أن تقرأَ معناه أن تعرف كيف تتعامل مع الفراغ، لا نقرأ لنمتلئ، ولا حتّى لنُفرغ أنفسنا، وإنّما لندبّر العلاقة الجدلية ما بين الفراغ والامتلاء فينا. لهذا فإنّ قارئاً نبيهاً عليه أن يبدأ من تدبير فراغ مكتبته، ما دامت المكتبة هي الانعكاس الخارجيّ لأذهاننا. مكتبةٌ مليئةٌ بالكتب هي مكتبةٌ ميّتة، ومكتبةٌ لا كتابَ فيها هي مكتبةٌ لم تولد بعد. وبينهما المكتبة الحيّة، التي تُراوح ما بين الموت وإمكان العودة إلى ما قبل الحياة!***لعلّ أهمّ ما في هذا العمل جدّته، فعلى الرّغم من أنّ موضوع المكتبة، صار من الموضوعات الأكثر تداولاً في الكتابات المعاصرة، إلا أنّ مؤلفه قد طرق سبيلاً لم تتّضح عليها بعدُ معالم الخطو. خصوصا عند كتّاب اللغة العربية لم تنل بعضَ حظّها من التفكير الجديّ في علاقة المبدع بالمكتبة. وقد ذهب هذا العمل بعيداً في مساءلة هذه العلاقة. وهي علاقة لا تدخل دائماً في إطار المشاعر الإيجابية، مشاعر التقدير والعشق، وإنّما قد تتجاوز ذلك نحو علاقات أشدّ التباساً قد تبلغ حدّ النّفور والبغض. يتجاور في هذا المؤلف، في الآن نفسه، كتّاب وسينمائيون ورسّامون وفيزيائيون، وهو تجاور قلّما نعثر على مثيله فيما يكتب من أعمال تعنى بالفكر أو بالأدب.
كاتب ومترجم مغربي يدرس حاليا في معهد إعداد المعلمين بالرباط صدر له : عندما يطير الفلاسفة ( / مجموعة قصصية ٢٠٠٧ الرغبة والفلسفة مدخل لقراءة دولوز وغواتاري ٢٠١٠ ترجم للعربية : حصة الغريب / شعرية الترجمة وترجمة الشعر عند العرب / الدفتر الكبير / الغريب
لن أكتب شيئًا عن هذا الكتاب الرائع. لأن أي كلمة أكتبها ستبدو سخيفة أمام كلماته، وأي لغة أستخدمها ستبدو أضحوكة أمام لغته الساحرة، وأي رأي أبديه سيبدو هشًّا أمام صلابة أفكاره. ولكن دعوني أقول شيئًا عن مؤلف الكتاب "محمد آيت حنا". هذا الرّجل ليس مجرّد كاتب ومترجم كما يحاول إيهامنا .. بل هو أكثر من ذلك. إنّه ساحرٌ يدسّ يده في قبّعة اللغة ويُخرج منها حمامات، وأرانب، وباقات ورد ملوّنة .. وكتب!
ربما يبدو العنوان مخادعاً، والفهرس كذلك غير أن المحتوى شديد الصلة بعالم الكتاب. المكتبة المثقلة بالكتاب والمكتبة بوزن الريشة والرجل المكتبة والمكتبة في الصالة والمكتبة السرية والقارئ والكاتب والكتب التي أحرقت، ربما كانت أفضل الكتب، والكتب الملعونة المتعفنة مثل تفاحة قد تضرب المكتبة بالعطن والكتاب الذي تخجل منه في العلن وتتلذذ بالسرّ فيه وعوالم متداخلة متقاطعة يطلق فيها حنا العنان لخيالاته وفلسفته وحمولته الثقافية المهيبة. توصية لحوحة جداً,
الصراحة مبدع! ما قدرت أحذف ولا نجمة لأني بكون ظلمته. ربطني بالكتب ورائحتها وأوراقها والمكتبات بأسلوب خيالي، مرح، لطيف، لا يشبه فيه أي كتاب آخر. الاسلوب ذكي، والأفكار فيها الكثير من الطرافة والخفة على النفس .. رغم اني ما كنت أجمّع معاه بعض الجمل وتتفلت مني ويضيع معناها لكن حسيت ان الكتاب مهضوم ككل وفيه اقتباسات جديدة وجذابة.
