رواية تفضح اليقين المتوارث دون أن تتخلى عن الإيمان كخيار وسط حشود يسحرها الموروث ويؤلبها على عقلها الباحث إلى درجة إخماده. وإذا كانت هذه الرواية تريد أن تقول شيئا فهو رصدها للحركة داخل الدائرة المغلقة, حيث المعنى يُقدم على صحن والملقّنون هم أسياد الواقع, أما المعنى فيظل هاجس الباحث عنه.
أكتب لأن الكتابة هي طريقتي في الحياة.. أكتب لكي أنسج من العالم المخبوء في فكري ونفسي زوارق من ورق.. أرميها في مياه الواقع وأنصرف عنها وأترك لها الدفاع عن نفسها.. أكتب.. لكني لا أحب المبارزة الثقافية ولا التنطع الأدبي.. لا أحب أن ألوي لساني وأزخرف الكلمات.. أبحث عن صوتي البسيط.. الجدير بالقارئ المتنور دون حروب ولا مشاحنات. أكتب لأني تعهدت لنفسي أن أتكلم في وقت الصمت العام.. وأن أصمت في وقت الكلام العام. أكتب.. ولا أطيق ركوب أمواج السوق.. ولا امتطاء الفكرة الرائجة.. أكتب.. ولا تعنيني المسابقات.. ولا تغريني الجوائز ولا أهتم إن بعث الأخ نوبل من قبره شخصيا ومنحني جائزته.. فما أبحث عنه لا يغنيني عنه ألف نوبل.. أكتب لأني أريد أن أنعتق من الأطراف.. ولأني أكره الأطراف.. أكتب لأني أتنفس.. ولأني أومن.. ولأني يسكنني اليقين.. ولأني أرى في كل غيمة أمل.. وفي كل عصفور معجزة.. .. وأخيرا.. أنشر.. من أجل إيماني باستمرار الفكرة.. لا أكثر. _____________ المؤلفات: ستة أصابع قصص قصيرة آخر طقوس الحيرة قصص قصيرة الزحف نحو السماء رواية صاحبة المولد رواية النبتة الشرقية رواية أمريكا البيضاء رواية اكتب كأنك تتنقس (دورة مكثفة في تقنيات الكتابة الإبداعية أكثر من 30 عمل للأطفال واليافعين ما بين التأليف والرسم _____________ الجوائز: NIEA 2024 جائزة أفضل غلاف قصة أطفال جائزة اتصالات لأدب اليافعين 2023 القائمة القصيرة لجائزة اتصالات لأدب الطفل 2022 جائزة مهرجان الشارقة القرائي لأدب الطفل 2021 _____________ المعارض أربعة معارض فنية في مصر وأمريكا والإمارات، آخرها معرض فردي في الولايات المتحدة الأمريكية 2025 _____________ حساب أمازون https://www.amazon.com/author/mohamma...
أحلى الروايات هيه الروايات اللي بتلاقي حالك فيها .. أنا فعلا لقيت حالي بهالرواية .. ضحكت وبكيت وفكرت وحسيت وتوترت وتشوشت وضعت ووصلت .. عشتا بكل معنى الكلمة وكأنها مكتوبة ألي .. موضوع كبير كتير قدمو الكاتب بطريقة سلسة وقريبة للقلب .. يمكن طرحو ما كان مبني على أسس علمية وما عطى جواب شافي .. بس بيكفي أنو قدر يخلي القارئ يفكر ويدور على جواب .. وهي مهمة الكتاب أنو يدلنا على أول الطريق ويفتح آفاق جديدة لفكرنا وعقلنا وبظن أنو هالكتاب نجح جدا بهالشي باختصار .. رواية ساحرة بتلمس قلب كل "باحث عن الله" بزمن الضياع اللي نحنا فيه .. بتستاهل الخمس نجوم بجدارة
أمنية وحيدة تُمنح لك قبل أن يُغيّبك الموت وأنت تخطو أواخر خطواتك باتجاهه ... اطلب وتمنى .. شركة الحياة تحت أمرك..
هذا ما كان (واصل) مندوب شركة الحياة يقوله بطريقة أو بأخرى لمن يُمنح تلك الهبة من مرضى على طريق الموت.. فماذا ستتمنى لو كنت سعيد الحظ من وقع عليه الاختيار؟؟
عجوز طيب ذو قلب صادق، يصدم واصل ويصدمنا بأمنية غرببة .. يقول: أريد أن أرى الله ..
ومن الله أصل تلك اﻷمنية وأصل كل اﻷماني ،تبتدأ رحلتنا، نحن قبل أن تكون رحلة واصل!؛ .. في حبونا نحو سماء معرفة الله ..
