إشتركت في هذا الكتاب ثلاث شخصيات : الشيخ محمد عبده, وألبرت أوجست جابرييل هانوتو وزير الدولة للشئون الخارجية في فرنسا, وبشارة خليل تقلا أحد مؤسسي جريدة الأهرام. أما صلب الموضوع فهو :هل يصلح المسلمون بتراثهم الذي لا يرى - كما اعتقد الغربيون - أن فصل الدين عن الدولة ضرورة للحكم, هل يستطيعون وهم كذلك, إقامة دولة حديثة قائمة على سيادة القانون ؟
ذهب الشيخ محمد عبده - في رده على هانوتو - إلى أصول الإسلام يشرحها مؤيداً بالأمثلة والسوابق التاريخية، أن الإسلام لا يقف أمام العلم كما لا يقف أمام إعمال العقل ولا يدعو إلى التكفير كما شرح بالنص "إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر في مائة وجه، ويحتمل الإيمان من وجه واحد، حمل على الإيمان، ولا يجوز حمله على الكفر" ولا الإسلام دين وشرع فقط وضع حدوداً ورسم حقوقاً فقد "يغلب الهوى وتتحكم الشهوة" ويستطرد بالقول "الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم ولا هو مهبط الوحي وليس من حقه الاستئثار بتفسير الكناب والسنة".
يُعدّ "الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.
وفي سنة 1882م اشترك الامام في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884م، وأسس صحيفة العروة الوثقى، وفي سنة 1885م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية سرية بذات الاسم، العروة الوثقى.
في 3 يونيو سنة 1899م / 24 محرم 1317هـ صدر مرسوم خديوي وقعه الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية, وقد كان منصب الإفتاء يضاف لمن يشغل وظيفة مشيخة الجامع الأزهر في السابق وبهذا المرسوم استقل منصب الإفتاء عن منصب شيخة الجامع الأزهر، وصار الشيخ محمد عبده أول مفت مستقل لمصر
ولقد ظل الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية ست سنوات كاملة حتى وفاته المنية بالإسكندرية بعد معاناة من مرض السرطان عن سبع وخمسين سنة، ودفن بالقاهرة ورثاه العديد من الشعراء.
"كُلّما ازدادوا جهلاً بدينهم ازدادو غُلوّاً فيه بالباطل، ودخل العلم والفكر والنظر (وعي لوازم الدين الإسلامي) في جُملة ما كرهوه، وانقلب عندهم ما كان واجباً من الدين محظوراً فيه."
السبب الأول الذي دعاني لقراءة هذا الكتاب، هو متابعتي لمسلسل "قاسم أمين" الذي عرض مقتباسات من حياة الإمام محمد عبده، رائد التجديد وعلم من أعلام النهضة والإصلاح، مع الشيخ جمال الدين الأفغاني وأديب إسحاق وإلخ وحضوره مع سعد زغلول لصالون الأميرة نازلي فاضل حيث كانت تستقبل أعلام المجتمع ويتناقشون بأمور الأدب والسياسة، وتم اضطهاد الشيخ وأصحابه، وبعدها نُفي إلى بيروت ومن ثم باريس حيث أنشئ مع الأفغاني جريدة العروة الوثقى ليعود مرة أخرى إلى مصر بواسطة من الأميرة نازلي. يتناول الجزء الأول من الكتاب مقالات رد بها الشيخ على وزير الخارجية الفرنسي هانوتو -مع تناول مقالات هانوتو أيضاً-، التي تناول بها موضوع تأخّر المسلمين وتشدّدهم وما إلى ذلك. أمّا الجزء الثاني وهو المهم، تناول به الشيخ أسباب تأخّر المسلمين، وما اعتور عقول المسلمين من بدع وخرافات نُسبت إلى الإسلام، وعلاقة الدين بالعلم، العلم الذي أضاعه المسلمون بعد أن كانوا أئمة العالم فيه. والجمود الفكري الذي أصاب الأمة. وإن الإسلام الحقيقي دين تسامح وعلم وفكر.
وأنا اقرأ كلمات الشيخ، تسائلت، ماذا لو كان محمد عبده بيننا الآن، وشاهد ما وصلنا إليه من انحطاط وتأخّر فاق ما كان موجوداً في عصره! ماذا كان سيقول! شعور طاغٍ بالأسف والألم 💔.
كتب محمد عبده -رحمه الله- هذا الكتاب فى ليلة واحدة رداً على كتابات وزير خارجية فرنسا هانوتو و شبهاته حول الإسلام. كتب هذا الكتاب سنة 1320 هجري (1901 م) أي منذ 110 عام ، وعندما قرأته لم أجد شيئا قد تغير فنحن لا نزال نتكلم الكثير ونعمل القليل أو لا نعمل البتة، فهو يتحدث عن حالنا اليوم ، عن ما يعانيه المسلمون والإسلام من جهل وفتور وضعف همة وتبعية وعن الشبهات والخرافات والأكاذيب التي تنسب إلى الإسلام وتحوم من حوله.
بعد الرد على هانوتو، قام محمد عبده -رحمه الله- من خلال هذه الصفحات بإعادة تعريف أصول الإسلام، و تحدث كثيراً عن شموليته كما أبرز الفرق بينه وبين الديانة المسيحية من المنظورين العقائدي والتاريخي ، وبالتالي قدم الإسلام على أنه دين مدني ولا حاجة للمسلمين لأن يفعلو كما فعل الغرب أي فصل الدين عن دنياهم بل هم في حاجة اكيدة إلى مراجعة أنفسهم والإلتفاف حول أصول دينهم.
أبرز الكتاب كذلك أهمية العلم والعلوم التجريبية والحياتية في الاسلام وكيف لعب العلم دورا هاما في الإرتقاء بالأمة الإسلامية إلى أعلى مرتبة. كما تحدث محمد عبده عن كيفية تعامل الإسلام مع مخالفيه ومع مختلف الملل والنحل مبرزا سماحة الإسلام و سعت صدره.
الجزء الثاني من الكتاب (بعد الرد على هانوتو) هو من أجمل وأروع ما قرأت في حال الإسلام والمسلمين إلى حد الأن ، انصح الجميع بالإطلاع عليه ولو لمرة.
