في هذا الكتاب صفحات لعل كثيرا ً من جيل اليوم لم يطلع عليها وفيه صورة عن طريقة النقد في عهود النهضة الحديثة أو ما اصطلح على تسميته بأنه عصر الرواد
وفيه كذلك صورة من شخصية الأديب الراحل الأستاذ علي الطنطاوي رحمة الله بأسلوبه السهل وعاطفته الجياشة وبنقده اللين حينا ً والقاسي أحيانا ً وسخريته اللاذعة وحسه الفكاهي
جولة ماتعة ستقضيها مع هذا الكتاب تتنقل فيها ما بين معركة أدبية الى ملاحظات نقدية إلى معلومات تاريخية إلى مواقف طريفة إلى تشنجات عنيفة لا تخلو من جدة ومن طرافة
باحث وناقد في الأدب والفكر الإسلامي، مهتم بالفلسفة وعلم الكلام وأصول الفقه، يحضر الدكتوراة في الدراسات الإسلامية في جامعة المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت. له من الكتب: "نقد الخطاب السلفي ابن تيمية نموذجًا"، و"علي الطنطاوي وآراؤه في الأدب والنقد"، و"تهافت أبي يعرب المرزوقي، وأدلوجته الاسمية، ودعاواه على ابن تيمية وأئمة الإسلام"، و"علي الطنطاوي وأعلام عصره (سيد قطب وآخرون)
كان سيد قطب وعبد الوهاب أمين وغيرهما من أنصار العقّاد، كما كان محمود شاكر، وسعيد العريان، والطنطاوي من أنصار الرافعي..
استمتعت جدًّا بالحرب الأدبيّة التي خاضها كبار الشخصيّات الأدبية على هيئة "مقالات" ينتصر كل منهم للفريق الذي يميل إليه.. شخصيًّا كلّما أقرأ مقالًا، أتعجب من الرد المُدعم بجميع وسائل الإقناع حتّى أكاد أجزم أنّه سيسكت خصمه، فيأتي الآخر بمقال أقوى منه!
كتاب في النقد، يعرض آراء الطنطاوي في شخصيّات لها بصمة في الأدب العربي، الطنطاوي ينقد هذه الشخصيّات. والكاتب نفسه ينقد الطنطاوي، يُعارضه في جميع آراءه إلّا ما ندر، وهذا الذي لم يأت على هواي ربما لأنني أميل كثيرًا جدًّا للطنطاوي 😀
عمومًا الكتاب جيّد، يعرفك أيضًا على مقالات مطموسة للطنطاوي لم تُعرض في مؤلفاته.. ويعرفك بعلاقة عمالقة الأدب بالطنطاوي ولو كانت قصيرة.
كتاب لطيف ... أقرأ فيه للمرة الأولى عن النقد الأدبي ... ما أمتعني فيه أن قرأته مع الذكريات ، فتشابكت الأحداث و تكاملت الشخوص ... و عرفت عن الطنطاوي بقلم غير قلمه ... أحببت في الكتاب النظرة الموضوعية الحيادية ، التي تبعدنا عن التعصب لشخص ، بل بذكر ما له و ما عليه ، و هل في ذكر هنة مذمة ..!!! فهل كمُل بشر ، أو عصم من زلل ..
و خاصة فيما يتصل بالأدب ، فعقل الإنسان و أفكاره تتبدل و تتطور ...
رحم الله أدباءنا ... و أحسن إليهم و رزقنا السير على طريقهم ...
