نبذة الناشر:0 ليون روش مغامر ومترجم وسفير، عاش حياة مضطربة قادته إلى الجزائر، حيثُ كان يقيم والده، ثم التحق بالأمير عبد القادر الجزائري ورافقه مدة طويلة ادَّعى خلالها أنه اعتنق الإسلام. ولما قامت الحرب بين الأمير وفرنسا انشقَّ عن الأمير والتحق بالسلطة الفرنسية المستعمرة. وكلفه الجنرال بيجو، الحاكم العسكري للجزائر، بالسفر إلى تونس ومصر والحجاز حاملًا فتوى تدعو الجزائريين إلى قبول الحكم الفرنسي مقابل أن يحترم هذا الحكم دينهم وعاداتهم وتقاليدهم.0
رحل روش ومعه الفتوى وحصل مُصدقة علماء جامع الزيتونة في تونس وعلماء الأزهر في مصر، وعلماء المسلمين المجتمعين في الطائف بالحجاز، حيث مقر الشريف الأكبر، شريف مكة المكرمة، وقد وصل الحجاز أثناء موسم الحج فأراد أن يشهد هذا الموسم، لكن بعض الجزائرين تعرَّف عليه في عرفات، ورفعوا أصواتهم إستنكاراً لوجوده، وكان يفقد حياته لولا الحراس الذين كلّفهم الشريف بمراقبته سرّاً، إذ قام هؤلاء بإختطافه ومضوا به إلى جدة ومنها إلى مصر.0
هذه الحادثة وغيرها مما تضمّنته رحلة روش، وما أثير حولها من شكوك تجعل نشر رحلته إلى الحجاز أمراً كبير الأهمية، عظيم الفائدة.0
لمَ كان على القصة أن تكون شيئاً آخر لترضيني؟؟ ..وبدلاً من هذا الخزي تحكيني أمر فرنسيّ مسيحيّ هاجر من أرضه إلى بلاد الإسلام ، فلما تفجرت أمامه ينابيع النور والسلام ... استقبل بوجهه قبلة الله ثم استغفره وخرّ راكعاً وأناب!! ...فلقد كان هذا فقط جلّ ما أرجوه من أمر الكتاب وأتمناه ...قبل أن يحسو (ليون روش) على الوجوه التراب.. ..ليمتلك وحده مقاليد الحكاية، ولا تملك أنت إلا أن تكمم حسّاً في نفسك يعلو: هذا الرجل صادقٌ فيما رواه !! ....عن أمر المارشال الفرنسي الذي أراد أن يشتري من المشرق الخذلان ...فبعث به في عام 1841 لواجبٍ وطنيّ كلفه إياه ...مجرد فتوى من أكابر الشيوخ تقضي بأن من أراد منكم المسالمة ...فله أن يعيش بكنف الاحتلال في أمان...شريطة اعتزال نهج (سيدي عبد القادر الجزائري) في الجهاد والمقاومة!! ..وبالفعل كان ل(روش) ما أراد من عار فتواه التي صاغها بدار الزيتونة في تونس وصدّقها من أزهر مصر قبل أن يذيلها بتوقيع مجلس علماء مكة ..فلم يبق لي من حظ القراءة آنذاك، إلا صفحاتٍ عن الذمم التي بِيعت للمحتل على أرضنا ببخس المال ....وشيئاً لا بأس به من أدبيات سردت ما كان لأهلنا من دميم الفعال حتى أثناء الشعائر وأداء العبادات!! ...وحيث أنه كتابٌ حزين ....فلك مني معجم من لعين الخصال لتنعت به (ليون روش) كيفما أردت!! ... سمّه المتآمر الكافر الجاسوس والمحتال ..أو حتى شكك في مصداقية كل ما قرأت!! ... أما أنا فلا أحتاج لهكذا معجم، لأني ببساطةٍ أعلم ...أن (روش) لم يكن الخائن بهذه القصة بل كان بما فعل في قومه بطل ..أما نحن فكنا لأنفسنا الخائنين !!
