ولد حسين مؤنس في مدينة السويس، ونشأ في أسرة كريمة، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، فشب محبًا للعلم، مفطورًا على التفوق والصدارة، حتى إذا نال الشهادة الثانوية في التاسعة عشرة من عمره جذبته إليها كلية الآداب بمن كان فيها من أعلام النهضة الأدبية والفكرية، والتحق بقسم التاريخ، ولفت بجده ودأبه في البحث أساتذته، وتخرج سنة (1352هـ= 1934م) متفوقًا على أقرانه وزملائه، ولم يعين حسين مؤنس بعد تخرجه في الكلية؛ لأنها لم تكن قد أخذت بعد بنظام المعيدين، فعمل مترجمًا عن الفرنسية ببنك التسليف، واشترك في هذه الفترة مع جماعة من زملائه في تأليف لجنة أطلقوا عليها "لجنة الجامعيين لنشر العلم" وعزمت اللجنة على نشر بعض ذخائر الفكر الإنساني، فترجمت كتاب " تراث الإسلام" الذي وضعه مجموعة من المستشرقين، وكان نصيب حسين مؤنس ترجمة الفصل الخاص بإسبانيا والبرتغال، ونشر في هذه الفترة أول مؤلفاته التاريخية وهو كتاب "الشرق الإسلامي في العصر الحديث" عرض فيه لتاريخ العالم الإسلامي من القرن السابع عشر الميلادي إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، ثم حصل على درجة الماجستير برسالة عنوانها "فتح العرب للمغرب" سنة (1355هـ= 1937م).
عين حسين مؤنس بعد حصوله على الماجستير في الجامعة، ثم لم يلبث أن ابتعث إلى فرنسا لاستكمال دراسته العليا، فالتحق بجامعة باريس، وحصل منها سنة (1356هـ= 1938م) على دبلوم دراسات العصور الوسطى، وفي السنة التالية، حصل على دبلوم في الدراسات التاريخية من مدرسة الدراسات العليا، ثم حيل بينه وبين إكمال دراسته نشوب الحرب العالمية الثانية، فغادر فرنسا إلى سويسرا، وأكمل دراسته في جامعة زيوريخ، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ سنة (1361هـ= 1943م) وعين مدرسًا بها في معهد الأبحاث الخارجية الذي كان يتبع الجامعة.
لما انتهت الحرب العالمية الثانية ووضعت أوزارها عاد إلى مصر سنة (1364هـ= 1945م) وعين مدرسًا بقسم التاريخ بكلية الآداب، وأخذ يرقى في وظائفه العلمية حتى عين أستاذًا للتاريخ الإسلامي في سنة (1373هـ= 1954م).
إلى جانب عمله بالجامعة انتدبته وزارة التربية والتعليم سنة (1374هـ= 1955م)؛ ليتولى إدارة الثقافة بها، وكانت إدارة كبيرة تتبعها إدارات مختلفة للنشر والترجمة والتعاون العربي، والعلاقات الثقافية الخارجية، فنهض بهذه الإدارة، وبث فيها حركة ونشاطًا، وشرع في إنشاء مشروع ثقافي، عرف بمشروع "الألف كتاب"، ليزود طلاب المعرفة بما ينفعهم ويجعلهم يواكبون الحضارة، وكانت الكتب التي تنشر بعضها مترجم عن لغات أجنبية، وبعضها الآخر مؤلف وتباع بأسعار زهيدة.
