إن التسليم للنص الشرعي أمر يتعدى أن يكون مجرد إيمان بالقرآن والسنة والاحتجاج بهما, فهو التزام وانقياد تابع لكمال الإيمان, إذا زاد زاد, وإذا ضعف ضعف.
هذا الكتاب الذي بين أيدينا اليوم يتناول قضية التسليم للنص الشرعي, باتباعه سواء كان من الكتاب أو من السنة, وسواء كان قطعيًّا في ثبوته أم ظنيًّا, وقد بيَّن المؤلف أن التسليم والإذعان للنصوص الشرعية والعناية به يتطلب أمرين مهمين: بيان معناه, وتأصيله, وشرح أدلته, والكشف عن مستنداته العقلية والنقلية التي يقوم عليها, والأمر الثاني يتطلب العناية بالمعارضات التي ترد على النص الشرعي والإجابة عليها إجمالاً وتفصيلاً, وهذا ما حاول المؤلف القيام به في هذا الكتاب.
وقد تألف هذا الكتاب من خمسة فصول:
الفصل الأول: وقد وسمه المؤلف بـ (( التسليم للنص الشرعي والمعارضة بالعقل)), حيث تناول فيه وظيفة العقل ومكانته من النص الشرعي, وبيَّن معاني العقل, وذكر مجموعة من المقومات التي جعلت العقل يتبوأ مكانة عالية في الشريعة منها كونه دليلاً موصلاً إلى الله, ويقبل بصاحبه إلى الإيمان به, وأن المحافظة عليه تعتبر من الضرورات الشرعية, وأن إعماله جزء من أحكام الشريعة، وغيرها من المقومات.
ثم أردف المؤلف بذكر المجالات التي يُسلِّم فيها العقل للنص الشرعي, كالتسليم للمغيبات, والتسليم للأخبار الشرعية, والأوامر والنواهي الشرعية، والأحكام التعبدية, إلى غير ذلك.
ومن ثم عدَّد أشكال الانحرافات بالعقل عن التسليم للنص, كتقديمه عليه, واستقلالية العقل، وتقديسه، والاعتماد عليه, وإنكار ما كان خارجاً عن المحسوس, وغيرها من الطرائق التي تنحرف بالعقل عن مساره الصحيح في التسليم والإذعان للنص الشرعي.
الفصل الثاني: تكلَّم فيه المؤلف عن مسألة التسليم للنص الشرعي والمعارضة بفهمه, فبدأ بالحديث عن المعالم الأساسية في دلالة النصوص الشرعية, كأوصاف القرآن في القرآن, فهو موصوف بأنه بيِّن, مبارك, مصدِّق للكتب السماوية السابقة, لا شك فيه, وغيرها من الأوصاف, وكذلك من الدلائل أوصاف الرسول والرسالة في القرآن, وكذلك ما يتناول القرآن من ذم الشك والريب والتلبيس, والذم للإعراض وغيرها من الدلائل, والتي نتوصل من خلالها إلى معالم أربعة مهمة وهي: أن آيات القرآن واضحة جلية, بينة, يعرف مراد الله منها, وأن فهمها يكون عن طريق فهم اللغة التي حملت هذه الآيات, وأن المنهج الواضح القطعي الجلي هو ما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، وسار عليه صحابته الكرام ومن بعدهم, وأن دلائل القرآن تؤخذ من ظاهره, فهي دلائل بينة واضحة قد فصلها الله وبينها.
ثم تناول المؤلف موضوعاً مهمًّا، وهو الانحراف بفهم النص عن التسليم للنص الشرعي, وذكر عدة مظاهر لهذا الانحراف؛ كالتأويل المذموم, والقراءة الجديدة للنصوص الشرعية, والقول بظنية الدلالة الشرعية, وغيرها من صور الانحراف.
الفصل الثالث: وتكلَّم فيه المؤلف عن التسليم للنص الشرعي، والمعارضة بالواقع, وتناول الحديث فيه عن المعالم الأساسية لمراعاة الشريعة للواقع, كبناء الشريعة على ما يحقق مصالح الناس, ومراعاة متغيرات الواقع, وضرورة فهمه.
ليتكلم بعد ذلك عن الانحراف عن التسليم للنص الشرعي بدعوى الواقع, فذكر من ذلك تقديم المصلحة على النص, وتحريف الأحكام لتغير الزمان والمكان, وربط الأحكام الشرعية بظروف خاصة, وإغلاق باب الاجتهاد وغيرها من مظاهر الانحراف.