زاهدُ هو في إعجابك الأدبي فلا تنتظر إبداعاً كالذي اعتدته مثلاً بأدب الرحلات ..كما أنه ليس من عشاق الصحراء مما جعل السطور تنوء بالكثير من الشكوى سواءً أكانت عناءاً بالجسد أو خواء في الروح من نتاج اظهاره لدين غير الذي يعتنقه حقيقة في الخفاء ...وبين كل من عرف لم يسلم من نقده إلا القليل ...أما التبجيل وآيات الآحترام فكانت ل(سيدي عبدالقادر الجزائري) فقط ..حتى القلة الذين مدحهم كان لايلبث أن يقارنهم به فيغدو قدرهم في عينه ضئيل ..فيتغزل مثلاً في سمت وبهاء (الشريف بن عون ) بمكة ثم ينفي عنه زهد (الشيخ عبد القادر الجزائري)...ويشكر للمفتي وزوجته ما وهبوه له من حنان وما لهما من حسن خلق ثم لا يراهما بورع (الشيخ عبد القادر الجزائري ) وعظيم تقواه ...ويكأن السيرة الطيبة رزق ...و ربك كفيل بأن يصونه للشريف من خلقه حتى في عيون من عاداه.
ظني أن هذا المقطع يدريك ما أنت مقبل عليه هنا...يقول (ليون روش) أو (الحاج عمر عبدالله ) كما كان يُدعى برحلاته : (( عندما كتبت هذا الكتاب الذي أنشره لم يشغلني قط كسب نجاح أدبي لا أملك صلف التطلع إليه ، بل شغلتني أهمية المعلومات التي سيقدمها الكتاب إلى ابناء بلدي ، سواء في الحاضر أو في المستقبل. فيمكن أن تطرأ فجأة تعقيدات خطيرة في أفريقيا ، كأن يظهر فيها بطل إسلامي جديد يهدد هيمنتنا عليها، حينئذ يمكننا الاستفادة من مراجعة الوسائل التي استخدمت لمحاربة الأمير الشهير (سيدي عبد القادر) معنويا وماديا للقضاء على هيبته ، وكسب تأييد الشعوب المسلمة التي كان قد حرضها علينا ، ولا ينبغي أبدا في ظروف مماثلة إهمال أي تفاصيل ، مهما صغرت وما يبدو لنا اليوم قليل الأهمية ، قد يكون ذا فائدة كبرى لاحقاً))
حكى (روش) عن الكثير مما رآه إبان زيارته للأماكن المقدسة ..وكانت كل أخطاءه التي فندّها المحققون بحواشي الكتاب تقع في تفصيلات جغرافية بحتة ..كتلك الخاصة بوصف حجرة النبي عليه الصلاة والسلام أو وجهة الحجر الأسود من الكعبة وقبر السيدة فاطمة رضي الله عنها وكأن يصر على الإشارة لآل سعود بالوهابيين وغيرها ..وحقيقةً مثل هذه الأخطاء قلما تعنيني غير أني انتظرت هوامش تصحيحية لأجزاء أخرى كانت في نظري أكثر إيلاماً ..فلم أجد!! ..
