كتب سماحة المرجع المدرسي هذا الكتاب القيم ليثبت أن الإسلام عقيدة وشريعة، وبرنامجا متكاملا للحياة الطيبة - هو فوق كل التحديات الفكرية والحضارية، وليدحض الفلسفتين القديمة والحديثة، اللتين تدفعان الإنسان الى هاوية الكفر والإلحاد والضلال..
السيد محمد تقي بن كاظم الحسيني المدرسي، مرجع ديني، مؤلف مكثر، مفكر قرآني وقائد نهضوي. ولد من أسرة علمية دينية من جهة الأب وأمه من عائلة الشيرازي التى تولت المرجعية في مدينة كربلاء في العراق وهو مقيم فيها حالياً بعد أن درس في حوزتها العلمية ثم هاجر لمواصلة دراسته ونشاطه الثقافي والإجتماعي إلى الكويت ثم إيران وقام بالتنقل وزيارة بلدان عديدة منها سوريا، البحرين، الحجاز، أستراليا وأمريكا في رحلاته لنشر الثقافة الدينية وإقامة المشاريع الإجتماعية. قام مع طلابه بتأسيس عدد من المدارس الدينية ودور النشر والصحف والمجلات ومراكز الرعاية الإجتماعية في مختلف دول العالم، وهو يشرف على رعايتها ومتابعتها إلى هذا اليوم. قام بتأليف موسوعة "من هدى القرآن" في 13 مجلد، سلسلة "النبي وأهل بيته قدوة وأسوة" في 14 كتاب، سلسلة "الوجيز في الفقه الإسلامي" في 27 كتاب جمعت لاحقاً في 6 مجلدات مختصرة عن دار المحجة البيضاء، وله غيرها أكثر من مئة كتاب وكتيب تركزت حول مواضيع ثقافية واجتماعية متنوعة.
كانت هذه تجربتي الثانية لقراءة هذا الكتاب بعد 6 سنوات من القراءة الأولى .. و حتماً كانت قراءة مختلفة عن أول مرة .. الكتاب يعتبر عرضاً موجزاً للفكر الإسلامي (حسب نظر المرجع المدرسي) في حقل نظرية المعرفة \ العقائد \ المجتمع .. و كما ينقل أن الكتاب قد تم تأليفه في ظروف حرجة في زمن حصار طاغوت العراق السابق ..
الكتاب جميل كمقدمة لهذه البحوث .. و لكنه يحتاج المزيد من التدارس و المناقشة خاصة في واقعية بعض الأفكار و مدى تطبيقها تاريخياً على أرض الواقع ..
ما أعجبني في فكر السيد المدرسي في هذا الكتاب هو محورية مخالفة الهوى في مختلف الحقول التي بحثها في هذا الكتاب .. من نظرية المعرفة مروراً إلى العقائد و انتهاءاً بالمجتمع و الأخلاق .. فكان يربط جميع الآراء بمدى التزامها بمخالفة الهوى و اتباع هدى العقل ..
سلبية الكتاب بنظري هي خلوه من المصادر الأصلية لآراء الفلاسفة الغربيين و الشرقيين التي يناقشها السيد المدرسي .. و هو ما كان سيكسبه متانة علمية أكبر ..
هذه كانت قراءتي الثانية للكتاب .. على أمل ان تكون الثالثة تدارساً و بحثاً مع طرف آخر .. حتى تتلقح الأفكار أكثر .. و لنظرب الرأي بالرأي حتى يتولد الصواب كما قال علي بن أبي طالب (ع)**
** (إضربوا بعض الرأي بالرأي يتولد منه الصواب ، و افحص الرأي فحص السقا) - غرر الحكم (اضمم آراء الرجال بعضها إلى بعض ، ثم اختر أقربها من الصواب و ابعدها من الإرتياب ، خاطر بنفسه من استغنى برأيه ، و من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ) - من لا يحضره الفقيه