هذا الكتاب يتناول الإسلام كمشروع سياسي طبقي، أفضى إلى تأسيس إمبراطورية، فهو يتناول مستويات التكوين الواقعي التي أسسها بصفته هذه وليس بأي صفة أخرى.
وبالتالي، فهو يحاول أن يدرس ماذا مثّل في التاريخ العالمي كبنية إقتصادية إجتماعية سياسية، وعلى الصعيد الوعي؛ وقد تناول أربع مستويات: الأول، يتعلق بالرؤية العامة التي حكمته، والطابع "القومي" الذي كمن فيه، والثاني، يدرس التكوين الإقتصادي الإجتماعي كما طُرح في القرآن، إنطلاقاً من أن الأفكار حول ذلك كانت تمثّل رؤية طبقية، وتحدِّد نمط إنتاج، والثالث، يتعلق بطبيعة الدولة وشكل الحكم، والرابع، يتناول مسألة الوعي، وبالتالي الفلسفة والدين.
هذه المستويات هي التعبير عن بنية شكّلها الإسلام، مثّلت إستمرارية للبنى الإمبراطورية السابقة لها، لكنها طوّرت في التكوين الإقتصادي الإجتماعي و"العقيدي"، وربما تقول بأنها وصلت بالعصر الزراعي إلى أوجه، بما في ذلك تطور الحِرَف والعلم.
وطورت في الجانب "العقيدي"، أي في الدين ذاته، وهي العناصر التي كانت في أساس التطور في أوروبا، ودراستها كبنية مسألة حاسمة في تحديد طبيعتها بدقة، كما في تحديد موقعها في الصيرورة التاريخية.
كما يناقش الكتاب إمكانية "تقبّل الإسلام للعلمنة" وكيف أن تطور القوى الإجتماعية الحديثة سيفرض العلمنة، لأنها جزء من مشروع الحداثة، وكيف أن الإسلام يمكن أن يتكيف مع هذا التطور كما تكيفت الكاثوليكية مع العلمنة في أوروبا.
من مواليد مدينة بيرزيت في فلسطين سنة 1955 . بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بغداد سنة 1979 . عمل في المقاومة الفلسطينية ثم في اليسار العربي ، و لازال ينشط من أجل العمل الماركسي العربي. سجن ثمانية سنوات في السجون السورية. كتب في العديد من الصحف و المجلات العربية مثل الطريق اللبنانية و النهج و دراسات عربية و الوحدة. اصدر عددا من الكتب منها: 1. نقد الحزب ط2 دار دمشق/ دمشق 1987. 2. الثورة ومشكلات التنظيم ( صدر بإسم سعيد المغربي ) منشورات الوعي 1986. 3. نقد التجربة التنظيمية الراهنة ( صدر بإسم سعيد المغربي ) منشورات الوعي 1988. 4. حول الأيديولوجيا والتنظيم دار دمشق/ دمشق 1987. 5. التراث والمستقبل دار الصعود/ بيروت 1988. 6. العرب ومسألة الأمة دار الفارابي/ بيروت 1989. 7. نقد الماركسية الرائجة منشورات الوعي الجديد 1990. 8. إشكالية الحركة القومية العربية -محاولة توضيح- دار كنعان/ دمشق 1991. 9. الإمبريالية ونهب العالم دار التنوير العلمي/ عمان 1992. 10- مقدمة عن ملكية الأرض في الإسلام دار المدى/ دمشق 2001. 11-فوضى الأفكار: الماركسية و إختيارات التطوّر دار الينابيع/ دمشق 2001. 12-المادية والمثالية في الماركسية-مناقشة لفكر ملتبس- دار الينابيع/ دمشق 2001. 13-الاشتراكية أو البربرية دار بولاق/ عمان، دار الكنوز الأدبية/ بيروت 2001. 14-أطروحات من اجل ماركسية مناضلة دار التنوير/ دمشق ، منشورات الوعي الجديد 2002. 15-عصر الإمبراطورية الجديدة دار التكوين/ دمشق 2003 . 16-التطوّر المحتجز: الماركسية و إختيارات التطوّر الإقتصادي الإجتماعي دار الطليعة الجديدة/ دمشق 2003. 17- مشكلات الماركسية في الوطن العربي دار التكوين/ دمشق 2003. 18- العولمة الراهنة: آليات إعادة إنتاج النمط الرأسمالي دار نينوى/ دمشق 2004. 19- الأبعاد المستقبلية: المشروع الصهيوني و المسألة الفلسطينية دار أزمنة/ عمان 2004. 20- من هيغل إلى ماركس: موضوعات حول الجدل (ج1) دار الفارابي/ بيروت 2004. 21- إشكالية الحركة القومية العربية ( ط موسّعة ) دار ورد/ عمان 2005.
يرى المؤلف أن الأفكار والأديان من نتاج التاريخ, فسعى إلى تفسير النصوص الدينية من طريق تحليل الواقع الذي نشأت به. ويعزو التشريعات الاقتصادية والسياسية في القرآن إلى رغبات القبائل العربية التي اتخذت طابعا مقدسا في سبيل التأكيد على أهميتها.
وربط بين المحاولات العربية لإنشاء إمبراطورية متوسعة مع انتهاء\انهيار الحضارة اليمنية والذي تسبب بهجرة وشتات الكثير من القبائل العربية إلى فضاء صحراوي قاسي يعانون فيه ويحملون ذكريات يوتوبيا انتهت. وهذه الفكرة تناغم معها القرآن حين وعد العرب بوراثة الأرض.
من نوعية الكتب التى تستخرج منها أفكار جديدة فى كل مرة يمكن أن تقرأها فيها الاسلام فى سياقه التاريخي ومن العنوان نجد أن تناول المؤلف للتراث الاسلامي هو بعيد عن النظرة الدينية وإنما يتناوله فى جانب تاريخي ( الكاتب يساري فهو متأثر بالنظرية المادية لماركس ) يتناول المؤلف هذه الافكار ١ ـ فيما يتعلق بالبنية الاقتصادية للمجتمع الاسلامي العربي فهو يؤكد أنه قام على النمط الزراعي فى الانتاج وأن الاسلام أقر بالملكية الفردية مما سيفتح المجال فيما بعد لظهور الأرستقراطية والاقطاعيين ٢ـ فيما يتعلق بالخلافة فإنه يقول بأن الخليفة يستمد سلطته من الاله وبالتالى فإن أى خروج عن ما يقرره يعتبر إلحاد وزندقة ولذلك كانت المعارضة توصم بهذه التهم للتخلص منها ٣ ـ فيما يتعلق بعلاقة الفلسفة والدين ( وهو الجزء الابرز والاعقد والأكبر فى كتابه ) فهو مع التحرر من الأفكار القديمة ويؤكد على أهمية رؤية ابن رشد والذي جعل من الفلسفة والدين يتماشيان فى خطين متوازيين ولكن لا يلتقيا إلا فى نقطة النهاية وهو الوصول للحق وفى الاخير يُلحق بالكتاب ملاحظات عن مشاريع وأفكار المؤلف محمد عابد الجابري فى الفلسفة