هذا الكتاب دراسة تتناول وضع المرأة في منطقة نجد في المدة التي تبدأ من سنة ( 1200هـ / 1789م ) وتنتهي سنة ( 1351هـ / 1932م ) وهي المدة التي شهدت فيها توحيد نجد تحت لواء الدولة السعودية الأولى. واستقرت بإطلاق اسم " المملكة العربية السعودية " على المناطق التس تكونت منها. وتعتني الدراسة بإبراز أثر المرأة في الحياة العامة في منطقة نجد. وبيان موقعها في الأسرة والمجتمع، وإسهامها وعملها في البيت و خارجة. ونظرة الرجل إليها وموقفه منها... وقد تخلل هذه الدراسة ذكر جملة من العادات والتقاليد والصفاا لسكان نجد بدواً وحضراً بصفة عامة. وما يختص منها بالنساء بصة خاصة
ربما هذا أول كتاب عن المرأة في السعودية، وإن كان محصور بمنطقة معينة فهي دراسة تاريخية، لفترة زمنية ظلت دائما غير موثقة منذ ١٢٠٠هـ/١٧٨٦م حتى ١٣٥١هـ/١٩٣٢م. شرحت بداية مجتمع الدراسة من حيث البيئة والتكوين، فرقت منذ البداية بين البيئة البدوية، والحضرية، وشرحت العلاقات بينهم، وتأثير كلا البيئتين على المرأة من حيث شخصيتها، وكذلك نمط حياتها. بعدها تحدثت عن المرأة داخل العائلة، المصطلحات المستخدمة للإشارة للنساء، مابين "حرمة"، و"أم فلان"، و"راعية البيت" الخ، تستخدم تجنباً لذكر اسمها! لا أعرف مدى دقة الحديث هنا، لكن حسب ما أعرفه بأن تجنب استخدام أسماء النساء ليس عاماً، ففي مناطق معينة يذكرون أسماء نسائهم حتى في حديثهم مع الغرباء. مكانة المرأة في المجتمع النجدي جائت أدنى من الرجل حسب الدراسة، والمرأة البدوية لها من الاحترام والتقدير أكثر مما حصلت عليه الحضرية في مجتمعها. تحدثت عن أدوار الأم ومكانتها داخل الأسرة، حتى عقد قريب تمتعت الأم بسلطة أكبر داخل أسرتها، وصلاحيات كثير، لكن التحولات الاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها من التغيرات المصاحبة قلصتها بشكل كبير، أبرزها مايتعلق بزوجات الأبناء، والتعامل معهن. تحدثت عن المرأة الزوجة، أبرز مالفت انتباهي أنها ذكرت أن إبداء الزوج لتعلقه بزوجته، هو أمر غير مقبول تلك الفترة! ومع ذلك ذكرت عدة أمثلة -ربما كانت استثناءات- تخالف تلك الفكرة، وأن ابداء المرأة لمشاعرها لزوجها وانتشار هذا بين الناس لم يكن أمراً مقبولاً كذلك، وضربت مثلاً على ذلك قصة موضي الدهلاوي المعروفة. ربما الرثاء بين الزوجين هو الأمر الأكثر تقبلاً لإظهاره للآخرين واعلانه. فيما يخص تعدد الزوجات، ذكرت بأن ندرته كانت لسبب اقتصادي بالمقام الأول، وأنه نادرا جداً بين البدو، وعللت ذلك بقوة المرأة البدوية، وتقبل مجتمعها للطلاق أكثر من تقبل الحضر له، وهي ملاحظة لافتة للغاية. أما فيما يتعلق بالطلاق فكان أسهل بالنسبة للمرأة البدوية، فهي تجد غالباً من يتزوج بها بعد طلاقها، لكن عند الحضر فالطلاق قليل، والمجتمع كله يدعم ويضغط على الزوجة لتتحمل وتصبر كافة الظروف، ولتجنب الطلاق. ولادة ابنة للأسرة في ذلك الوقت غالبا ماتقابل بتسخط، وعدم رضى، وتُعاب المرأة التي تلد البنات بذلك، وقد يكون سبباً لطلاقها، أو زواج زوجها عليها، ويوجد العديد من الشواهد من الامثال الشعبية، والقصائد، والقصص وغيرها على ذلك. وثقت بعد ذلك المهام الموكلة للزوجة داخل المنزل وخارجه كذلك، سواء عملها فيما يخص الأسرة، أو بالأجرة في حقول الغير مثلا أوقات الحصاد، أو الرعي أو غيرها. عددت كذلك المهن الحرفية المختلفة التي اختص بها