يتتبع هذا الكتاب السيرة الذاتية التى بثها نجيب محفوظ فى اقواله واحاديثه وتصريحاته على مدى سنوات عمره المديد فى سياق موثق بزمانه ومكانه يراعى تسلسل مراحل حياته من الطفولة الى الكهولة وما حققت به تلك الحياة من كفاح ادبى تشابك مع قضايا المجتمع وهمومه واحداث الوطن بآماله وآلامه وانتصاراته وانتكاساته ولا تسمع فى هذا العمل الوثيقة الا صوت ابن البلد يردد حياتى بدأت بإهمال طويل وانتهت باهتمام كبير ذلك لان من جد وجد ومن زرع حصد او اجتهد وتوكل على الله
الكتاب صدر للمرة الأولى عن الإدارة المركزية للطلائع بالمجلس القومي للشباب، عدد ديسمبر 2005 - يناير 2006، قبل وفاة نجيب محفوظ بعدة أشهر.
نجيب محفوظ لم يكتب سيرته الذاتية، ولكن جاءت سيرته الذاتية في ثلاث كتب، هم:
- نجيب محفوظ يتذكر لـ الأديب الكبير جمال الغيطاني. - صفحات من مذكرات نجيب محفوظ لـ الناقد الأدبي الكبير رجاء النقاش. - أنا نجيب محفوظ للكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز.
"أنا نجيب محفوظ" هو تجميعة للحوارات الصحفية والإذاعية والتليفوزينية، بجانب الكتابين الذين سبقاه لجمال الغيطاني ورجاء النقاش. عاب الكتاب في طبعته، سواء التي صدرت عن "نفرو للنشر والتوزيع"سنة 2006، أو طبعة "مكتبة الأسرة" سنة 2012، الأخطاء الملائية الكثيرة التي لم تخلُ منها صفحة من صفحات الكتاب، للأسف الشديد. تميز الكتاب بأنه يُعتبر بحث شامل عن نجيب محفوظ، وجهد مشكور من كاتبه، اعتمد فيه على مئات المراجع، والتي جاءت فيما يقترب من الخمسين صفحة في نهاية الكتاب.
يظل ويبقى نجيب محفوظ هو عميد الرواية العربية بلا مُنازع.. يظل عملاقا خفاقا في سماء الأدب المصري والعربي..
بعض الاقتباسات من الكتاب، لـ نجيب محفوظ:
- أفرح عندما يتحقق لي أمل، وأحزن من الفراق.
- عشت حياة حافلة أشكر عليها الله الذي متعني بحب الناس، فهو ما يُعينني الآن على العيش على الرغم من سني المتقدمة، كما منحني الله الأصدقاء الذين لولاهم لكانت حياتي الآن خاوية بلا معنى..
- أكبر هزيمة أو خسارة في حياتي هي عجزي عن القراءة، لأن القراءة كانت أكبر متعة في حياتي، ثم لم أعد قادرا عليها الآن.
- حب المرأة هو المدخل إلى حب الحياة وما وراء الحياة.
- قد أغضب ولكن هناك فرق بين الغضب وإظهار الغضب، فأنت عندما تقول لي كلمة تغضب فإنني أغضب، فأنا لدي مشاعر، ومن لا يغضب فهو عديم الإحساس، ولكن إذا كان رد فعلي سيئا فهذه قلة أدب.. من حقي أن أغضب، ولكن ليس من حقي أن أظهر هذا الغضب في سلوك سئ.
- أنا لا أؤمن إلا بالحب الناضج، أي هذه الرغبة الملتهبة في الشخص الآخر، وهذا الحب يقوم على أساسين هامين، هما: الجاذبية الجنسية، والتوافق الروحي.. وبدونهما لا يقوم الحب. فأنت من أجل أن تحب امرأة وتطلق على نفسك أنك تحب، فعليك أن تحب عقلها وجسمها، فإذا فقدت أيهما فتأكد أنك لا تحب، فليس هناك حب خيالي أو أفلاطوني..
- في حياتي حب خاب.. والحياة لا تخلو من حب خائب. ترك الحب الخائب في نفسي إحساسا بالحرمان وتطلعا للمجهول.. وشيئا من التشاؤم.
- الصداقة متعة روحية يعز نظيرها..
- الصداقة الحقيقية هي نوع من التجانس والتقارب الروحي.. الإنسان يشعر بحاجته إلى توثيق علاقاته بالآخرين، والحياة لا يمكن أن تمضي دون هذا التوثيق.. وخذ رأي رجل في الستين من عمره، الصداقة من أكثر السعادات التي يحظى بها الإنسان في حياته.. هي نوع من الحب النقي، بل أكثر نقاء من الحب المألوف وأكثر دواما.
- لقد عشت هذه الحياة بمرها وحلوها، وشكرا لله أنها احتملتني طيلة هذه السنين أيضا بحلوي ومري.
- أنا إنسان عادي وكاتب طموح وعاشق لمصر، التي تربيت فيها ونشأت على ترابها ورضعت من لبنها وشربت من نيلها، وبذلت ما أملك من جهد في سبيل بلدي وفني، وأتمنى من الله أن يجازيني على ذلك.
- من عيوبي أنني انطوائي أكثر من اللازم بالنسبة للمجتمع.
- هذا هو حال الدنيا، تجعلك تستغني عن متعك واحدة فواحدة، حتى لا يتبقى شئ، عندها تعلم أنه قد حان وقت الرحيل.