في هذا الكتاب سيفاجأ القارئ بمدى حدة وتجاوز هؤﻻء اﻷدباء في خصوماتهم اﻷدبية على صفحات المجلات والصحف، لكن تكمن أهمية الكتاب بالنسبة لي في تبيني-بعدما جاء فيه من أمثلة-لعلة خطأهم غفر الله لهم في طروحاتهم وأرائهم المتعلقة بالدين أو المجتمع، فقد خلطوا منذ بداياتهم وشباب أقلامهم النقد اﻷدبي بالتكفير بالجرح والتعديل! ومن دون أن يمتلكوا أدواته، فأغلبهم أدباء ودارسوا لغة ﻻ علماء دين وإن درس بعضهم في الكتاتيب والمدارس القرآنية، ثم توجه بعضهم بعد مضي فورة الشباب نحو التأليف في المواضيع الدينية والمجتمعية بنفس طريقة تناولهم للمواضيع اﻷدبية أي بلا ضبط دقيق للألفاظ أو تقييد للمفاهيم والرؤى المطروحة، ما أوقع بعض اﻷفراد والفئات في الفهم الخاطئ لمراميها ومقاصدها فأفسدوا من حيث ظنوا أنهم سيصلحوا فأودت ببعضهم للسجون أو اﻹعدامات وﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله العلي العظيم
لم أكن من محبي المعارك الأدبية من أجل شخصية أدبية ما أجدها نوعا ما من لهو الحديث واللغط الذي لا فائدة منه وإن كان الرافعي أفصح من العقاد وشوقي أشعر من العطار لا يهم المهم أن تتوحد الهمم لنقاش قضايا أكثر أهمية من مجرد عرض أراء وتصنيفات كما أنني لا أحب التحمس والتحيز لكاتب ما ورفعه فوق قدره حتى اذا بدر منه مابدر جعلوه في الدرك الأسفل لكل كاتب سقطة أو هفوة وعلى الانسان أن يكون عادلا منصفا في حكمه على أي شيء وأي شخص حتى اذا ماجرت الأيام وكبر المرء ونضج فكره واستقر حكمه على نضوجه الجديد وجد في رأيه الجديد سعة ومساحة لينقض رأيه السابق وهكذا لايبدو كمن يبدل قوله في كل فترة وكأنه قال ما قال مع ثورة الأراء الدارجة وإنما كان حكمه بحسب ماكان يستقر في نفسه من كاتبه وهكذا ..
عموما الكتاب لطيف وخفيف وإن كان حس الكاتب فيه لا يكاد يبين إلا في نقض بعض أراء الطنطاوي رحمه الله لكنه جميل الترتيب والإخراج .
تصفيقة حارّة للأستاذ السمهوري. :) هذا أول كتاب أقرأه في النقد الأدبي وفي الحقيقة أنّي لستُ بقارئة نهِمة لكتب عملاقة الأدب العربي , اللهم إلا الطنطاوي رحمه الله. وهذا الكتاب أعتبره مدخل لهم إن شاء الله. :) كان شيّقاً, جميلاً, سهلاً يسيراً. وقد كشفَ لي عن جزء لم أكن أعرفه في شخصية الطنطاوي عليه رحمة الله.
كتاب خفيف لطيف ظريف، تقرا فيه الطنطاوي ناقدا وساخرا سخرية بديعة. جمع فيه المؤلف ما قاله الطنطاوي في بعض أدباء عصره. الكتاب مليء بالنقولات والمقالات الطنطاوية، مع تعليقات يسيرة من المؤلف في البداية وتعليقات مطولة في النهاية.
متعة الكتاب انك ترى جيل الرواد وهم يتصارعون ويتنافسون وربما يحيف بعضهم على بعض بالكلام -رحمهم الله جميعا وغفر لهم- وأرجو أن يكونوا الآن على سرر متقابلين يذكرون أيامهم الأدبية وصراعاتهم الفكرية والنقدية.
يعد فنُّ المساجلات الأدبيَّة والمناوشات الفكريَّة من أهمِّ فنون الأدب التي ميزَت القرن الماضي، وصبغَته بطابعها الخاص؛ حيث كانت العواصِم العربيَّة تصطخب وتضطرم من صدى معارك الرَّافعي وأحمد شاكر مع طه حسين، ومعارك العقاد مع شوقي، ثمَّ معركته وإبراهيم المازني مع صديقهما القديم عبدالرحمن شكري، ومعارك الأزاهرة مع علي عبدالرازق وكتابه الصادم: "الإسلام وأصول الحكم"... وهلمَّ جرًّا، تستطيع أن تعدَّ أكثر من مساجلة أدبيَّة شغلَت الرأي العام ساعتها، وتبودلَت خلالها المقالات والرسائل المتبادلة على صفحات كلٍّ من "الرسالة" و"المقتطف"، و"الثقافة" و"المنار"، و"الهلال" و"الرواية" و"المقطم"، ولم تكن تَخلو تلك المساجلات والمناوشات من فوائد أدبيَّة ولغوية ونقديَّة، يحاول أن يُظهر فيها كلُّ طرف أبرعَ ما عنده في بيان مواضع نقائص مقالة الآخر وحديثه، وذاعَت تلك المساجلات حينًا واشتهرَت، ثمَّ ما لبث أن خبا بريقها، وضوَت شعلتُها؛ فلا نلمح لها بصيصًا إلَّا في مذكرات أدبائنا الكبار، وما يروونه عن مناسبة هذه المقالة النقديَّة أو تلك، وعلاقتها بأحداث عصرها.