نتهيت من كتاب ( تاريخ موجز للفكر العربى ) .. للدكتور / حسين مؤنس
- الكتاب يتحدث عن اعلام الفكر العربى وكذلك الافكار التى احدثت جدلا كالفكر المعتزلى وغيره من اول الصحابة والتابعين مرورا بالسلف الصالح وحتى وقتنا هذا من مُفكرين وادباء وعلماء وشعراء
- الكتاب بصراحة قوى جدا بس انا مختلف مع نص الكتاب على الاقل
- الكاتب عظم جدا من شأن فقهاء ومُفكرين زى الائمة الاربعه وعظماء الفكر زى ابن رشد وابن سينا والبيرونى والادريسى وغيرهم لكن فى نفس الوقت انقص من قدر ناس كتير زى ابن كثير والطبرى والترمذى واتهمهم بانهم ليسوا بصفوه بل هم اوعيه امتلأت بالمحفوظ على الرغم ان جايب معلومات كتير جدا من كتب الطبرى ومع ذلك بيتهمه انه يحفظ فقط
- قال ان الامامة والخلافة ويقصد هنا من بعد الخلافة الراشده انها ضياع مُطلق ولم يذُكر خليفة من خلفاء المسلمين بخير الا عماد الدين ونور الدين زنكى وكذلك عبد الرحمن الناصر وابنه الحكم المستنصر فى الاندلس ولو قرأ احد لم يعرف شئ عن خلفاء المسلمين للعن الحكم الاسلامى كله بسبب الكتاب ده
- قارن بين مارتن لوثر والامام احمد بن حنبل وقال ان الامام احمد ترك الناس فى وقت كانوا محتاجينه اوى وانه كان مقصر لانه اعتزل الناس بعد خروجه من السجن فى محنة المعتزله لكن مارتن لوثر كان اكثر قربا !!
- يقول ان العرب قدموا اعظم حضارة وفى نفس الوقت يقول لم تقُم لنا قيامه بعد الخلافة الراشده مش فاهم !!! ويقول فى جزء يتكلم فيه عن عصر تحجرت فيه العقول فيقول العلم لا يتقدم الا فى عصر العدل والرخاء وحديثة عن اعلام كثيرة فى تاريخ الاسلام يدل ان كان فيه فترات عدل ورخاء مش زى ما هو بيقول ان الدنيا كانت ظالمة كده
- اكتر حاجه زعلتنى لما قال على الشيخ العز بن عبد السلام هو شيخ السلاطين !!
- بجد الكاتب ده والله اعلم حقيقة ما يذكر فى كل الكتاب طلع التاريخ مشوه بطريقة غرييييبة وكنت بقلب فى كتاب حضارة العرب لجوستاف لوبون لقيته بجد اكثر من انصافا
وحسين مؤنس اذا ذكر الفكر وأهله فهو لا يرضى عن المفرطين حتى لو كانوا من عباقرة العرب فلم يسلم المتنبئ وأبو نواس ولا حتي المعتزلة من كلماته وربما كان أغرب من تعرض له بالنقد العز بن عبدالسلام "أول مرة أسمع انه كان من شيوخ السلطان !! " واذا ذكر أهل السياسة والسلطان فهو لا يرى فيهم خير فكلهم ما بين قاتل ومتجبر ولم ينجى من هؤلاء الا قلة قليلة كان منهم الخلفاء الراشدون وعمر بن عبدالعزيز ويوسف بن تاشفين وألب أرسلان وقطز أما البقية الباقية فحدث ولا حرج فهو لا يرى الا تاريخ الدم .. الدم وفقط !!
فكانت هذه هي كلماته عن معاوية وعصرة ودولتة "وفي قصره في دمشق جلس معاوية بن أبي سفيان البدين المترهل علي عرشة يحيط به جند اختارهم من أجلاف العرب يضع في كف الواحد منهم مائة دينار ويشير بأصبعة فيهوي بسيفه على من أشار اليه والويل علي من يبكي علي القتيل ومكه بلد الاسلام الأول أصبحت ضيعة من ضياع معاوية"
ويزيد في وصف انتقال ملكه الي مروان وأولاده بوص أكثر قسوة
"وماذا حدث لمعاوية وأولاده ؟ غلبوا على أمرهم وانتقل الملك منهم الي مروان بن الحكم وبنيه . وهذا حال عبيد الدنيا وماذا حدث لبني مروان ؟ أكلتهم سيوف العباسيين بقسوة فاقت قسوة معاوية , وهذا حال عبيد الدنيا وفوق الستين رجلا منهم قتلهم وحد من العباسيين هو داوود بن علي في مذبحة علي نهر أبي فطرس ولم يقنع بذلك بل بسط علي الجثث جلودا وجلس هو وأصحابه يأكلون علي هذه الجثث فهل هؤلاء مسلمون أو حتي بشر ؟ لا والله "
أما العباسيين فأنه يرى دولتهم أظلم من أبي جهل نفسه !! فيقول "وتجئ أيام بني العباس وقد أستقرت قواعد الظلم وخرج حكام الاسلام عن منهج الله خروجا يهون معه خروج أبي جهل , ولا والله ما فعل أبي جهل بالمسلمين جزءا مما فعله أبو عبدالله السفاح وأبو جعفر المنصور وأعمامهما ورجالهما أجمعون"
عامة رغم قسوة أراء الكاتب الا ان الكتاب جيد جدا في المجمل والكتاب عبقري في المامه بكل هذه الحوادث والحكايات والدكتور حسين مؤنس بحر علم دون أي مبالغة ... 4 نجوم من خمسة
بلغة ثورية غاضبة، جريئة وصريحة تمتد على طول صفحات الكتاب، يبحر بنا الكاتب والمؤرخ المصري حسين مؤنس في جولة سريعة على أبرز محطات الفكر العربي، وكتابه هذا كما قال في مقدمته هو عبارة عن آراء على شكل مقالات في هذا التاريخ.
