الحركة الإسلامية هو ذلك العمل الشعبي الجماعي المنظم للعودة بالإسلام إلى قيادة المجتمع وتوجيه الحياة كل الحياة، وهي عمل شعبي يقوم أساساً على الانبعاث الذاتي، والامتناع الشخصي، إيماناً واحتساباً، وابتغاء ما عند الله، لا ما عند الناس. في هذا الإطار يحدد د.القرضاوي الحركة الإسلامية ليتحدث عن أولوياتها في الجمالات كافة، التربوية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى عملها الجهادي والدعوي والإعلامي والفكري والعلمي، ومن ثم تحدث عن الحركة الإسلامية في مجالها الفكري والعلمي الذي يدعو من خلاله إلى فقه جديد من فقه الموازنات. إلى ما هنالك من قضاياها، تناولها د.القرضاوي في محاولة لتحديد أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة، في سبيل تسديد حركتها، وترشيد الصحوة الإسلامية.
ولد الدكتور/ يوسف القرضاوي في إحدى قرى جمهورية مصر العربية، قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية، في 9/9/1926م وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره. التحق بمعاهد الأزهر الشريف، فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية. ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 52-1953م. ثم حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م . وفي سنة 1958حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب. وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين. وفي سنة 1973م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن: "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية".
أحد الكتب المهمة التي ألفها الشيخ القرضاوي نقدًا وتقويمًا للصحوة الإسلامية، وقد نشره في مطلع تسعينات القرن الماضي. وتكمن أهمية الكتاب في معالجة مؤلفه لعدد كبير من القضايا المتعلقة بالصحوة، كالتعامل مع الآخر (طوائف أخرى من المسلمين - كفار - حكام - الغرب...إلخ) ، والتجديد الفقهي، وفقه التيسير، وقضايا التحرر وغير ذلك. وفي الكتاب بعض الفوائد العلمية والاستشهادات اللطيفة، كالاستشهاد بقصة نبي الله هارون عليه السلام مع بني إسرائيل على فقه الموازنات بالإضافة لقصة الخضر مع أصحاب السفينة. ومن الفوائد العلمية معنى الفقه في الآيات المكية وأنه يأتي بمعنى الاستبصار بسنن الله في الآفاق والناس. ومما أعجبني في الكتاب نقد المؤلف لبعض المظاهر التي ما زالت آثارها السلبية تتكرر في واقعنا مثل مبالغة الناس في بناء المساجد مع إهمالهم لمجالات الخير الأخرى التي تستدعي الدعم المادي، ونقد الشيخ كذلك استخدام لفظ (الإسلام هو الحل) وحده من غير أن يُبين للناس أن ذلك لا يتحقق بغير جهودهم وعملهم. من الفوائد اللطيفة في الكتاب كذلك: ذكر جوانب القصور في العمل الدعوي الرسمي. والحق أن طائفة من الناس ما زالت تتوهم أن ارتباط مؤسسة العلماء والدعوة بالدولة أضر بها كثيرًا. وقد ذكر الشيخ -حفظه الله- أن إصلاح المؤسسة الدينية يكون باستقلالها علميا وإداريا وماليا، واستشهد بالنموذج الإيراني وأثره في الثورة. من اللمحات الجميلة في الكتاب أيضًا اعتزاز المؤلف بمفهوم السلفية وأنه من مقتضيات الفكر المستقبلي للحركة الإسلامية. مما ساءني في الكتاب هجوم المؤلف على مخالفيه بعنف وشدة أحيانًا لمجرد أنهم يخالفونه في بعض ما ذهب إليه. مما ألاحظه في الدكتور يوسف أنه يبذل وسعه في تحرير الخلاف بينه وبين العلماء وحفظ مكانتهم وترتيب حججهم وأقوالهم ترتيبًا موضوعيًا. غير أنه -هداه الله- يبالغ في تخطئة وتسفيه أقوالهم أحيانًا (حتى وإن كانت هذه الأقوال هي أقوال جمهور العلماء) فتجده يحط على من يمنع الموسيقى مثلًا ويصف صاحبها بأنه ذو نظرة سوداوية للأمور ص126. وأحيانًا يعمد الدكتور -غفر الله له- إلى حيلة أخرى -بحسب تقديري- وهي أن يورد موقفًا متشددًا لمن يبتنى رأيا يخالفه ليلمز هذا القول به كما في ص143 عند حديثه عمن يجعل مكان المرأة بيتها أو يقول بأن الشورى معلمة لا ملزمة، وكامتعاضه من الأخ الملتزم الذي يحجّم نشاط المرأة الداعية بعد الزواج ص81 رغم أن موقفه قد يبرر بأوجه أخرى. وفي ظني فإن تعارض واجب الدعوة مع واجب البيت والزوج يرجح كفة البيت والزوج لتعذر من يقوم به بخلاف واجب الدعوة. في نهاية المطاف، أجد أن هذا الكتاب بداية جيدة لي للإبحار فيما كتبه القرضاوي عن الصحوة والحركة الإسلامية، أرجو أن ينفعني الله به. تمت المراجعة.
بإعتقادي، لو يُقدم أي مفكر إسلامي على كتابة كتاب يوضح فيه أولويات المسلمين في الوقت الراهن لإشتمل هذا الكتاب على نفس هذه المواضيع التي طرحها الدكتور القرضاوي قبل أكثر من 20 سنة في كتابه أولويات الحركة الإسلامية. كتاب مهم لكل مسلم يُوقن بوجوب عودة الإسلام الى الطليعة حتى يحكم. فالقرضاوي يُقدم الحلول ويُبين الوسائل التي من خلالها يُمكن للحركة الإسلامية أن تعود بالإسلام الى قيادة المجتمع وتوجيه حياة الناس.
لا أعرف هل وصل هذا الكتاب الى قيادات الحركة الإسلامية أم لا والا لكنا فى وضع غير ما نحن عليه الرجل أجاد كعادته فى الجمع بين الطرح الفكرى والمعايشة الحركية واستنتج من ذلك وسائل تطور الحركة وأولها وجود أولويات للحركة لكن أعتقد أن هذا الكتاب ظلم من الحركات الإسلامية وهى المعنية بما فيه من خطاب بالدرجة الأولى
أولويات الحركة الإسلامية للقرضاوي .. كتاب متميز حول تطبيقات فقهي الأولويات والموازنات : كيف نصنع القادة وكيف نحاور من خالفنا، كيف يكون البناء وكيف يكون القضاء على الجهل و الفقر الفكري و الكسل العملي و كيف يكون الإخلاص الفعلي لرب الأرباب.
أضاف إليَّ هذا الكتاب الكثير من المعلومات ، والأفكار التي كنتُ أجهلها . طبعاً هناك بعض الأشياء لم أفهمها ، وبعضها قديمة جداً ، أعتقدُ أنها تغيرت بتغير الوضع الراهن .
العلامة القرضاوي حفظه الله عالم كبير وفقيه حصيف وأعماله دليل على دقة فهمه لمسائل الشرع ، صحيح أن بعض مسائله ق لا يوافق عليه لكن لاشك أنه من مجتهدي العصر ..