الفصل الرابع: تناول فيه المؤلف الحديث عن التسليم للنص الشرعي، والمعارضة بالمقاصد, فمهد بتعريف علم المقاصد، وبيان حجيته، وأنواعه, ثم ذكر معالم التسليم للنصوص في المقاصد, فعرف المقاصد الشرعية, وبيَّن طرق معرفتها, وتكلَّم عن ثمراتها, وعن مجالات عملها, وضوابط ذلك العمل, وغير ذلك.
ثم أردف بالكلام عن الانحراف بالمقاصد عن التسليم للنص الشرعي, فذكر من ذلك تعليق تطبيق الأحكام الشرعية على أوصاف غير شرعية, وإنكار الأحكام الشرعية بدعوى مخالفة المقاصد, وترك النظر في الدليل والأخذ بأي قول فقهي وغيرها من مظاهر هذا الانحراف.
الفصل الخامس: وخصصه المؤلف للحديث عن التسليم للنص الشرعي، والمعارضة بالخلاف الفقهي, فمهد بالكلام على نشأة الخلاف الفقهي ودوافعه, ثم أردف بمعالم التسليم للنص الشرعي في الخلاف الفقهي, فتحدث عن تعظيم أمر الفتيا في الدين, وعدم تقديم شيء على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم, وبيان أن الخلاف ليس حجة شرعية, والتحذير من اتباع الهوى.
ثم ختم المؤلف بالحديث عن الانحراف بالخلاف الفقهي عن التسليم للنص الشرعي, وذكر من مظاهر ذلك التعصب الفقهي, والاختلاف والتفرق, والاكتفاء بالمجمع عليه، وترك المختلف فيه, والترخص باتباع الهوى, وغيرها...
كنت أتمنى لو أن أكتب مراجعة تفصيلية عن هذا الكتاب القيم ولكنه أمر سيشق عليَّ كثيرًا لتعدد الموضوعات والفروع فيه لذا أدعو كل من يسلم بنصرة الوحيين أن يقرأئه بكثير من التأمل وحتى من يعارض بعضًا من أفكاره لتقرأ ولتتدبر ولتترك جانبًا عقلك الذي تمجده فمن خلقه لك هو الله صاحب هذه النصوص وموجدها لك ولتتأكد أنه ليس ثمة تعارض بين العقل والنقل وإنما خُلق العقل ليتدبر نصوص الله ويعيها فهي خُلقت من أجله ومن أجل صلاح الدنيا والأخرة وليتم بها كمال الإنقياد والاستسلام لله ورسوله صل الله عليه وسلم فلنكن اعقل من أن نجعل عقولنا ندًا لمَ لا ترقى إليه فليس لهذا خُلقت وإن أوهمك عقلك أنه يستطيع فتأكد أن هذا ليس بالإمكان ولن تجني منه إلا التخبط والاضطراب والخسارة فقد خلق الله للعقل سعة وحدود فلا تحمله ما لا طاقة له به ..
#الكتاب_الثاني_في_مجموعة_تحدي_100_كتاب_في_عام : 📗التسليم للنص الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة. المؤلف : فهد صالح العجلان | مركز التأصيل للدراسات والبحوث. الطبعة : الثانية لـ عام ١٤٣٦هـ. التقييم :⭐️⭐️⭐️⭐️ | ممتاز.
كتاب فكري يعنى بالشبهات التي تضغط على قلب المسلم المعاصر وتقطع صلته السليمة بالنص الشرعي، و تعرقل فهمه له، واستجابته المثلى للمقاصد والغايات والسبل الصحيحة.