هل نعبد الله ثم نراه، أم نراه ثم نعبده؟ هل رؤيته ضرورة أم محصلة لعبادته؟ نتيجة للإيمان أم سبب له؟ ماذا نريد من الله؟ وماذا يريد الله منا؟ وكيف نعلم أننا فعلنا مايريد؟ هل معرفة الله واحدة أم أن لكل منا معرفته وتعريفه؟
واصل، ذاك الشاب البسيط المسالم، محدود الثقافة، المتصالح مع عقله كما نكون قد فعلنا نحن.. (ذو عقلية: تعامل مع كل اﻷمور بسطحية وعش بسلام، اسعَ وراء لقمة العيش ولتبقَ تلافيف ذاك الدماغ مرتاحة) اﻵن تُضرب معتقداته عرض الحائط وتتقلب حياته وتهتز اﻷرض التي ارتاح بالمشي عليها طويلاً، بقوة رهيبة!، في مواجهة أعمق وأعقد مسألة؛ مسألة وجود الله وألوهيته وصفاته .. هكذا من دون أي سابق إنذار يرى نفسه قد دخل ضمن تلافيفها ..
"وبما أنك لا تعلم وعلمت بأنك لا تعلم فقد بدأت تعلم .. إدراك العجز عن اﻹدراك هو عين اﻹدراك" ..
القراءة اﻷولى: اترك أمنيني واذهب أنت إلى أمانيك ابحث عن أصل اليقين .. كي تكون واصلا ً حقيقيا ً ... قبل كل الواصلين
آخر جملة في الرواية كانت بألف جملةة واصل ... حدثني عن الله :)
العنوان يشد الانتباه على عكس الرواية فاحداثها بطيئة و لغتها منمقمة الى حد الاسراف ،اضاعت المعنى و اطالت الرواية بدون فائدة ... الحوارات فيها وعظية تشبه مقالات او مقاطع من محاضرات اكثر من الحوار.. اخطأ الكاتب في اختيار الرواية لايصال ما يهدف اليه فلغة واسلوب الكتابة بعيدان كل البعد عن الرواية
ابتسمت ابتسامةً مديدة لم تفارقني بعد إنهاء هذه الرواية، وبكيت أيضاً سأفتتح المراجعة بهذا الاقتباس:
"الانقلابات الروحية لا تتطلب زمناً طويلاً بل ربما لا تتطلب زمناً على الإطلاق التطورات الروحية هي التي تحتاج زمناً وجهداً وبذلاً لاعتلاء سلم التطور والترقي"
قصة جميلة، وعفوية، ومن الواقع، وشخصية واصل تمثلني وتمثل الكثيرين
وأما العجوز، فصرت أتشوق للقائه في فصول الرواية، ولم تعد أمنيته مسألة تهمه هو فحسب، ولا حتى واصل، وإنما أنا أيضاً :)
افتُتِحت القصة بخير بداية: "-لا أعرف، بصراحة لا أعلم -أحسنت، وبما أنك لا تعلم، وعلمت بأنك لا تعلم، فقد بدأت تعلم، إدراك العجز عن الإدراك، هو إدراك"
ثم تتابعت المغامرات ونقاشات واصل والعجوز الممتعة، وحكمة العجوز التي تروي زوايا الاستفهام في العقل
"أن تقلد شخصاً فيما يفعل؟ هل هذا كافِ بالنسبة إليك كي تصل إلى ما وصل إليه؟ هذا إن كان ما قد وصل إليه فعلاً أو حتى وصل إلى جزء منه، إن كانت الدنيا ستسير كذلك لكانت كل الأفكار واحدة، وكل المواهب واحدة، وكل الأعمال الجليلة اختصرت في بضعة أعمال لبضعة أشخاص، ولما وجدت قوافل المتميزين تسير في كل مكان وتأتي بكل ما هو جديد"
ثم تأتي قصة واصل، والحضرة، والكلب، والطريق الموحش، وفكرة اللجوء وهي فكرة جميلة وأعجبتني "فخرجت بحثاً عن الله، لم تكن تسعى وراء حظوظ نفسك بل اخترت الوحشة والدرب الضيقة المظلمة سعياً وراء إحساسك المبهم، فوجدت الله في إخلاصك وتلمسك الصحيح بفطرتك"
وأما صديقا واصل فكانا شخصيتين جميلتين في الرواية، وكانت العلاقة رائعة، ونقاشاتهم كانت تدل على أهمية هذا النوع من العلاقات، ودعوة فيما ألتمس للرقي بالعلاقات
وأما أبو العطاء، فكان هو ومجلسه مثالاً رائعاً على البحث والعلم بشكل جماعي ومتزن وصحيح وأعجبني كثيراً من كلامه، بداية طرحه للأسئلة الصحيحة على واصل، بما بتماهى مع الأمنية المرجوة: "هل نعبد الله ثم نراه؟ أم نراه ثم نعبده؟ هل نعم بأنه واجب الوجود دون أن نراه ثم نتوجه لعبادته؟ أم أننا نطالب برؤيته كي نتيقن من وجود وجوده ثم نصرف أنفسنا لعبادته؟ هل رؤيته ضرورة لعبادته؟ أم محصلة لعبادته؟ "