وكانت الصدمة ...الكتاب المتداول بيننا هذة الأيام والمسمى ب"الإسلام بين -: !!...العلم والمدنية " لم يكتبه الشيخ محمد عبده
تبدأ القصة عندما كان يكتب فرح أنطون مقالات في جريدة الجامعة عن العلم ودوره فى نهضة اوروبا و عن تسامح الدين المسيحي مع العلم . وجاء فيها أن المسيحية أكثر تسامحاً مع العلم والمدنية من الإسلام الذي يضطهد العلم والعلماء .و إن الإسلام صدره لا يتسع للعلم ولذلك أصاب التخلف والجمود المسلمين على عكس المسيحية التي تسامحت مع العلم وكان لها دور في نهضة أوروبا .وكان ذلك فى العام 1902 فكتب الشيخ محمد عبده مقالات فى مجلة المنار ترد على هذا الإدعاء . وفيما بعد قام الشيخ محمد رشيد رضا بتجميع هذة المقالات ونشرها فى صورة كتاب تحت مسمى "الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية " وكان قد استأذن الشيخ فى هذا العنوان . وطُبع الكتاب مرتين فى حياة الشيخ محمد عبده و,وطُبع فيما بعد عدة طبعات بالاسم ذاته ... حتى جاءت الستينيات.. وطبعت دار الهلال الكتاب تحت اسم الإسلام بين العلم والمدنية ،ومن بومها إلى الأن ونحن نقراً كتاباً محرفاً ومزيفاً ..!!. لأنهم لم يكتفوا فقط بتغيير اسم الكتاب - ولو فعلوا لهانت - انما فعلوا ماهو أكبر وأشد وطأة من ذلك ..حيث قاموا بالتحريف والتغيير في محتوي الكتاب ومضمونه حتى أخرجوه كتاباً مشوهاًُ لاقيمة له .فإذا نظرت إلى أصل الكتاب وجدته مقسوم قسمين القسم الأول وعنوانه "في النصرانية " وفيه ردود على شبهات "الجامعة " وعرض لأضطهاد العلم والمدنية في النصرانية ، ثم يعرض لنفي الأقتتال بين المسلمين لأجل الأعتقاد وتساهل المسلمين مع أهل العلم والنظر من كل ملة .ثم ينتقل الكتاب إلى "طبيعة الدين المسيحى " فيعرض الشيخ للأصول الستة للنصرانية و النتائج التي ترتبت عليها ودورها فى التعامل مع العلم والمدنية .. أم القسم الثاني فعنوانه "في الإسلام " ويعرض الشيخ فيه ايضاً أصول الإسلام والنتائج التي ترتبت عليها .وكيف تعامل الإسلام مع العلم والمدنية وموضوعات أخرى .. فإذا نظرنا إلى الكتاب الموضوع والمعروف بإسم "الإسلام بين العلم والمدنية " فإننا نرى مثلا في طبعة دار الهلال المنشورة عام 1960 الكتاب في ستة موضوعات وتقديم بقلم الأستاذ طاهر الطناحي رئيس تحرير مجلة الهلال في ذلك الوقت ، ثم الإسلام والمسلمون ،ثم المسألة الإسلامية بين هانوتو والإمام ، ثم اصول الإسلام ، ثم اشتغال المسلمين بالعلوم الأدبية والعقلية ، ثم الإسلام في أوائل القرن العشرين ، ثم الإسلام و مدنية أوروبا كما توضح الصورة .:
اضغط على الصورة لتكبيرها
فإذا انتقلنا لطبعة أخرى وهي طبعة دار قباء والمنشورة ضمن مشروع مكتبة الأسرة -مهرجان القراءة للجميع عام 1998 بدراسة وتصدير د.عاطف العراقي .وهي الأشهر والأكثر تداولاً فإننا نجد محتويات أخرى ..كما توضح الصورة
اضغط على الصورة لتكبيرها ..
وهكذا نجد أنفسنا أمام طبعتين مختلفتين فى محتواهما أشد الأختلاف مع أنهما -فيما يفترض - لكتاب واحد وكتبهما كاتب واحد .. لكن الحق يقال إن الطبعة الثانية اقرب إلى المحتوى الأصلى من طبعة دار الهلال التى جدفت تجديفاً يثير الدهشة والعجب ... goodreads تم اضافة الكتاب إلى ** يمكنكم زيارة صفحته وتحميله من الرابط التالي : الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية
اتيت به من مكتبة دار الشروق بوسط القاهرة وهي المكتبة التي لم يوظفوا فيها إلى الآن- من يسألك السؤال الصعب كما يقول محمود درويش ((ماذا تريد؟)) .... وهذه الملاحظات التي أسردها هنا هي حديث عقلية سطحية اعتادت القراءة لمتعة الروح لا لتنمية الفكر .وهي كالتالي
- أولا هذا الكتاب يعد في نظري مثالا حيا لفن ترويج الكتب فصدر الغلاف هو وجه الامام محمد عبده رحمه الله بنظرته العميقة تلك سيدفعك دفعا لتصفح الكتاب ان لم يكن لاقتناءه بينما ظهر الغلاف أختير له أشد أجزاء الكتاب وقعا وأكثرها جدلا في الآونة الأخيرة والتي تبدأ بالتساؤل(يقولون ان لم يكن للخليفة ذلك السلطان الديني أفلا يكون للقاضي أو شيخ الإسلام..الي أخر الجزء ؟..)ولكن بعد انتهائك منه ستجده أشبه بمقالات متفرقة (مفيدة بالتأكيد ) ولكن بطريقة ما غير مترابطة . - لا أدري ما الذي دعاهم إلى تغيير الاسم الأصلي المتداول للكتاب وهو:((الاسلام والنصرانية بين العلم والمدنية )) وكانهم بذلك يؤكدون أن لفظ (النصارى ) يعد سبابا أو شتما وهذا غير صحيح فالحواريون حينما سألهم المسيح عليه السلام :من أنصاري إلى الله ؟ أجابوه : نحن أنصار الله ومن هنا جاء الاسم على حد علمي كما أنها لو كانت سبة لما استخدمها الامام رحمه الله عنوانا لكتابه . - توقفتني المفارقة التي عقدها بين الديانة المسيحية بتوجهاتها السلمية ونبذها القتال والسلطة واستشهاده بما جاء بالانجيل: ((من ضربك على خدك الايمن أدر له الأيسر ))بينما الديانة الاسلامية فقال فيها :((فالناظر في أصولها ومن يقرأ سورة من كتابها المنزل يحكم حكما لاريب فيه بأن المعتقدين بها لابد أن يكونوا أول ملة حربية في العالم وأن يسبقوا الجموع في اختراع الالآت القاتلة واتقان العلوم العسكرية واستشهد بالطبع بقوله تعالى :((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) ثم يتساءل باستغراب : (كيف اُخترع مدفع الكروب او المتراليوز وغيرهما بأيدي أبناء الديانة الأولى قبل الثانية؟؟ ص12-13 - كان طريفا جدا هامش الصفحة 14 حيث كتب جامع أو طابع هذا الكتاب في عهد عبد الناصر على ما يبدو :((وقد كان هذا في عهد الامام أما الان فقد تبدلت الحال في عهد الثورة الحاضر الذي عنيت فيه الجمهورية العربية ال��تحدة باتباع الاية الكريمة واهتمت بالتصنيع ووووو......))ذكرني هامشه بمعلمات مدرستي بالسعودية حينما كان يبدأ اي نقاش بداية طبيعية ثم ينتهي ب((وقد قامت حكومتنا الرشيدة ببذل كل الجهود المرجوة وووو))وكنا نسميها فقرة حكومتنا الرشيدة . - أما مقال مسيو هانوتو وزيرخارجية فرنسا انذاك فقد وجدته بالمقارنة مع ما نراه الان من نقد غربي للاسلام شيئا غاية في التهذيب وكان جميلا وصفه لما رآه من تعلق وجدان المسلمين بقبلة واحدة وقيام وسجود واحد مرددين الله أكبر إلا أنه بدأيضايقني عندما تحدث عن أن الدراويش الذين يلهج لسانهم بذكر الله ويدورون يحدثون الناس عن شيم الأولين من خيمة الى خيمة هم يبذرون بذور الحقد والضغينة نحو دعاة المدنية أمثالهم ص28