🔘بعض من القواعد التي قررها البحث :
▫️العقل طريق موصل إلى الله، وأداة لفهم الشريعة، ومناط لحكم التكليف، وإعماله والمحافظة عليه جزء من أحكام الشريعة. ▫️العقل والنقل من أدلة الشريعة، ولم يقع إشكال العقل والنقل إلا لما نشأ من حرف بالعقل عن مفهومه الصحيح فجعله معارضا للنقل. ▫️فمن اللطف والرحمة بالعقل أن يكون تابعا للوحي حتى يهتدي لما لا يمكن أن يصل إليه لولا الوحي. ▫️البحث في الشريعة وعللها ومقاصدها مما يزيد المؤمن إيمانا ويقينا. ▫️العقل ليس ميزانا رياضيا دقيقا لا يتأثر بغير الحجج العقلية المحضة، بل هو قاصر يتأثر بالهوى والشهوة وبأثر اللحظة الراهنة وبالحالة النفسية وبالخبرة الشخصية وبأحوال كثيرة خارجة عن التفكير العقلي. ▫️ادعاء كل أحد أن الحق معه يستحثنا أكثر على العناية بالدليل والبرهان، فالعبرة بالبرهان لا بالدعوى، وادعاؤهم أنهم على حق لا يجعل الحق معهم جميعا ولا أن يكون خافيا عنهم جميعا. ▫️وجود الاختلافات قدرا لا يجعلها سائغة شرعا، فالإرادة القدرية الكونية لا تستلزم الإرادة الشرعية المتعلقة بالمحبة والرضا. ▫️تضييق الاحتجاج بسنة النبي مناف لأصل التسليم له عليه الصلاة والسلام، وكلما ضعف التسليم زادت مسالك التضييق. ▫️الانتقاص من فقه السلف وعملهم ذريعة لإضعاف العلم الذي نقلوه. ▫️لا بد من اعتماد منهج مجموع السلف في فهم الشريعة، ففهم مجموعهم هو الحجة وليس آحادهم، سواء ما أجمعوا عليه، أو في مجموع أقوالهم إذا اختلفوا، أو في طرائقهم في النظر والاستدلال والاعتقاد. ▫️فهم الشريعة إنما يتم عبر اللغة التي نقلت إلينا الشريعة وهي اللغة العربية. ▫️لا يجوز تفسير ألفاظ النصوص بمعان محدثة نشأت بعد زمانه. ▫️لا يصح العدول عن الظاهر من النص إلا بعد تعذر الأخذ به، وبيان الدليل على رجحان المعنى الآخر، وأن اللفظ في ذلك السياق يحتمله. ▫️القراءة الشرعية للنصوص هي القراءة التي تبحث عن مراد النص، وليست التي تريد البحث عن أمور أخرى من خلال النص. ▫️التأويل العبثي للنص لا يختلف عن إنكار النص، بل هو أخطر منه لما فيه من التدليس والتلبيس. ▫️ما ثبت فيه النص فلا مساغ للاجتهاد فيه ظنيا كان أم قطعيا. ▫️الأصول الفقهية وضعت بناء على استخراج وفهم الدليل، وأي قراءة لا تستحضر هذا الأصل قراءة خارجة عن النص. ▫️حرص الشخص على تبرئة الإسلام أو تقديم صورة حسنة عنه أو حفظ الناس من الإنحراف لا يبرر ولا يهون من أي تحريف للأحكام الشرعية. ▫️ما حرمته الشريعة من المصالح فهو من المصالح الموهومة الملغاة لما فيه من المفاسد الغالبة على مصالحه. ▫️المصالح في النظر الشرعي تشمل المصالح الأخروية والدنيوية، والمصالح الدينية مقدمة على المصالح الدنيوية. ▫️من وسائل نفي الأحكام الشرعية تفسيرها بأنها كانت لظرف زمني معين وقد زال، وهذا مرفوض ولا يقبل إلا ببراهين، وكثيرا ما يكون النفي للحكم سابقا للبحث عن هذه المتغيرات. ▫️تعمل المقاصد في فهم النص، وفي دفع التعارض بين النصوص، وفى بيان الأحكام التي ليس فيها نص. ▫️من يأخذ بالمقاصد بدون جزئياتها فهو يعمل بمقاصد النفوس والأهواء وليس بمقاصد الشريعة. ▫️تجديد المقاصد يختلف بحسب المقصود منه، فإن كان تجديدا فى التأليف، أو في شرح المعاني الجديدة كالحرية والتنمية والحضارة من خلال بيان أحكام الإسلام فيها فهذا تجديد محمود. ▫️لم يكن أحد من الأئمة الفقهاء يرد حديثا صحيحا عن النبي بلا عذر. ▫️يحرم التساهل في الفتيا واستفتاء من عرف بذلك. ▫️الخلاف ليس حجة شرعية يحول دون الإلزام باتباع ظواهر النصوص، فوجود الخلاف بحد ذاته ليس مسوغا لترك العمل بالحديث.
▪️عدد الفصول : خمسة✨ الأول : التسليم للنص الشرعي والمعارضة بالعقل. الثاني : التسليم للنص الشرعي والمعارضة بفهم النص. الثالث : التسليم للنص الشرعي والمعارضة بالواقع. الرابع : التسليم للنص الشرعي والمعارضة بالمقاصد. الخامس : التسليم للنص الشرعي والمعارضة بالخلاف الفقهي. upload image
هذا الكتاب تتأكد أهميته تحديدًا في هذه الفترة التي تعصف فيها الشبهات والفتن بالأمة، فالباب الذي تلج منه الشبهات والطعن في الدين، وأصل كل بلاء يبدأ من ضعف التسليم والتعظيم للنص الشرعي، فكثير من الذين خرجوا من ربقة الدين بالكلية كان منشأ شبهاتهم التشكيك في النصوص الشرعية والاستهانة بها، ومعارضتها بأمور عدة: تارة بالعقل، وتارة بالفهم، وتارة لمواكبة مستجدات الواقع والعصر، أو الاحتجاج بالمقاصد الشرعية لتعطيل نص ما، ومرة تبرير ذلك لوجود خلاف فقهي.