يقول (روش) متحدثاً عن الحجاج الجزائريين: ((يتعرض هؤلاء المساكين للابتزاز ، وسوء المعاملة ، ولا يجدون أي دعم من السلطات المحلية ، كان الجزائريون ينكرون أصلهم ، لكن يتم التعرف عليهم ، ويقعون ضحية كل أنواع الإذلال وسوء المعاملة ، وعندما يغادرون القصير متجهين إلى جدة أو ينبع يتعرضون لسوء معاملة أقل ، لكنهم عندما يبحرون بعد الحج من جدة أو ينبع باتجاه مرفأ مصري فإنهم يتعرضون للابتزاز ، ويحشرون كالماشية الوضيعة في القوارب الرديئة التي تبحر في البحر الأحمر، ويقضي كثير منهم نحبه من الجوع أو البؤس، بل إن إن بعضهم يتعرض للخنق على متن تلك المراكب الفظيعة ، ثم يلقى بهم إلى البحر، بعد أن ينهبهم الربابنة وطاقم البحارة ...لقد كان ثمة عمل إنساني ينبغي إنجازه ، وما أن تتاح لي الفرصة لن أنسى بالتأكيد لفت انتباه حكومتنا إلى الأعمال الوحشية التي يقع رعايانا الجزائريون ضحايا لها ..وأنا راضٍ عن نفسي لأنني ساهمت مساهمة ملموسة في تحسين حالة الحجاج المسلمين الخاضعين لحماية فرنسا))
وعن ملاحظاته عن سمة الحجاج المسلمين ..يقول : (( لم أقتنع كثيراً بإيمان الحجاج ، أعتقد أن مكة تستهوي معظمهم لدوافع دنيوية محضة : كالمضاربات التجارية ، والمباهاة والفضول ، إضافة إلى ذلك ، لا يحظى الحجاج جميعاً في العالم الإسلامي بالتقدير الذي يُفترض أن يرتبط بلقب (الحاج) ، إليكم استناداً إلى ذاك الرأي مثلٌ كثيراً ما سمعته يتردد على لسان المسلمين من بلدان مختلفة : (سؤال: من أكثر احتيالاً من حاج ؟؟ الحاج الذي أدى حجتين!!))
ويقول في مقطع آخر: ((كنت أشعر أني أشبعت فضولي إلى حد كبير تجاه الأماكن المقدسة ، وتجاه مهد الإسلام هذا ، لكن شعوري الديني ظل غريبا ولا سيما أن مشاعر المسلمين الذين التقيتهم فيها تنم عن لا مبالاة ، فقد شهدت إيمانا أكثر عمقا عندما أقمت بالقرب من (عبد القادر) ..ما لأحاسيس التي كنت سأشعر بها يا ترى لو تمكنت من الصلاة أمام ضريح سيدنا يسوع المسيح ، بدلا من أكون بالقرب من ضريح محمد؟؟..إنها أحاسيس أصبحت اليوم أكثر من أي وقت مضى أفهمها حق الفهم ، لذلك عزمت على زيارة القدس والأماكن المقدسة المحيطة بها فور انتهائي من أداء الحج في مكة ، هذا ان لم ألقَ حتفي فيها))
كان هذا الخوف الأخير من القتل يعتريه في كل حين ..وكان يدرك جيداً أنه إن قُتل فسيقتل لادعاءه الإسلام لا من أجل ما ترومه رحلته من أهداف..ولكن في خضم هذا القلق كان يتخلله بين الحين والآخر بعضٌ من البهجة العاطفية والتي قد تضطرك أحيانا إلى القول (يا راجل إنت في إيه ولا في إيه؟؟) ...يحكي (روش) فيقول : ((كنا قد توقفنا مع المفتي بالقرب من بئر ، تحت أشجار نخيل بديعة ، عندما فوجئنا بوجود جمع من النساء يحيط بنا ، كلهن تقريبا شابات وحسناوات ، جئن ينهلن من الماء ، كن سافرات الوجوه ، ولم يفزعن من وجودنا على الأطلاق ، ينتسبن كما أخبرننا إلى قبيلة حرب ، ولم أكن قد سمعت أحدا قط يتكلم اللغة العربية بأسلوب سليم إلى هذا الحد ، وبهذا القدر من العذوبة ، كنت سأستغرق مطولا في الحديث مع هولاء البدويات اللطيفات لولا أن المفتي رأى في وجود الشابات مساً بمقامه ، فأشار إليّ بالرحيل!!))
