Jump to ratings and reviews
Rate this book

الإسلاميون وربيع الثورات: المُمارسة المُنتجة للأفكار

Rate this book
يبدو أنّ الإرباك الفكري الذي أحدثته الثّورات العربيّة، لا يقلّ عن الإرباك السّياسي. ذلك أنّ مئات الأطروحات الفكريّة والفلسفيّة والسياسيّة التي تحدّثت على امتدادِ عقودٍ عن: التّغيير، وأسباب التّقدم، ومعوّقات النّهضة، ومأزق التحوّل الدّيمقراطي، وإشكالية البُنى الاجتماعيّة القابلة للاستبداد؛ قد أخفقت في التنبؤ بحدوث مثل هذا السيناريو. وإذا كانت مفردة "ثورة" لا تنطبق إلّا على الثّورات التي يكون هدفها "الحُريّة" كما قرر الفيلسوف الفرنسي كوندورسيه [ Condorcet) [1) فإنّ فكرة الثّورة من أجل الحُريّة والدّيمقراطيّة (أي لا نعني ثورات خُبزٍ، أو ثوراتٍ طبقيّة بالمعنى الماركسي) ظلّت دومًا خارج الفضاء التّداولي للأطروحات التي درست الواقع العربي واستشرفت مستقبله، ولم يتوقّعها حتى أكثر المُفكّرين راديكاليّةً.

وإذا كانت بعض الدّراسات الحديثة والمقالات التي علّقت على الثّورات العربيّة، قد تبنّت نظريّة لينين، القائلة بأنّه لا يُمكن أن تنشأ ثورةٌ في بلدٍ لم يكن يعيش "حالةً ثوريّةً"؛ فهذا يُعيدنا إلى التساؤل الأوّل: لمَاذا لمْ يتحدّث الباحثون قبل اشتعال الثّورات عن هذه الحالة في العالم العربي، ولا اكتشف أيّ واحدٍ منهم وجودها؟
أمّا حديث بعض النّاشطين السّياسيّين عن قرب حدوث ثورات (مثلما تفعل قناة الجزيرة، من خلال التقاط كلماتٍ صادرة عن أشخاص في برامج فضائية قبل الربيع العربي، وتتحدّث عن ثورات قادمة)؛ فلا يمكن عدُّه "تنبؤًا ناتجًا عن تحليل"، لأنّ كثيرا من هؤلاء يتحدّثون منذ ثلاثين عامًا عن قرب حدوث ثورات! وهم حين يردّدون ذلك لا يتّكئون على تنظيرٍ فكريٍّ، بقدر ما يُمارسون تعبئةً سياسيّةً. وغالبًا ما يدخل هؤلاء الأشخاص تحت تصنيف النّاشط لا المُنظِّر، ومن ناحية الخِطاب؛ هم أقرب إلى الشّعبويّة السّياسيّة منهم إلى الفضاء التّحليلي.

لتحميل الدراسة:
http://www.dohainstitute.org/Home/Det...
---------------------------------

[1] حنة أرندت، في الثورة، ترجمة عطا عبد الوهاب (بيروت: المنظمة العربية للترجمة، 2008)، ص 38.

103 pages, Paperback

First published April 1, 2012

2 people are currently reading
112 people want to read

About the author

نواف القديمي

11 books245 followers

- بكالوريوس إعلام شعبة صحافة من جامعة الملك سعود بالرياض عام 2000 ..
- كاتب وصحافي صدر له ٩ مؤلفات .. وأحد أبرز دعاة الإصلاح في الوطن العربي ..
- مالك للشبكة العربية للأبحاث والنشر ..

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
4 (9%)
4 stars
18 (40%)
3 stars
22 (50%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 18 of 18 reviews
Profile Image for Abdullah Alansari.
58 reviews33 followers
May 19, 2012
أعتقد أن ما يقوم به نواف القديمي من رصد للتقلبات الفكرية لدى الإسلاميين عمل كبير ومتميز، وهي عملية تحتاج إلى صبر وطول تأمل، ناهيك عن التنقل والسفر وبذل مثل هذا الجهد
وأعتقد أن رصده كان ممتازا جدا، فقد استطاع تغطية الحالة ورصدها ببراعة، وإن كنت أرغب بأن يتوسع هذا الرصد لبقية دول الربيع العربي إن كانت له نية إخراج مثل هذه الدراسة على شكل كتاب حتى تكون موسعة وكافية