تعتبر اول مقالتين والتي عنونهما ب (أنا أفكر، فإذن أنا غير موجود)، والثانية (اثنان لايجتمعان، رجل الفكر والطاغية) هما المقدمتان للكتاب كله، حيث يرى ان قصة الفكر العربي على طول تاريخه هي قصة الانفصال بين أهل الفكر وأهل السياسة وذلك ابتداءً من عصر "الطغاة" الأمويين وحتى مايسمى عصر النهضة العربية والذي توج بثورة الجماهير بقيادة سعد زغلول حيث تم رد الاعتبار الى عامة الناس وانتهى عصر السيد الذي يدفع لأهل الفكر (ويقصد بهم الادباء والشعراء والعلماء الذين يدورن في فلك الحاكم والبعيدين عن الشعب) وحلت محله عصر الجماهير التي تدفع لمن تحس انه ينفعها ويعبر عنها. وانصرف الناس عن مؤلفات "صهاريج اللؤلؤ" -يقصد بها غالب كتب التراث- الى الفكر الاصيل الذي يعبر عن افكار ومعان وعواطف انسانية. ولا ينكر مؤنس وجود بعض الفترات في تاريخنا التي رعى فيها أهل السياسة أهل الفكر كعصر الغزنويون والسامانيين وعصر الناصر وابنه المستنصر في الأندلس.
الكتاب يقع في ٤٢٥ صفحة مع الفهارس وهو بمجمله مفيد وممتع للاطلاع السريع على محطات الفكر العربي ويصلح كمدخل سهل وبسيط لهذا الفكر لولا أسلوبه الذي لم يعجبني في كثير من الاحيان، ورغم ذلك ففيه افكار جريئة وثورية في النظر لهذا الفكر وتفتح الباب للنقاش. الفصول الثلاثة الأخيرة لم يعجبني الكثير من طرحه فيها، ويستحسن قراءة مذبحة التراث لطرابيشي ورسالة في الطريق الى ثقافتنا لمحمود شاكر والفكر العربي في عصر النهضة لألبرت حوراني لمعرفة لماذا لم يعجبني الطرح فيها.
وسأذكر هنا مؤاخذاتي على الكتاب والأفكار الجيدة التي استفدتها:
أولا؛ أسلوب أو طرح لم يعجبني:
▪︎المسلمون أخطأوا باطلاق اسم أمير المؤمنين على عمر لانهم بذلك اوجدوا صفة غير اسلامية لخليفة النبي في تسيير امور الامة بحسب ماتراه الجماعة التي تدعو الى الخير والمعروف وتنهى عن المنكر.
▪︎ابن كثير لم يفطن للحكمة في سورة عبس بل ينقل اقوال علماء مثله كالطبرى والترمذي وابن ابي حاتم، وهؤلاء كالاوعية امتلأت بالمحفوظ المتوارث وليس عندهم الا تفكير قليل.
▪︎وصف ︎معاوية بالطاغية البدين المترهل.