- اما ما أثار استفزاز الامام فهو ايراده لرأيي مسيو كيمون في كتابه ((باثولوجيا الاسلام ))حيث قال:((إن الديانة المحمدية جذام نشأ بين الناس وأخذ يفتك بهم فتكا ذريعا ... )) الي نهاية المقطع بصفحة 34ثم أورد بالمقابل ليبين حيادية أفكاره :الرأي الغربي المؤيد للاسلام كاقتباسه من القس لوازون اعترافه واقراره بأن الاسلام هو الدين المسيحي محسنا ومحورا .. - ثم أخذته الفلسفة مأخذا غاية في الغرابة اذ يقتنع بأن عقيدة كالاسلام تقول بتناهي الربوبية في العظمة والعلو تجعل من المسلمين كما قال تحديدا :((كمن يهوي في الفضاء بحسب ناموس لا يتحول ولا يتبدلولا حيلة لهم فيه سوى متابعة الصلوات والدعوات))غير أن اعتقاد المسيحين بالثالوث المقدس يجعل من الانسان واسطة بينه وبين ذات الله سبحانه وتعالى فتكون نتيجة ذلك كما قال :((أنه يحملهم على اتقان ألاعمال التي تقربهم إلى الله حيث الوسائط بينهم وبين ذاته الجليلة موصولة) ص33
- ثم رد عليه الامام ردا قاسيا بأدب.. غيورا بعلم وحجة مما دفع بالثاني الى الدفاع عن رأيه ملتزما أيضا بأدب الخلاف قائلا انه كتب ما كتب كمؤرخ وليس كمسيحي وانه رصد كما قال :((انه كلما تقدمت اوروبا تأخر الشرق لأن الواقف يتأخر بقدر ما يسير الماشي ... ثم ان الهكم ايها الشرقيون اله اوروبا واله امريكا اذ ان اله الجميع واحد ولا يمكن أن يكون أكثر عطفا على الاوروبي منه على الامريكي فالشرقيين عموما أكثر تمسكا بعقائدهم من الغربيين وقد علمنا ان اوروبا فاقت شرقكم بمراحل ونرى اليوم امريكا تزاحم اوروبا ولم يكن ذلك لان الله سبحانه وتعالى اميل الى الامريكي منه الى الشرقي ولكن لان الاخير مستميت والاخر حي .. هذا يشتغل مجتهدا وهذا يقضي حياته بين القنوط واليأس))وقد اقتنعت بهذه الجزئية جدا برغم اختلافي معه في فكره المادي حيث أن الله سبحانه وتعالى يقول في سورة فاطر :((كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا)) فالله لا يضيع عمل ابن ادم ابدا
- احببت كثيرا هذا الجزء من رد الامام على ما جاء من تفسيره الفلسفي لعقيدة الاسلام قائلا :((كلما ارتقى الانسان في العلم ولطف وجدانه بالفهم ونفذ عقله في أسرار الكون تمزقت دون روحه حجب المادة وانجلى له الوجود الأعلى على تفاوت ذلك في درجات الظهور والنجلاء ينتهي الى الاعتقاد بوجود واحد واجب يستحيل عليه ان يلبس لباس المادة على النحو الذي يفطنه مسيو هانوتو وأمثاله لأن ما لا حد له محال ان تحيط بوجوده الحدود)) ص81
- وحينما تحدث هانوتو عن ان مسلمي الجزائر وتونس يعيشون في سلم جنب الى جنب مع ساستهم الفرنسيين بينما يعيش أهل بقية الدول العربية الخاضعة لخلافة اسلامية حياة مزرية .فرد عليه الامام قائلا:((ان العدل ورعاية الحقوق واحترام المعتقدات بعد معرفة اصولها هي التي تخفف على المغلوب سلطة الغالب وتدنو به منه وتهون عليه الرضاء عنه))ص92
- ثم ترفق الامام في رده الثاني عل هانوتو وبدأ بتوضيح روح الاسلام وما عانى منه ابناؤه من بدع ادت بهم الى ما هم فيه على مدار التاريخ مما قد يدفعك الى حديث سري مع نفسك قائلا في يأس :(لن تغير أبدا ) فاذا به يرد عليك رحمه الله بقوله الجميل:((وزد على ذلك أكبربدعة عرضت على نفوس المسلمين في اعتقادهم وهي بدعة اليأس من أنفسهم ودينهم وظنهم ان فساد العامة لا دواء له وأن ما نزل بهم من الضر لا كاشف له .. ثم أورد الاية الكريمة : ((إنه لايايئس من روح الله إلا القوم الكافرون))ص107
-ثم بدأ الجزء الثاني من الكتاب بالحديث عن أصول الاسلام والدعوة الى الايمان بوحدانية الله مع اعمال الفكر بالتأمل والمطالبة باعمال العقل للوصول الى اليقين وان العقل اولى من النقل الذي يدفع الى جمود الفكر
- ثم كان هذا الجزء الذي قرأت اقتباس له من قبل في احدى كتابات بلال فضل وهو قول الامام في احد أهم أصول الاسلام :((إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الايمان من وجه واحد حمل على الايمان ولا يجوز حمله على الكفر))ص129
-وتحدث عن كون العلم عبادة وان لم يكن دينيا وأن سماحة الاسلام في ذلك فاقت المسيحية الذين أعادوا كتابة الانجيل باللغة اليونانيه هاجرين بذلك لسان عيسى عليه السلام السرياني وذلك لكراهتهم في اليهود ولم يكتب بالعبرية الا انجيل متى - ثم شدد على أنه لا سلطة دينية على أحد من المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي الا النصح الجميل وان الحاكم في الاسلام ليس له حق (الثيوقراطية ) وهو مصطلح لم أكن أعلمه من قبل يعني به السلطان الالهي الذي ينفرد بتلقي الشريعة عن الله وله الحق في التشريع وله في رقاب الناس حق الطاعةلا بالبيعة ولكن بالايمان فان خالفه احد مارعية كان ذلك كافيا لتكفيره مثلا
-وان من أهم اصول الاسلام النهي عن ايذاء الذمي وهو الكتابي مسيحيا او يهوديا وانه احتج بغباء المخالفين لمثل هذا الاصل بأن الله قد أباح للمسلم ان يتزوج الكتابية وان تكون اما لأولاده وأمينة على بيته وأن يكون أهلها الكتابيين اصهاره فلو كان الاسلام يريدها حربا لا تنتهي فكيف يستقيم مثل هذا الترخيص الالهي . كنت سمعت اليوم محاضرة قيمة جدا للامام االحبيب بن عل الجفري عن أدب الرد على المسيئين الى الاسلام بشكل عام والى الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل خاص وبالرغم من انها كانت بتاريخ 2007 متزامنة مع احداث الرسام الدنماركي ولكن ما أشبه اليوم بالبارحة كما يقولون مع أحداث هذاالفيلم المسئ وقد قال فيها الحبيب : كيف ينصر المسلمون رسولهم بمخالفة سنته ..يقصد بذلك السب والشتم والقتل والتخريب ولهذا وددت لو أكتب كل الافكار التي وردتني وانا أقرأ هذا الكتاب وأقتبس كل ما قيل فيه فلقد رأيت ادب الانتقاد في مقالات هانوتو الفرنسي ووجدت فيه ايضا صدق الغيرة ونظافة البيان من الامام محمد عبده رحمه الله فكان بحق نموذجا لأدب الخلاف .