فكل هذه المعارضات الفكرية تناولها الدكتور فهد العجلان ورد عليها، وأوضح أنها كثيرًا ما تكون على عكس زعمهم تمامًا، وأنها حجج عليهم لا لهم، كاحتجاجهم بنظرية الشاطبي للمقاصد المستقرأة من النصوص أصلًا فكيف تعطل باسمها؟! وأن ادعاءاتهم تنم عن سطحية وجهل شديدين بأبسط أمور الشريعة وسوء فهم لأقوال العلماء، فالعلمانيين وأشباههم من المنحرفين كل ما يهمهم أن يستغلوا هذه المسميات والمصطلحات الشرعية، وأي قول يوافقهم ولو كان شاذًا وغريبًا، كتمسكهم بمقولة الطوفي في تقديم المصلحة على النص بإطلاقها، مع أنه وضع شروطًا لذلك، فالصراع المباشر والعلني مع الشريعة لم يجدِ نفعًا معهم، لتصدي المسلمين لمن يحاول الطعن في دينهم، فلجأوا لهذه الحيل التي تبدو وكأنها منطلقة من تعظيم النصوص ولكنها تهدف لتعطيلها.
والحمدلله الذي يسر لي قراءة هذا الكتاب مرتين، والمرة الثانية - بطبيعة الحال - كانت الفائدة والفهم فيها أكبر خاصة أنها جاءت أيضًا بعد قراءتي لكتاب ينبوع الغواية الفكرية للشيخ عبدالله العجيري، فكلا الكتابين يتناولان نفس الموضوع وتتقاطع كثير من مباحثهما، مع احتفاظ كل مؤلف بأسلوبه المميز، فالشيخ العجيري لديه أسلوب ماتع ويميل للإسهاب وتغطية كل مسألة من عدة زوايا، والدكتور العجلان يميل للاختصار والاقتضاب مع الوضوح وعدم الاستطراد إلا إذا دعت الحاجة، فكتابه تقريبًا بنصف حجم ينبوع الغواية الفكرية، وأرى أن كلا الكتابين مكملان لبعضهما، وبالمناسبة كلا الشيخين - حفظهما الله - نصح بكتاب الآخر، كما أنه قد تدق بعض المصطلحات والمسائل الأصولية على من لم يتعرض لها من قبل لكن هذا لا يؤثر على فهم الفكرة العامة.
وأخيرًا سرني بحمدالله انتشار هذا البحث الرصين وأمثاله - بين بعض القراء الذين أتابعهم وكذلك تمت قراءته في برنامج كاتب وكتاب مرتين - فالمعركة الكبرى اليوم - كما أشار الشيخ العجيري في ينبوع الغواية الفكرية - حول تأويل النص وتحريفه بعد أن كانت حول تنزيله كما أخبر الصادق المصدوق ﷺ: "إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله"، فاللهم استعملنا ولا تستبدلنا.
لن اكتب مراجعة للكتاب فمستواي الحالي في العلوم الشرعية أقل من ذلك ، لكن سوف اكتب عن تجربتي معه .. ......... كتاب التسليم للنص الشرعي لفهد العجلان ،، هو من كتب رد الشبهات التي لحقت بالنص الشرعي ( القرآن او السنة ) وهو كتاب يأصل لكل شبهة جيدا ،،، وهو كتاب بذل فيه جهد ورائع .. الكتاب كان ترشيح من خلال أكاديمية مساق ، أول ما قرأته كأني لا اقرأ شيئا ، لا يوجد استيعاب جيد للكتاب ، وصلت لثلثه تقريبا مع صعوبة الكتاب بالنسبة لي ، ولم أكمله !! تضايقت جدا لاني اقرآ كتب صعبة وفكرية ولا استطيع استيعاب كتاب في أمور ديني !! قررت قراءة الكتاب مرة أخري ونفس المشكلة ، رجعت من أول الكتاب مرة اخري وقررت قراءة قدر قليل مع التخطيط وكتابه الاجزاء الجوهرية ، مع الكتابة وقراءة ما لخصت بدأت الامور توضح شيئا فشيئا ، مع السؤال لشخص متخصص في الأجزاء الصعبة ، أنهيته بفضل الله حاليا ... يمكن لم استوعبه بشكل كامل لكن القدر الذي حصلته كان جيدا بالنسبة لي كمبتدئة في العلوم الشرعية . لكن كما قال الشيخ حسين عبدالرازق ، عند البدء في العلوم الشرعية لابد ان تأسس نفسك في العقيدة أولا والقرآن ومعانيه ثم تعرج علي كتب الشبهات ، فترتيب الكتاب لم يكن مناسب لي . واحد من الأخطاء الذي وقعت فيها جعلتني ابتعد عن الكتب الشرعية ، هي كوني قارئة لها منذ كنت صغيرة ، فكانت