ولعل كتاب سلمان بونعمان يأتي بحجمه مناسبا جدا، بل وبعد قراءته ستعلم ميزة أخرى فيه هو أنه طرح التجربة اليابانية ليس طرحا تاريخيا فقط بل كما هو بالعنوان الجانبي ركز على فكرة النهضة فيها. الكتاب يستحق القراءة لمن يريده مفتاحا لتاريخ النهضة في اليابان فهو يعطيك تصورا عاما مع شيء من التفصيل عند أحداث مهمة حول هذه التجربة، ثم في الفصل الثالث بدأ سلمان بونعمان بتحليل هذه التجربة النهضوية وإبراز معالمها الرائعة التي تميزت عن بقية التجارب، ولعل هذا الفصل هو الذي استوقفني جدا. ما يعيب الكتاب حسب نظري هو تكراره ودورانه حول فكرة محددة، لكن الكاتب استخدم عبارات ثقيلة جدا كان من دورها أن تعطي القارئ شيئا من التوهان وحتى الملل بعض الشيء، وهو ما برز في النصف الأخير من الفصل الثالث وخاتمة الكتاب.
خمس نجوم ليس للكتاب أو للكاتب طبعا الخمس نجوم تعود لمدى انبهاري بالنهضة اليابانية حاول الكاتب من اول صفحة اقناعنا بأن لاننبهر بالتجربة اليابانية النهضوية واقناعنا باعتبارها تجربة من تجارب الشعوب النهضوية لكن لم استطع الا اعجب بشعب عزل نفسه طوعيا لمدة 250 عام من أجل حماية وطنه من الاطماع الاستعمارية و خلال العزلة نمى الروح القومية و محبة اليابان و نمى الفن و الادب الياباني ثم بعد العزلة و خلال 50 عام استطاع الوصول الى نفس مستوى تطور الدول الغربية بل و سبقها في المجال العكسري
اليابانيون الأسس التي انطلقو منها لبناء اليابان العصري الحديث كاملة و متكاملة انسانية, أخلاقية و تربوية و دينية و قومية وعلمية
مع اعتذاري للكاتب ولكن كتابه جعل النهضة اليابانية تسحرني و تبهرني
كتاب يدرس سبب نهضة اليابان الحديثة و على خلاف النظرة البسيطة التي تقول بان اليابان قد بدأ نهضته بعد انذار اميركا لليابان عام 1854 بفتح الموانئ اليابانية و انهاء حالة العزلة و المعاهدات التجارية الظالمة يعود السبب الى تحليل النهضة لمرحلتين
المرحلة الاولى التي بدأت مع عصر النهضة الاوربية و سميت ( الايدو - توكو غاوا ) و كانت تعتمد نظام الطبقات ( الاقطاعية - التجار - الساموراي ) و فيها كانت بدايات تشكل المدن الكبيرة ك طوكيو و غيرها و كانت اقل مركزية من المرحلة التي تليها امتدت من القرن السادس عشر الى التاسع عشر و تميزت بالاستقرار السياسي و التراكم الاقتصادي و الامن و التوافق بين الطبقات الاجتماعية المرافق للعزلة التي عاشتها اليابان و التي كانت نوعا من الخيار السياسي لردع التأثير الاستعمار الاوربي الذي بدأ ينتشر في تلك المرحلة ليغزو العالم
المرحلة الثانية مرحلة الميجي و فيها تعزز الخكم المركزي و عاد الحكم الامبراطوري العسكرتاري الاوحد ( الدكتاتور العادل ) حيث جمع الامبراطور حوله العديد من المتنورين و قامو باجراءات كبيرة لتجابه اليابان التحديات المفروضة عليها و منه بدأ الانفتاح الجزئي على الغرب و يجدر بالذكر بأن هذه المرحلة تميزت باعلاء الروح الوطنية و دور التعليم ذو التوجه الوطني ( اليابان ثاني دولة فرضت الزامية التعليم بعد بريطانية ) و التركيز على بناء الانسان الياباني و خاصة في ظل ضعف مقدرات اليابان الطبيعية و ذلك بتبني مبدأ تكافؤ الفرص و المساواة و كسر جمود التراتبية الطبقية - التعليم كما ذكرنا مسبقا بهدف كشف و سبر اغوار الطالب الياباني و توجيه في خدمة الروح الجماعية القومية - حركة الترجمة بالنسبة للانسانية مع التاكيد على دور اللغة اليابانية - حركة التصنيع و