هو أبو التراب سيد بن حسين بن عبد الله العفاني، من بلدة عفان بمحافظة بني سويف من محافظات صعيد مصر ، نشأ نشأة ريفية بسيطة ، عمقت في قلبه الفطرة السوية ، والوجهة الربانية النقية ، فتدرج في التعلم والتعليم النظامي حتى التحق بكلية الطب وتخرج فيها، تتلمذ على شيوخ الدعوة السلفية المعاصرين كأبي إسحاق وسعيد عبد العظيم وسيد الغباشي ، لكن شيخه الذي إليه ينسب هو الشيخ المحقق المدقق محمد بن إسماعيل المقدم عُرف بالوعظ والتذكير ، والنصح والخطابة ، في جميع أرجاء مصر (بكافّة محافظاتها). له عناية خاصة بتجميع الآثار والأخبار عن السلف الصالح ، وتقريب حياتهم وسيرتهم من أهل العصر ... فزهد السلف وعبادتهم وصومهم وقيامهم لليل وجهادهم وشأنهم كله تجده مبثوثا في كتبه ومحاضراته . لشيخ العشرات من الكتب منها ما طبع ومنها ما هو تحت الطبع وهذه جملة منها (أبجديا) : 1) أعلام وأقزام = رجال في ميزان الإسلام - مجلدان 2) أعلى النعيم الشوق الى الله ورؤية وجهه الكريم 3) أنور الفجر فى فضائل أهل بدر 4) البحار الزاخرة في أسباب المغفرة - مجلد 5) البدر المنير في الاحاديث التي حكم عليها ابن كثير . 6) الثمار الباسقات من حديث الصالحات . 7) الثمر الداني من تصحيح و تضعيف ابن حجر العسقلاني . 8) الجزاء من جنس العمل - 2 مجلد 9) الجمع المبارك في تفسير جزء تبارك - مجلد 10) الرياض النضرة في فضائل الحج والعمرة - 2 مجلد 11) اليهود إخوان الخنازير والقرود - مجلدان 12) بكاء الأفئدة من نار الموقدة . 13) تثبيت أفئدة المؤمنين بذكر مبشرات النصر والتمكين - مجلد 14) تذكير النفس بحديث القدس = وا قدساه 15) ترطيب الأفوة بذكر من يظلهم الله - مجلدان 16) تعطير الأنفس بذكر حديث الإخلاص - مجلد 17) حسن الطلب في بيان الأدب . 18) رائق الشهد من شعر الدعوة و الرقائق و الزهد ( مع الله ) 19) رهبان الليل - 3 مجلدات 20) زهر البساتين في مواقف العلماء والربانيين - 3 مجلدات 21) زهر الجنان من حياة شيوخ الإسلام - 5 مجلدات 22) سكب العبرات للموت والقبر والسكرات - 3 مجلد 23) شذا الرياحين من سيرة واستشهاد الشيخ أحمد ياسين 24) شذا الريحان بذكر جنة الرحمن - مجلدان 25) صلاح الأمة في علو الهمة - 7 مجلدات 26) عبق النسرين من حياة المجددين. 27) عيش السعداء بين الخوف و الرجاء . 28) فرسان النهار - 7 مجلدات 29) لألىء البيان فى محبة الرحمن 30) موارد الظمآن في محبة الرحمن - غلاف 31) نداء الريان في فقة الصوم وفضل رمضان - 3 مجلدات 32) نسائم الأسحار في فضائل الصحابة الأبرار - 5 مجلدات
حيث يُذبح المنهج العلمي، ويصير تأليف الكتب تجميع القصاصات على غير هدي ولا بينة ولا طريقة مستقيمة.. فيكون كل الناس أقزام، وإن كان اسم الكتاب "أعلام وأقزام".. كتاب مؤسف يعبر عن منهج مؤسف أكثر
كتاب: أعلام وأقزام في ميزان الإسلام جمع وترتيب: سيد بن حسن العفاني
.