- إنني أنشد في أعمالي عموما حرية الإنسان مع العدل والعلم، هذه هي العوامل الثلاثة، وهي أقطاب مريحة للغاية..
- للأدب في نظري صفة مباشرة، وهي أنه فن جميل.. وصفة أخرى غير مباشرة، هي محاولة خلق ضمير جديد في نفس القارئ.
- اليوم تمضي الحياة بنا، بحلوها ومرها، فالحياة أزهار وأشواك.
- أنا أنظر إلى المرأة نظرة إعزاز، وأرى أن الحياة بدونها تُصبح ناقصة باهتة لا لون فيها.
- لا يوجد تأليف وخلق فني دون حب من نوع ما.. أجمل أنواع الحب للخلق، حب المرأة.. كلما كان المؤلف في حالة عشق أعطى فنا..
- الكتابة هي الانعكاس للرؤية الكاملة للكاتب في الحياة والناس والكون.
- الحياة هي ملهم الكاتب، تفاعله مع البيئة، الناس، الثقافة السائدة، هو ما يكون رؤيته وشخصيته.
- لا يوجد عمل لي إلا وهو نابع من الواقع وشديد الصلة به.
- أكبر عدو للفن هو التقليد الأعمى.
- الكتابة عن التجربة الحسية الحياتية أصعب من كتابة المقال، لأن التجربة حالة يجب أن تنقلها الكلمات، أما المقالة فهي أفكار مجردة يسهل التعبير عنها.
- أكتب العمل بإيقاع سريع حتى لا تفوتني شاردة ولا واردة.. بهذه الطريقة أكتب الرواية في عشرة أيام مثلا..
- العمل الأدبي يحتاج إلى فترة تخزين يختمر فيها ويصل من خلالها إلى مرحلة الاكتمال، أما أن يتعجل الأديب كتابته، فهو عادة ما يكون مبتسرا غير كامل النمو.
- رجل الأدب والفكر والفن لا ينضب أبدا، مادام متفتحا على نبض عصره، تواقا إلى اقتحام المجهول.
- إذا كانت الشخصيات الثورية في رواياتي تنتهي نهايات مأساوية، فذلك لأن الثوار كانت حياتهم تنتهي بمأساة.
- نعم أتبنى أفكارا معينة أحاول عرضها من خلال الرواية، سياسية، دينية، فلسفية، مع اعتقادي بوجود قيود سياسية، دينية، اجتماعية، أتجاوزها بطريقة أو بأخرى..
- المصريون، حتى ولو كانوا غير مبالين، فإن لهم كرامة وطنية كامنة وغريبة جدا.
- إن الحرب امتحان رهيب.. الحرب تمتحن كل شئ.
-المناقشة توجد دائما في المجتمعات الليبرالية، وفي غير هذا لا توجد مناقشة، وإنما يوجد هجوم وعقاب وتخوين وتصفية.
- من السلبيات في مصر الروح العائلية التي تقتل القانون. إن أصعب رذيلة في عملية الإصلاح هي تلك التي يعتقد المجتمع أنها فضيلة.
- كانت الفترة التي عشتها من يوم 5 يونيو 1967 وحتى 6 أكتوبر 1973 من أسوأ فترات حياتي، لقد كنت أعايش حالة الاكتئاب القومي التي اكتنفتنا جميعا بسبب الشعور بالإهانة والقنوط دون وجود أي طريق للخلاص.
- إذا سُئلت عن أسعد أيام حياتي جميعا لقلت بلا تردد: يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣، والذي حين أقارنه بفرحتي عند الفوز بجائرة نوبل، أجد أن فرحة أكتوبر قد فاقت كل الأفراح.
- تركت حرب أكتوبر في نفسونا أملا وثقة بالنفس وبالحياة، لا يمكن أن تخلقها إلا الأحداث الكبرى.
- أحيانا يجد الإنسان نفسه يتخبط في ظلمات يظن أنه لا مخرج منها أبدا، وفجأة وفي ثانية يجد الضياء يحيط به من كل جانب.
- أنا أحب المناقشة بحرية تامة، وعلى أساس من المنطق، ودائما في بالي أن أدعو إلى الوطنية المصرية على اعتبار أنها العاطفة الأولى، والحب الأول عندي، وحتى لو لم يوافقوني على ذلك أو اتهموني بالرجعية.
- الكراهية تلوث النفس، والدخول في عداوات عقيمة يضيع الوقت، والوقت أغلى من أن أضيعه في الخناق.
- أنا نظري دائما على الواقع في كل أعمالي، مهما تكن الرواية تتحدث عن التاريخ أو تستلهم التراث، فالحاضر هو الذي يحركني حتى وأنا أكتب عن الماضي.
- أنا لست عبثيا، هل تعرف ماذا يعني العبث؟ إنه يعني باختصار أن الحياة لا معنى لها، والحياة بالنسبة لي لها معنى وهدف.. إن تجربتي الأدبية كلها مقاومة للعبث، ولكن الإنسان في هذه الأحوال يطمئن ساعة، ويقلق ساعة أخرى، ويظن أنه وصل، ثم يعود ثانية ليسأل، ولكنها شئ مفتوح وفوق الوصول السهل.