الانفتاح على الغرب بالمجال العلمي ( الاخذ و التطوير ) - البعثات العلمية من و الى اوروبة و تطبيق شعار المعرفة غربية و الروح يابانية في البدء الى ان تجاوزو ذلك بالتطوير و الموائمة و التجريب لما يناسب الطبيعة و الاحتياجات اليابانية الصناعية - الزراعية - المواصلات - العسكرية ... الترجمة من و الى الهولندية ثم الانكليزية ق الفرنسية و التقارب الكبير مع الالمانية و خاصة في مسألة منهاج التعليم حيث تبين أنها الاقرب اليهم من منهاج الولايات المتحدة و غيرها
تحولت اليابان جراء التفوق العلمي و العسكري و التربية الوطنية اذات النزعة العنصرية القومية الى اقوى الامبرياليات العالمية ابان الحرب العالمية الاولى و نجم عن ذلك توسعها و احتلالها الى عدة مناطق مجاورة لها و ذلك حتى هزيمتها الساحقة في الحرب العالمية الثانية و تحولها الى منطقة منزوعة السلاح تحت الهيمنة الامريكية و الاتجاه الى الانماء المدني دون العسكري
هل العقل الياباني اذكى من غيره ؟ لا و الدلالة على ذلك الاف التجارب الفاشلة في بدايات التصنيع الياباني و خسائر كبيرة نجمت عن ذلك الا ان قوة الارادة اليابانية و تجانس المجتمع و الفكر الوطني الموجه لعب دورا هاما في الاستفادة القصوى من الانسان و في جعل الانسان يقوم بحمل المسؤوليات المفروضة عليه بالاضافة الى التركيز على التعليم الهادف بطريقة تفوق الاخرين بكثير و الاستثمار فيه و الاخذ من تجارب الدول الغربية مع الحفاظ على الروح اليابانية و تعزيز النزعة العنصرية القومية للشعب الياباني بكافة طبقاته
يجدر بالذكر ان اليابان تأثر بقوتين و حضارتين كبيرتين الحضارة الاولى و هي الصينية و يعود تأثيرها الى القرن السادس الميلادي حيث اخذت عنها تعاليم الديانة الكونفوشية و طريقة الكتابة لان اليابانية كانت لغة محكية و ليست مكتوبة اذا تأثير الصينية كان روحيا و ثقافيا اما الحضارة الاوربية فتأثيراتها اقتصرت على الجانب العلمي التقني و ذلك بدون استلاب او عقدة نقص او اخذ القشور دون الجوهر بل بالعكس كذلك ( استيراد الافكار لا الاشياء - نقل انتقائي ) و في سياق اخر طردت بعثات التبشير و تم الاحاطة بمن اعتنقو الدين المسيحي و كل ذلك في سبيل الحفاظ على الهوية اليابانية
نجحت اليابان في عدم تخليها عن تراثها الثقافي و الحضاري و مع ذلك استفادت من المقولات و الحضارة الغربية التي تفيدها و ذلك بعد تشذيبها و تحويرها لكي تتلائم مع الشخصية اليابانية المبنية على التماسك الاجتماعي بالاضافة الى التجانس القومي و العرقي و الديني و الثقافي المجتمعي
الخاتمة عن خصوصية و فرادة التجربة اليابانية و لماذا نجح اليابان و فشل العرب و المسلمون و ذلك بالاستئناس الى اراء المفكر مالك بن نبي
و في رأي المتواضع الكتاب يحوي على كمية جيدة جدا من المعلومات و رغم انبهار الكثيرين بتجربة اليابان الا ان لكل تجربة ايجابيات و سلبيات و النجمة الناقصة عدم ذكر اي سلبية للتجربة و خاصة على المستوى الخيار الحر الفردي الشخصي في ظل حكم موجه الى هذا الحد بالاضافة للمقدمة الطويلة للكتاب التي تتالف من 35 صفحة قبل البدء بالتجربة اليابانية و لو كانت وضعت في الخاتمةبعد سرد التجربة لكان فهمها اكثر وضوحا للقراء و لكن بالمجمل الكتاب جيد و جيد جدا