عفواً مو حابة اكتب مراجعة معقدة لهذا الكتاب المنعش😊🌷
كتاب شيق وممتع.. عبارة عن مقالات لعدد من المكتبات، كمكتبة بورخيس ويوسا وبنيامين وابن سينا وأبو العبر وابن بطوطة والجاحظ والمأمون وأفلاطون وغيرهم. كتبها محمد آيت حنا بأسلوب جمالي، يبني فيه نفسه بنفسه من خلال قلم رصين ولغة رفيعة وجاذبية وسحر خاص.
بصراحة كتاب جميل بل رائع! ٩٥ صفحة من النفائس والتي ذكر فيها آراء الكتّاب والفلاسفة ورأيه هو عن الكتب والكتابة والقراءة. جعلني أفكر في سبب قراءتي للكتب؟ هل هو ملئ فراغ ام حب القراءة لذاتها؟
ماذا سأفعل بكتبي؟ او ماذا سيفعل هؤلاء الذين سيرثون مكتبتي؟
(يبدو ان الكتاب قد أُلف في وقت الكورونا اذ ذكر الكاتب عن هؤلاء الذين طُعموا باللقاح الصيني واكسفورد)
اقتباسات:
❞ هو ذا التّوصيف الأنسب الذي أبدعتُه لعلاقة السّلالة بالكتب: «الرّفيق الصّامت»، خير جليس في الأنام بالنّسبة لسلالتي جليسٌ صموت، يؤنس دون أن يزعج. ❝
❞ سيزعم بعض الهراطقة الذين يتردّد على لسانهم صدى الكاتب الأرجنتيني بورخيس أنّ كلّ كتاب هو نفسه الكتبُ جميعها، بحيث أنّ أيّ اختيارٍ عشوائي لا ينفي صفة التمثيلية عن الكتاب المُنتقى… خصوصاً وأنّنا حفظنا الكتب جميعها على حوامل غير ورقية وليس الكتاب غير صورة لما يمكن أن يكون عليه أيّ كتاب، حتّى إنّ الاختيار ينبغي أن ينصبّ على معايير مادية كالمتانة والقدرة على الصمود بدل المعايير الفنيّة والأدبية التي لا معنى لها.
❞ لن نختلف في أنّ مشاكل القارئ تكاد تتموقّع كلّها بين حدَيّ الشحّ والوفرة. ألّا تجد ما تقرأه، بحيث تصيرُ محكوماً بشكلٍ أبديّ بقراءة وإعادة قراءة ما قرأتَه مراراً؛ أو أن تزدحم عندك الكتب بحيث تفقد القدرة على القراءة تدريجياً وتتحوّل ❝(تمثلني جدا)
❞ ومع التضاؤل المريع لعدد القرّاء، وقد صاروا الآن حُفنةً من البوهيميّين المتناثرين على امتداد خريطة العالم، هاربين من ملاحقة الكتّاب لهم، ستنشط عصاباتٌ دوليةٌ متخصّصة في اختطاف القرّاء وعائلاتهم، لتجبرهم تحت التّهديد بالتّصفية على قراءة من يدفع أكثر… سجونُ الحكّام وقد صاروا هم أيضاً كتّاباً معاقلُ لتعذيب القرّاء الذين ما يزالون يملكون ضميراً ويصرّون على التّمترس خلف مبدأٍ قديمٍ لا يكادُ يذكره أحدٌ، مبدإ يسمّى «الذّائقة الأدبيّة». ❝
❞ كيف يُعقل أن يظلّ القرّاء خارج لعبة الاقتصاد الكونيّة، في حين أنّ عددهم المحترم كفيل بأن يشكّل مورداً ربحياً كبيرا؟ ❝