- إذا كان العلم يحقق للإنسان التحرر والتقدم، فإنني أرى أيضا أن الدين حق والتمسك بصحيح مبادئه أهداف نبيله، ويوفر له طمأنينة نفسية لا حدود لها، كما لا أجد تناقضا بين الدين والعلم، فهما معا يحققان للإنسانية حضارتها وتقدمها. فالعلم والدين صنوان لا يختلفان ولا يفترقان عن بعضهما، بل هما يكملان بعضهما، فالعلم قائم على الدين، والدين قائم على العلم، وإلا فكيف يكون حال الدين عند جاهل؟
- الدين حقيقة في ذاته، ولكن فهمها يرجع للمستوى الحضاري لمن يفسرها، فيصح أن يكون هذا الفهم والتفسير مستنيرا، ولا تعويق فيه للدولة، بل دفعا لها للأمام، لكن للأسف عندما يقع الدين في يد بشر متأخرين، فهم بالضرورة سيعطونه تفسيرات معوقة.
- إن تحقيق الأحلام بالنسبة للكاتب يُزهده في الكتابة.
- أعتقد أنه حين يشعر الإنسان بالنقص أو الحزن فإنه يُبدع أكثر.
- إنني في الحقيقة أحب أن تكون هناك مسافة بيني وبين الحزب، حتى أظل - ككاتب - مستقلا.
- حين أسقطت هدى شعراوي الحجاب في بداية العشرينيات، هي لم تكن تسقط رمزا إسلاميا، وإنما كانت تسقط رمزا للتبعية السياسية لتؤكد الاستقلالية المصرية.
- بلغت أرذل العمر واهتمامي بالحياة اليومية والسياسة لا يضعف بتقدم العمر.
- يكفي أن أقول أن حبي لـ سعد زغلول علمني القراءة مبكرا، ولا تعجب من هذا القول، فقد كنت أبحث في جريدة الأهرام عن صفحة "البرلمان"، وفيها كانت تدور عيناي للبحث عن تعليقات وردود سعد زغلول، حتى تقع عيناي عليها فأتوقف عندها، بعد ذلك رأيت نفسي مجبرا على أن أتابع بقية المناقشات حتى أعرف ماذا كان تعليق سعد زغلول، وماذا كانت ردوده.. ولعل هذه التجربة الصغيرة كانت بداية رحلتي مع القراءة السياسية، وكنت وقتها في السنة الأولى الثانوية.
- ثلاث مرات بكيت فيها بحرقة، يوم مات سعد زغلول.. الوحيد الذي تمنيت أن أراه ولم أستطع هو سعد زغلول، وفي أول مظاهرة اشتكرت فيها وكان عمري 15 سنة لم أتمكن من رؤيته من الكتل البشرية المحيطة به. الشخص الوحيد الذي حلمت به أكثر من مرة هو سعد زغلول، فمن الجائز لأنه لم يصادفني الحظ ورأيته رؤية العين، أحلم بأنه استيقظ من رقدته الأخيرة وخرج من أكفانه، الغريب أنني أصحو من الحلم وأنا منهك شاعر بالإرهاق! يا سعد كم هتفت باسمك بصوتي المسرسع وأنا صبي، ويا مصطفى النحاس كم هتفت باسمك بصوتي الجهير وأنا شاب. واليوم في شيخوختي مازلت ذكراكما تمدني بالنور إذا احتاج النهار إلى دليل. وبكيت يوم مات أبي.. ويوم عرفت ان المنفلوطي رجل ميت منذ زمن بعيد، وكنت ألتهم كل كتاباته وقررت ان أتعرف اليه!. آه بالحق افتكرت! بكيت مرة رابعة سنة 1932 يوم أقامت السيدة روزاليوسف حفلة تمثيلية خيرية، وتبرعت بإيرادها لقرية احترقت عن آخرها، وكانت قد اعتزلت التمثيل واشتغلت بالصحافة وصارت لها فيها مكانة مرموقة، فلما تألمت من اجل القرويين الذين شردتهم النيران، واشتركت فعلا في التمثيل بالفيلم بالدور الأول في مسرحية"غادة الكاميليا"، أجادت أيما إجادة، بل أبدعت حتى سالت دموعي تجاوبا وانفعالا بروعة التمثيل!
- توفي والدي وأنا في الخامسة والعشرين، وقد سبب لي ذلك صدمة قوية جدا، لأنه رغم أن علاقتي بوالدتي كانت أشد وأقوى من علاقتي بوالدي، فإن رحيل الوالد كان أول تجربة لي مع الموت في محيط الأسرة القريبة مني، ولو كانت المتوفاة هي الوالدة لكانت صدمتي أشد بكثير، لذلك فرغم حبي الشديد لوالدتي الذي لم يكن يدانيه أي حب آخر، فإن حزني على والدي كان أشد�� لأنه كان في سنوات التكوين.
- الإنسان طوال فترة حياة أمه يعتمد عليها في أشياء كثيرة، قد لا تكون بالضرورة أشياء مادية ولكن هو يعتمد عليها عاطفيا، لكن برحيلها يفقد سندا عظيما في الحياة، ويدرك أنه قد أصبح الآن وحيدا في هذا العالم، قد يكون له أصدقاء، وقد يكون له أبناء وأحفاد، ولكن يعلم أن مكان الأم قد أصبح شاغرا إلى الأبد. رحيل والدتي أثر في كثيرا، رغم أنني كنت قد تخطيت الخمسين.