ونجد أنَّه نادرًا ما ينبري أحدٌ لجمع تلك الشَّذرات والنوادِر والشهادات من مذكِّرات كبار الأدباء والعلماء؛ لتوثيق أهمِّ ملامح تلك الحياة الفِكريَّة التي كانت من الحسَنات القليلة لمعركة "التغريب"، التي مرَّ بها عالمُنا الإسلامي خلال القرن الماضي تحت نِيرِ الاستعمار، والتي صبغَت بصبغتها أهم الجوانب الحضاريَّة لمجتمعاتنا، وما زلنا نعاني آثارها المُرَّة؛ لذلك كان هذا الكتاب - على صغر حجمه - من أهمِّ الكتب التي يُستفاد منها في توثيق أهم ملامح تلك الفترة، وهو يجمع بقايا ذِكريات وشهادات لعَلَم كبير من أعلام الأدب والدَّعوة والدين، وهو الشيخ الجليل "علي الطنطاوي" رحمه الله، الذي بحقٍّ يستحقُّ أن يكون شاهدًا على عصره؛ بما له من خصيصة نقدية مميزة، وذائقة أدبيَّة مرهفَة، وحسٍّ ديني وقَّاف عند حدود الشرع يَندر مثله بين كثير من أدبائنا ونقَّادنا ومؤرِّخينا.
وقد جمع الأستاذ "رائد السمهوري" هذه الشهادات والمساجلات الأدبيَّة التي كان الطنطاوي - نفسه - شريكًا في بعضها، وشاهدًا على بعضها الآخر في كتابه الماتع هذا، ونجد في بداية كتابه اعتذار "السمهوري" للقارئ مقدمًا بأنَّ هذه بعض ثمرات ونواتج دراسته الأكاديميَّة التي نال بها درجة الماجستير عن شيخه "علي الطنطاوي"، والتي عنوانها: "علي الطنطاوي وآراؤه في الأدب والنَّقد"؛ قد اقتطعها من سياق الدِّراسة ووضعها جانبًا لتقليل حجم رسالته، ثمَّ ارتأى جمعها من باب الفائدة واستِذكار تلك النوادر، والحق أنَّه بجمعه لتلك الشهادات الثمينة عن بعض تلك المناوشات والمساجلات التي "تورَّط" في بعضها شيخُنا "الطنطاوي" - قد أسدى خدمةً لا تُقدَّر بثَمن لكل متذوِّق للأدب والنقد، ولكلِّ ناقد مهتمٍّ بأصول النَّقد الأدبي وخصائصه؛ فعندما تُطالع بعض هذه الأسماء اللَّامعة التي ذكرَت في الكتاب من أمثال: (سيد قطب - طه حسين - زكي مبارك - علي الجارم - خليل مطران - محمود عباس العقاد - حافظ إبراهيم... وغيرهم)، تدرِك مدى ارتباط علي الطنطاوي بأدباء عصرِه، وثقله النَّقدي، وسعة المساحة النقديَّة التي كان يتحرَّك فيها مثقَّفو العصر في ذلك العصر، فالفيصل هو القلم وما يخطُّه على الورق، لا علاقات اجتماعيَّة ومجاملات شخصيَّة قد تطغى على سوق النقد والأدب كما يَحدث هذه الأيام.