❞ كان يعرض لي أحياناً أن أجلس إلى حاسوبي (الجسر) وأحركّ صفحة الفايسبوك أو تويتر صعوداً ونزولاً، متابعاً كلاماً لا رابط بينه، ولا شيء يجمع بينه سوى الفضاء المشترك المسمى الفايسبوك، كلاماً أشبه ما يكون بكلام العابرين على الجسر، ومن حين ❞ ومن حين إلى آخر تنبعث من جنبات الصفحة دعوات المستشهرين، كأنّها أصوات الملاّحين والباعة عارضي البضائع المختلفة من مكتبة ابو العبر ❝
❞ تتناقص المكتبات إلى أن تنتهيَ تماماً وتخفي من عالمنا، ولا يظلّ ثمّة غير مكتباتٍ شخصيّة لا يعينا أمرها في هذا المقام. ❝
❞ أحسب أنّه حتّى في حال بلغنا مستقبلاً هذا الإمكان، فإنّ القرّاء سيظلّون كما كانوا دوماً جنساً غريباً وأقليّة، ذاك أنّه حتّى لو صرنا جميعاً مكتبات مفترضة فهذا لا يعني أنّنا سنمنح أنفسناً وقتاً للتنقيب بين رفوفنا وقراءة وقراءة ما نختزنه من كتب، ثمّة من سيمرّ في هذا العالم دون أن يفكّر ولا مرّة واحدةً في قراءة نفسه، دون أن يكلّف نفسه عناء تقليب رفوفه وتصفّح ما تختزنه من أوراق! ❝
❞ وتخيّلتُ الفردوسَ على شكل مكتبة- بورخيس ❝
❞ من حيث البناء تخضع المكتبة لنظام بالغ الدّقة: هندسياً على شكل طوابق وأشكال هندسية سداسية، لكنّه ليس نظام الاطمئنان، وإنّما هو نظام القلق، نظامٌ جحيميّ، نظامٌ يعيدَك إلى نفسه من كلّ النّواحي. بحيث لا يشكّل اللامتناهي سوى وهمٍ يكرّر ❝
❞ وحدهُ القارئ يملك «قبضةً من أثر الرّسول»، ينفُخ منها على الكتاب فتصيرُ له هويّةٌ، هويةٌ تختلفُ تعمّقاً وتشابكاً، باختلاف القرّاء وقدرتهم على النّفخ. القرّاءُ إذن هم روح المكتبة، هم من يحوّلُها من مقبرة إلى كرنفال! ❝
❞ وعلى المنوال نفسه ما نهديه من كتب صرنا نحتقرها، نمنحها إمكان أن تلوّث عيون وعقول غيرنا. لهذا وجب الحسم مع الكتب حسماً نهائياً، إمّا أنّها تستحقّ البقاء في عالمنا، أو ينبغي أن تختفيَ من العالم بأكمله! ❝
❞ الأمر أشبه إذن بما يقَع في قصّتك «الفرح».. نمتلئ بلحظة فرحٍ لا ندري من أين أتت حتّى نكاد نغصّ، ثمّ نسقط فننكسر وتطيرُ شظايا الفرح مالئةً العالم! ❝
❞ التحوّل إلى قارئ إذن يتمّ في الغالب الأعمّ ضداً على السّياق الاجتماعي لا مسايرةً له، القرّاء هم غرباء السيّاق، النوتة الشّاذة، نصيرُ قرّاءً فعلياً حين ننال القليل من الإطراء والكثير من اللّوم. تقول أغوتا كريستوف:
«باستثناء فخر جدّي بي، لم تحمل ❞ لم تحمل لي القراءة إلا اللّوم والاحتقار ❝
❞ أنّ بيتاً لا تسنده مكتبةٌ هو بيت آيلٌ للسقّوط ❝