- أستطيع أن أقول أن قناعتي بالفن والأدب هي المعارف التي لم تتزعزع طوال سنوات حياتي باعتبارها نشاطا إنسانيا ساميا نبيلا، لا غنى عنه من أجل سلامة الإنسان.
- لقد كان للموسيقى في نفسي أثر كبير، يكاد يضارع تأثير التراث الأدبي نفسه.
- أحببت الفنون التشكيلية والموسيقى، لدرجة أن شغفي بالموسيقى يكاد يفوق شغفي بالأدب.
- ألتهم كتب العلم في ساعات، أما الروايات فلا أقرأ أكثر من فصل واحد. العلم يشبع في نفسي أشياء كثيرة غير عادية. الكتاب العلمي يُعطيني الحقائق المقطرة. ماذا تعطيك الرواية؟ بصيرة وإبهار.. أليس كذلك؟.. أي بصيرة وإبهار أكثر من رحلة القمر؟! العلم هو أعظم ما وصل إليه الإنسان. في الغد سيتحكم الإنسان في ذكائه وتفاؤله وتشاؤمه. ولذلك فإن أي هجوم على العلم، يُشقيني، خصوصا الكاريكاتير. نهاجم العلم لأنه يتعسنا. من قال هذا؟ نحن القتلة وليس العلم.. إنسان العصر الحجري كان يقتل بالطوبة، الإنسان هو القاتل دائما وليس العلم.
هو كتاب عن نجيب محفوظ ليس ككل كتاب كُتب عنه(على كثرتها)،فرغم كثافة الأعمال التي قُدمت عن النجيب بأيدي تلاميذه ومجاليسه إلا أن هذا الكتاب يتفوق على كثير منهم،فهو كتابه هو،سطرها بكلماته وآراءه،لم يحكي عنه أحد فيه،بل حكى هو،ولقد قدّم الكاتب بحسه الرفيع وذوقه البديع معروفا كبيرا لكل محبي نجيب بتجميعه لهذا الكتاب.
استهلال الكتاب من العظمة بمكان فهي كلمة لعملاق آخر وهو توفيق الحكيم وفيه يشرح لماذا حق لنجيب محفوظ أن تُسمى الرواية العربية باسمه،وكيف اننا لو اعتبرنا الرواية شارع،فإنه كان شارع مقفر ليس به إلا خمس بيوت فقط(عودة الروح للحكيم وزينب لهيكل،والأيام لطه حسين وسارة للعقاد وإبراهيم الكاتب للمازني) وكيف أن هؤلاء شكلوا نواة الرواية العربية كفن وكل كان يحكي حياته من خلال ما كتب،فأتى نجيب محفوظ ليعمر الشارع ويشيد فيه العمارات ووصل الحال بالحكيم(وهو من هو)أن قال : أننا لو جعلنا للرواية عيد فإنه سيكون عيد ميلاد محفوظ الشخصي.
الكتاب مذهل من نواحي عدة،فيه فتح محفوظ قلبه،أو وجدناه مفتوحا،كان صريح وآراءه وتجاربه في الحياة خصبة وثرية،وحديثه عن أسرته كان مذهل ،سواء زوجته أو ابنتيه.
كنت اظن الكتاب من قريحة الكاتب يتناول ما سيكتب عنه من وجهة نظره التي عاشها مع نجيب محفوظ الا ان الكتاب تجميع لكل ما تحدث به محفوظ للصحافة من الخمسينيات وحتي سنوات قليلة ماضية
الكتاب كأن احدهم جمع قصاصات من الجرائد و المجلات لتبدو في هيئة كتاب ضخم
إن المناخ الذي نعيشه لا يسمح بكتابة الجانب الصريح جدًا من الحياة، لأن حياتنا الإجتماعية في الأغلب لا تتحمل الصراحة بل تفضل الأمور المحسنة أو المعدلة أو قل المزوقة حتى تمر ، بينما السيرة الذاتية في صراحتها ،وميزة الكاتب أن يكون صادقًا حين يقدم نفسه للناس كما هو حتى لو كانت هناك أشياء مؤلمة أو قاسية فلابد أن يعترف الكاتب بها بكل صدق ، وهناك مشكلة تتعلق بأدب الاعترافات أنه دائمًا ما يتطلب مراعاة التقاليد والعادات ،بدعوى أنها أمور مطلوبة في العمل الأدبي حتى يكون صالحًا للنشر ،أو حتى كمادة يقرأها الجميع، لكن لو نظرنا إليها نظرة أعمق لوجدنا أن الدخول إلى تلك المناطق الشائكة في حياة الكاتب أمر ضروري ، لأنها على حدتها تنطوي على الكثير من التوجيه والتبصر بالحياة وحقائقها دون أقنعة أو رتوش ، نقطة أخرى ، أن تلك الأشياء الخاصة قد تكون مادة ثرية جدًا للعمل الأدبي ، لكن في حالة السيرة الذاتية فالأمر مختلف لأن الموقف يستدعي أن تسمي الأحداث والشخصيات باسمها، وهذا أمر لو وافق عليه البعض، ربما يرفضه البعض الآخر .