ومن بين النقاشات التي تحدث في تلك الفكرة أعجبني الحوار الذي دار بين الشيخ أحمد والدكتور أمين وفحواه: "العقيدة هي الاعتقاد الذي رافقه تقبل لفهم ما، لمجرد الرغبة في تقبله أو عدم تقبله دون برهان، أما اليقين فهو القناعة والقبول الكامل الذي يترافق مع البراهين المحسوسة والأدلة كي ينتج الإنسان المؤمن القادر على التعايش مع إيمانه من خلال يقينه الذي يصلح لكل زمان ومكان"
لن أطيل، ولن أفسد تشويق الرواية لكن سأختتم باقتباس أيضاً: "كن لما ترجو أكثر رجاء منك لما ترجو، فإن كليم الله موسى ذهب ليقبس ناراً فعاد بالرسالة "
وبما أنك لا تعلم و علمت بأنك لا تعلم فقد بدأت تعلم. إدراك العجز عن الإدراك هو إدراك. ** عندما تدرك أنك لا تعرف... فنفسك تعي واقعها و هذا ما يؤهلها لتقبل المعرفة التي تبحث عنها دون أن تكون مغرورة بمعرفتها السطحية المسلّمة و المسلّم بصحتها دوما. _______________________________________ لكننا إن أردنا الوصول إلى عمق الحقيقة و عين اليقين لا يمكننا القبول بسطوح المعاني و طافي العبارات، يجب علينا الغوص قليلا، و من لا يعرف الغوص ينبغي عليه تعلمه، و إلا فلن يستطيع استخراج الدرر المدفونة في العمق _______________________________________ في بعض الأحيان تكون القضايا البديهية التي أنت على يقين كامل منها لا تحتاج لبرهان، لا تحتاج لأسباب منطقية. أشعر بأن المنطق فيها هو قلة منطق، لأنها ربما ترتفع فوق المنطق و قلة المنطق
ألا تشعر في أعماق أعماقك بوجود تلك القوح العظمى، تلك القوة العظمى التي تتحكم بكل شيء في هذا العالم، تلك القدرة التي أنشأت كل شيء و خلقت، أسست و اختارت و طبقت بمطلق الإرادة و مطلق القدرة
وجود الله لا يحتاج لأي إثبات،محاولة إيجاد الدليل العقلي لإثبات أمر في جلال هذا الأمر هو محاولة سخيفة بطريقة ما ________________________________________ من أعمق مخبأ من مخابئ صدره خرج النداء، خرج من يقين لا يتفتت و لا يتناقص، خرج متصاعدا متناغما مع تضاؤل نفسه، متضخما بتوازٍ كامل مع اضمحلال شخصه. تحركت شفتاه مع كل ذرح من ذرات يقينه و تصميمه، تحركت طالبةالغوث مع انعدام الحيلة، مع يقين الضعف و التلاشي، صار الله هو كل شيء، و صار واصل صفرا في نظر نفسه، فنطق بهدوء يشبه الصراخ المدوي و بتوازن يشبه البكاء و برقي يشبه النحيب : يا الله ...يا الله ________________________________________ *في جانب المحن توجد المنح.
*كن لما لا ترجو أكثر رجاء منك لما ترجو , فإن كليم موسى ذهب ليقبس نارا فعاد بالرسالة
*لا تغرنك قلة السالكين في درب الهدى ول تخش من وحشة الطريق.
*ابحث عن أصل اليقين.. كي تصبح واصلا.. حقيقيا..قبل كل الواصلين
أدخلني هذا الكتاب في علم قد لا أكون قد خرجت منه حتى يومي هذا رغم أني قرأته منذ أكثر من 3 اعوام... ولعل ما يدهشني أكثر كوني أنا شخصياً تغيرت في نظرتي للحياة دون أن يقلل هذا من شأن الكتاب لدي. الكاتب يجرك دون بطء أو تسرع إلى حيرةٍ وتجذبٍ بين أطرافٍ عدة تدعي معرفة الحقيقة ، وهو حال كل منا... بالمختصر : هذا الكتاب هو عني وعنك وعن كل انسان يبحث عن معنى وجوده
استمتعت وتشرفت جداً بقراءتي هذا الكتاب... وأتطلع إلى أعمالٍ جديدة لهذا الكاتب العظيم