الكتب تلك عندما كبرت تكرار معلومات . الخطأ في الجملة السابقة هي اعتبار الكتب الشرعية عبارة عن معلومات محصلة ، ولكنها كتب غرس وتذكير للنفس دائما بالأمور الضرورية لكل مسلم من محبة الله ومنهج القرآن ومعانيه ومعرفة السيرة والسنة ، وكل تلك الأمور يحتاج غرسها لدربة وطول صبر مع النفس ، ومحاولة ووقوع احيانا وهكذا .. مع القراءة في علوم النصوص الشرعية تضعف عظمة العلوم الفكرية في نفسي ، يضعف ابهار العقل وتوهانه مع اليقين والسعة والرحابة في علوم النصوص الشرعية . الشئ الذي تركه الكتاب في نفسي عظمة العلماء المسلمين في جهودهم العظيمة لتوصيل فهم النصوص الشرعية للجيل الذي يليه ، الجيل الذي يهاجمهم ويهاجم علمهم عن جهل دون الإطلاع علي الإنتاج الذي خلفوه ورائهم ، ترديدا وراء داعين السوء ، صدق من قال الإنسان عدو ما يجهل ، يمكن ان تكون الكتب صعبة قليلا وهذا لانها انتاج ما ناسب زمانهم وإنتاج لعلماء يسلموا لعلماء آخرين ، المسلم العادي لا يحتاج كل هذا ،عندما كنت اقرأ منذ ايام كتاب عن السيرة كان الناس يقابلون النبي ليعلمهم كان يقول لهم اقم الصلاة واتي الزكاة وصم رمضان ولا تشرك بالله شيئا ، وبذلك أنت مسلم صالح ، لم يكن الدين يحتاج إلي كل تلك التعقيدات الفكرية لولا ان عقدنا نحن الحياة ، ومع زمن أبواق التواصل الإجتماعي وكم الشبهات التي تلقي كل يوم ، لزم علينا التوسع أكثر في مسائل كانت محصورة في أروقة العلماء وليس للعامة.
ما له : استطاع الكاتب أن يستحضر عدد كبير من الكتب يستشهد بهم فى كل بحث او مسأله، كما أنه أجاد فى اختيار العنوان الرائع فى الكتاب بحوث جيدة
ما عليه: أغلب الكتاب عبارة عن استشهادات و اقتباسات أحيانا بدون اى رابط او تحليل حتى انى اكثر من مرة اتوقف لافهم هل الكاتب مؤيد ام معارض المؤلف يكثر الحديث و الادله و الاستشهادات و ربما لو كان الكتاب مختصرا لكان افضل الكاتب يميل الى التشدد و النقد الشديد للمخالف للاسف كنت متوقع ان ارى جديدا
و لكنه جهد مشكور يرفع الايمان كأى صحبة للشريعة و للقرآن و للمنهج الجميل
عرض للمشكلة، وعرض للأصل الشرعي الخاص بها وتفريعاته وجزئياته، وعرض للمغالطة الفكرية/اللاتسليمية التي تم استغلال الأصل الشرعي لتسويقها مع بسط ممتاز ومرتب للرد عليها. مرجع ممتاز في مجال البناء الفكري ضد الموجة الليبروعلمانية التي تقوم على جرف هار. نادم على تضييع وقتي في قراءة ينبوع الغواية الفكرية، فهو يصلح فقط كمصدر للمراجع.. هذا الكتاب أكثر تنظيمًا وأقل استطرادًا وأقصر جملّة وأقل نقولًا، فليس من الضروري أن تنقل لي كل شيء، بل يكفي جزء بسيط ومن أراد الاستزادة فدونه المراجع
من أجمل ما يميز هذا الكتاب المهم في بابه أنه ممتع.
الكاتب منظَّم ومُلم بالموضوع، يتدرج في التناول فلا يبدأ برد الشبهة وإنما بالتمهيد عن طريق تفكيك متعلقاتها، مما يترك القارئ على دراية تأصيلية بالموضوع لا مجرد متلقٍ لرد مختصر على شبهة أو زعم.
الشيخ فهد وفّقه الله ممن عُني عناية بالغة بقضية النصّ الشرعيّ تأليفًا واهتمامًا وأيضًا تبيانًا لمركزيته في ديننا وثقافتنا؛ لأننا أمّة دليل ونصّ. هنا ملحمة أخرى ينبري لها قلم الدكتور دفاعًا عن أهمية التسليم للنصّ الشرعيّ إيماناً وتدينًا وخضوعًا لأمر لله سبحانه وتعالى، وما قد يرد على هذا الأصل -التسليم للنصّ الشرعيّ- من اعتراضات وشُبه تضعف هذا المعنى مثل (نسبية الحقيقة، واختلاف العقول في الفهم، وتاريخية النصّ، وتعدد التأويلات والمعاني، ونظرية المقاصد وغيرها).