الكتاب يقدم نبذة سريعة عن " نجيب محفوظ " ، من خلال ومضات سريعة ومواقف خاطفة من حياته وسيرته الحافلة بالمواقف والأحداث، والمميز فيه أن يرتكز على ذاكرته المشحونة بآلاف الحكايات التي لا يمل منها القارئ،بل إنه يود بأن يستطرد " نجيب " أكثر ، معظم الكتب والدراسات التي كتبت عن نجيب محفوظ ، كتبت عنه وهي تغلب الجانب الشخصي أكثر ، لكن هنا المتحدث للقارئ مباشرة هو نجيب نفسه ، إذ الكاتب قام بتفريغ كل اللقاءات التليفزيونية والحوارات الصحفية التي أجريت معه ، لكن قام بتقسيمها إلى محطات ، بحيث يجد القارئ الأحداث في تسلسل منطقي .
القارئ لهذا الكاتب بعد أن يفرغ من قراءته سيدرك أن هذا الرجل الذي تحمل اسمه عشرات الروايات والقصص والأفلام، لم يصل إلى تلك الدرجة إلا بمجهود جبار، والأهم من ذلك هو التشجيع الذي كان يقابل به سواء من كبار الكتاب وقتها مثل طه حسين والعقاد الذي تنبأ له بأنه سيحصل عليها وهي في بداية مشواره الأدبي ، أو حتى إيمان القريبين منه بموهبته،فزوجته – التي تزوجها سرًّا دون أن يعلم أحد – كانت دائمًا ما تقول له أن سيحصل عليها .
رفض نجيب محفوظ أن يؤلف سيرة ذاتية، وحين سئل عن ذلك أجاب بأنه لا يرى في حياته شيئاً متميزاً يستحق أن يؤرخ له!
لذلك تبارى الكتاب خلال حياة محفوظ وبعد موته في التنقيب عن تفاصيل سيرته وحياته، والتقصي عنها في مظانِّها من الآثار المتعلقة به قديمها وجديدها، على المستويين الشخصي والأدبي معاً. وصدرت كتب عديدة تؤرخ لحياة محفوظ انطلاقاً من رواياته وكتاباته عموماً، والأحداث البارزة التي وقعت خلال عمره المديد الذي جاوز التسعين ببضع سنوات.
وهذا الكتاب (أنا نجيب محفوظ) يعد أبرز الكتب التي أرَّخت لحياة الأديب الكبير، وأجمعها لتفاصيل سيرته، وأشملها لجوانب تاريخه الشخصي والأدبي.
لقد اعتمد إبراهيم عبد العزيز في تأليفه لهذا الكتاب منهجاً يقوم على تجميع كل ما امتدت إليه يده من تصريحات نجيب محفوظ، في الصحف والمجلات والإذاعات وقنوات التلفزيون، ثم بعد تجميع المادة قام بترتيب مضامينها ترتيباً زمنياً بما يتوافق ومراحل حياة الإنسان (طفولة وشباب وكهولة وشيخوخة)، وهكذا تحصلت له (سيرة ذاتية) مكتملة الأركان على رغم تواضع نجيب محفوظ ورفضه تأليف تلك السيرة بنفسه!
يتوارى مؤلف الكتاب (إبراهيم عبد العزيز) منذ الصفحات الأولى، ويفسح المجال لنجيب محفوظ ليتحدث عن نفسه من خلال تصريحاته، بضمير المتكلم طبعاً. وبهذا بدا الكتاب بالفعل (سيرة ذاتية إجبارية)، تسير على نسق موحد، حتى أن القارئ قد ينسى فيظن أنه أمام نص واحد متكامل، ثم يتذكر فجأة أن ما يقرؤه هو عبارة عن أشلاء مجلات وقصاصات صحف وتفريغات برامج تم تجميعها وإلصاقها معاً، حتى بدت من تجانسها وانسجامها كأنها نص واحد مسترسل.
يروي لنا نجيب محفوظ عبر هذا الكتاب قصة مولده وطفولته، والأسرة التي عاش في كنفها والحي الذي درج في أزقته، وثورة 1919 التي أدركها وهو دون العاشرة. ثم يحدثنا عن بداياته الأدبية وكتاباته الأولى، ونتعرف على الأصول الواقعية لرواياته الاجتماعية، وكيف أنها جميعاً نبتت من بذرة واقعية ما؛ فأبطال (خان الخليلي) و(زقاق المدق) و(السراب) هم أناس حقيقيون من لحم ودم، اقتنص نجيب محفوظ قصصهم الخاصة وأعاد كتابتها معملاً فيها خياله الروائي وأسلوبه الأدبي، فخرجت النتيجة روايات قرأها أبطالها فمنهم من لم يعرف نفسه كبطل (خان الخليلي)، ومنهم من حمل مسدساً وسعى لقتله كبطل (السراب)، ومنهم من خاصمه وازورّ عنه كصاحب القهوة في (زقاق المدق). وأما الثلاثية فصرح الكاتب بأن 99% من شخوصها هم من معارفه وأقاربه.
ثم يأتي الحديث عن (أولاد حارتنا) والجدل العظيم الذي أثارته. ثم عن المرحلة الرمزية الفلسفية وما صاحبها من الأحداث السياسية والتغيرات الجذرية الجسيمة في نظام الحكم والمجتمع المصري. ثم وبكثير من التفصيل حول جائزة نوبل وحيثياتها والجدل المثار حولها. ثم جاءت محاولة الاغتيال وتداعياتها. ثم أقبلت الشيخوخة بوهنها وضعفها وما تنذر به من الأفول القريب لشمس الحياة.