لن يمنعك ما سبق عن اليقين من أنه ربما كان أكثر نخوة ومرؤة من سواه ...يقول في إحدى مشاهداته أثناء موسم الحج بمكة : (( رأيت في هذا السوق المقبب والمضاء بفتحات كبيرة ، شُقّت في القبة ، حبشيات آية في الجمال ، معروضات يتحملن باستكانة كئيبة نظرات وملامسات المشترين الوقحين ، وتمنيت لو كنت غنيا ً حتى أبتاع تلك المخلوقات الجميلة والبائسة وأعتقها !!))
نجح (روش) في مسعاه ..وظل الأمير عبد القادر مجاهداً حتى فارق الحياة بعام (1830)...نفس العام الذي بدأ فيه الاحتلال الفرنسي رسميا بالسيادة على الجزائر واستعمارها حتى عام (1962)... فلك هنا حق الاختيار إما أن تكون من أرضى الذات ساعة ...فغمر أرباب الاستعمار باللعنات ما ظهر منها وما بطن ..أوأن تكون ذاك الذي ذكر قول الحق : ((وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ والله عليم حكيم )) ثم تطلب الغفران في كل ساعة ..فانظر لنفسك أي الرجلين أنت ؟؟
اولا بالنسبة للمترجم فليس من الاحترافية في الترجمة ان يقوم بترجمة جزءمن كتاب ويختار هو ما يعجبة من فصول فالكتاب في مجلدين قام المترجم بترجمة 5 فصول من الجزءالثاني فقط ثانيا بالنسبة لجون روش فاغلبية ما اوردة من معلومات في الكتاب مغلوطة ومكتوبة بوجهة نظر جاسوس ادعي الاسلام ليحاول استصدار فتوي تساعد علي بقاء الاحتلال الفرنسي في الجزائر وهذا الجزء من الكتاب يعرض رحلتة للحج مدعيا الاسلام للمحاولة الحصول علي موافقة مشايخ مكة علي فتوي عدم جدوي مقاومة الاحتلال ومحاولتة ادعاءبسوءمعمالة المصريين والقائمين علي حكم مكة للحجاج الجزائريين لمحاولة اظهار فرنسا بانها المدافع عن ﺍﻟﺤﺰﺍﺋﺮﻳﻴﻦ
كتاب خفيف وممتع كنت اتوقع أن يكون دسم أكثر الترجمة موفقة ولغة الكتاب محببة ،استطاع ليون روش في سبيل خدمة وطنه فرنسا تدبير أموره للدخول في رحلة الحج وكانت كمية فضوله تجاه الاسلام وشوقه للمعرفة والتعلم عجيب ومن الواضح أنه لم يعتنق الاسلام وإن كان يظهره والشواهد في الكتاب كثيرة دقة الوصف للحجاز في ذلك الوقت وقبائلها وعمارة الحرمين وحال المسلمين وشعائر الحج هو أكثر ما اعجبني ربما كان المغزى لتلك الزيارة هو الحصول على توقيع علماء الحجاز على فتوى تحرم مقاومة الاستعمار الفرنسي لو لم يكن من مزايا الكتاب إلا معرفة تاريخ مضى بعين مستشرق رأى أن في هذا الدين مايستحق الدراسة وشد الرحال.
جاسوس كافر ادعى الإسلام ليتمكن من تتبع شعائر الحج بدعوى الفضول خلال رحلته للحصول على فتوى تقر للاحتلال الفرنسي للجزائر المسلمة وتذم المقاومة .. من الطبيعي أن يكون ملئ بالمعلومات المغلوطة والكاذبة، وإن كان ي��كس مدى (بجاحة) المستخربين بشكل عام.
