هو عبد المنعم صالح العلي العزي داعية إسلامي وأحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين في العراق ، تتلمذ على يد الكثير من علماء بغداد ومنهم الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ العلامة محمد القزلجي، وهاجر بعد حرب الخليج الثانية إلى أوروبا، ويعتبر الراشد من أهم منظري و مؤلفي الحركة الإسلامية فهو مؤلف العديد من الكتب التي تحاول أن تجمع روح الحركة مع العلم الإسلامي ونوع من الروحانيات والتأكيد على الأخلاق الإسلامية
هذا الكتاب ينظر فيه الراشد للحالة العراقية و يقدم لها تعريفا و نظرة شمولية لمن هم خارج العراق و يؤصل فيه للاجتهادات السياسية في العراق و ينطلق بعد ذلك ليعرج على الواقع السياسي في العالم الاسلامي
لم استطع أنهاء الكتاب, إذ توقفت عند الصفحة 250 أسلوب الكاتب ممل, فيه أسهاب كثير, وتكرار لذات المعاني إلى حد الضجر , وقد أعزو ذلك إلى كون الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات والمحاضرات التي ألقاها الشيخ الراشد والتي لم تُعد في الأصل لتنشر في كتاب. برغم اتفاقي مع الكاتب في كثير مما يراه من المبادئ والأسس إلا إني أُعيب عليه ما يلي: امتداحه المفرط لجماعة الاخوان المسلمين في العراق وموقفها من الحرب ,إذ يتمادى الكاتب ليعد العراق (بتاريخه العريق, وبكل مكوناته الحضارية) مكافأة للأخوان المسلمين, مكافأة عما عانوه أبان حكم صدام ويستشهد بقول وهب بن منبه" ترك المكافأة من التطفيف" . يمتد امتداح الكاتب لجماعة الاخوان ليصل الى ياسين باشا الهاشمي(خال طارق الهاشمي رئيس الحزب اثناء كتابة الكتاب) , ويقول ان عهد التردي بدأ بعد خلعه, رغم شهرة ياسين باشا بمعارضة الأنظمة الاسلامية والحجاب كما جاء في كتاب " وجوه عراقية عبر التاريخ" لتوفيق السويدي يصف الكاتب الحزب الاسلامي بالزهد عن المناصب والممارسة السياسية, رغم انهم كانوا من أوائل المشاركين في العملية السياسية من قبل الاحتلال, متمثلة بمشاركة أياد السامرائي وحاجم الحسني عن الحزب الإسلامي في مؤتمر لندن(ديسمبر 2002), ومن ثم انضمام محسن عبدالحميد في مجلس الحكم, ثم تلاها بعد ذلك انفرادهم دون سنة العراق بالدعوة على التصويت على دستور الاحتلال رغم علاته, واستيزار قياداتهم لعدد من الوزارات, وتمسكهم بها رغم ما مر على العراق, لا بل وحتى على قيادات في الجماعة من أمثال طارق الهاشمي.
في الختام أرى انه كان من الأجدر بالشيخ الراشد الابتعاد عن التحزب, والتعصب للجماعة, والدعوة وفق الأطر الجامعة لجميع المسلمين.