❞ إحدى الدول الأوروبية (النّمسا إن لم تضلّلني الذاكرة) قامت بتجربة المكتبة الحية، مكتبة الخبرات البشرية، حيث لا تقتني كتاباً، وإنّما تقتني شخصاً يرافقك يوماً بأكمله، تستطيع أن تسأله ما شئت وتستعين به فيما شئت. عدد من المتطوّعين هم بمثابة كتب تسير على قدمين، تستطيع أن تستعير أحدهم نهاراً بأكمله، تقلّب صفحاته وتنهل من تجربته الحيّة ما لا يمكن أن تنهله حتّى من بعض الكُتب! ❝
بخلاف الكثيرين لم أعرف محمد آيت حنا قبل هذا الكتاب قط ولم أقرأ أي شيء من مترجماته، ولكنني بالتأكيد سأفعل هذا قريباً فقد أسرني جمال كتابته خاصة وأن الموضوع الذي تحدّث عنه هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لنا نحن القراء. في 140 صفحة لخّص الكاتب فلسفات ��تعددة حول القراءة والقرّاء والمكتبات، ففي حوالي 30 فصل تحدث عن مواضيع شتّى: ما هو الأخطر؟ وفرة الكتب أم ندرتها، ما هو نوع المكتبة الأفضل؟ هل المكتبة هي الامتلاء الكامل أم الفراغ ما بين الكتب؟ من هم القرّاء في نظر بعض الكُتّاب،....
- أن تتدفق الكتب من كل الجهات حتى يصبح متعذراً على اليد اختيار وجهتها، ماذا ستختار؟ هل ستتوجه يدك إلى أقرب كتاب تصادفه أم تقفز على أكوام كتب وكأنك مدفوع بغريزة لست تدري منبعها نحو الكتاب الذي يناديك مغناطيسه بحيث ستفترض أنك ما عشت عمرك إلا مقيضاً لهذا الكتاب... (ص30). -حسابياً يفترض المنطق أن يكون عدد الأموات مساوياً لعدد الكتب، والمؤلفون الذين خلّفوا عديد الأعمال هم مؤلفون ماتوا عديد المرات، ماتوا ميتات يساوي عددها عدد ما خلّفوه من كتب: أرواحهم بعدد كتبهم؛ وحتي الأحياء من الكُتّاب قد خسروا من أرواحهم عدد ما ألّفوه من كتب ولم يتبقَ لهم من أرواح إلّا ما يساوي عدد ما سيألّفونه فيما بعد من كتب (ص 57). -التحوّل إلى قارىء يتم في الأغلب الأعم ضداً على السياق الاجتماعي لا مسايرة له، القرّاء هم غرباء السياق، النوتة الشاذة، نصير قرّاء فعلياً حين ننال القليل من الاطراء والكثير من اللوم (ص102). -يرتبط النعيم الأخروي في ذهن عديد الكُتّاب والمثقفين بمكتبة، بمكتبة أبدية، حيث لا شيء سوى الكتب، وحيث لا عمل يشغلك سوى القراءة (ص133).
التقييم: 3 نجوم، أحببت هذا الكتاب جداً وسأحرص على شرائه قريباً💚 أرشّحه للجميع وبقوّة.
كتاب غني وفريد من نوعه، ربما ليس فريدًا وجديدًا لدى البعض، لكنه كذلك بالنسبة لي. بالصدفة رأيت عنوان الكتاب أمامي وأتذكر أنني تجاهلته مرتين بشكل عابر، وفي المرة الثالثة (تحديدًا بعد قراءتي لأحد مراجعات الأصدقاء😊) قررت أن أتصفحه وأعلم ماهيته ولمَ لا ينفكّ يظهر أمامي بين الحينة والأخرى.. من حسن حظي أنني أخيرًا قرأتُه، من أكثر الكتب العربية إبداعًا. شكرًا محمد آيت حنا.