لا يخلو الكتاب (رواية؟؟) من طرافة. لكنه لا يخلو أيضا من سذاجة. سذاجة من طرح سؤالا كبيرا لكن خانته الشجاعة ليذهب أبعد من حدود الأمان في البحث عن الإجابة. لذلك فهو يخلو من كل جرأة. هل نحتاج للبحث عن الله لمن يسألنا عنه؟ وإن كان البطل "واصل" إنسانا عاديا بسيطا لا يغوص في عمق الأشياء ويكتفي بما أهداه إياه قالب الحياة والتر��ية والتعليم، فهل يمكن أن يكون رسما للصورة النمطية لشباب اليوم في سياق اختلطت فيه المفاهيم واضطربت فيه الثوابت؟ هناك طرق عديدة لتجد الله، ليست بالضرورة تلك التي صاغها الكاتب والتي لا تبتعد في شيء عن الطريق التقليدي للوعض والإرشاد، لكتب السلف ومشايخ اليوم. تمنيت مع تقدم الصفحات أن أرى البطل باحثا عبر أسئلة أكثر عمقا تتجاوز تلك المألوفة في علم الكلام، أسئلة تلامس فعلا هواجس عقل من القرن الحادي والعشرين. لم أر وجودا للعقل في هذا الكتاب. فقط هو نقل من الكتب واقتداء بالشيوخ على اختلاف نماذجهم ( أبو الحكم ثم أبو العطاء فتقي الدين). ما الجديد في هذا؟ ما المختلف؟ما الذي أضافه الكاتب إلى القارئ بمثل هذا المنهج الذي لا يفتأ يثبت يوما بعد يوم مدى خطورته على عقول الناس. إذا أردنا الله لا نبحث عنه في شخص وإن كان "عالما". فالعلم كالسلطة إذا استفرد به شخص فسد.. وزاد الكاتب بأن أضاع عليه فرصة توسيع دائرة البحث عن الله بأن أخرج شخصية عبيد (الملحد) باهتة مؤثَّر فيها لا مؤثِّرة رغم تقديمها في صورة الفيلسوف الواثق المعتد. قدّم للقارئ من خلالها الأطروحة المضادة لكنه سرعان ما مرّ بها إلى طريق السؤال عن الله دون أن يقول شيئا عن التجربة التي عاشها ليتحوّل هذا التحوّل. فقط حوار بينه وبين الشيخ لا نعرف عنه شيئا، حيث أقصي البطل واصل عن هذا الحوار رغم أنه حلقة الوصل بين الشيخ وبين عبيد. كيف ضرب الشيخ عقيدة عبيد الملحدة وكيف دفعه إلى تغيير فكرته؟ لا نعلم. هل نكتفي بأن نستنتج أن " الشيخ" انتصر على "الفيلسوف" (خرج عبيد من عند الشيخ غاضبا في حين ظل هذا الأخير هادئا محتفظا بابتسامته)؟ هل المغزى أن الخطاب الديني أقوى من خطاب الإلحاد؟ غاب الحجاج لنعرف. هذا الفراغ الذي ورد في آخر الكتاب يجعله على حافة منزلق خطير. ما هكذا تطرح الأسئلة الكبيرة. وبالنهاية أضاع البطل دنياه في خضم بحثه عن الله (رفته من عمله في شركة "الحياة" دون أي اكتراث منه). أين التوازن في هذا وأي رسالة على القارئ التقاطها؟ وهل سيرضي الله أن نضيع حياتنا (وإن كنا نكره عملنا مثلا أو لا نرتاح في واقعنا) لنبحث عنه في الكتب والحال أنه موجود في كل تفاصيل حياتنا، أقرب إلينا من حبل الوريد، يذكّرنا وجوده بضرورة المواجهة والمثابرة والمقاومة؟ الفصل هنا بين الوعي بالله والوعي بالوجود الإنساني يطرح إشكالا آخر حول مفهوم الإيمان في هذا الكتاب. ولعل الفكرة البارزة التي تنقذه هي فكرة التغيير الذي كان واصل يحتاج إليه فبلغه في خضم تجربته التي وجد نفسه فيها مصادفة، فبدت رؤيته لحياته أكثر وضوحا بعد أن تحرر من قيود "شركة الحياة" (أحببت جدا رمزية هذه الشركة وإسمها)، وقرر البحث عن عمل في مجال تخصصه. العمل جميل بالإجمال (لولا بعض هنات اللغة). ومكمن الجمال فيه كم الصدق الذي ينطوي عليه وصفحات كثيرة تلامس الوجدان. لذلك منحته ثلاث نجوم. أعترف أنها كادت تكون أربعة لولا هذا العقل الناقد الذي لا يهدأ حين أقرأ.. وتبقى أقوى فكرة وردت فيه تلك التي تطرح الفرق بين "العقيدة" و"اليقين". بكثير من الخجل أبدى الكاتب بعض التوجه نحو نقد الأفكار الموروثة بناء على اجتهاد جديد. من هذه الزاوية فتح لي هذا الكتاب مجالا للبحث..
(( شعر بانسداد السبل، كان وحيداً خائفاً منعزلاً في وسط العتمة، لا شيء لديه ليحميه، لا وسائل، لا أسلحة، لا بشر، لا شيء.
شعر بتضاؤل داخلي عجيب، تناقص في قدراته و عقله و معاني حياته.. شاهد نفسه في تلك اللحظة موازياً تماماً للعدم، موازياً للاشيء بأقصى فراغه.
من أعمق مخبأ من مخابئ صدره خرج النداء، خرج من يقين لا يتفتت و لا يتناقص، خرج متصاعداً متناغماً مع تضاؤل نفسه، متضخما بتوازٍ كامل مع اضمحلال شخصه.
