يتناول الكتاب بلاد شنقيط (موريتانيا) وعن علمائها و شعرائها وعادات أهلها و الحروب التي شهدتها المنطقة بين قبائل البيظان(العرب البيض). كتاب أدبي، سياسي، اجتماعي، و تاريخي
يتحدث هذا الكتاب الموسوعي الرائع عن الشعر والشعراء والحياة والناس في موريتانيا قبل الاستقلال، ومن الغريب أن مؤلفه الشيخ احمد بن الأمين الشنقيطي الذي درس في الأزهر كتبه بالكامل دون الرجوع إلى أية مراجع مكتوبة أو كتب سابقة، بل اعتمادا على ذاكرته الخاصة وما حفظه من قصائد وتراجم لشعراء شنقيط. والوسيط هو أعظم مؤلف عرّف العرب على أدب الشناقطة وشعرائهم ونقل الحياة الاجتماعية والسياسية في هذه البقعة المنسية من العالم العربي
كتاب ماتع في ترجمة بعض أدباء شنقيط الفطاحل الذين لا يقلون عن أدباء المشرق في الشعر والأدب ، وختم المؤلف بذكر نبذة عن بلاد شنقيط في جغرافيتها وحدودها وسكانها وما يتعلق بهم في عاداتهم وتقاليدهم في الزواج والحرب و الطب والدين وغيرها، الكتاب ألفه المؤلف من حفظه لم يرجع فيه إلى كتاب وكثيراً ما يعتذر عن عدم ايراد باقي القصيده لان الباقي لم يسعفه الوقت لحفظه ومع ذلك اورد قصائد بعشرات الصفحات كاملةً، جهد فذ ولعله اول كتاب ألف فس هذا الباب اذ الفه صاحبه في بداية القرن الماضي.
المصنف -رحمه الله- مبهر، كل الأبيات تقريبًا التي حواها الكتاب كتبها من حفظه، وأظنها تُعدّ بالآلاف، إلا أن الكتاب تعيبه بعض التصحيفات في الأبيات سواء في الرسم أو التشكيل. وربما الذي طوّل صفحات الكتاب: ذكر المؤلف لقصائد طويلة لأن شنقيطيًا جاراها، فيورد المُجارِي والمُجارَى. أما أنا فأحب الشناقطة، وهم أهل ظرف وإبداع، وأجد عندهم غرائب لا أجدها لدى غيرهم، غرائب وظرفًا في الشعر والتعليم والدروس والحياة كلها..