"يتناول هذا الكتاب مسألة بداية الخلق في القران الكريم حيث أشارت الآيات القرآنية إلى كثير من الأحداث التي مر بها خلق الكون ابتداء من الدخان إلى أن أصبح على الصورة التي هو عليها الآن وقد جاءت هذه الإشارات متوافقة تماما مع الحقائق العلمية التي توصل إليها العلماء في هذا العصر. ولقد حددت الكتب السماوية السابقة مدة خلق السماوات والأرض بستة أيام إلا أن القران الكريم قد زاد عليها وبين تفصيلات هذه الأيام فأكد على أن الأرض الأولية وكذلك السماوات قد تم خلقها في يومين اثنين فقط أما الأيام الأربعة الباقية فقد تم خلالها تهيئة الأرض لتكون صالحة لظهور الحياة عليها. ولمن يمعن النظر في الآيات القرانية يتبين له أن أيام الخلق الستة تمثل المدة الزمنية منذ الإنفجار الكوني العظيم إلى أن يعيد الله هذا الكون من حيث بدأ أي أنها ليست أيام قد مرت و أنقضت بل هي أيام لازلنا نعيش في ثناياها. ويبين هذا الكتاب أيضا أن عملية تحول تراب الأرض الى مختلف أشكال الحياة لم يتم بالطريقة البسيطة التي يتخيلها بعض الناس بل مرت بمراحل تطور معقدة امتدت على مدى الف الملايين من السنين. ولقد أشار القران الكريم الى بعض هذه المراحلة كمرحلة الطين والحمأ المسنون والصلصال وسلالة الطين والتي جاءت متطابقة تمام التطابق مع المراحل التي حددها العلماء لعملية تطور الحياة على الأرض ......"