كثيرا ما تراودنا أحلام وردية حول العصور القديمة، وتأخذنا مركبات الخيال إلى موانئ القرون المنصرمة، لتتجول بنا في طرقات العالم القديم الذي شهد الكثير من القصص والروايات التي صارت ملهمة لأجيال لاحقة. تأخذك الرواية إلى عالم القرن الرابع/الخامس الميلادي لتضع أقدامك في تربته الحقيقية؛ تربة من شخوص مثلنا .. من لحم ودم. سترى بشراً امتهنوا واحترفوا صناعة الأقنعة والوجوه الزائفة، وبشراً أصروا على نزع أقنعة الماضي الشائهة، والمضي قدماً، بلا تردد، نحو إنسانيتهم الكاملة، التي اكتشفوها بهية لامعة مشرقة صافية، على دروب الحق، وهجروا الماضي، وهاجروا بكامل قلوبهم نحو النهار.
رواية #الهجرة_إلي_النهار لأبونا سيرافيم البراموسي رواية فيها منهج روحي مش منفصل عن الإنسان سيرة حية لقديس عظيم نافعة جدا لحد نفسه يعرف ربنا و لحد ابتدا السكة لكن لسه بيصارع مع نفسه و عاداته القديمة فيها أب له من الحكمة و إفراز النور اللي يخليه يقبل ضعف انسان و يهذبه لتصبح روحه حرة منطلقة فيها بيرسم صورة حية جميلة لحياة التلمذة الحقيقة و ما فيها من أبوة و بنوة و أخوة فيها بعض من حقائق مرعبة عن وحشية ابليس و مكر و قسوة اعوانه فيها فصل واضح بين الظلمة و النور و بين الحق و التكيف مع الخطأ فيها تعاريف لمباديء روحية بشكل عميق و بسيط زي المحبة الأخوية و الإفراز و الحياة الحقيقية فيها حرية و اطلاق و اتساع و شغف و دعوة للمعرفة للرجوع و للحياة و الحب نعم فيها بعض من حقيقتنا و حقيقة حياتنا رواية لها اثر كبير في نفسي خليط من الوجع و الدموع و الفرح و الإنطلاق لكن يغلب الوجع احب اقراها مرة تاني.
الأسلوب الأدبي المستخدم في الكتابة ووصف الاحداث والتفاصيل ممتاز. ابونا سارافيم كان بارع في توضيح كتير من تعاليم الكتاب المقدس والنفس المغلوطة من خلال سياق القصة بأسلوب ماهر. الكتاب جميل جدا للشباب
" لا يوجد قانون في هذه الحياة يجب أن ندفع الآخرين إبيه دفعاً من لا يجد مغامرته يظل تائهاً، ولا يجد لذة في اللذة"
" لكل امرئ.. شغفه.. مغامرته... شوقه.... حبه..."
وكما هي العادة في كتب الراهب سيرافيم، تجد نفسك أمام كلمات ممتعة وأسلوب شيق للغاية، وامتاع يجعلك لا تريد للكتاب أن ينتهي... حيث تجد الأسلوب الأدبي والتشبيهات العميقة المعبرة... فترضي الحس الأدبي لديك، ورغم ذلك تجد الكلام سهل والفهم ليس بالعسر وفي نفس الوقت تجد التركيز على المشاعر الإنسانية... فتجد نفسك تحزن مع من يحزن، وتسعد مع من يسعد بل إنك لتغتاظ وتسخط على ذاك الشخص الذي يبادر بالاستفزاز داخل القصة
فقد ركز في روايته هذه على مشاعر عديدة... مشاعر الحزن النابع عن الظلم والتعامل بتكبر وخيلاء ومشاعر ذلك الشخص المنافق الذي يرتأي فيه نفسه فوق ما ينبغي أن يرتأي ومشاعر الخوف من ذلك الشخص المختلف المنضم حديثاً لجماعة ما ومشاعر ذلك الشخص الذي لديه ماضِ مختلف او صفة ما، فتجد من يعايره بذلك
عديد المشاعر التي عبرت عنها الرواية وابدع فيها الكاتب
اما عن حبكة الرواية.... فهذه مخيرة بعض الشيئ إذ ان الرواية تحكي قصتين متداخلتين، رغم أن لا رابط بين القصتين ولكن رغم ذلك تجد أن عنصر التشويق موجود في كل قصة منهما، حتى أنك لا تشعر بالملل، رغم أن منهم قصة معروفة لي قبل قراءتها وهي قصة توبة الأنبا موسى الأسود، ولكن رغم ذلك قرادتها بذلك الأسلوب الأدبي كانت ممتعة للغاية
ولكن هذا لا يمنعني من أن ابدي عدم موافقتي لحد بعيد على سرد قصتين غير مترابطتين في نفس الرواية فكان ممكن ان يتم كتابة كل منهما بشكل مستقل إذواشعر كما ولو ان هناك جوانب من القصص لم يتم الحديث عنها بشكل كافي، وشخصيات رغم أنها كانت تبدو رئيسية إلا أنها بدأت تتساقط من السرد مثل شخصية الأب نيلوس والذي يدون قصة أبا موسى، في البداية تشعر أنها شخصية ستنال حظها في السرد، وفجاة تجد أن دورها سقط في السرد