ليسَ سرًا أن الكتب التي تتحدث عن الكتب والمكتبات هي المفضلة لديّ . ورغم توقعاتي العالية لهذا الكتاب، ولكنه فاقها كثيرًا، بجماله وفرادته واختلافه عن كلّ ما سبق وقرأت في هذا المجال ... يضم هذا الكتاب مقالات رائعة وبشكل جديد عن الكتب والمكتبات والقراءة والقراء . كتاب مدهش .
عمل سيعشقه كل قارئ محي للكت و المكتبات. من نفس عالم مانغويل يجيئ هذا الكتاب : رحلة بيبليو غرافية و نفسية داخل جامعي الكتب و أصحاب المكتبات و حتى القراء عبر استحضار مكتبات لكتاب مختلفين تقارب من خلالهم و من خلال مكتباتهم فكرة تدور حول هذا العالم .
مكتباتُهم.....محمد آيت حنا يقول محمد آيت حنا: وحده القارئ يملك "قبضة من أثر الرسول"، ينفخ منها على الكتاب فتصير له هوية، هوية تختلف تعمقا وتشابكا، باختلاف القراء وقدرتهم على النفخ. القراء إذن هم روح المكتبة، هم من يحولها من مقبرة إلى كرنفال.. وأنا أقول: لكل قول استثناء، فكتاب المكتبة غير كل الكتب، إنه لا يحتاج لقارئ، أكثر من حاجته لعاشق. ومن قبل، كان يحتاج لشاعر يكتبه. فأسلوب الكاتب لا يليق بكتابة كتاب كهذا أبدا. لقد خدمه الموضوع. كل كتاب كُتب على وجه الأرض يحمل شئ من روح كاتبه، تبحث عن روح قارئ يجد بين ثنايا الكتاب راحة، ولكن هنا حالة غاية الخصوصية، فالكتاب لا يحمل فقط روح كاتبه، بل يحمل أرواح عدة، أرواح قراء عظام، وأرواح مكتباتهم! ولكن هل للمكتبة روح؟ هل هي كائن حي مثلنا يأكل ويشرب، يغضب ويسكن، يفرح ويحزن؟ هل لنا أن نشعر بمشاعر تلك الرفوف المتراكمة على حوائط بيوتنا، هل نفهم دوافعها؟ هل نحرص على إضافة كتاب ما هنا لأن ذلك سيرضيها؟ وهل نعرف أنه عند خروج كتاب من على رف ما لأي غرض ما دون عودته، هو جرح غائر في ذلك الرف الذي فقد وليده؟ مش مهم، حقيقي مش مهم، مش مهم أي ديباجة تتقال على عظمة المكتبات وأهميتها في حياتنا وأثرها المبهج المفرح علينا، لكن المهم فعلا إن محمد آيت حنا كتب نص من الطراز الرفيع، نص نقلنا لزمن تاني وعالم تاني، خلانا نقابل الأحبة والله، نقابل محبي الكتب واللي صنعوا لمكتباتهم أساس ونظام رصين يحافظ عليها. الكتاب بديع، مميز فريد من نوعه، ولغته كشفت لي شخصيا إن آيت حنا مش بس مترجم متميز بقدر ما هو أديب عظيم فعلا.