ملاحظتي فقط هي حول رصده للتيار السلفي الذي جاء ناقصا -حسب رأيي- من أمر مهم، فهو قد رصد تحركات التحرر الشبابية من تنظيم الإخوان التقليدي وأسماهم (يحركات ما بعد الاخوان) لكنه أغفل تماما الثورة الفكرية التي تحدث لدى الشباب السلفي ذاتهم، والتي لم تقتصر على الفكرية بل ترجمت لتحركات عملية على أرض الواقع، التي أعتقد أنها تحتاج من الأخ نواف تأمل وبحث حول هذه الظاهرة
الأمر الآخر إغفاله أو عدم دقته في رصد آراء السلفيين حول فكرة التغيير السلمي، فالدكتور حاكم المطيري أحد رواد الحركة السلفية في الكويت والعالم العربي وهو ممن يمارسون (العمل السلمي) بتشكيله لحزب الأمة في الكويت، وتوسع مثل هذا الفكر وانتشر في الدول العربية (والخليجية كذلك .. قبل سنة أعلن إنشاء حزب الأمة الإسلامي في السعودية والآن أغلب منشئيه حبستهم السلطات السعودية!) عند السلفيين ليشكلوا أحزابا سلفية تؤمن بما يطرحه الدكتور من التغيير السلمي وحق الأمة الأصيل في تقرير مصيرها ، وللدكتور مقالة عن التغيير السلمي (قبل الثورات) وسلسلة مقالات (نحو وعي سياسي راشد) يبين فيها ملاحظاته حول الحركات الإسلامية، وإعادة طرح للمشروع الإسلامي وتنظيمه بشكل صحيح .. وكله في إطار العمل السلمي.
فأن يدعي القديمي أن التيار السلفي خلت أدبياته من مثل هذا الطرح فهو نقص أو عدم دقة وتحري في رصد الحركة، خصوصا وأنه تحدث عن السلفيين في السعودية فأغفل تماما إنشاء حزب الأمة الإسلامي (السلفي) .
Profile Image for Ibrahim Abdulla.
213 reviews517 followers
Read
June 9, 2012
دراسة موجزة ومميزة عن حال الحركات الإسلامية قبل وبعد الثورات ، الدراسة مُلحقة في كتابه " يوميات الثورة" ا
Profile Image for حسين العُمري.
309 reviews183 followers
April 11, 2013
القاسم المشترك بين أطياف الإسلامويين سواء الإخوان أو السلفيين بكل تبايناتهم الحركية والعقائدية سواء ناحية اليمين المحافظ أو الجهادي أو السياسي الحركي هو ذلك التغير الذي حصل قبل وأثناء وبعد فترة الثورات العربية ،، في العموم رفض الإسلامويون فكرة الديمقراطية والأحزاب منذ فترة طويلة وتحفل أدبياتهم بهذا بشكل كبير خاصة لدى المدرسة السلفية التقليدية ولهم وجهات نظر مستمدة من نصوص قطعية فيما يتعلق بالسياسة الشرعية ،، لهذا تميزت ردة فعلهم تجاه الحراك السلمي الشعبي - أثناء فترة الاحتجاجات والثورة - بالإرتباك وعدم وضوح الرؤية وأحياناً بالرغبة في الإبتعاد عن التورط ، المثير هو هذا التغير الكبير - بعد سقوط أنظمة القمع - نحو القبول بالنظام الإنتخابي والصناديق والبرلمان والحرص على المنافسة فيها بل والفوز بعدد كبير من المقاعد النيابية كذلك ،، يعتقد المؤلف أن هذا الحراك قد يساعد على التوجه نحو الوسط والاعتدال خاصة عند المتطرفين سواء الإسلامويين أو الليبراليين في ظل الزخم الإعلامي الموجود والصراع السياسي الذي قد يقود نحو خلق فكر مختلف مؤمن بالحريات والديمقراطية كما يرى
Profile Image for Alanoud.
159 reviews127 followers
October 12, 2013
ممتازة هي كتابات القديمي! تحليلية عميقة مبسطة موجزة ومنهجية! يتناول هذا الكتاب دراسة في 60 صفحة ترصد التغيرات الي طرأت على الفصيل الاسلامي بمختلف انواعه في المشهد السياسي فيما بعد الربيع العربي و تحديدا ظاهرة التكييف السريع والغير مفسر..

اصدرت هذه الدراسة قبل سنة ..بعد من النقاط لم تعد صالحة على ضوء الاحداث الاخيرة في مصر.. لكن تبقى للدراسة اهميتها في ترتيب الافكار حول دور الاسلاميين في المشهد السياسي في دول الربيع وخاصة في مصر
Profile Image for Hasan Alansari.
32 reviews37 followers
May 24, 2012
رصد جميل ، لكنه كما رصد موقف السلفية المصرية قد أهمل بل انعدم ذكر السلفية الكويتية، حيث أنها تشارك في العملية الانتخابية من التسعينات وانقسمت مواقفها، فكما تم رصد موقف السلفية السعودية والمصرية بشكل دقيق فقد كان حريا رصد السلفية الكويتية.
وإن كنت أشعر أن موقف الإخوان المسلمين تم رصده بشكل ضعيف لا أعلم.
خلاف هذه الملاحظة أو الاثنتين فإن الكتاب خفيف ورائع وجهد يُشكر عليه .
Profile Image for Mohammed Alzahrani.
3 reviews3 followers
May 26, 2013
هذا مختصر للكتاب يغني عنه

كتبته على شكل تغريدات في حسابي
https://twitter.com/Alzahrani_MA/stat...