في طيات هذا الكتاب فوائد أدبية عظمى، وأزعم أن كل كاتب وروائي عليه أن يقرأ هذا الكتاب، لما يزخر به من النصائح والتوجيهات والأسرار والدقائق الأدبية المفيدة جداً، والتي قد لا توجد حتى في الكتب المخصصة لتوجيه الكتَّاب وتعليمهم أسس الإبداع الأدبي والروائي.
هنا نجيب محفوظ يحدثك بنفسه، يبوح لك بأسراره الأدبية، ويدلُّك على الطريق الروائي القويم بكافة مستوياته اللغوية والبلاغية والدرامية. في هذا الكتاب أنت تأخذ تعاليمك الروائية من مصدرها الأعلى مباشرة، وما من شك في أن كل كاتب سيجد في تلك التصريحات شيئاً من نفسه، لأنها تصبُّ جميعاً في وصف (حالة الكتابة)، ذلك المشترَك السري الغامض بين الكتاب على اختلاف أعمارهم وبلدانهم ومشاربهم ومستوياتهم.
كما نقترب أيضاً خلال هذا الكتاب من شخصية نجيب محفوظ الحقيقية، بعيداً عن التمويهات الروائية التي يذوب فيها الكاتب وسط شخوصه وأحداث قصصه. بل إننا نجد أنفسنا أمام تصريحات عفوية تلقائية، مكتوبة بأسلوب بسيط وبعضها بالعامية، تشعرك أنك بالفعل في جلسة هادئة في أحد مقاهي خان الخليلي تستمع لنجيب متحدثاً عن نفسه وحياته وأدبه.
لفت انتباهي أيضاً أنه على الرغم من طابع (الحنين إلى الماضي) الملحّ جداً في أعمال محفوظ الأخيرة، إلا أنه أدبياً لا يتصف بأي تصلب في الموقف أو حنين متعصب إلى تيارات أدبية مندثرة. بل لاحظت في طيات كلامه انفتاحاً شديداً وقبولاً عجيباً للجديد لا يكون في العادة إلا عند الشباب! ولعل هذا ما يفسر إقباله الدائم على التجريب في كافة أطوار حياته، حتى أنه كتب في كل لون أدبي كلاسيكي وحداثي معاً بل لعله اخترع أنماطاً أدبية جديدة لم يُسبق إليها من قبل.
ختاماً، يظل كتاب (أنا نجيب محفوظ) من أفضل ما قرأت خلال العام الماضي، وهو جهد مشكور جداً لمؤلفه إبراهيم عبد العز��ز، ولقد أفدت منه إفادة عظمى على كافة المستويات، واستمتعت بكل تفاصيله حتى أني حزنت لانتهائه رغم طوله وتشعبه.
اضاف لى الكتاب معلومات لم اكن اعرفها عن نجيب محفوظ الانسان الكثير منا معجب ب روايات نجب محفوظ لكن كم منا يعرف معلومات عن نجيب محفوظ الانسان طفولته شبابه الكتاب مفيد لمن يريد معلومات عن الانسان نجيب محفوظ
محفوظ استطاع ان يحتفظ بطموحه البكر واصراره ومثابرته حتى النهاية .. وهو مثال عظيم للصدق مع النفس ومع الغير .. كان الكتاب موفق فى القاء الصضوء على حياة الاستاذ ووضع الكثنر مما قالة جنبا الى جنب حتى تكونت الصورة البديعة للروائى الرائد والمصرى المتحضر.. محفوظ فخر لمصر شخصية فبل الادب
لم يرغب نجيب محفوظ في كتابة سيرته الذاتية بقلمه وربما رأي أنها غير مفيدة ولا تهم الناس، أو كما قال في أحد اللقاءات لابد أن تكون السيرة تهم القارئ قبل الكاتب وأغلب من يكتب سيرته إما تكون إرضاء لنفسه، او تكون كتابه علي طريقه المصارحة الفاضحة حتي تحقق الانتشار. . وقدم لنا كل من الكاتب جمال الغيطاني و الكاتب رجاء النقاش كتابين عن حياة نجيب محفوظ حيث قاموا بإجراء أحاديث وحوارات موسعة معه، تتناول بالدقة والتفصيل كل ما يتصل بأدبه وحياته، حتى تتكون من هذه الحوارات صورة لواحدة من أهم الشخصيات الأدبية.
والكتاب الذي بين يدينا مختلف عنهم لأن كاتبه قام بعمل جديد ومختلف حيث قام بالبحث بين الأحاديث والحوارات في المجلات و الصحف واللقاءات والمقالات التي كتبت عن نجيب محفوظ وجمعها وقدمها بحيث لا يشعر القارئ انها مقتطفات مختلفة او تجميع وانما تظهر انها من كتابة نجيب محفوظ نفسه.
. قدم لنا سيرة نجيب محفوظ منذ الطفولة مرورا بكل احداث حياته و عاداته اليومية و اسلوبه في الكتابة و القراءة، الوظيفة الحكومية وتأثيرها علي حياته الأدبية، حياته الزوجيه التي أخفاها عن الجميع واكتشفت صدفه، استقباله لجائزة نوبل و التغير الذي حدث من بعدها، فلسفه نجيب في الحياة ونظرته للموت، رأيه في القضايا والاجتماعية التي تخص مصر، حبه للسينما وعشقه لأم كلثوم فاطلق اسمها علي بنتيه الاولي ام كلثوم والثانية فاطمه علي اسم فيلمها المعروف. حبه للمقاهي و شلة الحرافيش.
