محاولة لفهم وانصاف هذه الظاهرة التاريخية "الثورة العرابية" من خلال المنهج الاشتراكى العلمى بعيدا عما تعرضت له من احكام قاسية واتهامات شديدة صدرت عن المنهجين الاخريين المدرسة الاستعمارية والمدرسة القومية وتعالج الدراسة "الثورة العرابية" من خلال عدة فصول رئيسية رصدت الاحتكارات الاوربية من الاحتلال السلمى الى الغزو المسلح والخريطة الاجتماعية والفكرية للثورة ومسألة السلطة واخيرا الجبهة الثورية من الوحدة الى التفتت
كاتب وصحفى ومؤرخ ولد فى 4 اكتوبر عام 1939 فى قرية " بشلا " بمحافظة الدقهلية حصل على بكالوريوس فى الخدمة الاجتماعية عام 1961 ورأس لمدة خمس سنوات عددا من الوحدات الاجتماعية بالريف المصرى بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة ثم اتجه عام 1962 للكتابة فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى تفرغ للعمل بالصحافة منذ عام 1972 فى جريدة الجمهورية أسس وشارك فى تأسيس وإدارة تحرير عدد من الصحف والمجلات منها الكتاب والثقافة الوطنية والهالى واليسار والصحفيون ويرأس الان تحرير جريدة القاهرة واعتقل لأول مرة بسبب آرائه السياسىة عام 1966 وتكرر اعتقاله او القبض عليه أو التحقيق معه أو محاكمته فى سنوات 1968 و 1972 و 1975 و1977و1979و1981 وفصل من عمله الصحفى المصرية والعربية أصدر أول كتبة الثورة العرابية عام 1979 وصدر له 20 كتابا فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى والأدب منها تباريج جريج ومثقفون وعسكر ودستور فى صندوق القمامة ورجال ريا وسكينة
التوجه اليساري لمؤلف الكتاب واضح جدا في تفسيره للحوادث وتوجهات مختلف اطراف الصراع في عصر الثورة العرابية .
على الرغم من محاولة الكاتب استنباط قراءة جديدة للثورة العرابية في ظل النظرية الاجتماعية الاشتراكية ، الا انه لم يخرج عن عباءة الدراسة الاكاديمية المعتادة في ظل النظام القومى الذي اعاد للثورة العرابية كثيرا من اعتبارها .
صلاح عيسى عقلية فذة تستحق التقدير، ولو أني كنت قد قرأت هذا الكتاب قبل كتاب الكولونيالية والثورة لجوان كول، ما كنت احتجت لكتاب كول، وما كنت لأمدح كتاب كول بما مدحته به، ليس لأنه سيء، ولكن لأنه لم يأت بجديد لم يات به صلاح عيسى في كتابه.
يُرجِع الرافعي في كتابه "الزعيم أحمد عرابي" فشل الثورة العرابية إلي عيوب في شخصية قائد الثورة في المقام الأول. وإلي أخطاء سياسية في الأول، ثم عسكرية بعد ضرب الإسكندرية وهجوم الإنجليز علي مصر في الآخر. ٠ فالأخطاء السياسية هي الشطط في معاداة الخديو، والخلاف مع وزارة شريف باشا الوطنية. ويفسّر الرافعي اندفاع العرابيين إلي هذا العداء والتصعيد، بغرور عرابي وطمعه في السلطة هو ومحمود سامي البارودي. كما أن عرابي، الجاهل بالسياسة، استفرد بها ولم يستعن بسياسيين وطنيين أكثر منه خبرة وعلما، بسبب غروره وجهله.٠ والأخطاء العسكرية التي ارتكبها العرابيون بعد هجوم الانجليز تتمثل في الاهتمام بالدفاع علي الجناح الغربي، في الطريق من إسكندرية والقاهرة، وإهمال الجناح الشرقي من إسماعيلية إلي الشرقية. وفي الجبن والتردد اللذان جعلا عرابي يُحجم عن ردم قناة السويس وترعة الإسماعيلية، ليعطل الإنجليز عن التقدم من الجانب الشرقي. وإذن فجهل عرابي لا يقتصر علي الناحية السياسية فقط، وإنما علي الناحية العسكرية أيضا، فهو لم يدرس الفنون العسكرية دراسة نظامية، وهو مجرد ضابط مترقٍ من تحت السلاح، ولم يكن يملك من سمات الزعامة إلا الكاريزما وجذب مشاعر الآخرين والخطابة البليغة المؤثرة.