يقول محمد آيت حنا: وحده القارئ يملك "قبضة من أثر الرسول"، ينفخ منها على الكتاب فتصير له هوية، هوية تختلف تعمقا وتشابكا، باختلاف القراء وقدرتهم على النفخ. القراء إذن هم روح المكتبة، هم من يحولها من مقبرة إلى كرنفال.. وأنا أقول: لكل قول استثناء، فكتاب المكتبة غير كل الكتب، إنه لا يحتاج لقارئ، أكثر من حاجته لعاشق. ومن قبل، كان يحتاج لشاعر يكتبه. فأسلوب الكاتب لا يليق بكتابة كتاب كهذا أبدا. لقد خدمه الموضوع. كان جديرا بهذا الكتاب أن أنهيه مع أذان الفجر. لقد قرأته في كل وقت؛ على الأقل كنت أفكر فيه، أو أحلم به. كان يحتاج لنهاية كهذه: حيث بداية يوم ونهاية آخر، فاليوم كتاب، والكتاب كأنه يوم، ما إن ينتهي حتى يلحق به آخر، نقرأه. أنهيت هذا الكتاب وأنا جالس أمام مكتبتي وذهني مستثار بكتابة مقالة ألحقها منفصلة ب (مكتباتهم) عن مكتبتي..
❞ وتلك التي لا تضيء ببريقٍ مختلف، في كلّ مرّة يفتحها القارئ، لا تستحقّ أصلاً أن تسمّى كتباً. ❝
قد يكون أكثر اقتباس يعبّر عن نفسه بنفسه بخصوص هذا الكتاب، مكتابتهم، و كأن محمد آيت حنّا قد تنبّأ لكتابه و أودعه من سحره و من " قبضةً من أثر الرسول" خاصته ليمنح سطوره حياةً لا يمكن لها الّا ان تهزّ بعض افكارك و نظرتك عن الكتب و المكتبات، إنه يعبث بمكتبتك - أيّاً كانت شاكلتها - يهزأ بها تارةً و يقدّسها تارة أخرى، يستفزك للبحث عن الكتاب الملعون الذي يكفي لتدمير مكتبة او يقتات على روحك كقارئ و يتغذى على لياليك فيصبح هذا الكتاب لعنةً تستوجب البحث عن طريقة للتخلص منه.
محمد آيت حنّا ذلك الكاتب و المترجم واسع الاطلاع و الثقافة يعرّفنا على المهندس المعماري الذكي "سينمار" و لبِنته المحورية السرية، تلك التي أودت به إلى حتفه، يطلعنا على سبب اختيار ستيفن هوكينغ لعنوان كتابه ( الكون في قشرة جوز ) تأثراً بما جاء على لسان هاملت شكسبير : " أنا أستطيع أن أعيش في قشرة جوز و أعدّ نفسي ملكاً لفضاء لا حدود له"…. يمرّ بنا عبر طقس " البوتلاش" ليحرضنا على مساءلة قدرتنا في التخلص من أعز كتبنا و أكثر حميمية للخلاص من سطوتها. يضحكنا مع قصة أبي العبر و جنونه الذي ربما كان أكثر حكمة من أعقل العقلاء … يبرع في تشبيه بعض الكتب بالموتى الذين يزاحمونك في حياتك و يسطون على تفكيرك شيئاً فشيئاً حتى يغدون مثل ذلك الميّت الذي علق بين عالم الاحياء و عالم الاموات في قصة دينو بوزاتي المرعبة " الميت الذي حاول العودة إلى قبره".
يزرع في عقولنا هلع السؤال المجنون و فزع الاجابة عنه : ماذا لو قرّر الجميع أن يصيروا كُتّاباً ؟!! و يشرح لنا كيف أن الوفرة أخطر من الندرة.
يبرع محمّد آيت حنّا في " مكتباتهم" - و كأنه ينسج نسيجاً محكماً متّصلاً شديد التلّون بما يحمل في طياته من تناقضات كما هي تناقضات الجاحظ و كذلك يحمل من خيال و حقائق و ذكر لعديد من الكتب و استدعاء لبناتٍ من افكاره و أخرى من افكار كتّابه - في تحقيق و تمثيل لنموذج حي لما أورده في احدى صفحاته من أنّ ❞ الكتابةُ سعيٌ دؤوب إلى محو ما نقرؤه..على أنّه محوٌ لا يقتل وإنّما يمنح جرعةَ حياةٍ مُختلفة. نصٌ يُستشهد به هو نصٌ ميّتٌ، نصّ يتمّ استدعاؤه كجثّةٍ، بينما نصٌ يسري في عروق النّص دون أن يُصرَّح به، هو نصّ ينبض بالحياة!❝
بعد قراءة هذا الكتاب ستجد نفسك في حيرة وفي نقاش وفي خطط وتفكير بين أن تمسك القلم وتكون أنت واحد من أولئك الكُتاب أو ترسم وتخطط في هندسة مكتبتك المنزلية.