هذا الكتاب تجربة جديدة رأيت المسلمين فيها بعيون جاسوس أجنبي ادعى دخوله في الإسلام لكي يستطيع دخول أراضينا المقدسة أثناء فترة الحج. وبغض النظر عن أحوال المسلمين التي لم تتغير للأسف منذ الاحتلال - وهو وقت أحداث الكتاب - بل ربما ازدادت أحوالنا سوء، إلا أن حماس الكاتب لخدمة بلده ودينه وقضيته هو ما أعجبني في الكتاب. يصف الكاتب رحلته إلى الحجاز في وقت الحج وما يتعرض له الحجاج من الاستغلال والظروف السيئة وانتشار المتسولين في كل مكان وابتعاد الناس عن الدين واستهانتهم بالأماكن المقدسة والشعائر الدينية، مع وصف للحرمين وما حولهما في ذلك الوقت، وعلى الرغم من انتشار العمران وتغير الشكل العام إلا أن أحوال المسلمين للأسف ظلت كما هي أو تغيرت للأسوأ. من ناحية أخرى يظهر دور رجال الدين في تثبيط الناس عن المقاومة والمطالبة بحريتهم ودفعهم دفعا للاستسلام طلبا للسلامة من الحرب التي لن يكون هناك طائل من ورائها كما يقول الكاتب الذي كان يسعى للحصول على موافقة رجال الدين في الأزهر وبلاد الحجاز على إصدار فتوى بهذا المعنى لتثبيط جهاد المسلمين ضد احتلال فرنسا للجزائر. ومما يثير العجب أن من أقروا هذه الفتوى من رجال الدين كانوا يشعرون أنهم يقومون بالصواب فعلا ويستنكرون جهاد الناس وسعيهم للحرية، كنت أظن أن مثل هؤلاء يقومون بذلك للحفاظ على مصالحهم أو خوفا على سلامتهم الشخصية مع معرفتهم أن مثل هذه الفتاوى المثبطة غير صحيحة وليست من الدين في شئ ، إلا أن منهم فعلا من يعتقد بصواب ما يفعل من الناحية الدينية. في النهاية التاريخ يعيد نفسه بشكل يثير الملل فعلا ولكننا للأسف لا نتعلم أبدا من أخطائنا، أو لعلنا تعلمنا وعرفنا ولكن ما من شئ نستطيع فعله الآن.
الكتاب مخيب للآمال، سيء للغاية! بالنسبة للمترجم: ١- لم يترجم إلا جزء متواضع من الكتاب الأصلي. ٢- لم يعجبني عندما غير ترجمة الوهابيين إلى سعوديين، فالوهابية: هي الدعوة التي قام بها محمد بن عبد الله -رحمه الله-، أما قوله السعوديين فهذا يعني سكان هذه المنطقة أوكل من جنسيته سعودية. أما بالنسبة للمؤلف: ١- وصف ممل جدًا، فمثلا ما طول هذا المنبر وما مساحة المكان الفلاني! ٢- كذب تكتشف بالأغلاط الفادحة وعلق عليها المترجم، مثلًا يتحدث عن الخصيان ثم يذكر أنهم متزوجون!-ههههه-. ٣- تقمص شخصية بوركهارت-كما بين المترجم- المشكلة تقمص قوي جدًا، لدرجة إني ما زلت أشكك في الأماكن التي زارها، وأنه لم يزرها كلها وأنه كتبها كلها من ذاكرته فلا يوجد دليل على ذلك حتى الصور في نهاية الكتاب هي رسومات ولا أظن بأنه هو من رسمها. ٤- تجيز المستشرق واضح جدًا، فلو أني لم أزر مكة ولا اعرفها لكرهتها، فيشعرك بأنها كئيبة وغير آمنة، ويبين بأنه لم يرَ ذلك الإيمان فيها، ويشكك في أعمال الحجاج ونواياهم وهو لا يرى الحجاج إلا أنهم أتوا للتجارة ، فيقول:"لم أقتنع كثيرًا بإيمان الحجاج. أعتقد أن مكة تستهوي معظمهم لدوافع دنيوية محضة: كالمضاربات التجارية، والمباهاة والفضول"!!.