لدي بعض الملاحظات على الكتاب: - الكتاب تحليلي نقدي، وليس سرد تاريخي وهذا جيد، وقد قسمه الباحث ثلاثة أقسام، ركّزَ في الثالث على دور الأفكار في صنع النهضة، واتخذ من فلسفة مالك بن نبي أساس للنقد، ومن التجربة اليابانية نموذج للدراسة والتطبيق. - تميز أسلوب الكاتب بالبساطة، غير متكلف بالعبارة رغم انتماء الكتاب نوعًا ما للكتب الفكرية-التاريخية. - أوردَ الباحث بعض المفاهيم الجديدة، والتي كانت واضحة المعنى من خلال السياق، مثلاً؛ “القدرة الحضارية”، “التمكن الحضاري”، “روح النموذج”، “واقع النموذج”…ألخ. - الهوامش كان لها دور إيجابي أيضًا في توضيح بعض المصطلحات أو الفنون أو الأسماء أو الأحداث التاريخية المتعلقة باليابان، مثلاً؛ “دايميو”، “إيدو”، “كابوكي”، “ساموراي”…ألخ. - لا يخلو الكتاب من أخطاء مطبعية دون شك، لكن هذا لا ينفي حسن الصف والطباعة والورق الجيد عمومًا. - في الفصل الثالث شعرت بنوع من “التطويل” و”التكرار” بالفكرة رغم وضوح الموضوع، كما ساءه “النقولات” الكثيرة سواء من كتب مالك بن نبي أو غيره من المفكرين. -طبعًا هذا الكتاب يحاول أن يجيبنا عن سؤال ما زال يبحث عن إجابة… “لماذا تأخر العرب وتقدم غيرهم؟!” …مجرد محاولة للإجابة على هذا السؤال المؤلم. - لدي تعقيب بسيط على الباحث، ففي صفحة ١٣٩، يقول عن الحصيلة العامة لنهضة الميجي الأولى “أنها جنبت اليابان مخاطر الاحتلال الغربي دون حماية شعبها من مخاطر ومآلات النزعة العسكرية والامبريالية”. طبعًا هو يشير هنا لما قامت به اليابان في بدايات القرن العشرين من حروب استعمارية، ويعتبرها من الأخطاء التي اعترت “واقع النموذج” النهضوي الياباني، وبالنسبة لي لا أرى هذه النزعة، إلا أنها أتت في سياق التوجه السياسي الذي كان يحكم الغرب والعالم بنفس الفترة الزمنية، كما أنه من الممكن اعتبارها “استراتيجية” لحماية اليابان، اتسمت بالتحول من “الدفاع” إلى “الهجوم”، طبعًا لا أبرر ذلك، ولا أتعذر لهم، ولكن ينبغي فهم ذلك وفق السياق العام للأحداث التاريخية آنذاك. أطلتُ كثيرًا… أعلم، للمزيد.. https://hmsq8.wordpress.com/2012/08/1...
النهضة اليابانية ليست تقنية فقط انما سبقتها نهضة فكرية تنويرية ساعدت على بقاء الهوية اليابانية واصالتها دون ان تتأثر بثقافة الاخر مما شكل حداثة استيعابيه. الكتاب جيد باختصار
رغم البداية الفلسفية للكتاب، والتي جعلتني أقيم مقارنة بين المنهج التوثيقي في الكتابة الغربية والنهج التحليلي العربي، حتى كدت أزهد فيه، حتى وصلت لصميمه المهم، كنظرة إسلامية مقارنة مابين الشعوب العربية الملاحقة بالتسلط والاستعمار وأمة عانت قليلا ونهضت من هزيمته ، رغم عدم نفضها لغبار الاستعمار نهائيا. الكتاب لايمكن قراءته إلا كمتمم لكتاب اليابان كنظرة غربية من الداخل تنزع نظرة الانبهار التي وجدناها في كتاب بونعمان: https://www.goodreads.com/book/show/1... أحسن دولة متخلفة و اسوء دولة متقدمة
لطالما اردت ان اعرف عن نهضة يابان رغم انني احببت وما زلت احب اليابان. شعب راقي ومثقف وهادئ لدرجة قبل فترة شاهدت فيديو عن شرطة اليابان انهم فاضيين في اغلب وقتهم بسبة ان عدد الجرائم قلّت في اليابان فصايرين يحققوا ويدرسو في الجرائم قبل وقوعها ! ياخي هذول شعب يرفع لهم القبعات احترام لهم ولفكرهم وتفاهمهم كبينهم كشعب . الكتاب جميل لمن اراد ان يعرف عن اليابان
حينما سُئل السفير الأمريكي "أدوين" عن سبب نهضة اليابان فأجاب بسببين كان لهما الأثر الأقوى والدافع الحثيث في تحقيق النهضة اليابانية، وهما: - إرادة الانتقام من التاريخ. - بناء الإنسان الذي كرّسه نظام التعليم والثقافة.