أحدثت الثورات العربية (ث) إرباكاً فكرياً جلياً عند المهتمين والمفكرين والعلماء لا يقل عن الإرباك السياسي

كانت الثورات صادمة للجميع، فعلى الرغم من الأطروحات من كافة التيارات التي درست الواقع العربي وكيفية الخروج من المأزق الحضاري، إلا أن أحداً لم يتنبأ بمثل هذا السيناريو

بعض الالتقاطات الإعلامية -قبل الربيع- لكلمات ناشطين يراد لها أن تعتبر تنظيراً وتنبؤاً للثورة لم تكن إلا تعبئة سياسية أكثر من أي شيء آخر

يتنبأ الباحث أن "الثورات العربية ستحدث تحولاً في المفاهيم من رجل الشارع البسيط إلى الباحث المتعمق
‏تمكن الربيع العربي من طرح إمكانية(حرق المراحل) ينتج تحول السلطة إلى الديموقراطية حتى قبل تحول الأفراد،عكس نظرية التدرج من القاعدة إلى القمة

تمكن الربيع العربي من طرح إمكانية (حرق المراحل) لينتج تحول الدولة إلى الديموقراطية حتى قبل التأهيل البشري للديموقراطية، تماماً عكس النظرية التدرجية من القاعدة إلى القمة

كسر الربيع قاعدة عدم تصور الثورة دون عنف،من جانب الشعوب الثائرة طبعاً،المبدأ الذي قررته أرندت في كتابها On Revolution 1960

كان البعد الحقوقي الشعبي والسياسي أكثر حضوراً وأشد وطأةً في المشهد الربيعي العربي من البعد الفكري والفلسفي مما ساهم في نزول المثقف المتعالي عن الشارع ليدلي بدلوه عن قرب!

(الحالة الثورية) لا توجد بالضرورة أينما وجدت (حالة النقص) من فقر وفساد، بل لابد من وجود (حالة الوعي بالنقص) كما عبر هيجل ولذلك فالمجموعات الثورية غالباً ما تكون من أفراد الطبقة الوسطى

إذن فالحالة الثورة قد توجد مبكراً دون أن تظهر واقعاً، أما (الفعل الثوري) فلا يحدث غالباً حتى تنسد "شرايين الإصلاح السياسي"

يصعب التنبؤ بفعل ثوري في المجتمعات التي تعيش انقسامات طائفية أو عرقية أو جهوية فهذا يحدث تكافؤاً قد يزيد من تمكن السلطة المستبدة باعتبارها ملاذاً للجميع

لا يشترط لنجاح الثورة أن يشترك فيها فعلياً الغالبية، فلا يقدم عليها غالباً إلا طليعة محدودة شجاعة ولا تكترث بالحسابات (المابعدية) يساندها أغلبية صامتة تعارض النظام وإن كانت معارضة للثورة

استطاعت الثورات العربية أن تسقط رأس الاستبداد المباشر لكنها تواجه إشكالية (مجتمع ما بعد الثورة) والذي لم تستوعب جميع أطيافه القيم المدنية بالقدر الكافي لانتظام العمل المؤسساتي

هذه الإشكالية وغيرها تزيد من تعقيد الصورة وتفتح الاحتمال لكافة السيناريوهات من التطور الإيجابي السريع إلى الحرب الأهلية!

أعطى الربيع العربي قيمة عالية لفيسبوك وتويتر لتسجيل مواقف احتجاجية (ثورية) من قبل مجموعات شبابية غير مؤدلجة قد تتمكن من التعبئة لكنها تعجز عن إدارة المسار وتنظيم الفعل الثوري

لا يمكن لأي تحليل للثورات العربية أن يتجاهل تأثير ثورة تونس التي اختزلت المكان والزمان وعبئت النفوس على نحو صارخ

وبسؤال عدد من الرموز الفكرية في ميدان التحرير عن السبب الأهم الذي حرك الناس، تأتي الإجابة بالإجماع : "تونس" !!