النساء في ذلك الوقت، الخياطة للحضريات، وغزل الصوف للبدويات، كما ذكرت لفتتني أن بعض النساء يخطن ملابس بالجملة، لتُباع في الاسواق بعد ذلك، للرجال والأطفال والنساء، من المهن سف الخوص، وهي مهنة لم تندثر حتى اليوم، لكن تخصص بها العمالة المُدربة بدلاً من النساء الحضر، مهنة الدباغة كانت مشتركة بين نساء الحضر والبدو، والتجارة أيضا مارستها النساء في ذلك الوقت، بالبيع بين النساء، بتجولها بين البيوت، أو عرضها لبضاعتها من داخل منزلها، ومن يبعن في دكاكينهن في سوق البلدة، أو بسطات، من المهن أيضا سقاية الماء للبيوت، والماشطات (كوافير)، ومعلمات القران، وغيرها من المهن. فيما يخص تقاليد الأكل لم يكن مقبولاً من النساء أن يأكلن مع الرجال في سفرة واحدة، فتبقى لتحريك المروحة الخوص عليهم وتسقيهم الماء، لحين انتهائهم من تناول وجبتهم، ومن ثم تأكل المتبقي! أما مايتعلق بتقاليد الزواج، فعند البدو كان هناك زواج ابن العم، وربما مازال باقياً عند البعض حتى اليوم، ويجوز لابن العم في حال عدم رغبته بالزواج منها، منعها من الزواج مطلقاً باسم الحجر، أما بالنسبة للحضر فلا توجد هذه العادة، لكن الزواج عادةً بين الأقارب والمحيطين، وكان الحضر يرفضون تزويج بناتهم لرجال من خارج نجد، ولم تكن الفتيات يستشرن في أمر زواجهن عادةً، بل يتم اخفاء الأمر عنها حتى ليلة الزفاف!! ولم رؤية المخطوبة أمراً معروفاً لدى الحضر أو البدو على حد سواء. المساهمة في المجال العام، ربما هي مجال مُلفت، فهو يحطم عدداً من الصور النمطية الشائعة، فالنساء في نجد عموماً، مارسن الطب الشعبي، وبرع عدد منهن فيه، وذاع صيتهن، وعلمنه لغيرهن، كذلك التعليم، حفظ القران وعلوم الدين وهذا كان عند الحضريات، فالبدو نساءً ورجالاً فقد كان التعليم أمراً نادراً بينهم، وتحدثت عن بدايات التعليم الرسمي للبنات، والمواقف التي برزت تجاهه. مساهمات النساء الخيرية في الأوقاف، بتفاصيلها الدقيقة كان أمراً شائعاً، ومألوفاً، وذكرت عدداً نصوص الوقفيات في تلك الفترة. الكتاب جهد ممتاز وممتع، وجهد طويل ومتشعب تُغبط عليه المؤلفة، لفت انتباهي فيه الاعتماد الكبير على مذكرات الرحالة للجزيرة العربية، أكثر من أي مصدر آخر، وحتى الرحالة عددهم محدود، ولم يكن هناك تنوع كثير في المصادر، بالإضافة لتفاوت مصداقية تلك الرحلات وهو أمر لم يتم الاشارة له. الأمر الآخر في الروايات الشفهية تم ذكر أسماء اصحاب الروايات من الرجال، بينما النساء تمت الاشارة إليهن بوالدة فلان، أو سيدة من منطقة كذا! بينما الكتاب يمتلئ بأسماء سيدات كُثر، فما هي المشكلة !! محاولات التبرير المتكررة، والاسترسال في التبرير الغير مقنع في كثير من الاحيان، أمر يفسد القراءة، خصوصا فيما يتعلق بمكانة المرأة، فكل الدلائل المذكورة توضح تدني مكانتها، بينما التبرير كان يحاول عكس ذلك، أو تلطيفه! الوفاة لم تذكر في الكتاب، وطقوس العزاء للنساء، وكذلك عدة المتوفى عنها زوجها، ومايخصها من عادات، واعتقادات. لغة الكتاب ممتعة، ومشوقة للغاية، لكن بعض الاحيان أشعر بأن الموضوع موجز أكثر مما ينبغي، والمرور عليه بعجلة، رغبة في الايجاز لا نقصاً في البيانات. أتمنى أن يكون هذا الكتاب فاتحة خير للكتابة والبحث حول المجتمع السعودي، وتحولاته، ودراسته بشكل تاريخي، واجتماعي، واقتصادي، وفي فتراته الزمنية المختلفة، وتحولاته كذلك.