عنوان لا يعكس كامل محتواه فهو عبارة عن مقالات يمكن تقسيمها إلى جزئين : جزء الاول : مقال لهانوتو وزير خارجية فرنسا آنذاك الذي شعر فيه الامام محمد عبده بالإساءة للإسلام و أصوله و حاول طبعا الردّ عليه (أحببت الجزء الأول و وجدته جيد جدا ) الجزء الثاني: مجموع من مقالات عن أصول الدين , علاقة الاسلام بالعلم و اسباب جمود الفكر الاسلامي و آثاره ( جزء متوسط لم أجده قدم شيء جديد) وجدت نقد الاسلام في مقال هانوتو في غاية التهذيب مع ما نراه الان. من بين الأمور التي وجدها هانوتو سببا في تخلف المسلمين هي عدم فصل بين السلطتين (أي الدينية و السياسية) مؤكدا أن فصل السلطة الدينية عن السلطة المدنية تشكل قاعدة أساسية و قوية لتقدم و للتمدن و أن الإسلام دين تفوق فيه شدة التدين كل ميل, دين يعاني نزعة عرقية و دوغمائية دينية استعلائية فأثارت بعض تساؤلات و مشكلات التي طرحها مسيو هانوتو حفيظة الامام محمد عبده الذي جاء ردّه مفندا و موضحا صورة الإسلام (في بعض الأجزاء رده كان متعصب و يكعن في هانوتو بدل ردّ على أفكاره) فهو يرى أن أن جهل هانوتو بالإسلام و مصادره هو ما أوقعه في اشتباهاته تلك بالنسبة للرد الامام محمد عبده فقد كان انشائي فاعتمد في جوابه تفسير أصول الدين الإسلامي و مقارنته بالمسيحية و اظهار محاسن أصول شعائر الإسلام و وضح أيضا أسباب تخلف المسلمين بسبب ما عانوه من بدع أدت بهم إلى ما هم فيه على مدار التاريخ رد الامام لم يقنعني كثيرا فأصول الدين لا تطبق من طرف الجميع و لا يعلمها كل المسلمين , و اوربا لم تقل أنها تقدمت بفضل المسيحية وهذا هذا لا يقلل أبدا من قيمة ردّ الامام عبده الامام حاول أن توضيح أن المشكل في تطبيق الاسلام و ليس في الدين الاسلامي لم يقنعني ردّه أما هانوتو انتقد المسلمين من حيث أفكارهم, وضعيتهم و أكثر مقطع اتفقت مع هانوتو في قوله "انه كلما تقدمت اوروبا تأخر الشرق لأن الواقف يتأخر بقدر ما يسير الماشي ... ثم ان الهكم ايها الشرقيون اله اوروبا واله امريكا اذ ان اله الجميع واحد ولا يمكن أن يكون أكثر عطفا على الاوروبي منه على الامريكي فالشرقيين عموما أكثر تمسكا بعقائدهم من الغربيين وقد علمنا ان اوروبا فاقت شرقكم بمراحل ونرى اليوم امريكا تزاحم اوروبا ولم يكن ذلك لان الله سبحانه وتعالى اميل الى الامريكي منه الى الشرقي ولكن لان الاخير مستميت والاخر حي .. هذا يشتغل مجتهدا وهذا يقضي حياته بين القنوط واليأس" الجزء الثاني حاول محمد عبده شرح أصول الدين الاسلامي , تحدث عن اهتمام المسلمين بالعلوم الدينية و العقلية فأعطى أمثلة عن استضافت الدول الاسلامية للعلماء بالاضافة الى تحدته عن الجمود الفكري الديني و عدم تجديده على النحوكاف مما خلف فجوة بين تطلبات العصر و الفقه الموروث الكتاب في عمره أكثر من 100 عام لكن المشاكل هي نفسها لم تتغير و العالم العربي لم يتقدم عاى اروبا على العموم الكتاب جيد يحتوي معلومات عديدة اقتباس اعجبني
اعوذ بالله من السياسة، ومن لفظ السياسة، ومن معني السياسة ومن كل حرف يلفظ من كلمة سياسة، ومن كل خيال يخطر ببالي من السياسة، ومن كل ارض تذكر فيها السياسة، ومن كل شخص يتكلم او يتعلم او يجن او يعقل من السياسة، ومن ساس ويسوس وسائس ومسوس
“نعم، إن المسلمين أصبحوا وراء الأمم كلها في العلم، حتى سقطوا في جاهلية أشد جهلا من الجاهلية الأولى، فجهلوا الأرض التي هم عليها، وضعفوا عن استخراج منافعها، فجاء الأجنبي يتخطفها من بين أيديهم وهم ينظرون، وكتابهم قائم على صراطه يصيح بهم: "وهو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا"، "وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه"، "قل مَن حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا"، وأمثال ذلك. ولكنهم "صُم بُكم عُمي فهم لا يعقلون" ، إلا من رحم الله. ولو عقلوا لعادوا، ولو عادوا لاستفادوا، وبلغوا ما أرادوا. وها نحن أولاء نذكرهم بكلام الله لعلهم يرجعون، ولا نيأس من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.”
الكتاب منقسم لقسمين: فى القسم الاول: يعرض الامام محمد عبده ادعائات مسيو هانتو ورواد المدنيه الحديثه بعالميه النظام الغربى وعلميه نظرياته ومناهجه وقيامه باقصاء التراث الحضارى للامم غير الغربيه باعتباره نموذج معاد للعلوم والتقدم
اما القسم الثانى: تكلم عن اصول الاسلام واوردهم فى ثماني أصول النظر العقلى لتحصيل الايمان, تقديم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض, البعد عن التكفير, الاعتبار بسنن الله فى الخلق قلب السلطة الدينية, حماية الدعوة لمنع الفتنة, مودة المخالفين فى العقيدة, الجمع بين مصالح الدنيا والاخرة
قام بالرد بفكره الواعى النقدى بالدفاع عن تراث الاسلام واثبات صلاحيته للنهوض والتقدم وبين انا هذا الجمود الذى حدث كان من المسلمين لا من الاسلام
وضح موقف الاسلام من العلم والمدنيه ووضح عدم التعارض بينهم وبين الاسلام ودافع عن الاسلام من المغرضين ورجال الاستعمار الذين حملوا على الاسلام ووجه فيه قلمه ايضا لايقاظ المسلمين وارشادهم الى اسباب تأخرهم وضياع ملكهم وزوال مجدهم
الكتاب يعرض نفس المشكله مع تعاقب الازمان ونفس الحلول لكن (محلك سر) .انتهى.
الكتاب لا بأس به، في الجزء الاول و هو السجال الدائر ما بين هانوتو الفرنسي و الامام، لم يعجبني رد الامام الاول عليه، لا أدري لماذا يكون أسلوب هذه المناقشات يترك الاسلوب العلمي و يتجه للهجوم!! و لكن الامام يعود لجادة الهدوء في رده الثاني، و الجزء الثاني عن أسباب جمود المسلمين جزء جميل يستحق القراءة
أول تطلعاتى للإمام / محمد عبده واقر انى منبهر بهذا الإسلوب اللغوى البديع ، والطرح المنظم فى عرض الأفكار ، والثقافة الكبيرة والإلمام التام بكل ما هو جديد فى عصره ومعارض لدينه ، واطلاعه على اراء اعداء الإسلام في الإسلام ذاته ، وفهم مواطن النقص فى ادراك المعنى الحقيقى للإسلام وسماحته ومدنيته ، ومحاولة طرح الأفكار بالأمثلة التاريخية المرتبطة بالدفاع عن ما يتهمون الإسلام به .
الكتاب منقسم لقسمين : الأول رد على وزير خارجية فرنسا " هانوتو " الذي اتهم الإسلام بإنه سبب تأخر الدول العربية والإسلامية ، وبإنه ضد المدنية لأنه لا يفصل بين السلطة والدين .. والقسم الثاني يوضح أصول الإسلام وشريعته التى فى اصلها المدنية وفصل السلطات وعدم وجود ما يجمع بين السلطة الدنيوية تحت اسم الدين ، وكيف كان المسلمين الأوائل والخلافتين الأموية والعباسية ترعى العلم وتحتويه وتبجله ، ويشتغلون به ، فأزدهرت دولة الإسلام ، وغزت العالم بعلمها وثقافتها ، والتى قامت على اساس ما اكتشوفوه ووصلوا اليه علماء المسلمين حضارة اوروبا وتمدنها .. ثم يطرح اسباب جمود المسلمين وتأخرهم ويقارن بين الإسلام والدولة المدنية فى اوروبا وانه لا تعارض بينهما بل إن الإسلام هو اساس المدنية والتمدن والتحضر .. بل هو اساس الليبرالية فى العالم اجمع
الإمام محمد عبده (١٨٤٩-١٩٠٥) الذي يعد من أبرز المجددين في الخطاب الإسلامي— هذا الكتاب الذي يعد من أهم أعماله والذي يتكون من جزئين، الجزء الأول صورة من صور الاهتمام الأوربي للشرق، في مقالين وحديث أجرهم مسيو هانوتو وزير خارجية فرنسا في عام ١٩٠٠ قد أبدي فيهم رأيه ونظرته للشرق بصورة عامة وللإسلام و المسلمين بصورة خاصة، فقد ميز حوار مسيو هانوتو التهذيب والهدوء الذي خاضهم في عرض أرائه، ولكن من وجهة نظري أن هذا الأسلوب كان غلاف ل"شرقنة الشرق" المصطلح الذي اطلقه ادوارد سعيد وقصد به إعادة صياغة العالم الشرقي وإعادة تشكيله كما يحبه الغرب أن يكون. فقد كان مسيو هانوتو سياسي لبلد استعماري وليس مجرد مؤرخ. وهنا كمن السؤال هل حملت دراسات الاستشراق من باب المعرفة الخالصة أم فكرة السلطة.. ثم جاءت ردود الشيخ الإمام بعد ذلك في منتهي التمكن والاعتدال والهدوء.. وهذا الأسلوب الذي اصطحبه في الجزء الثاني من الكتاب في مناقشته لبعض مواضيع "أصول الإسلام".. الغريب أن هذا الكلام يصل عمره إلي ١٢٠ سنة فما سبب تراجعنا عن هذه النقطة؟
اول كتاب أقرأه لمحمد عبده واحد من رواد التجديد وعلم من اعلام النهضة والإصلاح.. ينقسم الكتاب لشقين ، الاول يرد فيه عبده على وزير الخارجية الفرنسي ، هانوتو الذي يتناول في مقالاته تشدد المسلمين وعصبيتهم.. أما الشق الثاني فيتناول اسباب تأخر المسلمين وعلاقة الدين بالعلم ، و الجمود الفكري الذي اصاب المسلمين..