وقد يَخرج القارئ بعد قراءة هذا الكتاب بصورة سلبيَّة عن الشيخ "علي الطنطاوي" من ضراوة هجومه، وحدَّة نقده، وشدَّة لفظه، ولكن طبيعة الشيخ "علي الطنطاوي" التي لا تداهِن ولا تماري طبعت الكتاب بهذه الصورة القوية من النِّديَّة وحدَّة الآراء في بعض المواقف، وساهمَت توضيحات "السمهوري" وتعليقاته، وتهذيبه لبعض فقرات الكتاب في تخفيف حدَّة ما جاء في الكتاب من مناوشاتٍ من النوع القوي الصَّادم لأول وهلَة للقارئ، يصف "الطنطاوي" - ذاتُه - أسلوبَه في النقد فيقول: "كان عند الطَّبقة التي قبلنا من الأدباء مثل المصارعة الحرَّة، لَيًّا (أي لويًا) للأيدي، وخلعًا للأكتاف، وكسرًا للأصابع، نطحًا وبطحًا، ورفسًا وعضًّا، ورفعًا وخفضًا، وكل ما تَصنع الوحوش المتقاتلة في الغاب، وما لا تصنعه الوحوش، حتى إنَّ الواحد ليرفع الآخرَ في الهواء ويداه مَمدودتان ثمَّ يلقي به على الأرض، فيختلط طوله بالعرض، وكنتُ (ولا فخر) من أَقدر أصحابي ومَن هم في طبقتي في هذا، وكنتُ أشدهم على الخصم، وأكثرهم احتمالًا من الخصم، على أنَّني ما كنتُ أضرب وأهرب، بل أقف مقيمَ الصلب، مبديًا صفحةَ الصدر، قد شددتُ عضلاتي، أدعوه ليضربني خمسًا أو ستًّا، فلا أَتزلزل ولا أتزعزع، وأضربه واحدةً فيخر منها للوجه ولليدين.
ثمَّ قلبتُ صفحةً جديدة، وفتحتُ صفحةً جديدة، وأرادوا - وإن لم يحقِّقوا ما أرادوا - أن يكون النَّقد - كما قالوا - موضوعيًّا، ناعمًا ليس فيه لكمٌ ولا لطم ولا رفس، ولكنَّه شيء كالعناق والتقبيل، ومسِّ الأيدي النَّاعمة، وتربيتٍ على الأكتاف اللينة، أو أن يغمض الناقِد عينَيه، إن لم يكن ذا خبرة بهذا الفنِّ، ويلوح بذراعيه، ويضرب بلا قصد، لا يبالي أن تقع يده، كأنَّه لا يفكِّر برأسه الذي بين كتفيه، بل بإبهامَيه اللذين في قدميه، فيخرج من المعركة محطمًا، سواء في ذلك أكانت المعركة له أو كانت عليه"؛ صـ 11.
وقد طَبعَت طريقة "الطنطاوي" القويَّة المتمكنة هذه الكتاب بأسلوبٍ آسِرٍ للقارئ، حتى إنَّك تظلُّ مشدودًا طوال صفحات الكتاب لأصداء تلك المعارك القديمة التي أرادها "الطنطاوي" كما شاء لها أن تكون: ليًّا للأيدي، وخلعًا للأكتاف، وكسرًا للأصابع، بل وربما لا تقوم عن الكتاب حتى تنهيه في ذات الجلسة.
وصاحب الكتاب هو الأستاذ "رائد السمهوري"؛ باحث وناقِد في الأدب والفِكر الإسلامي، إلى جانب أنَّ له بعض المحاولات في الإنشاد، حاصل على درجة الماجستير في اللغة العربية، يحضِّر حاليًّا للدكتوراه في الدِّراسات الإسلاميَّة في جامعة المقاصد الخيرية الإسلاميَّة في بيروت، له من الكتب: "علي الطنطاوي وآراؤه في الأدب والنَّقد"، و"تهافت أبي يعرب المرزوقي، وأدلوجته الاسمية، ودعاواه على ابن تيمية وأئمة الإسلام".
