نبذة المؤلف:0 إنّ عظمة الأمم تعتبر بأفكارها التي يبدعها أبناؤها، وعلمها الذي يتسلسل في أجيالها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. وإنّ الكتاب والقلم لأعظم عامل في حفظ الأفكار والعلوم ونقلها من السلف إلى الخلف، ومن أُمة إلى أُخرى عبر العصور والأجيال.0
والأمة الإسلامية صاحبة رصيد كبير من المعاني والقيم والأفكار، لم تستطع أمة أخرى أن توازيها أو تقاربها في هذا الميدان الرحب الذي ضاق عنه غيرها.0
وفي هذا الكتاب ترى من أخبار العلماء والأمراء والأدباء والشعراء وعشقهم للكتاب وما بذلوه من النفيس والغالي من عمرهم ووقتهم وأسبابهم فيه، وتعبهم وما عانوه من المشاق والسفر لأجله، وعزلتهم وأنُسهم بمجالسته ومنادمتهم له عوضاً عن الأهل والزوجة والأولاد والأصحاب، وحزنهم وغمّهم وموتهم بسببه.0
ومادة هذا الكتاب تلقّطتها من أقوالهم بعد التحرير والتقرير، وما لي منه إلا حظّ الرواية إن وقعت موقعها منك، وحلّت محلها عندك، والله الموفق.0
ما حبيته.. وما عجبني.. وما بدي اكتب عنه ريفيو.. وخسرني كقارئة حبّابة ممكن اكتب عنه ريفيو حلو.. وكاد أن يتسبّب بضرب مصداقيتي بالصّميم.. بأن أدعه ولا أكمل قراءته.. والحمد لله انه ليس كتابي.. بل من كتب سلماي ...
الكتب التي تحتوي على قصص وتروي سير السابقين لاتكون مملة وتكون دافعة للامام و تثير فيك غيرة على كيف كان حالهم و كيف هو حالك نصيحة : لا تقرأ هذا الكتاب وراء بعضه ، أقرأه مع كتاب آخر حتى لا تمل ، لان الكتاب عبارة عن فصول متفرقة اقرا كل مرة فصل مثلا وأقرأ معه كتاب اخر
الكتاب بالمجمل جيدٌ، خفيفٌ لمن اعتادوا علي لغة كتبَ التراث ومناسب للمهتمين بالعلم الشرعي، هو مقسم بتوبيبات جيدة، يحوي قصص تُسرد وأخبار تُنقل وروايات تُحفظ وأبيات تُنشد، جمعٌ لحال أهل العلم والفكر والقراءة مع كتبهم ودفاتر علمهم وحال بعضهم عشقٌ مقدم علي غيره من النساء والأولاد والمال مثل الإمام مالك بن أنس قال:" كانت عندي صناديق من كتب ذهبت، لو بقيت لكان أحب إلي من أهلي ومالي". أعجبني قول داووف بن خيتي المصري أحد الحكماء المصريين: يقول داووف بن خيتي لابنه يومه صحبه إلي المدرسة أول مرة: يا بني ضع قلبك وراء كتبك وأحببها كما تحب أمك، فليس هناك شئ تعلو منزلته علي الكتاب، واعلم يا بني أنه ما من طبقة من الناس إلا فوقها طبقة أخري تحكمها، إلَّا الحكيم فهو الذي يحكم نفسه.
أذهل مما اقرأ لأصحاب العلم لحرصهم علي جمع واقتناء الكتب وتعظيمهم لها، وأخبارهم في الحزن والهم علي فقد الكتب والمصاب بها وبيع كتبهم للضرورة والحزن عليها. وفي عزلتهم ومجالستهم للكتب، قيل لابن المُبَارك: يا أبا عبدُ الرَّحمن تكثر الجلوس في البيت وحدك، قال: أنا وحدي؟ وأنا مع الأنبياء والأولياء والحكماء والنبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه.
أقتبس نصيحة مهمة لابن المقفع: "ثم انظر الأخبار الرائعة فتحفظ منها، فإن الإنسان من شأنه الحرص على الأخبار، ولا سيما ما راع منها، فأكثر الناس من يحدث بما سمع، ولا يبالي ممن سمع، وذلك مفسدة للصدق، ومزراة بالمروءة، فإن استطعت ألا تخبر بشيء إلا وأنت به مصدق، ولا يكون تصديقك إلا ببرهان، فافعل.
قالوا: الكتبُ بساتينُ العقلاء.
قال لسان الدين ابن الخطيب: أَنْشَدْتُ مَن اسَتَفْهَمني عَن حَالِي: أَمَلِي مِنَ الدُّنْيَا تَأَتِّي خَلْوَةِ فِي مَنْزلٍ بادٍ خَصِيبِ الْجَانِبِ أُذْكِي من زَنْدَ اْلقِرَاءَةِ والْقِرَي رَحْبُ الْجِنَابِ لِطَارِقٍ أو طَالِبٍ حَتي أُلَاقي اللَّهَ لَمْ تَصْرِفْنِي الْأَوْهَامُ عَنْهُ بِشَاغِلٍ أَوْ شَاغِبٍ
عشاق الكتب للفرحان كتاب لطيف في بابه، فلابد بين قراءاتك الدسمة تضع لك بعض المهدئات مثل هذه الكتب أو عند فتورك عن القراءة كذلك الكتاب مقسم على عدة عناوين من اللطيف فيها : فصل فضيلة الكتب، فصل من بذل النفيس من أجلها، فصل الحزن والغم من فقدان الكتب، فصل بيع الكتب للضرورة، فصل الموت بسبب الكتب، فصل العزلة مع الكتب على حساب الاصدقاء، فصل عشق الكتب على حساب النساء، فصل الحسرة على الكتب في حال الوفاة .
غالبية نقولات المؤلف من كتب السلف المتقدمين، هناك مواضع قليلة نقلها من المتأخرين أو من الكُتاب الغربيين . من ينوي تكوين عادة القراءة لديه أو تحفيز نفسه على القراءة سيكون كتاب المشوق للقراءة لعلي العمران أو كيف تقرأ كتاباً للمنجد وغيرها أفضل من هذا الكتاب بسبب اللغة القريبة مننا ..
كتاب حسن، بتبويبات جيدة؛ جمعٌ لحال أهل العلم والفكر والقراءة مع كتبهم ودفاتر علمهم، وما يتولد في قلوبهم من حبها وإيثارها على كل غال ونفيس مما عداها.. ومما اتفق لي فكان لي شيئا محببا في نفسي، أني قرأته بعد الكتب الثلاثة للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله (الصفحات والقيمة والعلماء العزاب) فقد نقل المؤلف هنا من هذه الكتب بعض ما ورد فيها فيما يتعلق بالكتاب.. وما تكرر تقرر كما يقال :)