فكان في هذا الكتاب رؤية تحليلية عميقة في أبعاد تلك النهضة التي جاءت في أمّة عاشت سنين من الحروب والغزو الفكري والثقافي والحربي. ومما جاء فيه وقد كان له أثر عميق في نفسي إرادة الإمبراطور "توغوكاوا" في العزلة التي فرضها على اليابان حينما شعر بخطر الغزو النصراني والديانة المسيحية قد انتشرت في بلاده بسبب حملات التبشير، فعزل الدولة عن العالم الخارجي مدة ما يقارب ٢٥٠ سنة تقريبًا! فقال المحللون عن تلك الفترة كانت هي النواة التي صنعت المواطن الياباني الحقيقي، وفي تعبيرهم قالوا أنهم في تلك الفترة استطاعوا أن ينصهر الإنسان مع المادة والبيئة والروح! فكان المواطن الياباني أكثر اتصالا بأصالته وهويته الثقافية، وأكثر ارتباطا بأرضه، واتسم بالصرامة والانضباط، والحس الجمالي المرهف. ومع أول انفتاح لليابان على العالم استطاعت بهويتها القوية، وأصالتها التي تشرّبها كل مواطنيها من أخمص قدمه حتى منبت رأسه، أن تستقبل كل الوفود والثقافات من الثقافات والحضارات الأخرى. فجاءت الصين بغزو ثقافي وفكري وعقائدي، استطاعت اليابان أن تستوعبه وتحتويه، وتنصهر معه فتأخذ منه ما يناسب ثقافتها وأصالتها وهويتها، وعملت على تحسين وإجادة ما استوعبوه، فأستوعبوا علوم "الإيكا" وهو علم خاص بتنسيق الورود وجماليته وكيف تزيينه، وعلوم صناعة "الشاي" وكيف كان له أثر روحاني على شاربيه والمهتمين به، فأخذت اليابان من الصين الأثر المعنوي الجمالي. وجاء الغزو الأوروبي في مجال المادة والتكنولوجيا، فاستطاعت اليابان على استيعاب ذلك الغزو، واحتضانه، وفهمه، بل والإجادة فيه، حتى تفوقوا على ملوك أوروبا في ذلك الوقت في الأسبقية العلمية في علوم شتى، كالطب، والسلاح.
الكتاب على صغر حجمه إلا أنه يحوي على معلومات قيّمة ومثيرة، استطاع الكاتب أن يجيب فيه على عدة تساؤلات، وفتح تساؤلات أخرى، وفي النهاية هل المسلمون بما عندهم من موارد وثقافات وهوية، سيظلون متأخرين ويتقدم غيرهم؟ وتلك التجربة اليابانية، وغيرها من التجارب ليست ببعيدة في معطياتها وأدواتها وتستطيع أمتنا المسلمة على تحقيق مثلها وأفضل منها، هل نحتاج لعزلة أيضا لبعض من القرون حتى نستطيع على فهم ثقافتنا والانصهار فيها؟ ربما ولمَ لا!
استمتعت بالكتاب للغاية، وأشكر نماء على تلك التجارب القيّمة، وأشكر الكاتب على دقة نقوله، وتحليلاته الفذة.
منتهى الروعة،،،،عميق جداً يبحث في مفهوم النهضة و يركز على ان النهضة هي نهضة الانسان المجتمعي الساعي نحو التفوق و العلم و المستهلك للأفكار النيرة ثم يلقي الضوء على تجربة اليابان من حيث العوامل المساعدة و الدروس المستفادة و السنن الكونية التي تم توظيفها بشكل صحيح و قضيت و قتا ممتعا بين التوكاغوا و السوماري و الميجي :)
ثم يعكس ذلك على فشل الأمة الاسلامية في خلق نهضتها في اخر ١٠٠ عام مرت بدون اي تغيير و يشرح ذلك بشكل مفصل
استعرض جيد لنموذج نهضة اليابان وتميزه في تعامله مع الحداثة الغربية وتوضيفها لبناء لنهضته محافظا على أصالته... مشكلة العالم العربي أنه يستورد الأشياء خلافا للنموذج الياباني في استيراده للأفكار وصبغها بلون المجتمع الياباني... الانغلاق لن يولد حضارة...واستيراد حضارة بكل تفاصيلها لن يكون مجديا...وإنما استيراد ما يساعد على النهوض والرجوع إلى التراث والاستفاده من تجارب سابقه بنظره نقدية....
