- أتدري؟ كنت يوما إنسانا عابرا أيضا. إنسانا أطلقت عليه القبائل اسم الساحر كما اعتادت أن تفعل مع كل العابرين الذين يحتفظون بأسرارهم لأنفسهم. لا يطيب لي النزول بأرض إلا إذا هجرتها إلى أرض أخرى في اليوم الذي يلي. جئت الواحة عابرا أيضا، ولكن الجدران استغفلتني يوم قررت أن استخدم بعض أسراري لأبتاع لنفسي زادا. نسيت أن الزاد هو الحيلة اللئيمة التي يستدرج بها الوسواس أصحاب العبور، فيركنون إلى الأرض التي تستعبدهم. لا ينتهي دور الأرض حتى يبدأ دور الحسناء. دخلت بالحسناء أرض الحقول يوما فوقعت في الأسر ولم أعد من أرض الحقول حتى اليوم. - الحقول؟ - وجدت نفسي في يد الفزاعة رهينة منذ ذلك اليوم. - الفزاعة؟ - الفزاعة قدرنا. نحن نستقر في الفزاعة، والفزاعة تستقر فينا. نحن الفزاعة، والفزاعة هي نحن. - كان مولاي يتحدث عن الأسفار. - ولكن الفزاعة عدو الأسفار.
Ibrahim al-Koni (Arabic: إبراهيم الكوني) is a Libyan writer and one of the most prolific Arabic novelists. Born in 1948 in Fezzan Region, Ibrahim al-Koni was brought up on the tradition of the Tuareg, popularly known as "the veiled men" or "the blue men." Mythological elements, spiritual quest and existential questions mingle in the writings of al-Koni who has been hailed as magical realist, Sufi fabulist and poetic novelist. He spent his childhood in the desert and learned to read and write Arabic when he was twelve. Al-Koni studied comparative literature at the Maxim Gorky Literature Institute in Moscow and then worked as a journalist in Moscow and Warsaw. By 2007, al-Koni had published more than 80 books and received numerous awards. All written in Arabic, his books have been translated into 35 languages. His novel Gold Dust appeared in English in 2008.
عندما يتحرر الإنسان من كونه انسان ماذا يتبقى منه!؟ سوى بعض أعواد مكسوة بالخرق البالية هذه هي الفزاعة الفزاعة قدرنا .. نحن نستقر في الفزاعة .. والفزاعة تستقر فينا .. نحن الفزاعة والفزاعة هي نحن
كالعادة الكوني دئما ينجح في سلب لبك ويجعلك تسبح في رمال الصحراء وتستظل بظلال نخيل الواحة، لتعيش اسطورة الصحراء التي لا تنتهي، بين الحقد والانتقام والغضب ومكل المشاعر الانسانية السوداء تدور بشاعة هذه القصة منسوجة باسلوب الكوني المتميز بلغته الراقية، وحكمته المحبوكة باتقان ،
لا امل ابدا من القراءة للكوني ابدا شكرا صديقي سراج بحير لاهدائي هذه المتعة الجميلة ...
رواية عن خضوع الإنسان لعالم الما ورائيات، العالم الذي ابتكره الإنسان ذاته، وابتكر نبوئاته، وأساطيره. "نحن نستقر في الفزاعة، والفزاعة تستقر فينا.نحن الفزاعة والفزاعة هي نحن" فانتازيا رائعة، عن الصحراء وسكان الصحراء.
أخذتني الرواية إلى عالم آخر مختلف تماما يمتزج فيه الواقع بالخيال. عالم صحراوي ذاخر بالأساطير عن أخل الخفاء وأخل الخلاء والسحر والسلطة والغدر والبطولة والغموض الذي يلف كل شيء.
أفتقد قراءة مثل هذه الروايات بالعربية. هي إلى الفانتازيا أقرب، ولكنها متأصلة في البيئة الصحراوية الغامضة.