تحركت شفتاه مع كل ذرة من ذرات يقينه و تصميمه، تحركت طالبة الغوث مع انعدام الحيلة، مع يقين الضعف و التلاشي، صار الله هو كل شيء، و صار واصل صفراً في نظر نفسه، فنطق بهدوء يشبه الصراخ المدوي و بتوازن يشبه البكاء .. و برقي يشبه النحيب:
تغسل الروح أحيانا بدموعها ,وتجد العزاء في تواصلها مع العالم الحقيقي المختبئ تحت رداء الواقع المكرر تتجدد وتعيد إنتاج نفسها وصياغة تشكلها من جديد كما تبزغ البراعم من رحم الجذع القاسي وتتشكل الأوراق والزهور فوق النهايات المستحيلة للأغصان
النجمة اليتيمة هنا لا تعني بأي شكل أن الكتاب حصل على واحد من خمسة بقدر ما هي عملية -جبرانية خاطر-. توقعت من العنوان و من النصيحة من ذلك الذي نصحني (الله لا يوفقو) أن أكون أمام عمل يزيل أي شك لدي أو على الأقل يجعلني أعيد التساؤل بما كنت قد سلمت به و لكن للأسف و كعادتي كمواطن عربي يتلقى الخوازيق من حيث يدري أو لا يدري فقد تلقيت الخازوق و بروح رياضية :-) . اللغة ركيكة و سماجة الأسلوب تجعلك تظن أن العجوز عبدالله مثلاً كان يمارس الجنس مع الأطفال قبل أن يدخل المستشفى! ناهيك عن أسلوب السرد و الحشو الذي حتى لا يصلح أن يصاغ على وزنه مقدمة نشرة الأخبار في قناة سما. بالعودة إلى النصيحة المذكورة أعلاه فلأقرب لذهن القارئ ما الذي حصل و تداعيات ما حصل تخيل معي صديقي : أنت تعاني من حالة اكتئاب و ضجر كبيرين يأتي إليك أحدهم و يقول لك بكل بلاهة لدي الحل افتح قناة الجديد عند الفجر و تابع مريم نور ! للأسف تستيقظ و تتابع الحلقة مكرهاً علّك تصطدم بما هو مفيد ولكن عبث لقد أكلت الخازوق. --------------- تُحسب للكاتب أنه أرسل لي نسخة إلكترونية لكي اقرأها مشكوراً
زلة لسان أوقعت اسم هذه الرواية في أذني من قبل أحد أصدقائي، عله لم يعلم مرضي المصابة به بقراءة أي مؤلف أسمع عنه إن توفر لي. بقيت أنازع حتى الصفحة "170" .. لكن صبري على عكس ما اعتده قد خانني هذه المرة و رفض الانصياع لي لإكمالها .. أحداث طويلة جدا و مملة لدرجة لا توصف ! تفاصيل كثيرة بلا فائدة سوى ملئ بياض الصفحات بكلمات لا جدوى منها !
كن لما لا ترجو أكثر رجاءً منك لما ترجو فإن كليم الله موسى ذهب ليقتبس ناراً فعاد بالرسالة . الجعفر الصادق . تتمحور الرواية عن واصل , شخص عادي كأكثر العامة التي لديها الدين أمرٌ متوراث لا تسأل عنه ولا تبحث فيه , يجد نفسه نتيجة لوعد قطعه في طريق يبحث فيه عن الله , لينتقل الأمر من وعد قطعه إلى أمرٍ يخصّه ويريد أن يبحث عنه لنفسه . احترت في تقييمي للرواية , خسرت نجمتين ليست لأنها سيئة بل لأني توقعت منها أكثر من ذلك , فكرة الرواية رائعة لكن الكاتب لم يتعمق في الفكرة أو أظن أنها لم تعالج إلا معالجة سطحيةً جداً , التوصيفات والشخصيات والأحداث المكملة رغم براعة الكاتب في توصيفها إلا أنها طغت على إشباع نهم القارئ العقلي والوجداني بجوهر الرواية , مقطعين أو ثلاثة أثرا في نفسي رغم ظني أن مثل هذه الروايات يجب أن تؤثر كلياً في نفس القارئ . لم يعطِ الكاتب الرواية بُعداً إسلامياً كبيراً , لا نجد ذكراً بأن واصل يصلي أم لا , الاستشهاد بآيات الله كان في مناسبتين فقط , والأفكار التي استقاها من أبي العطاء وتقي الدين لم يتكلم عنها . لغة الكاتب جميلة وتسلسل الأفكار جيد .. لكنني أردت محتوىً أقوى ..أوافق الاقتباس في بداية الرواية " كل نور لا يزيل ظلمة لا يعوّل عليه" الرواية لم تكن ذلك النور , كانت مجرد دعوةٍ بسيطةٍ للاستيقاظ والبحث. ختاماً .. عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا"
أكادُ من فرطِ الجمالِ أذوبُ ! لا ادري حين قرأت اسم الرواية تصورتها عن قوافل للشهداء مثلا خاصة أن كاتبها سوري ولم أتخيل أنها بهذه الفكرة الجديدة ذات الرونق والجمال المفرط.. لقد كان زحفا للسماء بطريقة أخري ؛ البحث والسعي الحثيث نحو معرفة الله وصفاته ليس عن شك في وجوده وإنما لأجل معرفة حقيقية به لا تنشأ من اعتياد ووراثة بل عن فهم ويقين ! صحيح أنها أرهقتني كثيرا في قراءتها إلا أنهاأحدثت فيّ الكثير جدا ودفعتني في اتجاه كثيرا ما أجلته وانشغلتُ عنه. نعم أنا لدي الكثير من الأسئلة ويجب أن أبحث كثيرا لأجد لها إجابات .. أغبط واصل لانه تلقي بعضها شفهيا من علماء وانا ربما لن أستطيع الغوص سوي في الكتب! اللهم يا واصل المنقطعين صلنا إليك عن يقين ورضا ..