مع كل كتاب تقرأه عن نجيب محفوظ تكتشف جديد وخبايا عن تلك الشخصية العظيمة والتي كان لها دور هام وعظيم في الحياة الأدبية في مصر والوطن العربي ووصلت صداها للقارئ الأجنبي بعد ترجمة أعماله وفوزه بجائزة نوبل. وربما لو كان كتب نجيب محفوظ عن نفسه لكنا عرفنا أكثر وأكثر عن شخصه وحياته وأحلامه وكتاباته التي أمتعنا بها.
حياة نجيب محفوظ بحر كبير؛ على الرغم من هدوءه إلا أنه يحوي الكثير والكثير داخله. الكتاب عبارة عن تجميع لكل مقابلات وحوارات محفوظ في الصحف والمجلات واللقاءات التليفزيونية، من الوواضح أن الكاتب بذل مجهودًا في جمع هذه المصادر لكنه لم يبذل جهدًا في كتابة ما جمعه بشكل لائق أو جذاب. كما يعيب على الكتاب كثرة الأخطاء الإملائية والمطبعية لحد الخطأ في عنوان روايات محفوظ نفسها، ولولا محفوظ لتركت الكتاب دون أن أكمله.
إذا كنت محبي نجيب محفوظ أو ترغب في معرفة المزيد عنه وعن فكره وحياه الشخصية والعملية وكموظف، اعتقد أن هذا الكتاب مناسب جدا، الكتاب ليس رائعا لكنه مفيد، الكاتب بذل مجهودا كبيرا في تجميع كل الحوارات التي أجراها محفوظ وكل ما كتب عن نفسه وكتبه الآخرون عنه ثم قسم ذلك لمراحل تشمل الطفولة والشباب وما إلى ذلك، كتاب غني جدا بالمعلومات.
مشكور جدا الكاتب إبراهيم عبد العزيزعلى المجهود اللي بذله عشان يقدر يخرجلنا الكتاب بالشكل ده كنت سعيد جدا وانا بتعرف أكتر على حياة نجيب محفوظ زي ما بكون سعيد وأنا بقرأ أعماله "لو لم أكن كاتبا لأصبحت مغنيا، ولكن من حظ عبدالوهاب أني أصبحت كاتبا" "الكتاب العلمي يعطيني الحقائق المقطرة. ماذا تعطيك الرواية؟ بصيرة وإبهار.. أليس كذلك؟ أي بصيرة وإبهار أكثر من رحلة إلى القمر؟ العلم هو أعظم ما وصل إليه الإنسان" "لا أستطيع أن أقول أنني تأثرت بفلان من الكُتاب، لأن معنى ذلك أنني قرأت له الكثير من الكتب، ليس هناك مؤلف قرأت له أكثر من كتاب أو اثنين، ولذلك تأثرت بهم جميعا" "الأديب لا يؤلف موضوعا وإنما يلاحظه ويختاره ويكتب عنه" "الجديد في نظري هو الأديب نفسه، وكما تختلف كل ورقة شجر في الطبيعة عن الورقة الأخرى، فإن كل فنان لا يشابه الآخر، في كل عمل فني بصمة من التفرد والاستقلال، في طريقة انفعاله وفي طريقة استغلاله للعناصر التي يقتبسها من التاريخ أو الأدب أو الحياة" "التقييم العادل الكامل لأي زعيم لن يتاتى إلا بعد انقضاء عصره الحضاري، عند ذاك تسكن زوابع الأهواء وينحسر غبار الأغراض عن الصورة، فتتضح الرؤية ويقول التاريخ كلمته" "إن المعاصر هو أسوأ مؤرخ فلنترك التاريخ للتاريخ" "يجب أن نوجه عنايتنا للحاضر وللمستقبل وألا نستهلك وقتنا في الماضي" "أنا لا أؤمن إلا بالحب الناضج، أي هذه الرغبة الملتهبة في الشخص الآخر، وهذا الحب يقوم على أساسين هامين هما: الجاذبية الجنسية، والتوافق الروحي.. وبدونهما لا يقوم حب" "خير الأفراح هي من تجاوزت صاحبها إلى الآخرين" "ما مضي فات والمؤمل غيبا، ولك الساعة التي انت فيها" ترشيحات:- زينب - هيكل سجن العمر - توفيق الحكيم نجيب محفوظ يتذكر - جمال الغيطاني أهل الكهف - توفيق الحكيم شجرة البؤس - طه حسين
حسنا ، لا أستطيع تصور الجهد الذى بذله إبراهيم عبد العزيز لإخراج هذا الكتاب كما لا اريد تصور لماذا لا يتم تدريس مقتطفات من هذا الكتاب على طلبة كلية الأداب او حتى المدارس كما لا اريد تصور لماذا لم ينتشر هذا الكتاب ، والذى كان مفيدا ليس فقط على المستوى الأدبى ولكن على المستوى الشخصى حقا ، جائزة نوبل لم تأت من فراغ
اعجبني هذا الكتاب فهو يتصف بالحيادية لانه حديث نجيب محفوظ عن نفسه من خلال وسائل الاعلام المختلفة الكتاب جميل وغني بالمعلومات لكن لعله اطال قليلا في جانب السياسة مما اشعرني بالملل