▪︎عبد الرحمن ابن عوف أخطأ بتصوره ان مهمة اهل الشورى هي اختيار الخليفة وإلزامه بالسير على نهج عمر الذي كان عمر نفسه يريد تغييره.
▪︎يستنكر على الطبرى ذكره لحادثة قتل حجر بن عدي وعدم رثاءه وذكر مقتل ابن المقفع وعدم استنكاره.
▪︎قوله أن أهل الادب عندنا مترفعون على العامة محتقرين كلامهم وهذا ميراث رذل سيء أخذناه من اهل الادب السابقين جيلا بعد جيل، فهم يتكلفون في صياغة العبارات كأنهم على كرسي التوليد كالزيات والرافعي والبكرى اللذين هم اخر خط البلاغة العربية التقليدية الذي أوله الجاحظ، أما العقاد وطه حسين والمازني الذين اخذوا بمذاهب أهل الغرب في أساليبهم الكتابية فقد أنشأوا لغة عربية سهلة، وأهل الغرب كتبوا أدباً يقرأ وفكراً ينفع.
▪︎المؤرخين المسلمون كانوا في الغاية من الغفلة في أحيان كثيرة، وذلك بالاسراف في تعظيم ملوك الفرس الساسانية التي أضرت بصورة التاريخ الاسلامي رغم خدمتها للتاريخ العام، ويرى ان الطبري بلغت به الغفلة ان روى عن انوشران حكايات في العدل والفضل والعقل وقد أضر الطبري بتاريخ العرب بهذه النقولات الكثيرة عن الفرس وإفراد نصف جزء من تاريخه لهم كما أضر بتحقيقه لقصة الذبيح التي ذهب فيها أنه اسحاق ويكون بذلك قد قرر ان بني اسحاق (اسرائيل) خير من العرب ابناء إسماعيل. ويرى مؤنس ان هذا من غفلة علماء النقل الذين جعلوا العلم كله نقلا نصيب العقل فيه قليل او منعدم، والطبري واسع العلم قليل الفطنة في كثير من الاحيان. طبعا مؤنس في كتابه لايغفل من قيمة وأهمية وفضل المؤرخين المسلمين وعظيم صنعهم خاصة في منهجهم القائم على أن تاريخ المسلمين متصل ووحدة المسلمين زمنيا ومكانيا بل ويعلي من شأنهم كثيرا، ولكن لم يعجبني اسلوبه في قول مغفل وقليل فطنة على شيخ المؤرخين الطبري.
▪︎قوله عن الماوردي فقيه لايخاف الله لانه وضع كتاب (الاحكام السلطانية) الذي يحلل فيه ولاية اللص والفاسق والمجنون.
▪︎الحط من شأن الحريري والهمذاني والبوصيري وأساليبهم في الأدب، وبدرجة أقل من المتنبي الذي يرى انه رغم عظم موهبته فشعره قائم على المدح ومحور شعره هو نفسه أي المتنبي.
▪︎يستنكر على مؤرخي الفكر والأدب استشهادهم بأقوال الثعالبي أو الصفدي أو ابو هلال العسكري او ابن رشيق مثلاً، ويرى انها كلها آراء ولدت ميتة وتعفنت مع الزمن، او القول ان لديهم -من سبق ذكرهم- نظريات في ا��نقد الأدبي، وهذا برأيه يدل على الجمود الفكري.
▪︎يرى كغالبية المؤرخين عندنا أن احتلال نابليون لمصر ١٨٧٢ هو بداية عصر النهضة العربية، حيث تم التخلص من حكم الاجانب والجنود المرتزقة ولأول مرة يحكم أهل البلد أنفسهم وذلك بإنشاء مجلس حكم مصري فرنسي وهو اعظم حدث يمر عليهم منذ قرون فللمرة الاولى يتولون أمور بلادهم بأنفسهم ويتفاوضون على حاضرها ومستقبلها دون وصاية، ورغم انهم يواجهون احتلال اجنبي نصراني ولكنهم يتحدثون باسم بلادهم. يقول مؤنس: لو لم يدخل الفرنسيون مصر ويحطموا جدران السجن الرهيب الذي كنا نعيش فيه لكنا الى يومنا هذا نعيش في حكم مماليك.... ولكنا الى يومنا هذا نرسف في أغلال الظلم التركي.