فالروايةإذاًمن حيث الأسلوب الأدبي والروائي والسردي تماثل أروع الروايات المشهورة وتمتلك حس المتعة والتشويق، وتجد نفسك لا ترغب في إنهاء الرواية وتصف المشاعر بدقة وروعة، مع وجود العديد من المواعظ الاخلاقية، والكلمات التي تتحلى بالسلام
ولكن كل ما تفتقر إليه الرواية، هو التوزيع الجيد للادوار والشخصيات، إذ تجد رغم عدد الصفحات الكبير نسبياِ ( 380) إلا أنك تشعر أن القصة كانت قصيرة جداً، ولم يتم التوزيع الجيد للأدوار
الرواية قصتين، قد تكون في تصنيف الرواية أو هدفها، القصة الرئيسية هي قصة الأنبا موسى الأسود، وهي التي نالت حظها من السرد والقصة الأخرى هي قصة عبيد السيد زينون الذين يعانون القهر، وبطلتهم يوأنا التي وجدت في معرفة الرب يسوع عن طريق الأب سمعان نافذة جديدة وأملاً جديداً
أرى أنه كان من الافضل اعتبار القصة الثانية هي القصة الرئيسية في السرد مع تداخل سيرة الأنبا موسى بالاسلوب الذي تم بالفعل في الرواية ولكن تم التركيز بصورة شبه كاملة على قصة الأنبا موسى فجاءت ااقصة الثانية وكأنها قصة فرعية غير مفهوم سبب وجودها في الرواية
ولكن رغم ذلك النقد، إلا أنها كانت من أمتع ما قرأت منذ مدة طويلة جداً
4 / 5 ⭐⭐⭐⭐
Very recommended لوانت حابب تقرا حاجة تتستمتع بيها، وفي نفس الوقت هتلاقي كلام في النص رائع ومشاعر... يعني لو عاوز تقرا حاجة تفصلك شوية 🥰🥰
أصبحت من محبين الروايات الروحية اللي في نظري بتساعد الناس انها تشوف ربنا و تلمسه و تعرف عنه بطريقة محببه و الهجرة إلى النهار واحدة من الروايات اللي انضمت لمجموعة الروايات دي عندي! • اولاً أسلوب الكتابة: ساحر ! ابونا الراهب كاتب الرواية ب اسلوب شعري و فيه بلاغة فالوصف أنا مشوفتش زيها غير في روايات نجيب محفوظ ! قادرة ألمس موهبة جميلة في أسلوب الكتابة و الوصف اللي أمتعوني . • ثانياً القصة : اختيار قصة زي قصة القديس موسى الأسود خلتني احس بيه ك انسان اكتر و اشوفه في صورة الانسان اللي عاش عالارض و عانى مع افكاره و ماضيه عشان يبقى فالاخر قديس عظيم ، حبيت اني شوفته بشكل مختلف بجانب شكله كقديس كبير فالكنيسة و عرفت اكتر عن قصته اللي طلعت فعلاً ملهمة. • ثالثاً السرد : تداخل القصتين مع بعض كسر الملل و خلى في فضول ايه اللي هيحصل بعد كدا . رابعاً الشخصيات : كان تركيبها كويس و خدت حقها نوعاً ما و الحبكة فيهم كانت جميلة.
رواية جميلة مش بس مليانة بقصص حلوة بل كمان دروس روحية عميقة مفيدة و نصايح حكيمة .
اسلوب ابونا سيرافيم بقى احسن كتير عن الرواية الاولى ليه "ليكن نور" ، حقيقي استمتعت بيها جدا و بأحداثها و واقعيتها .. خصوصا احداث النهاية اللي كانت صادمة جدا و مبتورة الى حد كبير بس لما جيت فكرت بعد وقت حسيتها مناسبة جدا و خصوصا نهاية قصة اونان اد ايه واقعية و اد ايه لو كان كمل في خطته كانت القصة هتبقى مبتذلة ولكن اللي حصل دا غير كل الحسابات.. كان نفسي بس نكمل شوية في خط احداث بقية الشخصيات مش نسيبهم فجأة لكن عموما انبسطت جدا بالرواية خصوصا كمان انها بتحكي عن واحد من اقرب القديسين لقلبي و هو الانبا موسى ❤️
This entire review has been hidden because of spoilers.
اعجبتني القصة الاصلية و هي سرد قصة الانبا موسي الاسود بالتفصيل … و لكن يوجد بعض القصص الفرعية مثل قصة ابونا سمعان اراها لا علاقة لها بالقصة الاصلية و ان حاول المؤلف ان يربط بينهما
This entire review has been hidden because of spoilers.
طريقة الكتابة كونها متمحورتش حول سيرة الانبا موسى بل شخصه كمرشد للنفوس بقصته وخبراته دة اكتر حاجة عجبتني ..ان الرواية بينت بطريقة عملية ازاي نطبق قصص القديسين في حياتنا