=====
كما هو مثبتٌ في الغلاف، فإن موسوعة (أعلام وأقزام في ميزان الإسلام) هي ليست من (تأليف) صاحبها، بل هي عبارةٌ عن (جمعٍ وترتيب) لعددٍ ضخمٍ من الردود والآراء النقدية التي كُتبت على امتداد سنوات طويلة، والتي تتناول عشرات الأسماء الفاعلة في مجال الفكر والأدب والرواية على طول القرن العشرين والذي قبله.
ورغم أن عنوان الكتاب (أعلام وأقزام)، إلا أنه لم يتطرق - في الحقيقة - إلا لفئة (الأقزام)، وفي جزءيه معاً! وقد استعرض قائمةً طويلةً لأسماء المفسدين الذين نزلوا في ساحة الثقافة والأدب العربيين منفِّذين لأجندات تغريبةٍ تضرب ثوابت الأمة ولغتها ودينها وأخلاقها - وهي أسباب قوتها - في الصميم، منها ما يتعلق بمحاربة اللغة العربية الفصحى بالدعوة إلى العامية، ومنها ترويج الإلحاد والكفر الصريح، ومنها إشاعة الإباحية والفواحش بشتى أنواعها وأشكالها، وجميع هذه أهدافٌ خبيثةٌ يمكن السعي لها بالمقالة والكتاب والقصة القصيرة والرواية.
نلاحظ أن من أولئك (الأقزام) الذين تطرَّق إليهم الكتاب كفَّارٌ صرحاء وملحدون مجاهرون بإلحادهم، ومنهم أيضاً طائفة من الكتاب والروائيين المنتمين للدين الإسلامي والمحسوبين على هوية الأمة، لكنهم مع ذلك كرَّسوا أقلامهم لخدمة بعض تلك الأجندات الدخيلة، إما بدافع الجهل وعدم الوعي بالعواقب، أو الانبهار بظاهر الحضارة الغربية المنفتحة على الشهوات، أو الانجرار وراء إغراء الشهرة والمناصب والأموال وغير ذلك...
ومن عجبٍ أن نعرف أن طائفةً من أولئك الكتاب والروائيين كانت لهم حياةٌ شخصيةٌ معاكسةٌ تماماً لما روَّجوا له في كتبهم ورواياتهم! ففي حين فاضت إنتاجاتهم الأدبية والروائية بالانحلال والإباحية نجدهم قد تمسَّكوا في حيواتهم الشخصية بقدرٍ من المحافظة والالتزام الصارم بتقاليد المجتمع السائدة، وهو ما يدلُّ على أن تسخيرهم لأقلامهم في تلك الاتجاهات لم يكن عن قناعةٍ راسخةٍ في نفوسهم، بل كان عبارةً عن خدمةٍ لأجندات معينةٍ في مقابل إشباع بعض شهواتهم الشخصية كالشهرة والمال والجوائز وربما بعض المناصب المرموقة.
وكثيرٌ من أولئك الأدباء أفاقوا في أواخر حياتهم من كل تلك الأوهام التي روَّجوا لها، ودافعوا - وهم على أعتاب القبر - عن تلك الهوية وذلك التراث الذي أمضوا أعمارهم في محاربته، وهي ظاهرةٌ يمكن تفسيرها بيقظة الضمير ربما، أو بانقطاع أسباب تلك الشهوات الفائتة التي لم تتكشَّف على غير السراب الخادع...
كتاب (أعلام وأقزام في ميزان الإسلام)، جهدٌ كبيرٌ مشكورٌ في تسليط الأضواء الكاشفة (بل والفاضحة) على عددٍ من الأسماء التي رُفعت لمقام القدِّيسين، لنعرف أن جلَّ مشاهير الفكر والأدب والرواية هم ليسوا بتلك العظمة الأخلاقية التي تشاع عنهم، وأن كثيراً منهم لم يكونوا سوى مأجورين أفنوا أعمارهم وهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، إلا أن السنة الإلهية لا بدَّ متحققةٌ رغم أنف الجميع، والله تعالى متمٌّ نوره ولو كرهوا وكره من سخَّروهم...