رواية تهذب الروح وترتقي بها تطرح العديد من الأسئلة في العقل والروح والإيمان منذ فترة لم أقرأ رواية أضافت لي الكثير لكن هذه فعلت رفع الكاتب في الرواية من شأن الأمنية التي في أغلب الأوقات وعند أغلب الناس تكون دنيوية سخيفة فهو بهذه الطريقة رفع سقف امانينا ورقاها بشكل أو بآخر تجعلك الرواية تطرح العديد من الأسئلة فتجيب عن بعضها ولا تجيب عن أخرى استفزني الموضوع في البداية ولكن سرعان ما اكتشفت وكأن الكاتب يريد قاصدا ذلك ليبدأ كل منا رحلتة الخاصة في البحث عن الجواب وهو برأيي بحث عن اليقين ....... شكرا صديقتيjuman عرفتني على الرواية
عادة ما أنفر من قراءة الروايات لكن شئء ما جذبني منذ أن اقترحت عليّ صديقتي هذه الرواية , اسمها ربما . أشياء أحيتها هذه الرواية في داخلي ولو أنّها لم تجب عنها إنما تركت البحث لنا . ((كم من الصعب أن يتناسى المرء حظّ نفسه ومكاسب��ا مهما كانت , صغيرة أم كبيرة,مادية أم معنوية , حقيقة أم أنها مجرّد وهم تتمسك به النفس وتدافع داخليّا عنه وتسيطر به حتى على الروح .... المحبوسة بين قضبان المكاسب ((الأرضية
لمست الرواية شيئاً ما في داخلي كَـ واصل مما جعلني استمر بشغف في إكمال القراءة، أبدع الكاتب في انتقاء المفردات وسرد القصة حيث افتحت القصة ببداية جميلة عندما قال العجوز لواصل : " إدراك العجز عن الإدراك هو إدراك" . " ابحث عن أصل اليقين .. كي تكون واصلا ً حقيقيا ً ... قبل كل الواصلين".
اجاد في الوصف عندما بدأ واصل باللجوء إلى الله عزَّ وجل في ذلك الطريق الموحش حينما قال : " خرجت بحثاً عن الله، لم تكن تسعى وراء حظوظ نفسك بل اخترت الوحشة والدرب الضيقة المظلمة سعياً وراء إحساسك المبهم، فوجدت الله في إخلاصك وتلمسك الصحيح بفطرتك ".
كما زاد إعجابي الحوار الذي دار بين الدكتور أمين والشيخ أحمد حول العقيدة واليقين : " العقيدة هي الاعتقاد الذي رافقه تقبل لفهم ما، لمجرد الرغبة في تقبله أو عدم تقبله دون برهان، أما اليقين فهو القناعة والقبول الكامل الذي يترافق مع البراهين المحسوسة والأدلة كي ينتج الإنسان المؤمن القادر على التعايش مع إيمانه من خلال يقينه الذي يصلح لكل زمان ومكان".
ببساطة إنّه الإيمان الحقيقي الواجب البحث عنه، لا الإيمان عبر الوراثة، ولا التصوّف والخرافات. ابدع الكاتب الحموي في روايته حيث روى شيئاً مغايراً عن باقي الروايات.
كان توصيف الكاتب للتجربة الروحية التي مرَّ بها شامل رائعاً و منذ لحظة ذكر "الخلوة " التي يغط بها الشيخ تقي الدين عرفت أنه هو نفسه العجوز و أحسست أنها الصدف الهندية نفسها التي تتكرر في شتّى الروايات و القصص و المسلسلات العربية و نغصت علي ما تبقى من القصة . في الحقيقة أيضاً الحوار الذي دار بين عبيد و العجوز كان ليعطي القصة بعداً أخر و يضرب على وتر يهم الكثيرين و لكنه جعله مستتراً. في الحقيقة كنت أبحث عن شيء و تمنيت أن أجده هنا و لكن يبدو أن واصل قد وجده في بحثه و قراءاته و الكاتب اكتفى بإعطاء القارئ النتيجة لقراءة البطل شيئاً غير له تفكيره و أحدث انقلاباً روحياً لديه دون أن يذكر لنا ما هو .