كتاب جميل جدا وهذا اول كتاب لي عن اليابان وعن تاريخها وصدق من قال لا تقاس الامم بما تحتويه من كنوز في باطن ارضها وانما بما تحتويه من افكار في عقول ابنائها
خمس نجوم لهذا الكتاب الذي حاول بحث أسباب نهضة اليبان بطريقة علمية ،الكتاب يستحق الاطلاع عليه لمن يبحث عن اجابة لتساؤلات حول سبب تأخر العرب وتقدم غيرهم. واليابان نموذج ملفت للنظر
اقتباسات من كتاب (التجربة اليابانية)
- ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن حركة النهوض الياباني قامت على حركة (فلسفية وفكرية كثيفة) ورصينة ودينامية أدبية خصبة، وليس على مجرد التوسع (التقني والإنتاج الصناعي) فقط، بل إن أعظم انجازات اليبان هو الإنسان ذاته.
- كان الفيلسوف الألماني هايدغر يقول: (إن العلم لا يُفكر) بما يعني لديه أن العلم يحتاج للفلسفك من أجل إبراز مناهجه وبلورة مفاهيمه والتفكير في مراميه وآثاره على حياة البشر، إذ لا نهوض ولا تحديث دون أُفق فكري وقيم إنسانية دافعة بمشاركة كل من الأديب والفيلسوف والمفكر الاقتصادي أو المالي فقط، ومن ثم فالثورة الفكرية والنهضة الثقافية هي التي تؤسّس حقيقة للتغيير الموضوعي والخروج من حالة التخلّف إلى حالة النهضة الحضارية الشاملة والمتكاملة.
- استطاع اليابانيون تأسيس التوازن الصعب والدقيق بين (النهضة الاقتصادية الشمولية) و (القيم الإيجابية الروحية في التراث التقليدي) ... حامياً بذلك المجتمع الياباني من سلبيات عصر العولمة المتغولة الساعية إلى تدمير التراث الثقافي للشعوب وإبادة الخصوصيات وتنميط العالم.
-النهضة اليابانية لم تكن (معجزة) تحققت فجأة بغعل الاحتكاك بالحضارة الأروبي واستنساخها، وإنما كان نتيج تطور عميق وطويل في تاريخ اليابان ... إذ أن الأمر أعمق من ذلك فلولا وجود أرضية خصبة وسيرورة تشكلت منذ قرون، لما وجد مثل أولئك الزعماء وما أثمرت جهود الإصلاح ... إن نجاح التجربة اليابانية هو حصيلة مركبة ومعقدة من التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والحضارية التي عرفتها اليابان من القرن السابع عشر على الأقل.
- تميزت الثقافة اليابانية الشعبية بحس جمالي راق وذوق مرهف تحمل في طياتها أبعاد التسامي عن الواقع اليومي، وهو ما اصطلح على تسميته بـ العالم العائم.
- في أواخر القرن السادس عشر تطلع اليابانيون إلى الصين ونهلوا من معارفها ومعتقداتها وفلسفتها. وفي النصف الثاني في القرن التاسع عشر تطلع إلى الغرب واستفادوا من خبراته التقنية والعلمية والعسكرية ليتبوأوا مكانة مرموقة ضمن قلة الدول الراقية .
- كان اليابانيون نهاية القرن الثامن عشر أكثر من الشعوب القريبة من أوروبا اطلاعا على الثقافة الغربية ، كما أن الإنفتاح على الصين أحدث تحولا كبيرا في المجتمع الياباني ، سواء على مستوى العقيدة أو على مستوى نظام الحكم أو الكتابة أو التقنيات والمعارف.