رداً على مقال كتبه مسيو هانوتو وزير خارجية فرنسا عن الإسلام والمسألة الإسلامية كتب الإمام محمد عرده هذا الكتاب.. وفيه يرجع أصول الإسلام إلى ثمان نقط أساسية هي:
1- النظر العقلي لتحصيل الإيمان 2- تقديم العقل على النقل 3- منع التكفير 4- الاعتبار بسنن الله في الخلق 5- قلب السلطة الدينية (إلغاؤها) 6- حماية الدعوة من الفتنة 7- دعوة المخالفين في العقيدة 8- الجمع بين مصالح الدنيا والآخرة
منافشاً كل أصل من الأصول التي أوردها لتصحيح كل ما استقر في ذهن مسيو هانوتو من فهم خاطئ للدين الإسلامي، ثم موضحاً بالعقل والمنطق أن من نتائج هذه الأصول حتماً إقبال المسلمين على العلوم بشتى أشكالها وأنواعها وفروعها، وأن ما كان عليه حال المسلمين من الجمود زمن كتابة هذا الكتاب ليس سوى عارضة ستزول بعودة الناس إلى الدين السليم وفهم تعاليمه بالعقل والوجدان لا الاكتفاء بترديدها عن السلف دون إشغال العقل فيها.
ويوضح الإمام أن الدين الإسلامي لا يتعارض مع المدنية كما يعتقد مسيو هانوتو، وأن مدنية أوروبا الحالية لم تكن سوى اقتباساً من مدنية الإسلام التي انتقلت لأوروبا بكل ما تحمله من التسامح عبر الأندلس..
الكتاب أكثر عمقاً من أن ألخص محتواه ببضع سطور.. وأثمن من أن أبخسه حقه بالتلخيص...
مقال او مقالين وتم جمعهم في كتاب مع بعض الاضافات لكتابات اخري لمحمد عبده ....اول قراءه لمحمد عبده بالنسبه لي الكتاب ينقسم لجزئين الجزء الاول مقال لوزير خارجيه فرنسا مسيو هنوتو شعر محمد عبده ان فيه اساءه للاسلام واصوله فرد عليه عبده فى مقال ثم تكررت الردود بينهم .. وهو جزء جيد والجزء الثاني شرح محمد عبده لاصول الاسلام ورأيه فى اسباب جمود الفكر الاسلامي وأثر هذا الجمود على الفقه والشريعه واللغه وهو جزء متوسط
الكتاب مهم جدا يعرض لتسامح الاسلام وتشجيعة للعلم والعلماء وعدم محاربة العلم عكس ما حدث في اوروبا المسيحية قبل عصر التنوير ويعرض الكتاب ايضا لرد الامام محمد عبده على مقالات وزير الخارجية الفرنسى
نحن في زمننا الحاضر ينطبق علينا قول "هذا ما وجدنا عليه آبائنا" ، وأيضاً قول الرسول صلوات الله عليه "لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه."
قد سقط العقل يتلوى مما ما فعله فيه الاخوه المختارون _ وهذا بزعمهم الذي لا يرقى عن زعم اليهود بأنهم شعب الله المختار_ ، وماذا نقول غير قول الإمام: وأنشئوا يضمون ماضي الدين ومقالات سلفهم فيه ويكتفون برأي من يرونه من المتصدرين المتعالمين، وتولى شؤون المسلمين جهالهم، وقام بإرشادهم في الأغلب ضلالهم في أثناء ذلك حدث الغلو في الدين، واستعرت نيران العداوات بين النظار فيه، وسهل على كل منهم لجهله بدينه أن يرمي الآخر بالمروق منه لأدنى سبب، وكلما ازدادوا جهلاً بدينهم ازدادوا غلوا فيه بالباطل ودخل العلم والفكر والنظر (وهي لوازم الدين الإسلامي) في جملة ما كرهوه، وانقلب عندهم ما كان واجباً من الدين محظورا فيه.
ماذا بعد؟!، أصبح لي الموت خيارا أفضل من العيش، وأن سمعتم في يوم من الايام عن خبر انتحار صحفي في الإسكندرية أما شنقاً او طلقا ناريا واغيره، فالتعلموا أنه أنا. فقد يأست وتسلل القنوط اللي قلبي ولفه بردائه الأسود الثقيل، فهل استسيغ العيش وأنا يومياً اوصم مرة بالكفر وآخره بالفجور ويقول لي احد أن لدى الكلب ايمان اقوى مني!!، هل تستحق ان تعاش حياة كتلك؟، تصبح على نعتك بالضلالة وتمسي عليها وكلها لأسباب تافهة القول بعدم حرمانية الفن والموسيقى وبعض المسأل الفقهيه العرضية عدم التمسك بحرفية النصوص......الخ، وحين تعترض على هذا القول، هيهات هيهات يا اوضع الناس جميعاً يا زنديق!!، ولي اعتراف أن مقدرتي النفسية محدودة ولي سرعة في الانهيار، لكن ما علينا.
"وتلك الأمة ليس لها عليهم إلا الدعوة والتذكير والإنذار والتحذير، ولا يجوز لها ولا أحد من الناس أن يتتبع عورة أحد ولا يسوغ لقوي أو لضعيف أن يتجسس على عقيدة أحد" ، هل يفهم أحد ذالك الآن؟، هل يعطي أحدا فرصة لعدم التكفير؟.
"وزد على ذلك أكبر بدعة عرضت على نفوس المسلمين في اعتقادهم، وهي بدعة اليأس من أنفسهم ودينهم، وظنهم أن فساد العامة لا دواء له، وأن ما نزل بهم من الضر لا كاشف له، وأنه لا يمر عليهم يوم إلا والثاني شر منه. مرض سرى في نفوسهم، وعلة تمكنت من قلوبهم، لتركهم المقطوع به من كتاب ربهم وسنة نبيهم، وتعلقهم بما لم يصح من الأخبار أو خطئهم في فهم ما صح منها، وتلك علة من أشد العلل فتكا بالأرواح والعقول، وكفى في شناعتها قوله جل شأنه «إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون»."
وهذا رد للإمام عليَّ، لكني آسف فلا استطيع التصديق لشدة سوء ما اعيش، وأتمنى مسامحة الله لي.
__________________________________
١ أبريل ٢٠٢٤
تعديل على ما قلت سابقاً. يلعن أبو الإخوان على السلفيين البضان على أي جماعة محتكرة الإسلام وتقولق "أن المسلمين تفرقوا ٧٣ فرقة وأحنا الفرقة الناجية" _أنا لا أعيب على الحديث إنما مستخدميه_، ويلعن أي حد في مرة كفرني واتهمني بالبطلان. مفقدتش الأمل لسا ومش هفقده بسبب شوية حثالة بضان.