بحثٌ في وضع المرأة ودورها في المجتمع النجدي وتحديداً بالفترة(١٢٠٠~١٣٥١ للهجرة) وهو مُقسّم لأربعة فصول. فالفصل الأول: مجتمع الدراسة -البيئة والتكوين- وتحدثت فيه عن سكان نجد وقسمتهم لحضر وبدو وفي الفصل الثاني عن الأطار الأسري الذي يحيط المرأة النجدية في ذاك الزمن وأما الفصل الثالث فقد خُصص في: الأطار العملي، للمرأة أعمالها داخل المنزل وخارجه والفصل الأخير كان في: الإسهام في الحياة العامة، عن رصد إسهامات المرأة في مجتمعها النجدي.
وهو أول كتاب أقرأه عن نجد والمجتمع السعودي بشكل عام وقد أستمعت وأفدتُ منه أيما فائدة وفيه بعض الطرائف والمُلح. يفيد من يريد التعرّف على مجتمع نجد والسعودية بشكل عام والتعرف على عاداتهم السابقة وهي ما شكّلت الجذور لكثير من عادات وتصورات المجتمعان النجدي والسعودي في وقتنا الحاضر.
مع ازدياد أهمية المرأة النجدية في المجتمع و في حياة الرجل ( مسؤوليتها في توفير المأكل والمشرب، وصنع الخيام، والتداوي، ورعي الإبل والأغنام، وإعداد الطعام للضيوف، وغيرها مما ذُكر في الكتاب )، يزداد في المقابل استصغارها واستحقارها.
سيأتي يوم يُكتب فيه كتابٌ يوثّق حياة المرأة السعودية النجدية بعد عام ٢٠١٧، ليكون من أبرز ما يسجله أن هذه المرأة قد خرجت من قوقعة الظلم الاجتماعي، واكتسبت حقوقها المدنية والمجتمعية، حتى باتت تقف جنبًا إلى جنب مع الرجل في كثير من المجالات.
أما عن الكتاب نفسه، فأرى أن الكاتبة قد بالغت أحيانًا في تبرير بعض الموروثات التي يتضح جليًّا أنها لا تعدو كونها ممارسات ذكورية متسلّطة لا تحمل في جوهرها قيمة حقيقية. و كذلك أرى أن الرجل النجدي الحالي عمومًا فقد كثيرًا من الخصال الأصيلة التي كانت تميّزه قديمًا، مثل الشجاعة وصون المرأة وحمايتها من الأذى( التحرش او المغازلات او الاذى ) الذي يعتبر خط احمر للرجل النجدي القديم ، وهو ما نفتقده في عصرنا الحالي. وبرأيي، كلما تطورت حياة المرأة وتقدّم مستوى وعيها وحقوقها، زاد انحدار مستوى بعض الرجال الذين لم يستطيعوا مجاراة هذا التغير
الكتاب جميل ومرجع لتاريخ المراءة الغريب التذبذب في النص والنقل وكل شيء كل مره اقرر انهي الكتاب يشدني جزء منه كان الموضوع اشبه بتيارات قويه هل كان الكتاب سيكون اجمل لو كتبه رجل؟