وصف الكتاب:
ضمَّ الكتاب ستَّ عشرة مقالةً مختصرة الحجم، حول مساجلات الطنطاوي الأدبيَّة مع أشهر أدباء عصره، وقد حاول الكاتِب أن يضفي عليها طابعًا "سهلًا" على القارئ، طريفًا في قالب أدبي، وفي الكتاب بعض التكرار البسيط، حملَه عليه تكرار المناسبات؛ كما ينوِّه، واعتمد الكاتب جانبَ السَّرد في وصف مناسبات الحادثة الأدبيَّة التي جمعَت الطنطاوي بالأعلام المذكورين بين صفحات الكتاب، وجاءت عناوين مقالات الكتاب على النَّحو التالي:
1 - سيد قطب: الصديق اللَّدود.
2 - مصطفى صادق الرافعي بين التوليد والتعقيد.
3 - عباس محمود العقاد بين الفكر والأسلوب.
4 - أحمد حسن الزيات الصديق والوالد.
5 - طه حسين أم طه بن الحصيني؟
6 - زكي مبارك: إن كنت ريحًا!
7 - المنفلوطي سيد كتَّاب العصر.
8 - مع شفيق جبري: هل الأدب أُلْهيةٌ شريفة؟
9 - إسعاف النشاشيبي أديب العربية الأكبر ومخترع شعر التفعيلة!
10 - بشر فارس رائد الرمزية الميتافيزيقية.
11 - علي الجارم بين القديم والجديد.
12 - أنور العطار: الصديق.. الشاعر.
13 - أحمد شوقي: لسان العرب.
14 - حافظ إبراهيم: شعر مطبوع وإلقاء مؤثر.
15 - حافظ والشام.
16 - خليل مطران: حمار بين جوادين.
وقد ختم الكاتب كتابَه بذِكرٍ لبعض المصادر والمراجع التي عاد إليها في استخراجه تلك النَّثَرات الأدبيَّة والنوادر النقديَّة لمن أراد الرجوع إليها لمزيد من الاطلاع والتوثيق.
أعجبتني فكرة الكتاب، فالحديث عن الأقران شيّق وممتع، ولا يخلو من تحاملٍ غير منصف او إطراءٍ لا محل له من الإعراب.
تقمص المؤلف دور الحكم في أحكام الطنطاوي على خصومة، وأرى أنه قد وُفق فيه، وبيّن هل كان الإنصاف مجانباً للشيخ او موافقاً له، وخصوصاً في نقد الشيخ لعلي الجارم وخليل مطران، وإطراءه المبالغ لأنور العطار و بشر فارس. اما إنصاف الشيخ للنشاشيبي و سيد قطب بعد خلافه مع الأول وخصومته مع الآخر فهذا علامة على سلامة صدر الشيخ تجاههما و اعطاءهما حقهما. رحم الله الجميع
وبعد فما زلت أعتقد أن كثيرا من الكتب التى تقذفها أرحام المطابع إلى الدنيا سنويا - إلى أيدى الناس أو فى وجوههم - إنما يقصدون بها (استلاب )أموال الجماهير بغير حق واظن أن هذا الكتاب واحدَ منها
كما يقول المؤلف فهذا الكتاب ' يقدم به مؤلفه جوانب من علاقة الشيخ الأديب الطنطاوي بابرز أعلام عصره وما كان بينه وبينهم من صداقة أو خصومة أو نقد ' .
هم على ترتيب ورودهم فى الكتاب ' سيد قطب ، الرافعى ، العقاد ، حسن الزيات ، طه حسين ، زكى مبارك ، المنفلوطى ، شفيق جبرى ، إسعاف النشاشيبى ، بشر فارس ، على الجارم ، أنور العطار ، أحمد شوقى ، حافظ إبراهيم ، خليل مطران'
ومشكلة هذا الكتاب أنه لا يعدو أن يكون تجميعا لمقالات الشيخ واقتطاع لاجزاء من كتبه ' قص ولزق ' يعنى ، وأغلب هذه القصص تكلم الشيخ عنها فى كتابه ' ذكريات ' ربما كنت لهذا كريما حينما منحته نجمتين
حاول الكاتب احيانا أن يكسر هذه الرتابة الناتجة عن القص واللزق فجاءت تعيبقاته غاية فى البرودة والسماجة تصلح لكتاب 'يقرأ عند حلاق للتسلية ' كما قال المؤلف فى المقدمة وهو يصف كتابه هذا ة
الله أعلم بما في القلوب ، لكن الواضح أن الكاتب منحاز أيما انحياز إلى الجديد .. والكتاب لا يزيد على أن يشوه صورة العلامة ويسيء إليه .