كتب رائع وفيه دفاع عن الاسلام بطريقه رائعه وأزال كتير من الزيف الذي أختلط بالاسلام ورد علي كثير ممن هاجموا الاسلام في هذه الحقبه من التاريخ ويذكر أمثله واقعه من التاريخ تزيد قوه كلامه ويعتمد علي القراءن للتوضيح ماذا يقصد الامام محمد عبده في هذا الكتاب لم يكفر أو يهاجم الاخرين بل دافع وابطل حججهم وأيضا لم يبخثهم حقهم ففي بعض الاحيان كان يصدق علي كلامهم ويعترف بحقيقه ما أصاب الاسلام في هذه الفتره ولم يخف من شيوخ السلطه او الفقهاء الذين لم يفهموا الدين الصحيح فهاجمهم بشده وأوضح خطائهم
ولكن يؤخذ عليه عيب أنه في بعض الاحيان يعتمد علي اللغه الخطابيه فيضيع القاري في وسط زخارف الكلمات ولا يستطيع الوصول الي الفكره مباشره وتكون في بعض الاحيان مبهمه وغير واضحه او لا يجيب علي الحجج ويعتمد علي الزخرفه ل أخفاء عدم الاجاباه ويعتمد علي التعميم في اجابته وخاصه في الحديث عن الاسلام في التاريخ فمن كلماته تشعر أن المسلمين لم يكفروا أو يقتلوا أحد بأسم الدين وأنه لم ينتشر في بعض الفترات التكفير والزندقه وقتل وحرق بعض العلماء ونفيهم مثلما حدث ل الحلاج وابن رشد
الجزء الوحيد اللي حسيت انه فعلا بيدافع عن اﻹسلام م هو الجزء الوحيد اللي يستاهل القراءة في الكتاب هو الجزء اللي بيتكلم عن ان الجمود و تقديم النقل عن العقل هما من اﻷسباب الرئيسية ل تأخر المسلمين و انهم مش من اصل اﻹسلام غير كدة باقي الكتاب كله بيحاول يثبت ان الدين المسيحي (دين المهاجم اللي المفروض محمد عبده بيرد عليه) سبق اﻹسلام في مهاجمة العلم و ان انتصار العلم على الدين في اﻷمم المسيحية هو السبب في تقدمهم و الطريقة دي في الرد انا ممكن استناها من حد اقل شوية مش من واحد المفروض انه عالم دين كان يقدر يرد بأدلة احسن من كدة
مسيو " هانوتو " أحد المستشرقين الفرنسيين ووزير خارجية فرنسا حاول التحرش ببعض الأفكار التي رأى الإمام محمد عبده أنه لا يمكن السكوت عنها .....
فجاء الرد من الإمام محمد عبده إجمالا وتفصيلا ...
وتم ترجمة الرد في جريدة المؤيد الفرنسية وإرسال نسخة لمسيو هانوتو ...
وطلب محمد عبده من المسلمين الانتفاع ببعض مما جاء في كلام " هانوتو" من عيوب لا يمكن إنكارها ...
وشبه مسيو " هانوتو" للأمة الفرنسية مثل ذلك الراهب الذي أثار الحروب الصليبية ... ويقصد البابا الفرنسي آربان الثاني ... فهو يحرك بيده نيران العداوة في قلوب الفرنسيين ليثير عزائمهم على حرب المسلمين ....
حاول هانوتو عن قصد أو عن جهل أن يربط بين الإسلام والتخلف ، وأن الجنس الآري هو الذي يصل بالعلماء لأرقى مراتب الإنسانية .... والجنس السامي والإسلام يدنو بالعلماء إلى مرتبة البهائم والحيوانات ....
فأوضح الإمام محمد عبده أن أول شرارة لمدنية أوروبا كانت في بلاد الأندلس وحاول رجال الدين المسيحي إطفائها. لمدة قرون وما استطاعوا ...
وأشار أن الأولين من المسلمين حين فهموا لفظ الحديث " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " بأنه يشمل كافة العلوم وليس فقط علوم الدين وفرائض الصوم والصلاة ؛ كانوا وقتها سادة الكون ورضيتهم الأرض قادة لسكانها ...
وحين توقفت الأجيال الحديثة من المسلمين عن طلب العلم والإضافة على من سبقوهم واختصر فهمهم على العلم بأنه علم الدين فقط " وهو ما يتعارض مع الاعتقاد الصحيح للشرع القويم " وقتها استحق المسلمون الذل والإهانة والتشرد في فرنسا وكافة بقاع العالم ...
( أخطأ المسلم في فهم دينه أنه مقرون بالعزة والقوة أبد الدهر فظن أن الخير ملازم له في الدنيا لأنه مسلم ، وأن رفعة الشأن من نصيبه في كل مكان ، فإن أصابته مصيبة أو حلت به رزية تسلى بالقضاء ، وانتظر ما يأتي له الغيب من خير .... دون أن يتخذ وسيلة لدفع الطارئ ، أو ينهض إلى عمل لتلافي ما تعرض له من خلل ...
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتكأ يوما على وسادته ولم يكتف بالتسليم للقدر في إتمام دعوته قائلا : الذي كفل لي النصر يكفيني التعب ، ولم تكون تزيده الوعود الصادقة إلا نشاطا ، ولا تجد العصمة الإلهية من نفسه إلا حزما واحتياطا )
ويتكلم الإمام محمد عبده بعد الرد على " هانوتو" عن أصول الإسلام الثمانية ؛
• النظر العقلي لتحصيل الإيمان • تقديم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض • البعد عن التكفير • الاعتبار بسنن الله في الخلق • قلب السلطة الدينية • حماية الدعوة لمنع الفتنة • مودة المخالفين في العقيدة • الجمع بين مصالح الدنيا والآخرة
وقد أوضح الإمام هذه الأصول بشكل بارع لا يدع مجالا للتساؤل أو سوء الفهم ....
" في الحرب والسلم " .. فصل أوضح فيه الإمام محمد عبده أن الإسلام كان يكتفي في الفتح بإدخال الأرض المفتوحة تحت سلطانه ثم يترك الناس وما كانوا عليه من دين وعبادات واعتقادات لا تهدم معابدهم ولا يضامون في معاملة ، فهم أحرار ، إنما الجزية يدفعونها لتكون عونا على صيانتهم والمحافظة على أمنهم في ديارهم ..
على عكس الديانة المسيحية التي أبادت وسفكت دماء كل من عجزت عن إخراجهم عن دينهم وتعميدهم في كل أرض استولت عليها أمة مسيحية ..
ما على الباحث إلا أن ينظر فيما يكتبه الكتاب الفرنسيون ، يريدون أن تكون لحكومتهم طمأنينة فيما ملكت من بلاد المسلمين ولكن حكومتهم لا تجد السبيل إليها مع ما اتخذته من قاعدة في الشدة والإفراط في القسوة على المسلمين خاصة وحدهم دون سواهم ، يبحثون عن تلك الطمأنينة مع المحافظة على تلك القسوة.. ويأبى الله أن يحصلوا على ما يبحثون عنه .
الكتاب من أروع كتب الفكر الديني المستنير ... كتاب يجب أن يقرأه كل مسلم لعدة أسباب ... لينقذ المسلم نفسه من ضعف العقل وقلة العلم وقلة الإدراك ويتجه إلى قوة العقل ونفوذ البصيرة وسعة العلم ... فالناس منازل كما وصفهم الإمام محمد عبده ... منهم من إذا فاقهم إنسان في عقل أو شجاعة أو صدر منه ما لا يألفون من الأعمال أو ظهر بما لا يعرفون من الأحوال ظنوه مظهرا للوجود الإلهي فدانوا لسلطانه ، واستكانوا لقهره ، وخضعوا لإرادته ، فسلبهم كل ما يملكونه من عقل وإرادة وعزم ، وحق عليهم الصغار ما داموا على تلك العقيدة ، ومن الناس المعتقدون بالوسائط ، ما قدروا الله حق قدره ، فقاسوا على الكبار وأهل السمو منهم ، فظنوا أنه في ملكوته كملك في جبروته ، يصطفي لنفسه مدبرين من خلقه ، فيرفعه الناس إلى تلك المنزلة - منزلة الاصطفاء - للتصرف في الكون ، ويتخذونه شفيعت يلجئون إليه ويستجدون منه المعونة وإذا سئلوا عما يفعلون قالوا ؛ { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } الزمر :٣ .....