تتحدث الرواية عن شاب وضع بغير إرادة منه للبحث عن طريق الوصول إلى الله , و ما أفضت إليه الأحداث تجمل أن طريق الوصول هذه ليست وحيدة و لا تتحصل باتباع العلماء و أقتفاء أثارهم و تقليدهم و إنما بأن نتخذ من نتائج بحثهم و تجربتهم معالم لهذا الطريق و مادة يخضعها الإنسان لعقله و لفطرته و نقاء سريرته , أما دليل الوصول يستشعره بسكينته و طمأنينته لما وصل إليه . وجدت الكاتب فيها يبتعد عن التعقيد و يجعل من الروح دليلا على خالقها و صلتها به يستشعرها الإنسان قربا و بعدا و لا حاجة به إلى دليل أو إلى من يخبره عن ماهية تلك الصلة الروحانية , كل ما يحتاجه الإنسان تربة خصبه يضع فيها بذور فطرته لتحلق به وصولاً إلى السماء .
دهشٌ فعلاً ... قبل دقائق فقط حضرتُ لأكتب عن ملل الذي صاحبني بين صفحات الرواية ، فلا هي روايةٌ تستحضر كل عناصر الرواية ولا هي بحثٌ فكري يعطيه الكاتب الفكر حقه فيها . ربما كانت روايةً حقاً لو لم ينسج الكاتب الفكرة بكل هذا الوضوح مع العمل على الخيال والتشويق والسرد المتقن . وربما كانت عملاً فكرياً حقاً لو عمل الكاتب على توضيح الفكرة وتفنيدها بالحجج والأدلة .
ولكن.. الفصلين الأخيرين غفرا للرواية والكاتب كل ماسبق ، السرد المشوق ووتيرة الأحداث المتسارعة والجملة الوحيدة التي تصلح كاقتباس من بين كل جمل الراوية ((كن لما لا ترجو أكثر رجاء منك لما ترجو فإن كليم الله ذهب ليقتبس ناراً فعاد بالرسالة)).
عندما تحاط بالشكوك، تحاط بالأفكار المشوشة، عندما ترى أن كثير من الناس قد امتهن الطريق إلى الله لا من أجل الله، بل من أجل مكاسب دنيوية مختلفة، ومنهم من يمتهنا جهلاً، تأتي هذه الرواية لتقول لك.. أن الله ليس بحاجة لحجّاب في طريقك إليه رواية ساحرة حقيقة، يجمع فيها الكاتب جزالة اللغة مع إتقان الفكرة، ويعطيك طريقاً واضحاً لكي تعرف طريقك بنفسك ، هذه الرواية تحفز التفكير بكثير من المجالات التي يجمع مجتمعنا بمعظمه على أنها "تابوهات" لا تمس..
الرواية هي رياح تغير لواقع الرواية العربية المحدودة بقوالب الحب والجنس والسياسة . رواية قادمة من زمن قريب وبعيد معا لتشكل خطا جديدا في تاريخ الرواية العربية , هذا الخط عاجلا ام اجلا سوف يغير التركيبة الادبية الحالية . ليسجل الادب العربي خط جديدا بين هموم الواقع العربي المعاصر والمنتمي للمجتمع وما بين اللغة الشعرية الممزوجة بالعواطف. الزحف نخو السماء هي تحفة ادبية ...بطرحهاالجديد ولغتها البسيطة والسهلة ..
بلغة بسيطة وقصة عادية تخلو من الدراما المصطنعة استطاع الكاتب ببراعة أن يبقينا في دائرة الشخصية الرئيسية "واصل" دون الشعور بالملل او استعجال الأحداث. كلنا في الغالب مررنا بتجربة واصل عند نقطة معينة في حياتنا كلنا ارقنا السؤال عن الله وكيف الوصول اليه ومن نحن وماذا كيف نصل . وكل اختار دربه للوصول او كما فعل عبيد أختار أن لا يبحث أساسا وأنكر الوجود الإلهي . كيف أختار الدرب وكيف أعرف انه الدرب الصحيح تساؤلات كثيرة يمر بها واصل ليصل الى الحقيقة الكبرى في حياته.
نوع جديد من الادب لم يسبق لي ان مررت به .. الكتاب منذ اول صفحة الى نهايتها كان يخاطب الروح والقلب .. كل سطر مر به كنت اتخيله وكأنه واقع. على الرغم من وجود بعض التحفظات لدي عند بعض النقاط .. ورغم انني كنت اتوق للوصول لمعنى لم المسه في نهاية الكتاب .. إلا ان هذه الرواية من أرقى ما قرأت.
روايه تخاطب الروح باسلوب الرقة و السكينه و الرأفه من خلال حكاية الشاب واصل الذي وضعته الصدفه او لعله قدر الله له ان تتقاطع حياته مع حياة العجوز تقي الدين ليعلمه كيف تستطيع روح الانسان المؤمن ان تزحف نحو السماء لتري الله جل جلاله رؤيه قلبيه دنيويه .