- لم يكن اليابانيون مجرد عقليين أو مستهلكين بل أعادوا إنتاج ما أخذوه ، ومنحوه صبغة محليه وصيغة متميزة تكاد تتفوق على الأصل .
- شهدت اليابان مرحلة عُزلة طوعية عن العالم الخارجي بين (1637 - 1853 ) وفيها ولدت الوحدة السياسية والإدارية القومية على قاعدة سلطة مركزية صارمة من جهة، ونظام للقيم تمسكت به الطبقة العسكرية اليابانية بقيادة الحاكم العسكري، وعُرف هذا النظام (بوشيدو) أو chi jin yu وتعني: الحكمة واليقضة والشجاعة ... إلا أن هذه (العزلة كانت سياسية فقط) ولم تعتزل بشكل عام عن العالم كما يعتقد بعض الباحثين، وذلك أن نظام البوشيدو بُني على مبادئ الديانة الكونفوشيوسية، والتي تميزت بأن غالبية مفكريها كانوا دعاة الإصلاح والتنوير، يدل على هذا أنهم: ١- اكتسبوا صناعة الأسلحة النارية من البرتغاليين. ٢- واكتسبوا من الصين خبرة في مجال الطباعة، فاستخدموا الحروف المتحركة. ٣- ومن الأوروبيين في مجالات الطب والفلك والهندسة.
- ليس من شك في أن نقص الموارد الطبيعية في اليابان كان له الفضل الأكبر في توجه الإدارة أو البيروفراطيك اليابانية إلى الاستثمار في الإنسان.
- تمييز فترة حكم المجيجي عام ١٨٦٨م بإصلاحات مهمة، أهمها مبادئ الإصلاح الخمسة: ١- كل التدابير والقرارات يجب أن تتخذ بعد نقاش جماعي للدفاع عن المصلحة العامة. ٢- لا فرق بين أعلى وأدنى في اليابان، بل الجميع متساوون مع الحفاظ بدقة على التراتبية الاجتماعية. ٣- توحد السلطتان العسكرية والمدنية بهدف حماية حقوق كل الطبقات والمصلحة القومية العليا معاً. ٤- يجب التخلي عن التقاليد الشكلية القديمة، والعمل على بروز المساواة بشكل طبيعي بين الجميع دون تمييز. ٥- السعي لاكتساب التعليم العصري والتكنولوجيا من أي مكان في العالم واستخدامهما لبناء ركائز الإمبراطورية اليابانية. المتأمل في هذه المبادئ الإصلاحية الكلية ولا أحب اعتماد المقاربة التشاورية المبنية على الحوار العلني في اتخاذ القرار، والتركيز على مبدأ المساواة المساواة داخل المجتمع والتخلص من مرض الآبائية وآفة التقليد بوصفهما كابحاً للتجديد والإبداع، غير أنه محور كل ذلك هو السعي لإقامة مجتمع المعرفة وتقديس قيام العلم والتعلم.
- لم يعتمد المصلحون اليابانيون نموذجا سياسياً واحدا ومقتبساً من دولة غربية بعينها بل جمعوا من بين تقاليد العمل السياسي التي كانت سائدة في اليابان والنظم الغربية الحديثة.
- ركزا دعاء الإصلاح اليابانيون على ثلاثة محاور أساسية: بناء جيش عصري، واحدث تغيير جذري في قوى والإنتاج وعلاقات الإنتاج، و الحفاظ على الهوية اليابانية بكل أبعادها العميقة وثقلها التاريخي الكثير.
- لم يكون العقل العلمي الياباني في مستوى الكفاءة العالية المطلقة كما يتصور دعاء مقولات "المعجزة اليابانية" و "الاستثنائية اللاسُننية"، عقلاً ما فوق البشرية او عقلا ذا فرادة فطرية خاصة بشعب اليابان دون سائر الشعوب، فالنهضة اليابانية تجربة بشرية واجتهاد نسبي له اخفاقات ونجاحه في محاولات المستميتة للحاق بركب الحضارة امتلاك اسرار العلوم المتقدمة والدليل أنا في ذلك هو فشل جول المحاولات التصنيعيه الاولى، وانهيار الشركات وإغلاق مصانع النسيج، والمصاهر المعدنية والحديدية، وخلال 10 سنوات إفلاس ما يقارب الفاً من مصانع النسيج والقطن، وكانت اروح الاجتماعية والاقتصادية قاسية.