وهذا يؤكد حالنا اليوم وحال أغلب الشيوخ الذين يستميلون الناس بزخرف القول ليظن الناس أن العلم فقط علم ديني ، فيصبح شيوخ اليوم أعداء العلوم العقلية والعلوم الكونية ... لم يكن في عقيدة المسلمين الأوائل من يطعن في عقيدة الآخر أو يشهر به ... ألا يصيحون أجمعين أكتعين أبتعين : هذا عدوان على الدين ، هذا تغرير بأهله المساكين .. إن رأوا العلم الكوني والتمدن من البدع .. ألا ينحتون عن الدين بدلا من أن يضيفوا إليه ويقولون هكذا قال السلف .. ألم ينسبوا أحوالنا إلى أنها أحوال آخر الزمان ويجب أن نصلح ما بأنفسنا .. بدلا من أن يحثوا الناس على الخروج عن الحاكم الظالم ، ووجدوا في ذلك ما يعينهم من ظواهر الحديث .... ألم ينتشر بيننا جيش من الشيوخ المضلين حفظوا من أعمال الإسلام صورة الصلاة والصوم والحج .....
آخر ما استقر عليه رأي الفلاسفة في فرنسا هو إخراج الممسلمين من دينهم ولغتهم العربية بكل وسائل التعليم والإكراه والإجبار وعدم تمكينهم من العلوم الاجتماعية والقانونية لئلا يطلبوا بالاستقلال الوطني والمالي ... وقد حدث في الماضي أن أكرهوا سلطان المغرب على توقيع مرسوم يمكن الحكومة الفرنسية الحامية له تنفسذ ذلك في شعب البربر ... فأنشأت لهم قانونا بربريا بعيد البعد عن الإيمان في الأحكام الزوجية والإرث وغير ذلك .. وأنشأت فرنسا مدارس تعلمهم بها دين النصرانية باللغة الفرنسية ، واللغة البربرية بالحروف اللاتينية ، وتحرم عليهم تعلم اللغة العربية والديانة الإسلامية ، حتى إذا ما أتم لهم إخراج البربر من الإسلام أكرهت العرب على ذلك ومن أبى تطرده من البلاد ، وأما إيطاليا الكلثولوكية الموالية للبابا فقد حاولت حين احتلالها ليبيا استئصال المسلمين من قطر طرابلس الغرب وجعل بقايا أطفالهم إيطاليين كاثولوكيين بالقوة تنكيلا وتقتيلا ، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا .... وفي الجزائر وتونس ولبنان فرضت اللغة الفرنسية على الأهالي .. وحرمت التعليم باللغة العربية وحاربت المدارس الأهلية الإسلامية ...
يكفي أن أذكر في النهاية شيئا هاما قصده الإمام محمد عبده .. لنا في كتابه المنزل خير هاد وأرشد مرشد ، { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } ..... وضرب المثل باليابان فإنها بما ارتقت في المدنية ، وما أصلحت من شئونها الداخلية ، وأعدت لوقاية ممالكها ، وحماية مسالكها ، فقد آذت أوروبا بقوتها ، وحملتها على الإقرار بمكانتها ، فحمت بلادها ومصالحها من صولتها ، وأمكنها ببرهان القوة أن تؤلف بين منافعها ، ومنافع الأوروبيين ، وهو قول حق وكان على المسلم أن يعرفه من قرون .
تنويه : نسخة دار الشروق هي النسخة الأصلية دون تدخل من أي مؤلف ...
{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }
عنوان الكتاب لا يعكس تمامًا كامل محتواه، فهو يتضمن أفكارًا إصلاحية نكاد نتخبط في مقاصد أغلبها حتى يومنا هذا، فهو قد تطرق إلى العلاقة بين المسلمين وبين الحضارة الغربية ونبه على إمكانية وجود تفاهم بدلًا من الصراع، ولكنه في وقته يلقي باللوم على الغرب في عدم حدوث ذلك، وطرحه هذا متفهم في ظل الإستعمار العسكري المباشر السائد في وقته، ولكنه في بعض جوانب كلامه في بداية الكتاب يكاد يكون متصالحًا مع بعض مظاهر هذا الإستعمار ومشيدًا ببعض ظواهره غير المنشودة مثل دور الإستعماري البغيض اللورد كرومر في حل بعض المظالم الأهلية في مصر، فلعله هنا قد راعى موائمات تخل بمصداقيته ،،،
وفيه أيضًا سجال فكري مع مفكر فرنسي تناول بالتحليل أسباب التراجع الحضاري للمسلمين وعلاقة هذا الأمر بثوابت العقيدة الإسلامية من عدمه، ولكنه وهو يتصدى للرد على هذا المفكر، يتضح أنه ولأسباب تتعلق بعدم دقة الترجمة، خلط بين آراء المفكر الفرنسي وبين آراء غربية منتقدة للعقيدة الإسلامية أوردها هذا المفكر في سياق التنفيد وليس الإقرار ،،،
ويتطرق أيضًا وبالتحليل المستفيض لظاهرة جمود الفكر الديني وتعطل الإجتهاد لدى المسلمين، ووجود فجوة بين الفقه الموروث والذي لم تقم الأمة بتجديده على نحو كاف وبين متطلبات العصر، وعزوف جمهور المسلمين عن جوهر الدين لصالح مبتدعات أوجدها بعض السلف وتمسك بها أغلب الخلف، وهو في ذلك قد أورد العديد من الظواهر التفصيلية التي لا نزال نعاني منها في عصرنا هذا ،،،
وهو يذهب إلى أن الحالة الحضارية الإسلامية لم تتعارض بصورة عامة مع النشاط الفكري والعلمي في كنفها، وهو إن صح جدًا بالنسبة إلى العلوم الطبيعية، إلا أن الأمر قد يكون غير ذلك بالنسبة إلى الفكر، ولا يمكن القول بأن التضييق على المفكرين في ظل هذه الحضارة كان إستثنائًيا كما ذهب الكاتب، ولكن على الأقل لعله محقًا في أن درجة هذا التضييق لا تقارن بالحالة الهستيرية التي شهدتها أوروبا في عصورها الوسطى ،،،
وأبرز أيضًا تصالح الحضارة الإسلامية مع جميع منابع الفكر وقبولها بكل الفلسفات والأفكار والعلوم السابقة على الإسلام، بل واعتماد القائمين على هذه الحضارة بدرجة كبيرة على مجهودات المفكرين غير المسلمين من المسيحيين والمجوس في تأسيس أركانها ،،،
اول كتاب اقرئه لمحمد عبده ... ولم اجد رابط بين العنوان والمحتوي ولكن من بعض المرجعات قرأت بانه محرف :| ..عموماً افضل جزء > الذي تكلم فيه عن الاصول و الجمود ... أما أسلوبه عامة ممل :/ فهو يعتمد في غالبية الكتاب علي المقارنه بالمسيحية واظهار محاسن الاسلام .. وهذا واضحاً في رده علي هانوتو وزير خارجية فرنسا
الكتاب جميل خاصة فى رد الامام على مسيو هانوتو. بس رد الامام الثانى كان افضل من الاول،حسيت انه فى الاول كان متعصب وبيطعن فى المسيو بدون الرد عليه وعلى افكاره. الرد الثانى افضل بمراحل.على الرغم من ان الكتاب بقاله 110 سنين بس هى هى نفس المشاكل لحد دلوقتى،أمة لا تتعلم من اخطائها للاسف