رواية أكثر من خلابة ورائعة .. طريقة التعبير وطريقة الكتابة .. كل مافي الكتاب أذهلني بصراحة .. ، كتاب يستحق وبجدارة أن ينال المركز الأول في الكتب العربية (Y)
دعوني أتنفس .. إحترت في تقييم هذه الرواية، برهة أقول نجمة واحدة لا أقل، وحينا أخرى خمس نجوم لا أقل.. ولكن يبقى الأثر الجميل الذي تركته الكلمات .. وذلك الأثر أبكاني وقادني إلى مايجب أن يكون ..
تُغسل الروح أحياناً بدموعها، وتجد العزاء في تواصلها مع العالم الحقيقي المختبئ تحت رداء الواقع المكرر. تتجدد وتعيد إنتاج نفسها وصياغة تشكلها من جديد كما تبزغ البراعم من رحم الجذع القاسي وتتشكل الأوراق والزهور فوق النهايات المستحيلة للأغصان ..
لن تشعر بالكلمات إن لم تختبرها، لن تشعر بعمقها إن لم يصرخ داخلك .. ودموعك تدفع بها عينيك لتتخلص من أعباء أثقلت كاهلك .. كم هذه الدنيا ضيقة عندما تكون بلا صلة بخالق الكون، كم كل شيء متشابه مكرر وبلا معنى .. كم كل شيء مادي إذا لم يتناول بتوازن كان عائقا فذا أمام الروح أن تعلو وتسمو.. وكم الفهم الخاطئ، والإنغلاق الذاتي، والغرور .. يأخذ إلى طريق غير طريق الله سبحانه وتعالى ..
تلك الرؤية التي تبدأ ناصعة عند الولادة، ثم تأخذ سحابات الإتجاهات والأعراف والمجتمعات والبيئة المحيطة بالتراكم في سمائها الصافية، حتى تصبح سماء ضبابية عكرة، ويمسي ذلك الضباب شيئا فشيئاً جزءاً من الحياة، بل يجعلنا أحيانا لا نستطيع إستساغة أية حقيقة، مهما كانت بساطتها وبداهتها بعد أن أعتدنا على وجوده وأبتعدنا عن بذل أي مجهود صغيراً كان أم كبيراً لإجلائه ..
هناك بداخل القلب، في الأعماق، غرست فينا تلك الرؤية .. واضحة، جليّة .. لنا ربّ، لنا يوم آخر.. ولكن إعتدنا وجعل المجتمع بأفراده كل الأفكار الدينية العميقة والتي هي صلاح كل شيء، أفكار سطحية.. فقلما تجد إصلاحاً، أو مشروعا يرتكز على ذلك الأساس.. أن لنا ربّ .. ستجد دوماً أننا نريد أن نهلك المنافسين، نحقق أكثر فوز ممكن .. الأثر ياقوم ..
لكننا نعود لنقول من جديد إن الإنقلابات الروحية لا تتطلب زمناً طويلاً بل ربما هي لا تتطلب زمناً على الإطلاق.. التطورات الروحية هي التي تحتاج زمناً وجهداً وبذلاً لإعتلاء سلم التطور والترقي، أما لحظة الإنقلاب فمن الممكن أن تكون ومضة، شرارة تلتمع في أفق خفي أمام أرواحنا الغارقة في الغموض، شرارة كفيلة بقلب المفاهيم وتحضير الروح للإرتقاء الواضح وتجهيز العقل للتقبل والتطور
رغم بساطة العبارات، ألا إنها جاءت مباشرة تلامس الوضع الذي أمر به .. فجأة أصطدم بحقيقة تؤلمني، أفشل مرّة أخرى.. أبكي أنزوي، أنزعج .. لا أملك تحكماً بالدموع .. لحظة إنقلاب .. ارواحنا الغارقة في الغموض ..
الموت يجاور الإنسان بشكل كبير، بل هو ملاصق له، و مازال البشر حتى الآن يفاجؤون إن أقترب الموت منهم.. القبور محاذية للبيوت، شركات الموت محاذية لشركات الحياة، بل ومتداخلة معها.. تأمل القبور والبيوت لترى الموت بيننا، قريب منا، يجاورنا ويناجينا، ينذرنا ويلوح لنا، يرسل لنا إيماءات خفية وظاهرة، يخبرنا بأننا سنذهب، سنرحل طوعا أو كرها، لكننا نسدّ أذاننا، نرفض التصديق، أو ندعي الشجاعة، أونعلن عدم خوفنا، نلهي أنفسنا بأي عرض ظاهر، نشتري البيوت، نقتني الأثاث، نتملك الأشياء، ثم نرحل إلى شركات الموتونترك كل تلك الأشياء..كل ذلك المتاع. فجأة نكتشف أن الأشياء أكثر ثباتاً من الإنسان نفسه..فجأة نشعر أن الأشياء هي التي تبدلنا ولسنا نحن من نبد الأشياء، وما أرتديه الآن سيبدلني بعد أمد قريب، وكأنه هو الذي يرتديني، وسيذه لشخص آخر كي يرتديه، وأنا سأخرج عارياًستودعني كل الأشياء، وستبدلني وسأرحل عارياً من كل شيء إلا من نفسي وماصنعت ..