فوكوه يتحدث عن أول أشكال العلاقات الناشئة اجتماعيا ، ومن ثم يتطرق تدريجيا إلى سياسيا وحتى مفهوم السلطة وأشكال الشرعنة مروراً بالزواج من حيث كونه وسيلة للإنجاب ووسيلة للسيطرة على الذات ونزعاتها ويقارن فوكوه بين نظرة الأيبقوريين إلى الزواج من جهة ونظرة الكلبيين من جهة أخرى ثم يتطرق إلى تأثير الزهد المسيحي في نظرة الإنسان لمفهوم عريق كهذا يحاول الكاتب شرح فكرة فوكوه التي تتضمن العودة لأصول مفهوم الأخلاق لدى الإنسان ابتداءً من أثينا لمحاولة تتبع الآليات التي استخدمها الإنسان للسيطرة على الذات. يرى فوكوه بحسب تاريخ الجنسانية أن التجربة الإغريقية ليست إلا صراع الإنسان مع ذاته إما لتطويع هذه الذات بحيث يملك القدرة من بعد ذلك على إدارة الآخرين ، فالأب الجيد كمثال هو الذي يستطيع كبح شهواته وعدم ممارسة علاقات خارج إطار الزواج، وهذا ما يؤهله لأن يكون مسؤولاً عن زوجته وأبنائه. أما في المفهوم الديني تنفصل الأخلاق من كونها تجربة لتصبح قاعدة عامه يتبعها الجميع وتضمن لهم السعادة.
في آخر الكتاب يسعى فوكوه إلى زلزلة آليات السيطرة على الذات التي باتت تستخدمها السلطات في تطويع المجتمع ككل، فالسلطة في رأيه "أصبحت سلطك تحتفظ بالحياة" وبدلا من إراقة الدماء فهي تسعى للسيطرة على مظاهر الحياة التي يقوم بها البشر، ويستند لقول ماركوز "إنسان البعد الواحد". في نظر فوكوه السلطة تملك كل المعلومات اللازمه بما يختص بنمط حياك الإنسان وعلاقاته. يقول: الإنسان اليوم منزوع التاريخ.
هذا الكتاب يعرض جزء من تاريخ فوكوه الذي دائما ما سعى إلى محاكاة طبيعة السلطة وآلياتها وتطوراتها والعجيب دائما قدرته على مساءلة التاريخ البشري ككل