أثبت الواقع من خلال شواهد كثيرة أن التنظير يأتي متأخراً عن الواقع بدل أن يكون راسماً له ومحدداً لمساره

ومن ذلك، الواقع الذي فرضته الحكومات الجبرية في تاريخنا والذي نتج عنه تنظيراً يقره ويحشد لمشروعيته الشواهد كما في كتب الأحكام السلطانية

ومن ذلك، تورط الجماعة الإسلامية في مصر في العنف ثم التنظير لهذا الموقف، ثم إعلان إيقاف العنف، ثم كتابة مراجعات تشرعن هذا التوقف

في السعودية، كان الموقف حاداً من الانتخابات، ما لبث أن انقلب عند أول تجربة انتخابية لتكون أول قوائم المرشحين تضم أولئك الرافضين للتجربة الانتخابية
-------------

الإسلاميون والنظام الديموقراطي

"ثمة مساحة واسعة من التباينات الفكرية والسياسية في الفضاء الإسلامي " فلا يمكن الحديث عن كتلة واحدة وموقف واحد

كان (الإخوان) و(ما بعد الإخوان) (العدالة والتنمية التركي والمغربي والنهضة والوسط) أكثر وضوحاً في قبول الديموقراطية من التيار السلفي بأطيافه

"اعتبر حسن البنا النظام النيابي الدستوري هو أقرب النظم السياسية إلى الإسلام".. كان قبولاً ضمنياً لم ينتج تنظيراً فقيهاً مؤصلاً يبين علاقة الديموقراطية والشريعة

اشتدت الاعتراضات على فكرة الديموقراطية في منتصف القرن الماضي ولعل حزب التحرير من أوائل من قام بهذا الدور ��ألفوا في ذلك كتباً
اعتراضات الشرعيين على الديموقراطية تتمحور حول: أنها منتج غربي،مبدأ الحكم للشعب،تساوي بين الناس في أصواتهم على تفاوت قدراتهم، قراراتها ملزمة بخلاف الشورى،وتقبل وجود معارضة وهذا يخالف طاعة ولي الأمر

أصدر شرعيون آخرون ومفكرون كتباً وأبحاثاً تسعى لتفكيك مواطن التعارض أو لتأكيد شرعية الآليات الديموقراطية دون فلسفتها،كالغزالي ومحمد ضياء الريس والعقاد وفهمي هويدي والقرضاوي وعبدالكريم زيدان والغنوشي والريسوني وغيرهم
-------
موقف الإسلاميين من الثورات العربية

ليس علمياً وضع الإسلاميين في سلة واحدة حين الحديث عن هكذا مواقف، ويمكن عموماً الوقوف على صورة معبرة عن موقفهم من خلال مدرستين: الإخوان وما بعدهم، والسلفيون

الإخوان: لابد من استحضار ظروف تشكل الجماعة وفلسفتها بداية، فالاضطهاد والقمع الذي مورس ضدها جعلها "تتكيء على التربية الهادئة والتدرج في الإصلاح"و "تعزيز الصمود والصبر على الابتلاء"

ولذلك: فلا غرابة أن تتردد الجماعة في تبني رأي رسمي من إعلان ٢٥ يناير من قبل شباب الثورة، كانت البداية تحفظ على المشاركة!

كانت البيانات الأولية للجماعة تتمثل في دعوة النظام للقيام بإصلاحات جذرية دون إشارة إلى مظاهرات يوم الغضب!

تطور الأمر بعد ذلك إلى أن القيادة "تدرس الوضع" ثم الإعلان عن مشاركة على مستوى القيادات مع "إذن غير معلن" لمشاركة شباب الإخوان!

لم يتبلور موقف الجماعة الرسمي وانحيازها للثورة ودعوة مبارك ل"ترك" الرئاسة حتى "بات واضحاً أن المصريين يعيشون حراكاً ثورياً"، وكان ذلك ٢٩ يناير وما بعدها

لا ننسى على الرغم من هذا الدور المهم للجماعة في ثورة مصر و"الدور التاريخي لكوادرالإخوان في حماية الثورة يوم موقعة الجمل ٢فبراير"..

بعد سقوط النظام، دخلت الجماعة حالة (عصف ذهني) حول دورها فيما بعد الثورة، المصالح الوطنية والمكاسب الحزبية، حجم وشكل المشاركة السياسية

أثمر هذا العصف تبايناً في الرؤى وتبعه حالات من الانشقاق عن الجماعة واختيار العمل المستقل كعبدالمنعم أبي الفتوح وحبيب والزعفراني وهيكل والديب وغيرهم

بدا لبعض المهتمين بأداء جماعة الإخوان أن أدبياتها وظروف تكونها النفسية تجعلها أكثر تماسكاً أوقات الابتلاء والتضييق منها أوقات الانفتاح والتمكين !