- إن غنى الأمم وفقرها يتوقف على فاعلية التعليم وقدرته على استيعاب الانفجار المعرفي، ومواكبته التحولات الجذرية المتلاحقة في ميدان تقنيات المعلومات والاتصال، ومشاركته في صناعة المعرفة عن طريق البحث العلمي، و انتقاله من التعليم الخاصة إلى تعليم العام وانفتاحه على المحيط الاجتماعي والاقتصادي لتحقيق التنمية المنشودة، (فثروة الإمام لا تقاس بما هو مخزون في أرضها من معادن، وإنما بما تكتنز عقول أبنائها من معارف وعلوم وتقنيات).
- يَصف مالك بن نبي الفرق بين موقف اليابان والعالم الإسلامي من الحضارة الغربية قائلاً: "إن اليابان وقف من الحضارة الغربية موقف التلميذ، ووقفنا منها موقف الزبون، إنه استورد منها الأفكار خاصة، ونحن استوردنا منها الأشياء خاصة .. إن اليابان كان خلال سنوات ( 1868 - 1905 ) ينشئ حضارة، وكنا نشتري بضاعة حضارة، فكان البون شاسعاً والخلاف جوهرياً.
من امتع ما قرأت فعلا اليابانيون مختلفون عن باقي الحضارات , اولا انغلقوا على انفسهم و كونوا مزيجا اجتماعيا قويا بين الأسر و العائلات اصبح الفرد اديه انتماء و ولاء و يقدر قيمة كونه انسانا و مواطنا يابانيا اكثر ما شدني في الكتاب قصة تعلمهم كيفية تطوير المحركات و التي كانت علامة مميزة في تاريخ النهضة اليابانية
الكتاب رائع بطرقه لمرحلة ما قبل عصر الميجي وهي مرحلة توكوغاوا التي بين فيها إرهاصات هذه النهضة وسذاجة الطرح الإنبهاري المعتمد على مفهوم المعجزة في تفسير هذه النهضة بينما هي لا تتعدى التجربة البشرية التي سبقت بأسبابها وروض لها مئات السنين كما يحدث في تجارب المجتمعات البشرية السابقة واللاحقة ، هذا كله جعل مرحلة ميجي مرحلة جني الثمر ونضج الفكر الذي تجلى بأشكال اجتماعية واقتصادية وثقافية سرعت من النهضة الحضارية للمجتمع حتى أصبح من أقوى وأبرز المجتمعات الحضارية في القرن العشرين وما بعده ولو تعرض لنكسات كانت بذورها محمولة في بداية النهضة وكانت النكسة علاج لها ليعود المجتمع أفضل من قبل . هو قراءة تحليلة تاريخية لهذه النهضة وليس سردا لها ، وبالتالي فهو محاولة لإبراز جوانب حضارية في النهضة اليابانية لتصبح مادة للنقاش والمراجعة والنقد لتبيئتها لتكون مكون من مكونات النهضة العربية ، ولذلك تحدث الكاتب كثيرا عن التقليد وسوء نتائجه وأنه لا يطرح هذه التجربة بجوانبها المضيئة كدواء يؤخذ بوصفة معينة ليحل المشاكل الموجودة في عالمنا العربي ولكنه يطرحها كمادة ثقافية تساءل وتنقد ويضاف إليها ويؤخذ منها حسب الواقع الوجود والمجتمعات المستفيدة منها لتصبح فيما بعد مكونا يمكن الإستفادة منه في النهضة العربية المرجوة والمرتقبة.