الكتاب رائع ومفيد لمن يشغل باله وفكره منهجية التلقي والعمل بالنصوص الشرعية، وكيفية رد دعاوى الحداثيين من إعادة قراءة التراث وتبيئته حتى يكون ملائمًا لروح العصر - مفاهيم الثقافة الغربية الضاغطة- كما زعموا!
هذا الكتاب هو أول ما قرأته للمؤلف .. ولكنه سيجعلني اقرأ جميع كتبه الأخرى؛ فقد أظهر الكتاب ذكاء الكاتب وأظهر أنه غير تقليدي ، فكنت متوقع أن الكتاب لن يأتي بجديد عما قرأته من قبل لفكرة النص الشرعي ، ولكن الكاتب خيب ظني ويتضح أنه قارئ جيد للأفكار المعاصرة ويفهمها جيدًا حيث أوردها إيرادًا ورد عليها رودودًا تُفندها بالحجج العقلية والمنطقية حجم الكتاب ليس كبير ولكن بالنسبة لمادته التي يحتويها سيحتاج لوقت طويل .. ربما ستحتاج كراسة وقلم لإنك لو كنت مهتمًا بهذا الموضوع ستقيد أفكارًا مفيدة لك.
الوجه الأول : لمن يقف محتاراً بين التسليم للنص أو الإحتكام للعقل ..
الوجه الثاني : لمن يعطي نظرة سطحية للعلماء المسلمين ويعاملهم كحفنة من سذج ، فهذا النوع من القرّاء مهم أن يقرؤوا هذا الكتاب ليستوعب المنهجية البرهانية التي يقومون عليها ، فهم يعتبرون العقل هو الشاهد على صحة النقل ..
من الأمور التي تميز بها الكتاب ، كثرة النقل عن العلماء وخصوصاً ابن تيمية وابن القيم وهذا يقرّب القارئ من هؤلاء الأعلام ويساعده بالشعور بهم وبمواقفهم والآحتكاك بعقلياتهم الفذّه ..
○
أكتفي بعرض مسألة واحدة من المسائل التي ناقشها الكاتب ..
كثير من القراءات المعاصرة جاءت بالنظرية المعروفة "موت المؤلف" فهم يزعمون أننا لا نستطيع التأكد من صحة التفاسير لأننا لا يمكننا سؤال الله مباشرة ، هل تفسيرنا صحيح أم لا ؟!
وبهذا أصبح يسع كل شخص أو جماعة أن يؤولوا النص كيفما إتفق معهم ( ويصبح النص في هذه الحاله خاضع للحضارة لا العكس ) ..
تبدوا هذه الفكرة عقلانية لكن علماء السلف ردوا على هذه السفسطة ردود لا يحيد عنها إلا مكابر
وقبل استعراض ردود العلماء أود الإعتراض على هذا الرأي بكلام عبدالوهاب المسيري رحمه الله ( فالمسيري يرى أن عدم الإيمان بوجود حقيقة واحده للنص سيجعلنا مع الوقت نعيش بلى مرجعية ، بمعنى أنه لو أصبح كل شخص يفسر النص بما يتفق معه فسنصل في يوم من الأيام لمئات التفاسير مما سيجعلنا لا نعلم مالذي أراده الله فعلاً وبهذا تغيب المرجعية وتسقط "الأخلاق" لأن الأخلاق مرهونة بالدين) ..
وبالإضافة لهذا ، مادمنا سنذهب للنص لنفسره بما يتفق معنا فلا حاجة أساساً للرجوع له ، لأننا حددنا النتيجه مسبقاً ، وجعلنا النص خاضعاً لنا وليس العكس ، فالأصل أن نخضع نحن للنص !!
وهنا بعض الردود التي أوردها المؤلف على هذه النظرية ..
يقول ابن القيم رحمه الله *(ومع كمال علم المتكلم وفصاحته ونصحه يمتنع عليه أن يريد بكلامه خلاف ظاهره وحقيقته)*
وهذا والله عين العقل والصواب فالله أعلم منا بما أراد ، ومن زعم أن الله يقول كلام خلاف مراده فهو يقدح دون أن يشعر في علم الله ، فلا يليق بجلاله أن يقول شيء يريد به شيء آخر !!
