رؤية من زاوية علمانية بحتة، فيها الكثير من المغالطات العقائدية، والقصد يرمي في النهاية إلى التبرير والتلطيف، فضلا عن تسخيف كل ما يشاع عن اتهامات للطائفة. أقل ما يقال إن المؤلف جاهل، وإلا فهو منحاز مغرض.
كنت أظن المحتوى أكثر دقة ومصداقية من كونه رسائل تأتيه من أناس يظهر من بعضها تعمد تأليف القصص بغرض الإثارة. وصفه للمتدينين وتشبيههم بأنهم خنافس كحال بعض الشباب اصحاب التقليعات الأجنبيه الغربية بحجة أنهم يظهرون بزي ونمط و لباس لا يويناسب ذوقه وذوق الفئة التي ينتمي لها المؤلف تحامل وظلم ويدل على عدم معرفته بالمعايير التي يعد الشخص مخالفاً لعادة مجتمعه.
حاول المرحوم عبد الله كمال أن يفهم الظاهرة وتتبّع اللغظ الكثير الذي كان هو شخصيًّا جزءًا من إثارتِه حول الخلط بين سماع الـHARD ROCK والـHeavy Metal من ناحية، وعبادة الشيطان من ناحية أخرى .. الكتاب مهم لكل من كان لديهم تصوُّر قبلي عن حقيقة أو وهم القضية التي أًثيرَت في نهايات 1996 وبدايات 1997 .. يكرر عبد الله كمال مقاطع كليشيهية كثيرة في الحقيقة .. يحاول إلقاء الضوء من زاوية علمية على عبادة الشيطان وتاريخها وانتشارها عالميًّا .. يقع في التسطيح أحيانًا .. لكن في النهاية الكتاب جدير بالقراءة وملهِم في الحقيقة ;)
برغم كل سلبياتها بس إحنا مدينين للثورة المعلوماتية الرقمية في العشر سنين اللي فاتوا أو أكتر شوية بكتير، من أهم الحاجات اللي استفدنا منها بسبب انفتاحنا على العالم بثقافاته المختلفة ومصادر التعلم العديدة من مختلف المدارس الفكرية إنها نمّت عندنا كلنا بنِسَب متفاوتة مَلَكة النقد، فبقى الحاجة اللي كان ممكن تنزل في التسعينات أو قبلها كمانشيت يوقف البلد على رِجل بقى دلوقت ترول يتعمل عليه كوميكس. الكتاب الأهبل ده لعبد الله كمال رئيس تحرير روز اليوسف مثال نموذجي على الكلام ده. الكتاب في وقته -منتصف التسعينات- كان أدلة دامغة ضد عبادة الشيطان 😄 في مصر وكشف تفاصيل هذه الجماعات المنحلة خلقيا ومجتمعيا والعلاقة بينها وبين موسيقى الميناء والروك.. المادة المكتوبة في الكتاب لا تصلح حتى أن تكون سيناريو لفيلم مقاولات ركيك من الدرجة الثالثة لكن في وقته كان مصدر ضجة وموثوقا منه بالطبع.. شكرًا لثورة المعلومات الرقمية فلولاها لربما كان مفيد فوزي لا يزال يتصل على رقم 666 على شاشة التليفزيون في انتظار أن يرد عليه الشيطان بنفسه !!
اتمني لو لم يقع مثل هذا الكتاب في يدي و لكن إلي متي سأظل أخاف من مثل هذه الأشياء , لم أكن أعلم أن هذه المعتقدات قد انتشرت هكذا في التسعينيات بهذا الشكل المفزع , بصراحة هذا الكتاب أرهق ذهني ....