▪︎القول بأن ثورة الشعب التي قادها سعد زغلول هي بداية عصر الجماهير ونهاية عصر السلاطين والخلفاء. وهذا قول ساذج، التاريخ يثبت عكسه، إنما تم برحيل الانكليز نهاية الاحتلال المباشر وبداية الاحتلال غير المباشر، وهل جمال عبد الناصر والسادات ومبارك والسيسي حكموا باسم الجماهير ام بتبعية مباشرة للغرب؟!
ثانية؛ أفكار جيدة:
▪︎أهمية الشورى في حياة المسلمون والسير على نهج القرآن والنبي.
▪︎ضلال الكثير من الشعراء وسخفهم رغم بلاغتهم وفصاحتهم لانهم رضوا ان يكونوا مادحين للملوك الطغاة او ماجنيين لاهين.
▪︎أهمية إعمال العقل والتفكير والحوار.
▪︎كبرياء العلماء وترفعهم عن العامة يزيد الجهل.
▪︎كثير من مسائل المتكلمين مسائل افتراضية لاتنفع الانسان في شيء وبعيدة عن صلب رسالة الاسلام فقضية كخلق القرآن وكلام الله قضية مفتعلة افتعلها المعتزلة حتى جعلوها قضية سياسية امتحنوا بها الامة من غير طائل بدل ان يعلموا الناس ويحلوا مشاكلهم.
▪︎الكتابة بلغة يفهمها عوام الناس تقرب العلم منهم.
▪︎رد الاعتبار الى العامة وإشراكهم في أمور السياسة والعلم والفكر.
▪︎الحث على إنشاء عصر راشدي ثاني من خلال طريقة التعامل بين الناس والحاكم وذلك من خلال القرآن والسنة التي هي المنهاج، وأن لا نضعف امام المال والجنس ونستهين بالموت في سبيل مثلنا الأعلى وبذلك نكون في مستوى (فوق البشر).
▪︎عندما تحولت الخلافة الى مُلك وسلطان سياسي ضاعت الخلافة وضاع المُلك بل وضاع العرب معها وخرجوا من التاريخ.
▪︎اهمية اهل الفكر من فقهاء ومؤرخين وجغرافيين وأدباء وغيرهم في الحفاظ على وحدة العالم الاسلامي على عكس رجال الحرب والسياسة.
▪︎المؤرخون المسلمون يربطون الاجيال بعضها ببعض، والجغرافيون المسلمون يربطون بين الشعوب.
▪︎نجحت امم الاسلام بصد الغارات عليها بفضل القاعدة الشرعية والاجتماعية والاخلاقية التي بناها الفقهاء بجهد صادق وإخلاص عميق.
▪︎الفقهاء والمحدثين الصادقين هم الدعائم الحقيقة للأمة والمجتمع الإسلامي.
▪︎إمام الناس حقا هو اعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله.
▪︎وقع الانفصال بين الأمة والدولة في تاريخ الاسلام عندما سار الحكام طريقا مخالفا للمنهج الإسلامي.
▪︎سوء الاوضاع السياسية والاجتماعية أنشأت حالة اكتئاب اجتماعي، حيث انصرف الملوك والامراء الى الغرق في اللهو والخمر والنساء، أما عامة الناس فقد انقسموا مابين منتظرين للمهدي المنتظر وقد تبنى هذه الدعوة الشيعة بفروعهم وقد ظهر كذب دعوتهم بدولهم التي نشأت مابين فاطميين وقرامطة وحشاشين وغيرهم، أما اهل السنة فقد وصل الحال بهم الى الجمود والحنين الى الماضي، اما الفريق الثالث فقد رأوا الحل في الزهد والتقشف وهم الصوفية.