في اليمن: كان الموقف الرسمي للتجمع اليمني للإصلاح أكثر وضوحاً في انحيازه مبكراً للعمل الثوري لشباب التغيير بمشاركة أحزاب (اللقاء المشترك)

في المغرب: انقسم حزب العدالة والتنمية في قراره السياسي حول دعوة مجموعات شبابية إلى مظاهرات تطالب بإصلاحات دستورية واسعة، تبع ذلك تراجع شبيبة الحزب عن المشاركة

لابد من القول بعد هذا إن الحركات الإسلامية كانت الرابح الأكبر من التحول الديموقراطي فقد وصلت إلى كرسي السلطة عبر صناديق الاقتراع في تونس ومصر والمغرب..

انتقال الحركات الإسلامية من مواطن الاضطهاد والمعارضة إلى فضاءات السلطة وتعقيداتها يتطلب منها أموراً منها :

(١) التكيف الفعال وتغيير الخطاب السياسي ليكون مرناً حراً بعد أن كان يدور في فلك الابتلاء والممانعة

(٢)الاعتماد كلياً على التجربة الانتخابية النزيهة في التعيين وتبادل السلطة وتحييد الاختيارات الفردية وثقافة التزكيات

(٣)فك الاشتباك نظرياً وعملياً بين العمل الشعبي الدعوي والتربوي وبين العمل السياسي الاسلامي،ذلك خير للدعوة، وللسياسة! فإما (داعية) أو (رجل سياسة)!

(٤)الاضطلاع بملفات التنمية بفعالية وواقعية إن كانت تريد البقاء (الديموقراطي) في قمرة القيادة،هذا يمثل تحدٍ كبير فقبعة المعارض المثالي ليست قبعة السياسي الواقعي!

------
السلفيون والربيع العربي

بكل تجرد ووضوح: يمكن وصف الخطاب السلفي تاريخياً بمرحلة ما قبل وما بعد الثورات العربية!

يتكئ التصور السلفي على إرث فقهي طويل أصّل مسائل الخروج المسلح على أئمة الجور، لكن بالانتقال إلى أجواء الربيع العربي حيث التغيير السلمي، فإنك تجد (فراغاً تأصيلياً وفقراً استدلالياً)!

يمكن القول إن الثورات العربية "أنهت عقد ابن لادن ودشنت عقد البوعزيزي" !

جديرٌ بالذكر أن تيار الغلو السلفي بشقيه-المتماهي مع السلطة المتغلبة والمكفر لها- يستقي تنظيره من ذات التراث السياسي الذي تشكل بعد عهد النبوة!

على سبيل المثال يكثر غلاة السلفية بشقيها من التلويح بمصطلح (الفتنة) بمدلولها الفضفاض وعليك أنت تفسير المصطلح بحسب انتمائك الأيديولوجي!

ولتدرك الأثر المزلزل للأفكار حتى على السلفية الجهادية،خذ على سبيل المثال آخر كلمة سجلت لابن لادن قبل اغتياله ٢ مايو ٢٠١١ سماها (رياح التغيير) مرحباً "بالتحرر من عبودية الحكام والهيمنة الغربية"!

ومثله أنور العولقي الذي اغتيل في سبتمبر ٢٠١١ فقد كتب مقالاً بالانجليزية (تسونامي التغيير)
يؤكد أن هذه الثورات هي خطوة في الاتجاه الصحيح!

"يمكن مراجعة موقف قادة التيار الجهادي من الثورات العربية في كتاب د.محمد أبو رمان (السلفيون الجهاديون في الأردن ومقاربة الثورات الديموقراطية العربية) مركز الدراسات الاستراتيجية"



---------------------------

الفصل الخامس

الخطاب السلفي في السعودية إزاء الثورات العربية والديموقراطية

بدايةً وقبل الثورات فالموقف السلفي التقليدي يتسم بالرفض الصريح للديموقراطية لنفس الأسباب آنفة الذكر..


سفر الحوالي: (....أما هذه الديموقراطية فهي كفر وشرك كما بينا)
ناصر العمر: الديموقراطية (تمرد على حكم الله)
بندر الشويقي: (لا لأوثان البشر ولا لأوثان أفكارهم) رداً على محمد الأحمري (انتصار الديموقراطية على الوثنية في الانتخابات الأمريكية)
هذا فضلاً عن الرأي التقليدي من الرموز السلفية المحلية كالشيخ البراك