باختصار قصة الكتاب هي: مستشرق مدسوس وعميل لوطنه فرنسا، أرسله الفرنسيون لمحاولة إيقاف دعم مقاومة الأمير عبد القادر -الله يرحمه-، ففكروا بفتوى تساعدهم بما إن الناس (الجزائريين وغيرهم) مسلمين، والفتوى تنص على أن: ١- يجوز حكم النصارى الفرنسيون للجزائريون المسلمون. بشرط: ألا وهو احترام مقدساتهم. ٢- الجهاد والمقاومة ضد فرنسا هي تضمن تحت بند التهكلة بالنفس!!- لذلك فهي غير شرعية!. لذلك ذهب هذا المستشرق إلى عدة أماكن للموافقة على الفتوى، وأخيرا لمكة المكرمة، فيراه الجزائريين ويهب المغاربة لقتله فيمسكه خدم الشريف لإنقاذه لا للقضاء عليه كما ظن الباقون.
الأعجب من كل هذا هو المترجم!! فيبدوا أنه معجب بليون روش، ومقتنع بالفتوى التي أُرسلت، ويرى بأن الشيخ التمياسني "متعصب" لأنه كان ضد هذه الفتوى -رحمه الله-.
الكتاب مذكرات لجندي فرنسي كان مشارك لحملات دولته في الجزائر ادّعى اعتناق الإسلام وكانت أهمّ مهماته كما قال هي جعل أئمة وعلماء المسلمين في ذلك الوقت يوافقون على فتوى تردع الجهاد لتسهيل استعمارهم ومن أجل ذلك فهو يتوجه إلى الحج حيث يجتمع أئمة الشرق والغرب هناك. الكاتب ( ليون روش ) كان رأيه ونظرته غير محايدة أبدا ، بل نظرة جاسوس اهتم كثيرا بوصف الأمكنة التي زاراها بتفاصيلها الصغيرة والدقيقة .. وأغلب المعلومات التي نُقلت له عمن كان معهم كانت مغلوطة ولكن بطريقة ما وبرغم ضحالة معرفته فقد استطاع التمييز بين الإيمان الحقيقي والسطحي كما أظهر عددا غير قليل من العيوب والحقائق عن المسلمين.
الكتاب جزء من مذكرات جاسوس فرنسي قام برحلة من الجزائر -متنكراً كأعرابيّ وبدعم من شيوخ الصوفيّة- إلى مكة، لكي يحصل من علمائها على إقرار فتوى تحريم الجهاد ضد المستعمر الفرنسي. طبعًا المؤلف ما يملك أي حسّ أدبي وهو نفسه اعترف بذلك، أيضاً وصفه زي وجهه-تجدونه في الغلاف- وهو تسذوب غالبًا. بس بشكل عام جازت لي سواليفه وإيمانه بقضيته اللعينة. ومن حسن حظه إني قرأته في ليلة ربيعيّة لطيفة هادئة ولا كنت شرشحته صدق.
أمانة لم أنتهي منه ووضعته على الرف لأني لم أجد فيه إلا شيئا واحداً جعلتي استفيد من عقلي عند قراءتي له، الا وهو كيف أن في كل عصر يضعف المسلمون يكون سبب الضعف ضعف الايمان وحب الدنيا وشهواتها
كتاب جيّد في مضمونه ، مختصر جداً إذ لم يُترَجم من الأصل إلا شذرات من هنا وهناك .. اعجبتني الحقائق التي رآها من منظوره هذا الأوروبيّ ، لاتتوقع منه الكثير .. لكنه أضاف معلومات مغيّبَة نوعاً ما ..
هذه ترجمة لجزء من مذكرات ليون روش، وليس كلها. الفصول التي تم اختيارها كانت رحلة المغامرة لمكة والمدينة. الكتاب ظريف وأنهيته على قراءتين فقط، لكنه لم يضف جديدا