يتبنى الإمام صراحة وبلا أدنى مواربة فكرة الدولة المدنية ، ويرفض بلا تردد الدولة الدينية ، حيث يؤكد على أن مفهوم الدولة كما يتبناه الإسلام هو مفهوم الدولة المدنية، ويذهب إلى أن قلب السلطة الدينية والإتيان عليها من أساسها أصل من أصول الإسلام ، ويقول : هدم الإسلام بناء تلك السلطة ، ومحا أثرها ، حتى لم يبق لها عند الجمهور من أهله اسم ولا رسم. ولم يدع الإسلام لأحد بعد الله ورسوله سلطانا على عقيدة أحد ولا سيطرة على إيمانه، على أن الرسول عليه السلام كان مبلغا ومذكرا ، لا مهيمنا ولا مسيطرا... ، وفي برنامج الحزب الوطنى المصرى الذى صاغه الشيخ فى ديسمبر من عام 1881 عندما كان منخرطا فى صفوف الثوار، ذلك البرنامج الذى نصت مادته الخامسة على أن «الحزب الوطنى حزب سياسى لا دينى، فإنه مؤلف من رجال مختلفى العقيدة والمذهب، وجميع النصارى واليهود، وكل من يحرث أرض مصر ويتكلم لغتها منضم إليه ، وهذا هو منهج رسول الله (ص) في الحكم فبعد هجرته الى المدينة ومنذ اللحظات الاولى بدأ في وضع صحيفة ( اتفاق ) بين المسلمين واهل المدينة من يهود ومسيحيين ومشركين ومجوس وغيرهم تنظم العلاقة بين الافراد وبعضهم البعض وعلاقتهم بالدولة الجديدة ، ووصف اهل هذه الصحيفة انهم " أمة واحدة من دون الناس " ومن فقراتها " وان يهود بني عوف امة مع المسلمين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم " سميت هذه الصحيفة باسماء شتى الجامعة ، الصحيفة ، العهد وهو الاسم الذي اختاره لها رسول اله (ص) وكانت العهد الذي توافق ( تعاهد ) عليه اهل المدينة وبقيت ( العهد ) بيننا وبين رسول الله (ص) ، فقد اراد الله ورسوله (ص) ان يكون الحكم للعهد أو الدستور او القانون الذي يتفق عليه من اختلفت عقائدهم واديانهم ، المشكلة العالقة حتى اليوم ان هذه الصحيفة لاوجود لها ولم تدون في اي من ( الكتب التسعة ) المصدر الوحيد لها هو سيرة ابن هشام ، ومن ثم فلم تحظ بالاهتمام اللائق بها كمصدر للتشريع ، ولم يلتفت اليها منذ القرن الاول حتى اليوم ، ومن ثم بينما يتحاكم الرسول (ص) والمسلمين الى الاتفاق ( العهد ) المبرم بينهم وبين اهل المدينة يرى آخرون ان التحاكم للدستور ( العهد ) كما كان من رسول الله (ص) وصخابته الكرام الحالي يروه حكم الجاهلية وتحاكم الى الطاغوت وان الحكم انما يكون بالكتاب والسنة بفهمهم وفقههم هم وهم فقط ، فمن سمح لهم او امرهم بان يفرضوا حكم دينهم على غيرهم من خلق الله ؟؟ فوصفوا كل من يدعوا الى العمل بالدستور كما هو الحال في الدول الاوروبية انهم يتحاكمون الى الطاغوت و( لا يحكمون بما انزل الله ) وعليه فقد رموا الشيخ رفاعة الطهطاوي والشيخ محمد عبده وكل من دعاهم الى الاتفاق والوحدة والعمل وفق احكام دستور وقانون انهم زنادقة ومرتدين وكان من بينهم وعلى رأسهم الخديوي عباس حلمي الذي لم يستطع ان يخفي فرحه وسعادته بوفاة الامام الراحل
رغم عدم وحدة الكتاب وكونه مقالات متفرقة إلا أني أحببت ما طرح فيه من أفكار وأحببت الإمام محمد عبده! كان الهدف من كتابة ونشر مجموعة المقالات هذه هو الرد على مقالات أخري نشرت فى مجلات محلية وأخري فى فرنسا، أراد بها محمد عبده الدفاع عما نسب للإسلام من اضطهاد العلم والفلسفة وعدم التوافق معهما. ورغم اعتماد محمد عبده على الأسلوب الإنشائي فى مقالاته مع قلة الأمثلة التي تثبت ادعاءاته إلا أنه فى النهاية كانت حججه مقنعة إلى حد كبير. ما أعجبني فى أفكار محمد عبده أنها غير جامدة، وانعكس ذلك على كتاباته التي -رغم صدورها منذ أكثر من قرن- إلا أنها تتوافق مع واقعنا الحاليّ، فمقالة أصول الإسلام لو تم إعادة نشرها ولربما تدريسها لكفت فى مواجهة مشاكل المسلمين فى الوقت الحالي. وأختم بذكر مقتطفات من مقالاته: (صعب تناول الشريعة على الناس حتى رضوا بجهلها عجزًا عن الوصول إلى علمها، فلا ترى العارف بها من الناس إلا قليلَا لا يعد شيئًا إذا نسب إلى من لا يعرفها. وهل يتصور من جاهل بشريعة أن يعمل بأحكامها؟ .. فوقع أغلب العامة في مخالفة شريعتهم بل سقط احترامها من أنفسهم، لأنهم لا يستطيعون أن يطبقوا أعمالهم بمقتضى نصوصها. وأول مانع لهم ضيق الطاقة عن فهمها لصعوبة العبارات وكثرة الاختلاف.) (أخطأ المسلم في فهم ما ورد فى دينه من أن المسلمين خير الأمم، وأن العزة والقوة مقرونتان بدينهم أبد الدهر، فظن أن الخير ملازم لعنوان المسلم، وأن رفعة الشأن تابعة للفظه وإن لم يتحقق شيء من معناه، فإن أصابته مصيبة أو حلت به رزية تسلى بالقضاء، وانتظر ما يأتي به الغيب، بدون أن يتخذ وسيلة لدفع الطاريء، أو ينهض إلى عمل لتلافي ما عرض من خلل، أو مدافعة الحادث الجلل، مخالفا فى ذلك كتاب الله وسنة نبيه).
تناول الكتاب في نصفه الأول مقالتين لوزير خارجية فرنسا السابق (هانوتو) تناول فيه مقارنات بين المسيحية والإسلام، وبين أوروبا والشرق، في عدة جوانب أهمها الدين والعلم والمدنية والسلطة وغيرها، ثم رد عليه الإمام (محمد عبده) في مقالتين، اتسمت الأولى ببعض الأسلوب الهجومي، والثانية ببعض الدبلوماسية.
لم أحب في مقالات هانوتو الدفاع التام عن فرنسا كأنها حاملة شعلة الإنسانية والمدنية للعالم، مثلما جاء في الصفحة 27، لكني أحببت في مقاله الثاني تسامحه ولو بشكل نسبي مع كونه واقع تحت سوء الفهم، وجملته في الصفحة 29: لو أمكن محو ما تراكم شيئا فشيئا حول ما يقع بشأنه سوء التفاهم من العواقب الضارة والشدائد التي لا فائدة منها، وتيسر العودة إلى النقطة الأولى التي كانت مبدأ النزاع وسبب الاختلاف، لاندهش الإنسان من السهولة في تذليل الصعاب، وتمهيد المشاكل التي جعلت الفارق عظيما ومسافة الخلف بعيدة.
أما عن الإمام محمد عبده، فهو ناقش العديد من القضايا التي -للأسف- لا تزال خارج نطاق الاستيعاب رغم مرور عدة أجيال على عصره، وحال المجتمع من الجمود والخمول والاتكال والتعصب، التي هي أعراض لا نزال نعاني منها حتى اليوم دون رؤية واضحة لبر الأمان منها.
أما عن سلبيات هذا الكتاب في العموم فتنحصر في الاسترسال الطويل دون اختصار ودون جديد، جملة مفيدة يمكن مطها لفقرة أو اثنتين أو حتى صفحات، حتى أني أعود واسأل نفسي.. هل كانت هذه الردود حقًا في مقالات بالجرائد؟ لو أني في مكان أحد منهما للجأت إلى المختصر المفيد دون أن يحتوي مقالي الواحد -أو المجزأ على عدة مقالات- على ما يمكن أن يحتويه كتيب أو حتى كتاب!.. فهذا جعل تجربة القراءة مرهقة رغم صغر حجم الكتاب، بسبب التكرار والمط والملل.