لخص د.إبراهيم الناصر في مقال (موقع المسلم) موقف الناس من الديموقراطية في أربعة مذاهب:
١- قبول مطلق لها فلسفة وآلية وممارسة
٢-رفض مطلق
٣-رفض فلسفتها وقبولها آلية وممارسة
٤- قبولها ممارسة بضوابط باعتبارها ضرورة
وأكثر الإسلاميين -بحسب الناصر-يدورون بين ٢و٤ ويختاركثير من التيارات الإسلامية السياسية
٣
هذا بالنسبة للديموقراطية، وتخف الحدة قليلاً حين الحديث عن مشروعية أهم آلياتها (الانتخابات) على أن طبيعة الموقف السلفي ظلت ناقدة عموماً لفكرة الانتخابات

من أكثر الدراسات انفتاحاً في الوسط السلفي لفكرة الانتخابات رسالة فهد العجلان(الانتخابات وأحكامها في الفقه الإسلامي)
بعد هذا تسائل الباحث: ماذا صنعت الثورات العربية (باخطاب السلفي السعودي)؟
"والفكر السلفي في السعودية شهد من جانبه على وقع هذه الثورات تطوراً ملحوظاًفي تعاطيه مع عدة ملفات سياسية وفكرية"
في حين آبدت غالبية السلفية التقليدية تحفظها على الثورات، رحب كثير من الشيوخ والدعاة المحسوبين على السلفية بها
شارك بعض الرموز كيوسف الأحمد في التوقيع على (وثيقة دولة الحقوق والمؤسسات) والتي تبنت مطالب حقوقية في النظام الديموقراطي
خطاب سفر الحوالي الذي ألقاه نيابة عنه وليد الطبطبائي في مؤتمر (ولدنا أحراراً) في تونس تضمن "لغة مختلفة ومتطورة تجاه الديموقراطية تحمل الكثير من الإشادة"!
على أرض الواقع تغيرت نظرة الغالبية السلفية تجاه الانتخابات وآل الخلاف نظرياً حول ماذا لو اختار المسلمون تنحية الشريعة!
وبات أكثرهم يقبل الانتخابات وفصل السلطات وتداولها وقيام أحزاب سياسية ومشاركة المرأة، ثم يقول : أرفض الديموقراطية! حساسية مصطلح !
وقد أعد إبراهيم السكران بحثاً (مفاتيح السياسة الشرعية،موجود في النت)حشد فيه نقولات كثيرة ليستدل على مشروعية مسائل هي من صميم النظام الديموقراطي بحسب الباحث
وبحسب المؤلف فلو تخلص الباحث من حساسية المصطلح لكانت تسمية بحثه (شرعية آليات النظام الديموقراطي ) لكان أكثر دقة وانضباطاً
عموماً "يمكن الحديث اليوم عن أن أغلب الرموز المؤثرة في التيار السلفي السعودي تجاوزت عملياً الحديث عن شرعية الانتخابات والعمل الحزبي"

--------
الخطاب السلفي المصري والثورات
يمكن ابتداء -قبل الثورات- تقسيم المشهد السلفي المصري إلى قسمين: ١-جمعيات كالدعوة السلفية بالإسكندرية وأنصار السنة المحمدية والجماعة الإسلامية
٢-رموز تنتمي لاحدى التشكيلات السابقة أو مستقلة كأبي إسحاق الحويني وياسر برهامي ومحمد حسان ومحمد عبدالمقصود ومحمد إسماعيل المقدم وغيرهم

يمكن الحديث أيضاً عن الموقف السلفي المصري حيال الديموقراطية، العمل الحزبي، التظاهر ، قبل وبعد ثورة يناير
كان هناك ما يشبه الإجماع السلفي المصري عن موقف يرفض الديموقراطية وآلياتها، أمثلة:
(١)عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية:"نحن لا نقول فقط إن الديموقراطية حرام، بل هي كفر"
(٢)ياسر برهامي:"المشاركة في الانتخابات تتطلب تقديم تنازلات كثيرة عن مبادئ الدين، ويترتب على ذلك خلل كبير"
(٣)الشيخ سيد الغباشي ألف مبكراً "القول السديد في بيان أن دخول مجلس الشعب منافٍ للتوحيد"
(٤)محمد عبدالمقصود:"هذا المجلس(م الشعب)يتحاكم إلى غير شريعة الله...وهذا كفر
والسؤال الآن: ما الذي تغير في الموقف السلفي المصري أثناء ثورة يناير؟
أثناء الثورة:كان الموقف السلفي متبايناً، فالدعوة السلفية كانت رافضة للمشاركة، جاء هذا في بياناتها الرسمية وعلى لسان أبرز شخصياتها
كذلك كان الموقف من جمعية أنصار السنة المحمدية فقد أصدرت بياناًوحيداًتدعو فيه الجمهور للعودة للبيوت
نشر د.ناجح إبراهيم المنظر الشرعي للجماعة الإسلامية مقال "ارحموا عزيز قوم" يدعو لتصديق كلمة مبارك "المؤثرة"!