أختار مركز نماء أن يبدأ سلسلة التجارب النهضوية بكتاب عن التجربة اليابانية... فى تصوري أن الإختيار موفق نظرا لما تحمله التجربة اليابانية من تركيز على أهم ركيزتين للنهضة : الأولى : الإنسان الثانية : الموروث القيمى والثقافى ولذلك كان العنوان الفرعي للكتاب هو "دراسة فى أسس النموذج النهضوى" ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول... يتحدث الفصلان الأول و الثاني عن سرد لقصة اليابان مع النهضة ثم يتحدث الفصل الثالث عن كيف وعي اليابانيون وأبصروا طريقهم فى عملية النهضة ثم يأتى الختام( وهو أهم فصل فى الكتاب ) عن المحددات الأساسية لأى أمة تريد لنفسها أن تنهض.... أنقل من ختام الكتاب التالى : "إن العائد الحضارى للآلة والإنتاج يرتبط بالإنسان وبناء النهضة يتأسس على قاعدة الحضارة وليس منتجاتها... فالإنسان حامل الفكر و المعرفة و القيم هو أساس النهضة المنطلقة من النسق الفكري والثقافي الكامن في المجتمع " " إن النهضة وعى بالذات من خلال إدراك الشخصية الحضارية ومقوماتها لذاتها والعمل على تعميق الإحساس بالهوية دون الوقوع في محاذير الإنغلاق... فلا نهضة للعالم الإسلامي خارج شروط وعيه بذاته.. ولا نهضة له دون تتحرره من عائق الإستبداد بوصفه قيدا مستحكما فى حركة النهضة و التحرر "
لم أتوقعه بهذا السوء! الكتاب يقع ضمن سلسلة لتجارب النهضة تحت عنوان "تجارب".. كنت قد قرأت الكتاب الثاني في السلسلة وكان عن تركيا.. وأعجبني كثيرا.. أما هذا فأحمد الله أني لم أبدأ به! الكتاب نقدي بالأساس.. يتناول التجربة من ناحية الأسس الفكرية وينقدها.. لم أرتح للأسلوب الذي تناول به الكاتب التجربة اليابانية، ولم أحب أبدا ذمه لما سبق من دراسات حول النهضة اليابانية! كذا في الكتاب شيء من التطويل والتكرار والأخطاء المطبعية، وهي مشكلة ظهرت حتى في الكتاب الثاني من السلسلة لكنها هنا أوضح. الخلاصة أني ولا أنصح بقراءته! ولعل رأيي هذا لعبت الحالة الراهنة في مصر دورا في تكوينه.. وإن كان الفضل الأكبر هو للكتاب نفسه :)
ثلاث نجوم فقط لاني الكتاب عرفني على شيء عن التجربة اليبانية اما الكتاب فهو فقط عبارة عن قيئ للكاتب لما قراه عن اليابان فهو ليس متخصصا في دراسة اليابان و هذا يضهر جليا في الكتاب حيث انه ياتينا فقط بمقتطغات من الكتب التي قرا كنت افضل لو ان الكاتب بعد قراءئته للكتب المهتمة بالتجربة اليبانية ان يقوم بهضمها و يكتب لنا كتابا باسلوبه الشخصي و ان يتجنب الجمل الطويلة المتنطعة في اللغة هذا بعد ان يكون قد وضع خطة واضحة للكتاب
من اجمل ما فيه مراحل موت الامم التقليد بمراحله تقليد اشياء فتقليد افكار فتقليد قيم تقليد الاشياء يضعف الامة أما تقليد الافكار فيمزق شملها اما تقليد القيم التى هىجوهر وجود الحضارة فيميت الامة "ابحث عن شجرة كبيرة اذا كنت تنشد الظل" بسم الله الرحمن الرحيم "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم" صدق الله العظيم
كتاب رائع يجبرك على احترام العقل اليابانى والمجتمع اليابانى وينبئ بفجر أمل قد ينقذنا من ظلمات عصرنا الحالى اذا ما نحن قررنا تغيير منطق تعاملنا مع الثقافة الغربية من عقلية الزبون الى عقلية التلميذ كما فعل اليابانيون
الكتاب جدير بالقراءة وقد أعجبني مناقشته لهذه الفكرة :
الشعوب التي تهمش دورالفكر في حياتها تهمش عملياً دورالعقل لتحل مكانه الغرائز والانفعالات فتصبح الشعوب أدوات فتن وتتحول الأوطان إلى بؤر صراعات تؤججها القوى التي تملك أفكاراً تنفذها هنا وهناك
كتاب ممتع جدًا وذو مقصد نبيل وهام، وجزء كبير من الكتاب عبارة عن نقولات من مفكرين وباحثين (تحديدًا مالك بن نبي ومسعود ظاهر) مع تعقيبات وجمع متميّز لسليمان بونعمان جزاه الله كلّ خيرٍ على هذا العمل الرائع.
نظرة تحليلية للنهضة اليابانية ونقدية مقارنة بالعالم العربي والاسلامي .. النهضة مرت بعدة مراحل لعل اهمها الانعزال 250 سنة عن العالم نهائيا ثم تبعتها فترة الميجي وانفتاحها وتطورها ..