ويقول في موضع آخر *(أن هذا مخالف لحجة الله التي أقامها على الناس ، فحين لايكون كلام الله قائماً على القطع والحزم فكيف يكون حجة الله على عباده ؟! وكيف يكون إعذاراً لهم؟!)*
بالفعل لو سلمنا أن كلام الله على غير ما أراد فليس له حجة علينا البته
ولشيخ الإسلام في درء التعارض جملة آراء ، منها *(لايجوز عليه أن يتكلم بالكلام الذي مفهومه ومدلوله باطل ويسكت عن بيان مراد الخق ، ولا يجوز عليه أن يريد من الخلف أن يفهموا من كلامه ما لم يبينه لهم ويدلهم عليه لإمكان معرفة ذلك بعقولهم وأن هذا قدح في الرسول الذي بلغ البلاغ المبين)*
والمقصود من الكلام البيان لا التلبيس ، فإذا كان الله يريد بكلامه خلاف مانزّل في كتابه فهم يتهمونه بالتلبيس الذي هو عكس البيان (والقرآن مليء بالآيات التي تؤكد أنه بيان من الله) ..
ولكن اب تيمية تتبع أسباب هذا الخطل والإنحراف حيث قال *(أصل وقوع أهل الضلال في مثل هذا التحريف الإغراض عن فهم كتاب الله تعالى كما فهمه الصحابة والتابعون ومعارضة مادل عليه بما يناقضه ، وهذا والله أعظم المحادّة لله ولرسوله لكن على وجه النفاق والخداع)*
وقد يقول أحدهم ان السلف يرفصون العقل فيرد عليه شيخ الإسلام *(العقل شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال ، وبه يكمل العلم والعمل ، لكنه لكنه ليس مستقلاً بذلك بر غريزة في النفس وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين )*
ويقول ابن القيم في الصواعق المرسلة *(لو كانت النصوص لا تدل إلا على الظن فكيف عرف الناس أمور الآخرة وتفاصيل الحساب والبعث والجنة والنار؟ فكلها أمور خبرية لامدخل للعقل فيها فلو كانت ظنية فكيف وجد اليقين بمثل هذه الأخبار ، وهو ممايتفث الجميع على الإيمان والجزم به ، فمن أين جاءهم هذا اليقين؟)*
وأختم بهذه المقولة لسلطان العلماء عز الدين ابن عبدالسلام *(واذا لم يكن الكلام مبنياً على معانيه فبأي شيء يفهم هؤلاء المخذولون عن ربهم تعالى وعن نبيهم ؟ بل بأي شيء يفهم به بعضكم بعض؟! ويقال لهم : إذا أمكن ماقلتم فبأي شيء نعرف مرادكم من كلامكم هذا ؟! ولعلكم ت��يدون به شيئاً آخر غير ماظهر منه ؟! ....الخ)*
أكبر بلوى تسبب فيها الحداثيون العرب أمثال الجابري وأركون ومشايخ الضلال كالهلالي هو إسقاط وإهدار قيمة النص الشرعي !! إذا لم تكن تدرك هذا الأمر قبل الساعة فستدركه قطعاً مع كتاب التسليم للنص الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة لفهد العجلان .
فإذا علمت أن الدين ما هو في حقيقته إلا نص عن الشارع ، فستدرك الخطورة الجسيمة من ترك هذا النص يخضع لتحليلات وتأويلات الحداثيين والعلمانيين ؛ لذلك معركة النص هي معركة قديمة خاضها من قبل شيخ الإسلام ابن تيمية وسلَّ لهذه القضية قلمه وكتب كتابه العظيم درء تعارض العقل والنقل .
وبإعتقادي أن الضلال الكلامي القديم لم يبلغ نصف الضلال الحداثي المعاصر ، وفرق بين أن تقرأ للرازي والجويني والغزالي فتشعر أن هؤلاء أرادوا الحق فأخطأوا وبين أن تقرأ لمحمد عابد الجابري أو أركون فتشعر أنهم أرادوا الباطل فأصابوه .
الكلام عن النص الشرعي هو الكلام عن فهم مراد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم التسليم لهذا النص ، ولكن صراع الحداثة مع الإسلام يتمثل في كونها تريد من الإنسان أن يسلم لأي شىء إلا النص الشرعي ، ومن ثم خلقت المعارضات لتضليل العقول وصدها عن التسليم للنص ؛ هذه المعارضات يحصرها فهد العجلان في : - المعارضة بالعقل . - المعارضة بفهم النص . - المعارضة بالواقع. - المعارضة بالمقاصد . - المعارضة بالخلاف الفقهي .