يأخذنا الصحفي "إبراهيم عبد العزيز " في رحلة شيقة و ممتعة في 363 صفحة يقربنا أكثر من العبقري و المبدع و النجيب الأستاذ نجيب محفوظ -هو اسم علي مسمي - لنتعرف عن طفولته و صباه و شيخوخته ، أن تقرأ السيرة الذاتية لكاتبك المفضل فهو قمة المتعة الأدبية أن تتعرف علي تفاصيل حياته و كيف يقضي يومه و ما هي هواياته و اهتماماته الشخصية و الأد��ية و الطقوس التي يتبعها في الكتابة و فلسفته في الحياه و أنت تقرأ هذه الكتاب أن تجلس في صحبة النجيب ليحكي لك القصص و الحكايات عن طفولته في حي الجمالية و ذكرياته هناك التي أثرت عليه طوال حياته و من ثم انتقاله لحي العباسية و تدرجه في الحياه و رغم كل ما وصل من شهرة و عالمية و ثراء كان لا يزال مشتاقا للحارة و حي الجمالية ، نجيب محفوظ هو سيرة ذاتية لمصر من يريد أن يقرأ عن الحارة المصرية بكل تفاصيلها و عناصرها يقرأ للنجيب كان نجيب محفوظ رافضا أن يكتب سيرة ذاتية بقلمه ، فيوجد القليل من الكتب التي تتحدث عنه و من ضمنه هذا الكتاب ، كتبه الصحفي " إبراهيم عبد العزيز " و جمع مادته من خلال الحوارات التي أجريت مع النجيب في الراديو و التليفيزيون و الحوار الذي أجري معه في مجلة نصف الدنيا و الجرائد و المجلات أنذاك ،فجمع كل هذا في الكتاب كأنه قام بتجميع قطع البازل ليكون بها لوحة فريدة متكاملة تعطي لنا صورة واضحة لحياه أديب نوبل
معلومات من الكتاب : 1-ولد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر 1911 في ميدان بيت القاضي بالجمالية بالحسين و اسمه بالكامل " نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا السبيليجي و نجيب محفوظ هذا اسم مركب و يحكي ان والدته كانت حالتها سئية جدا اثناء حملها للطفل فلم تستطع الداية أن تولدها فطلبوا دكتور مشهور أنذاك ليولدها و كان هذا الطبيب اسمه نجيب محفوظ فسماه والده بهذا الاسم تيمنا باسم الطبيب و بالفعل كان الطفل نجيبا و عبقريا لأبعد الحدود 2- قضي أول تسع سنوات من عمره في الجمالية و شكلت هذا السنوات وجدانه و شخصيته و استلهم رواياته من هذه الفترة التي كان يسجل في ذاكرته الطفولية كل ما كان يراه في الحارة المصرية و بعد ذلك انتقل مع عائلته للعباسية ، و في الشباب كان يدخن السجائر و الشيشة مع أصدقائه الحرافيش علي قهوة الفيشاوي بالحسين 3- كان لديه أخين و أربع بنات و استمد حبه و تقديره للمرأة من والدته و هي المرأة التي جعلته يحترم المرأة و تزوج و أنجب بنتين " أم كلثوم " علي اسم كوكب الشرق- الذي كان مهوسا بها - و "فاطمة " علي اسم الفيلم التي مثلت فيه أم كلثوم 4- كان له هوايات كثيرة لعب كرة القدم في الشارع مع زمايله ، القراءة بنهم ، المشي يوميا في الصباح ، كان عاشقا للسينما و المسرح كما إنه كان مستمعا جيدا للموسيقي و من عشاق أم كلثوم و عبد الوهاب و من قبلهم منيرة المهدية و سلامة حجازي و. سيد درويش و كان يعجب بأغاني عدوية لانها تعبر عن الحارة المصرية 5- نجيب محفوظ كان من أشد مشجعي نادي المختلط - الزمالك حاليا و كان مهوسا بكرة القدم و لكن تركها و تفرغ للأدب 6- كان طفلا عاديا في أسرة عادية ، و استمد أول معارفه من السينما حيث كانت تعرض افلام في الحارة و كان يشتري شرائط الأفلام ، و إمه كانت تأخذه في رحلات للأثار و المتاحف و اهتم أبوه أن يلحقه بالكتاب فحفظ القرأن الكريم و بدأ القراءة و هو في 3 إبتدائي بدأ بقراءة الروايات البوليسية و في الثانوي ابتدي يقرأ لطه حسين و العقاد و المازني و كان توفيق الحكيم معلمه الروحي و الأدبي التحق بكلية الأداب قسم فلسفة و كان مهتما أيضا بالفن التشكيلي و الموسيقي و بعد التخرج ترك الفسفة و تفرغ للرواية فكانت معشوقته
استمتعت كثيرا بهذا الكتاب و بالمعلومات التي لم أكن أعرفها عن نجيب محفوظ و لم أنصف هذا الكتااب بهذا المقال النقدي و حقيقي تمنيت أن لا ينتهي النجيب من الحديث معي من خلال صفحات هذا الكتاب
تقيمي للكتاب اعطي له العلامة الكاملة شكرا للصحفي إبراهيم عبد العزيز الذي بذل مجهودا جبارا لإخراج هذا الكتاب بهذه العظمة