▪︎الانتشار الكبير للمدارس والاوقاف جعل العلماء يتنافسون فيما بينهم على الوظائف، وهذا ادى الى استخدام السلاطين تلك الوظائف للسيطرة على العلماء الا قليل منهم، وتحول العلماء الى التنافس على الوظائف والمشيخات ادى الى قلة الكتب الجديدة وبالتالي لم يعد العلم فكرا بل حفظاً، فابتدأ عصر الحفاظ الذين كانوا مكتبات متنقلة وهذا ادى بكثير منهم لمراقبة الاخر في الخطأ بحديث او رواية او غيرها بمايشبه الحرب الاهلية بينهم من اجل الفوز بالمناصب. (كلام فيه وجهة نظر تستحق البحث والمناقشة).
كتاب جميل يطرح أفكار متسلسلة سهلة يعطي رأيه في علماء عرب وبالفكر العربي بشكل عام لدي بعض الاعتراضات على انتقاص قيمة بعض العلماء ببعض المرادفات لكن بشكل عام كتاب جميل جدا
كتاب جميل في الشخصيات التي تناولها وفي تسلسله ،،تحلى فيه الكاتب بكثير من الجرأة وكتب بنَفَس غاضب سيحس به قارئه ,انتقد الكثير من الشخصيات الكبيرة والتي لها جمهور واسع أمثال المتنبي , وأحمد بن حنبل وشخصيات كبيرة أخرى ،واستغربت كرهه ورؤيته لمحمد بن أبي عامر ووصمه بصفات قرأت خلافها في كتب أخرى ،وددت لو أنه دعّم آراءه بالمراجع التي تثبت لنا صحة أحكامه واتهاماته ،الكتاب فيه العديد من التناقضات ، اتفق معه بآراء وأختلف في أخرى ،لكن من أجمل الأشياء فيه أنه يعرف القارئ بالعديد من الطوائف والعقائد والحركات القديمة ويثري القارئ بالكثير من المعلومات الجديدة والجميلة.
الحمد لله وجدت كل المعلقين على الكتاب رأيهم مماثل لرأيى .. والعجيب فعلا فى الكتاب إنه رائع رغم مابه من سقطات للكاتب فى حديثه عن أعلام الأمة خاصة الصحابة والعلماء المجاهدين ضد ظلم الطغاة !!! من يرى مفرداته عن معاوية ابن ابى سفيان والعباس بن عبد المطلب والعز ابن عبد السلام على سبيل المثال لابد وأن يصف تلك المفردات بالوقاحة !! ورغم ذلك فى أماكن أخرى لابد وأن ترفع للكاتب القبعة كما يقولون .. كتاب رائع و أروع مافيه هو حيرتك فى وصف مؤلفه !!
كتاب يعطيك نظرة شاملة على التاريخ الفكري للأمة الاسلامية ، وتطوراتها الاجتماعية والسياسية والدينية التي أخرجت لنا قامات وصلوا إلى أعلى مقام الا وهو المفكرون الانسانيون .
الذي يريد ان يفهم تاريخ الفكر العربي و الإسلامي يقرأ هذا الكتاب. كلامه عن ابو الطيب المتنبي يمثل رأيي قبل ان اقرأ الكتاب. قلت ان المتنبي شاعر مديح و هجاء على الطريقة الجاهلية و ليس لديه قِيم أو أفكار و دليلي انه اذا ترجمت أشعار المتنبي الى اي لغة سيجد المتلقي الغير متحدث بالعربية انه يتعامل مع مديح او هجاء بطريقة سوقية ركيكة. المتنبي تم تضخيمه في فترة القومية العربية بالرغم من انه يمدح فُرس و أتراك. على العكس من ذلك لم يتم اظهار ابو العلاء المعري الذي اذا ترجمت كتبه و أشعاره سيجدون أفكار و ثقافة عالية لم يصل لها الأوربيون الا في عصر النهضة. كلامه عن ابن حزم و الأندلس جميل جدا و راقي و تشعر فيه بالأسى و الحزن.