التزم الحويني الصمت وبارك عبدالمقصود الثورة منذ االبداية فيما "تذبذب" موقف محمد حسان بين الرفض أول الأمر ثم النزول إلى الميدان والإشادة بالمتظاهرين
والآن :ماذا حدث بعد الثورة؟
الدعوة السلفية من رفض الديموقراطية ووصفها بالكفر إلى قبول آلياتها وتأسيس حزب النور السلفي
ياسر برهامي:"..فالديموقراطية التي قبلنا آلياتها ...منضبطة بضوابط الشريعة.."

الشحات من الرفض المطلق إلى:"الديموقراطية عبارة عن فلسفة وآليات..الآليات مقبولة وليس فيها ما يخالف الشرع..وأما الفلسفة فلو أضفنا لها مرجعية إسلامية سنكون قد حللنا المشكلة"

ملاحظات نهائية للمؤلف:
(١) لم يكن هذا تتبعاً لتناقضات خطاب معين بل إشارة إلى "وهم الصلابة الإيديولوجية"
(٢) قد يعد هذا التغير مثار انتقاص عند البعض لكنه في رأي المؤلف وآخرين يعد تفاعلاً إيجابياً مع الواقع السياسي
(٣) على الرغم من قسوة الإعلام في تعامله مع الحركات الإسلامية إلا إن هذا الفعل سيختصر الزمن على الإسلاميين في تفادي الأخطاء
(٤) تقدم التيار السلفي في فضاءات السياسة لا يؤول بالضرورة إلى تراجع مدنية الدولة بل يشير إلى تحوله المتنامي من التنظير المثالي إلى التعاطي العملي مع الواقع المفروض

انتهت تغريدات (الإسلاميون وربيع الثورات) واعتذر لكم عن الإطالة واعتذر للمؤلف إن كان قد جنح التعبير عن مراده في بعض التغريدات
Profile Image for اسامة الخطيب.
93 reviews8 followers
November 10, 2020
اظن ان اكثر ما ازعجني بالكتيب حجمه الصغير كنت اتمنى في مقام كهذا ان يتناول القديمي الموضوع باستفاضة اكبر وتحليل اوسع من وجهة نظره ، الا ان هذا التحول المهم في المفاهيم الايدلوجية والتغييرات على الصعيد السياسي لدى فئة كبيرة ومهمة جدا من الوسط الديني(السلفي) والمجتمع يعيد ترتيب افكارك بطريقة مذهلة ويقلل من حدة الاحكام التي كنت تؤمن بها وتخفيف مكانة الاسود والابيض وتزيد مساحة الرمادي في البحث والشك والنظر الى الامور.
Profile Image for أحمد.
29 reviews5 followers
November 15, 2012
قرأته في كتاب يوميات الثورة الذي كان ملحقا في آخره ، وهي دراسة رائعة ورصد جيد لموقف التيارات السلفية خصوصا من الربيع العربي وتلخيصها بعبارة "فقدان الأساس النظري والتأصيلي للتحولات الفكرية لدى التيارات السلفية" ، مع إيماني بصحة مسلكهم فيما يخص الممارسة المنتجة للفكرة كما يقول مالك بن نبي "إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة ولكن منطق العمل والحركة، فهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاما مجردا بل أكثر من ذلك فهو يبغض أولئك الذين يفكرون تفكيرا مؤثرا، ويقولون كلاما منطقيا من شأنه أن يتحول في الحال إلى عمل ونشاط" ، ولذلك صنف المنطق العملي على أنه أحد عناصر الثقافة الضرورية للنهوض بالمجتمع، وهو يرى كذلك أن النشاط والعمل ينتج الفكرة كما يفكر الإنسان الحضاري ليعمل ، ولكن مع وجود الاساس الفلسفي أو التأصيلي لثنائية النشاط والفكرة.
Profile Image for عِماد  عبابنة .
231 reviews67 followers
December 21, 2013
لدى نواف القديمي الكثير

والجهد الفكري الذي يثرينا بكل هذه الكتابات يقدّر جدا

ثلاث نجمات فقط لأنني شعرت أن الكتاب يحتاج تفصيل وإسهاب أكثر

فكرة التغيرات الفكرية التي أنتجتها الثورات العربية في الحالة الإسلامية موضوع مهم جدا ويطرح في البال اسئلة من قبيل
" لماذا ننتظر رد الفعل حتى نُراجع تنظيراتنا ومواقفنا ؟
وفي حال أصبحنا الفاعلين "لا مراقبين للفعل.... كما حصل مع الإخوان في مصر " فما الانتاجات الفكرية والتنظيرات التي نملك .. كوننا اعتدنا أن ننتج عند ردة الفعل وهنا لا يوجد ردة فعل ؟