هذه المعارضات سيعرضها الكتاب ثم يفندها بشكل جيد ، ويمكن لي ملاحظة أن هذه المعارضات التي عرضها الكتاب هي المسيطرة على الخطاب الحداثي الأن الذي يحاول غربلة الإسلام من داخله بعكس العلمانية في صورتها الشاملة التي ترفض الدين كلية ، وترفض تقديم أي رؤية تلفيقية بين الدين والعلمانية ، ومن هنا تأتي خطورة الخطاب الحداثي الذي يهدف إلى ما يمكن تسميته " تحديث الإسلام" .
ومن هنا فإن هذه المعارضات فيما يبدو للناس لا تريد إلغاء النص الشرعي بقدر ما هي محاولة لوضع أسس ومعايير جديدة لقراءة النص ، وهي عند التحقيق لا أسس ولا شيء ، كما أنها قراءة تنافي أصلاً التسليم للنص الشرعي ؛ فإذا كان هذا حال هذه المعارضات أنها محاولة لإسقاط قيمة النص من داخل الشرع فكان ردها نابع من خلال الشرع نفسه وقواعده التي استطالوا عليها ؛ ومن ثم نلاحظ حضور قوي جداً لعلم أصول الفقه في رد فهد العجلان لهذه المعارضات ، لاسيما وأن هذه المعارضات اشتملت على مغالطات كبيرة منها : - الخلل في تصور مفهوم القطعي والظني . - الأخذ بمقاصد الشريعة دون جزئياتها. - تقديم المصلحة على النص وهي من أوسع الشبهات في معارضة النص . - تحريف الأحكام لتغير الزمان والمكان دون تفصيل وبيان لخروج المحكمات الشرعية خارج هذه القاعدة . وغير ذلك من المغالطات التي لها علاقة بفهم خاطيء لعلم أصول الفقه ، وستدرك في نهاية صفحات الكتاب بلا ريب أن التأويل العبثي للنصوص لا يختلف عن إنكارها ، فهذا الكتاب من الكتب المهمة في بناء الوعي ، ويُوضع جنباً إلى جنب مع كتابي إبراهيم السكران- فرج الله كربه- سلطة الثقافة والتأويل الحداثي . الكتاب ممتع ودسم فكرياً وبه كمية مراجع رائعة .
في هذا الزمان الذي اختلط فيه الحق بالباطل وتفشت فيه النسبية والسيولة المعرفية ويمضي فيه المسلم المعاصر وقد تدفقت عليه أمواج الشبهات والمعارضات، فأصبحت تمر بين عينيه، وتطرق سمعه، وتصارع عقله، وتضغط على قلبه كل حين، وتحشد عليه كل ما يزحزح يقينه وإيمانه. في ظل هذه الحالة التي يعيشها المسلم كان لزاماً على أهل العلم التصدي لمثل هذا الموج الزاحف بتثبيت أوتاد معرفية واضحة وجلية تزيد اليقين في قلب المسلم ومن ضمن هذه الأوتاد يظهر لنا هذا الكتاب ليبين للمسلم حقيقة التسليم للنص الشرعي وأهميته حيث يمثل رأس مال المؤمن الحقيقي ويعزز في نفس المسلم ضرورة ان يطلب الدليل ويبحث عنه ويجتهد في فهم وجه دلالته حتى يحقق مراد الله سبحانه وتعالى. وهذا التسليم يتجلى منه قواعد علمية في ثبوت النص وفي كيفية فهمه حيث أن التسليم يقوم على أسس وقواعد يجب الالتزام بها. يوضح الكتاب هذه الأصول ويعرض ما يناقض هذا التسليم من معارضات بالعقل والفهم والواقع والمقصد والخلاف الفقهي. كل ذلك بمنهجية شرعية علمية ثابتة وراسخة وجلية ونافعة ومفيدة.
الشريعة جاءت لتحكم الواقع، وتغيره نحو قيمها و أصولها و أحكامها،فدور المسلم أن يصوغ واقعه بما يتوافق مع الشريعة وبما لا يخالف أحكامها، هذا هو الاتجاه الوحيد الذي يدفعه التسليم في قلب المسلم، أما أن يكون الواقع هو الذي يوجه النصوص الشرعية ويحدد الأحكام المناسبة لها فهذا انقلاب في الرؤية تغدو فيه الشريعة إنعكاسا لما يراد منها لا نوراً يهتدي به ودليلا يسترشد به.
هذا الكتاب هو مرجع مميز في مجال البناء الفكري يعرض المشكلة والاصل الشرعي الخاص بها .. فهو من نظري كُتب لرد الشبهات التي لحقت بالنص الشرعي "القرءان والسنة" واعظم شيء في هذا الكتاب تركه في نفسي قدرة العلماء المسلمين وعظمتهم في جهودهم لتوصيل النصوص الشرعية للجيل الذي يليهم بصورة بسيطة لتصبح هذه النصوص موضحّة للعامة ليس فقط للعلماء .. عدا عن انه ممتع للغاية