الكتاب عبارة عن مقالات للطنطاوي اقتطعها السمهودي من كتب متفرقة للعلامة ، وأسبغها بآراء بعض الكتاب ممن كانت بينه وبينهم مثالب ..
لكسر الرتابة لم يزد السمهودي على أن طرح بعض آرائه في نهايات المقالات وياريته ماطرحها ، فلم أرى فيها إلا تخطيئا لآراء العلامة وتحاملا على تراجعاته -فليس الطنطاوي إلا بشرا يصيب ويخطئ-، مثلما قد تبث لحظات الحزن بعض الشفقة في القلوب فيعود بعضنا عما قال عطفا وإن كان من قيل في حقه كان يستحق ..
عموما يستهويني الإطلاع على مناهج النقد و المعارك الأدبية التي تدور رحاها بين أدباء من نفس العصر ، والكتاب به شظية من ذاك .
عندما تسترق السمع لعمالقة الأدب العربي بل جيل العمالقة بلا منازع فلا شك انك تخوض في فضاء من المتعة ليس له حدود اختيار المؤلف للمواضيع وتنوعها كان موفق خاصه انه يكشف لك الشيخ الطنطاوي في أكثر من موقف ولا شك انك ستتفاجأ من حدة قلمه وبراعة اسلوبه ...
الجميل ان المؤلف ترك بصمته وناقش الكثير من آراء الشيخ الطنطاوي وانتقدها الكتاب خفيف غير متخصص موجه لعامة الناس والقراء العاديين وانا اعتبر هذه احد مميزات الكتاب
كل ما استطيع قوله انه كتاب ادبي يتحدث عن نبغاء وعباقرة ذلك العصر الذهبي .. يتحدث عن أدبهم و عن لقاءتهم ومقالاتهم حتى عن خصوماتهم بكل مااحتوته من انتقادات لاذعة لكنها كانت راقية !! أعجبني في هذا الكتاب أن الكاتب لم يقم فقط بإقتباس المقالات والأراء بل قام أيضا بإبداء رأيه و ترك بصمته في هذا الكتاب ..
كتاب أدبي ظريف .. وقعهُ على الأذن لطيف .. فيه من المعارف الأدبية ماعِلْمُنا فيه طفيف وأرى من المفيد لكل من يُريد الابحار في نهر الأدب أن يبدأ من هذا الشاطئ الخفيف .. فهذا الكتاب يعكس على القلب الشفيف أصدق المعاني والفِكَرْ ومن الشعور العفيف .. معتمدا طريق السردٍ لعلاقات ابن الطنطاوي الشريف بأعيان عصره .
كتاب جميل، أضاء جانب من جوانب الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - في ما يخص علاقته بالأدباء و بعض معاركه معهم، والمناوشات التي حصلت على صفحات جريدة الرسالة،
كتاب شيق وجميل أعاد فيه كاتبه رائد السمهوري وهو باحث وناقد ادبي أعاد الضوء على معارك الشيخ علي الطنطاوي العالم الجليل والاديب البارع والخطيب المفوه مع أعلام عصره وهم جيل الرواد من أمثال أحمد شوقي وحافظ أبراهيم وخليل مطران وأحمد حسن الزيات وطه حسين والعقاد والرافعي وسيد قطب وزكي مبارك وأخرون وكلهم ممن يشار اليهم بالبنان ... أن من يطلع على تلك المعارك الادبية وهي فعلاً معارك ولكن أسلحتها الاقلام وساحاتها صفحات المجلات الادبية في ذلك العصر يستطيع أن يتعرف على مناهج النقد الادبي ، فبالرغم من الحدة في النقد الا أنها لا تمس شخصية الشخص المنتقد بل أنه في الغاب ما يتحول الناقد الى صديق حميم للمنتقد ، رحم الله الشيخ علي الطنطاوي فقد أمتعتنا كتاباته التي كنا نقرأها وكأننا نستمع اليه وهو يرويها لنا بأسلوبه السهل الممتنع ورحم الله أعلام ذلك العصر ممن تمتعنا بإنتاجهم العزير وتعلمنا منهم الكثير