الكتاب كما ذكر الكاتب في نهايته لا يهدف إلى ان نرمي هذا التغير باتهام التناقضات ونأخذ موثق سلبي "كما سيفعل بالتأكيد المتحاملين على الإسلاميين"
بل لنرى بريق أمل مبشّر بخير كون هذا الانفتاح الفكري يدل على بداية نضوج فكري وفلسفي لدى هذه الجماعات الإسلامية

وهو ما ندعو الله أن يحمل معه الخير الكثير :)
Profile Image for طارق حميدة.
371 reviews98 followers
June 24, 2016
نظرة القديمي الواسعة
التي تحتوي التيارات الاسلامية باختلاف توجهاتها
شيء يستحق الاحترام

هذا البحث هو رصد للتغير الذي حصل للخريطة الادراكية لدى الاسلاميين
بشقيها النظري و العملي

و ارى انها خطوة مميزة تحسب له
من حيث انها دراسة لتاريخ الافكار و النظريات و تغيرها و لو على المستوى القصير

فلن ينكر احد ان الثورات زادت من سرعة عجلة التاريخ
و فرضت على اهل الفكر و الفتوى واقعا سابقا لهم
خصوصا ان الاغلب لم يكن مع حركة الثورات منذ بدايتها


انتقد عليه تفائله المفرط
عند استشرافه لمستقبل الاسلامين داخل الصراع السياسي
و لا الومه
بالنهاية كل منتمي للتيار الاسلامي عاش بتفائل و تمنى حصول الافضل


دراسة جيدة رغم قدمها نسبيا - 2012
و اتمنى ان يتابع القديمي دراسات مثيلة
Profile Image for علي النمر.
Author 4 books55 followers
April 30, 2013
استقراء الأستاذ نواف القديمي لواقع الإسلاميين -أو السلفيين بشكل أدق بحسب الكتاب- مع الثورات وربيعها ، فيه من التحليل اللطيف الجيد الواعي ، ولعل أكثر مايلفتك ويجعلك تحترم هذا الشخص هو وقوفه على المعلومة بشكل شخصي لايعتمد كثير منه على النقولات ..


مستخلصات هذا الاستقراء الموجودة في ختام الكتاب لاتخلو من بعض التفاؤل الذي يشبوه نوع من اللاواقعية ، رغم أنه ساق مبررات تفاؤله ، إلا أني لاأتصور أن يسير الواقع باتجاه تفاؤله
Profile Image for مشاعل عبدالله.
15 reviews
September 5, 2016
يرصد الباحث في الجزء الأول من الكتاب التطور الذي أحدثه الربيع العربي على التيارات الإسلامية عموماً ، و تركز الدراسة في نصفها الثاني على تأثيره بالفكر السلفي في السعودية و مصر ، و يظهر الكتاب أن أثر الربيع العربي لم يكن مقتصراً على الدول التي عايشت الثورات و التغيرات السياسية ، بل شمل الفكر العربي عموماً ..
لقد وجدت بالكتاب دعوة صريحة للتفاؤل فهو يثبت قابلية تطور العقلية العربية ، و يسقط عنها تهمة الجمود الفكري التي اعتدنا على ترددها في كتابات المثقف العربي المتشائم..
Profile Image for وضحى.
191 reviews344 followers
November 11, 2012


دراسة جميلة وإن كانت صغيرة في عمرها( سنة واحدة) وفي حجمها (٦٠صفحة)، إلا أنها تناولت التيارات الإسلامية وموقفها من الثورات العربية والتغيرات التي طرأت على خطابها وسياستها..
Profile Image for Mohammed Almutlaq.
113 reviews5 followers
April 6, 2013
كتاب خفيف أوجز فيه الكاتب
موقف الأسلاميون من الديموقراطية
قبل وبعد الثورة...
صراحة وجدت شيء من التناقض
في مواقفهم...
كتاب ممتع بالإمكان تنهيه في ساعة ونصف
Profile Image for H M.
183 reviews94 followers
April 13, 2013
* تحليل ممتاز لوقائع الربيع العربي وآثارها المختلفة بإسلوب (المختصر المفيد)
* الدين أصبح مطاط يقلبه بعض علماؤه بما يناسب أوضاعهم
Profile Image for وسام عبده.
Author 13 books200 followers
April 2, 2015
كتاب جيد ولكني أعتقد انه كتب كمجموعة من المقالات، كما أن التوقعات التي يقدمها تحتاج إلى وقفة مع بعضها وتحديث لمحتوى بعضها الآخر في ظل الظروف الحالية. الكتاب بصورة عامة جيد.
Displaying 1 - 18 of 18 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.