يقول الكاتب في المقدمة أنه لا يستطيع أن يسمي هذا كتابا أصلا بل هو مجموعة آراء عن الفكر العربي و رجاله كونها خلال حياته و أخرجها على هذا الشكل بعد جمعها و تنسيقها و وضعها في قالب منظم. و عندما تكون هذه الآراء قادمة من شخص موسوعي مثل المؤرخ حسين مؤنس لا تستطيع إلا أن تحترمها و تقف أمامها متأملا. الكاتب يؤرخ في هذا النص للفكر العربي من وجهة نظره و يبدأ بالتساؤل هل يظن مفكروا اليوم أنهم وريثوا أعلام الفكر العربي القديم مثل الجاحظ و ابن سينا و غيرهم، كما يظن الإنكليز مثلا أنهم امتداد طبيعي لشيكسبير؟ من هنا يبدأ في تقديم تاريخي للفكر العربي في ظل الحياة الإسلامية الأولى و يصل لنتيجة أنه و مع تحول الملك إلى عصر الخلفاء السلاطين أصبح الرجل المفكر هو أكبر أعداء السلطة و يسوق لذلك الأمثلة العديدة. يقول أن أصحاب الفكر العربي كانوا في واد و الأمة في واد آخر. فلا مشاكل الأمة تشغلهم ولا هم يعتبرون "عوام" الأمة أهلا للنظر أصلا، و أكبر الأمثلة على ذلك هو فقهاء المعتزلة، فبدلا من الخوض في مشاكل الناس، ترفعوا عنهم و خاضوا في مواضيع سفسطائية لا طائل منها كالقول في خلق القرآن و غيره و لم يخلفوا لنا شيئا له قيمة عملية فأضاعوا بذلك ذكائهم و اندثروا بعد ذلك دون أن يحققوا أي دور تاريخي في مسيرة الفكر العربي و قد كان ذلك ممكنا لهم. يستمر الكاتب في الكلام التاريخي و يبدأ في الحديث عن المؤرخين و الجغرافيين العرب، فهؤلاء برأيه ساهموا في الإبقاء على وحدة الأمة التاريخية و الجغرافية، أو الزمنية و المكانية في تأريخهم لأحداث الأمة و في وصفهم لبلدانها بالخرائط و الكلام. ثم يبدأ في الكلام عن الفقهاء و خاصة الأئمة الأربعة و يسهب في ذكر دورهم التاريخي في الإبقاء على العقيدة الصحيحة و كيف أنهم كانوا، على عكس جماعة المعتزلة، قريبين من مشاكل الناس اليومية و بذلك حازوا على تقديرهم و أصبحوا هم القادة الحقيقيين للأمة لا الخلفاء و السلاطين. فمحنة الإمام أحمد كانت في صلبها حربا بين الخليفة السلطان و الفقيه العالم على قيادة الأمة انتصر فيها الفقيه على الملك. قد يبدو من كلامي أن الكتاب في معظمه يتحدث بالمدح عن أهل الفكر و هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. فقد كان التقريع و اللوم الدائم هو السمة السائدة في الكثير من أجزاء الكتاب و لم يسلم منه أحد تقريبا. فالإمام أحمد بن حنبل و بعد انتهاء محنته انزوى في بيته و انقطع عن الدنيا ليصبح المذهب الحنبلي بعد ذلك في العرف الشعبي موازيا لكلمة الجمود كما تجمد الإمام أحمد بعد انتهاء المحنة و قد كانت الأمة أشد احتياجا إليه ليقودها باتجاه التغيير و لكنه لم يقم بذلك. لا يلومه الكاتب على ذلك و لكن يسوق مثالين لأشخاص كانوا على قدر المسؤولية التاريخية و هما سعد زغلول في ثورة 1919 و الفقيه المسيحي مارتن لوثر. يتابع الكتاب رحلته مع الفكر العربي و يمر بالشعراء و المتصوفة و الفلاسفة و صعاليك الأدب الشعبي. يتكلم عن الجمود الكبير في الفكر الذي بدأ مع سقوط بغداد ثم ينهي الكتاب في فصل عن النهضة الفكرية التي بدأت مع جيل الأفغاني و محمد عبده...
من أجمل ما قرأت. أتفق مع معظم الآراء مع تحفظي على القليل. فوجئت ببعض ما ورد كنكنبة البرامكة التي طالما قرأنا أنها من أعظم انجازات الرشيد و لكنها كانت أكبر جرائمه. أختم مع هذه الصفحة و هي من أبلغ و أصدق ما في الكتاب