٠ يختلف هذا التناول لفشل الثورة العرابية مثلا عن تناول صلاح عيسي في كتاب "الثورة العرابية"٠ يدافع صلاح عيسي عن عرابي، فهو زعيم حقيقي يعبر عن مطالب طبقات متعددة من الشعب المصري. ويحلّل الثورة بالمادية الجدلية وصراع الطبقات، ويقول أن الثورة نجحت في بدايتها لأن طبقة الأعيان وكبار الملاك دعموها، لأن من مصلحة هذه الطبقة أن يكون هناك مجلس نواب مكوّن منهم يحمي حقوقهم أمام طغيان الحاكم الفرد. ثم فشلت هذه الثورة بعد ذلك لأن طبقة كبار الملاك انفصلوا عنها وخانوها، وذلك بعد أن تبيّن أن الثورة تعبّر عن مصالح طبقات أخري، لا تتوافق مصالحها مع مع مصالح هذه الطبقة، طبقات البورجوازية الصاعدة من صغار الملاك والتجار والحرفيين. وإذن فالثورة فشلت، لا لعيوب في شخصية زعيمها، ولكن لأن الطبقة التي عبرت الثورة عن مصالحها لم تكن بلغت بعدُ التنظيم والقوة اللذين يسمحان لها بتحقيق مطالبها، وهو التنظيم الذي تحقق فيما بعد وأدي إلي نجاح ثورة ١٩١٩ فنجاح أو فشل الثورات، تبعا للمادية الجدلية التي يمثلها صلاح عيسي في كتابه العظيم، لا تتحكم فيه أسباب جزئية وتصادفية، مثل سمات قائد معين ومدي ذكائه، وإنما تحكمه أسباب كبيرة، وتوازنات قوي ومصالح بين طبقات، ومدي التنظيم الذي بلغته طبقات عبر تطورها التاريخي لتبدأ الحراك والثورة لتحقيق مصالحها. وتبعا لهذا التحليل، فإن الثورة كانت ستفشل حتي لو كان قائدها أكثر ذكاء من عرابي. والإنجليز كانوا سيحتلون مصر حتي لو لم يوفر لهم عرابي بأخطائه الفرصة لتحقيق ذلك.٠ (جذب انتباهي علي الخصوص في كتاب الرافعي، الوعي السياسي بالأخطار المحتملة من تدخل العسكريين في السياسة، حتي لو تم ذلك بادعاء التمسك بمطالب وطنية وشعبية. وهو الوعي الذي كان موجودا عند سياسيين كبار تعاملوا مع الثورة بحذر وقلق مثل شريف باشا).
ثراء التاريخ المصري بأحداث مثل الثورة العربية وفي رايي هي ثورة لا يمكن ربطها بتوقيتها اللحظي والوقتي، ولكن بما سبقها من لجان مراقبة أوروبية فرنسية وبريطانية بسبب الديون التي لم تكن مصر قادرة حتى على دفعها وجميعها كانت من أجل ترسيخ اسم اسماعيل خديوي مصر وحاكمها الذي فرش كل حكمه بالنوايا الحسنة لكنها كانت طريق لترسيخ اسمه في تسببه المباشر في الاحتلال الانجليزي لمصر في النهاية.
الأمل من هذه القصة وهذا الكتاب أن مصر تخطت كل هذا حتى لو احتجت اكتر من 70 عاما كاملة، عادت قناة السويس بآلاف الشهداء المصريين في مواجهة الاحتلال والسلطة الفاسدة، انتهت الديون تماما في حلظة من اللحظات ولكن بعد جهد غير طبيعي دفعته من عمرها ودمها اجيال طويلة لم تتمكن من عيش حياة طبيعية تحت راية الاحتلال، بجهود قادة وطنيين وساسة وعلماء في كل المجالات اوصلوا رسالة اهلها ضد الاحتلال الغاشم.
بأزهرها الشريف قبلتها الاولى واشد المدافعين عنها تاريخيا في مواجهة الازمة الفرنسية ثم الاحتلال الانجليزي لسنوات طويلة بقادته وفرسانه وابناءه، مرت مصر ويمكن ان تكون رسالة لما نواجهه في الوقت الحالي بانه نحتاج لهذه الروشته من جديد ربما نضيع كأجيال في مواجهة الكارثة لكن بالتاكيد ستبقى مصر.
الجزء الاخير في رايي عن الكتاب هو عن الاستاذ صلاح عيسى، والله في رايي انه من اقل الصحفيين اصحاب المذاهب في الراي والفكر والبحث، وإن كان هناك مفكريين بالفعل فصلاح عيسى في طليعتهم.
كتاب مفيد جدا يدخل ضمن التصنيف الاكاديمى مينفعش الشخص العادى لازم يكون عنده خلفيه واسعه من المصطلحات السياسه ينفع الباحثين اكتر هو مش بيسرد احداث الثوره العرابيه هو بيحللها من المنظور الاجتماعى والثقافى فى اعتقدادى انه لازم الفصل الاول يكون متبوع بالفصل الخامس اللى اكتشفته بعد ق��ايت الكتاب ده انه اكتر امه تجهل تاريخها هو احنا وان التاريخ بيعيد نفسه الظريف فى الكتاب اللى درس الثوره العرابيه من بدايه معاهده لندن 1840 مذكرش اهم حاجه اللى مصر كلها عرفها وهو دخول عرابى بالحصان على الخديو ويبدو انها واقعه ملهاش اساس من الصحه