فوجدتني بعد ذلك أذهب للتلصص على مكتبتي البسيطة والتي تعتبر فقيرة بالنسبة إلى زملائي القراء، فالمكتبة لم تكن تحتوي إلا عدد بس��ط من الكتب والذي قد لا يتجاوز ١٠٠ كتاب. ووجدتها كما وصفها آيت حنا في كتابه بإنني تركت مكتبتي في منزل والدي وواصلت في إحياء مكتبة جديدة في منزل الزوجية. وما كان غرضي من كل هذا إلا تشجيع من حولي على القراءة، ولعلى المكتبة قد تثير فضول احدً ما وتجعله ينبش بين صفحات الكتب ونجده قارئ نهم يومًا ما.
وفي قبال هذه المئات من الكتب الست رجحت بأنها قد تكون ١٠٠ كتاب وجدت أنني أملك الآلاف من الكتب الغنية في مكتبتي الإلكترونية والتي ترافقني في كل مكان وأصل عليها بضغطة زر، هي تلك الكتب الإلكترونية التي تتواجد في جهاز الكندل. فكندلي لا يتوقف عن استقبال المزيد من اقتراحات القراء البحرينيون فنحن نتشارك الكتب وأفكار الكتب.
مما تجعل كل تلك الكتب والنقاشات مكتبتنا الداخلية والتي هي عقولنا غنية بآرائهم ولفتاتهم.
وأيضًا وجدت إنني أملك كنز من كتب الأطفال الذي ي��عل ابنتي تتأسس لتكون في مجتمع قارئ وأسرة قارئة.
كتاب (مكتباتهم) هو كتاب رائع ومميز من عنوانه وحتى تلك المكتبات التي كتبها محمد على صفحات الكتاب، وجدتنا مسحورين بأسلوب الكاتب وكيليوطيته.
ما أقدر أقول إن كتاب "مكتباتهم" مجرد استعراض لمكتبات شخصيات معروفة، حسّيته أقرب لتأملات هادئة عن علاقتنا بالكتب، بالنسيان، وبالناس اللي مرّوا من هنا واختفوا. كل مكتبة يذكرها الكاتب كانت كأنها باب لحكاية أو خيبة أو فكرة خلتني أتوقف شوي.
الأسلوب بسيط، لكن يوصّل العمق بدون ما يتفلسف. وأنا أقرأ، تخيلت نفسي داخل بيت قديم، ريحة الكتب والغبار، الخشب، والصمت. مرات كنت أحس إني أقرأ عن مكتبة، ومرات كأن الكاتب يكتب عن الروح اللي سكنت هالمكان.
الجميل إن الكتاب ما فيه تنظير ولا سرد ممل، هو مجرد مقاطع قصيرة لكن كل وحدة فيها فكرة توقف عندها، وتخليك تفكر بمكتبتك، بالكتب اللي عندك، وبالكتب اللي راحت.
كتاب بألف كتاب، يمكنك أن تقرأه مراراً وهذا ما فعلت: وفي كل مرة أكتشف جانباً خفياً في ثنايا السطور لذلك يمكن ببساطة أن يصنف كتاب محمد آيت حنا هذا كتاب الكتب لا المكتبات فحسب
مراجعة وتقييم كتاب 📕 • اسم الكتاب : #مكتباتهم اسم المؤلف : #محمد_آيت_حنا دار النشر: #دار_توبقال_للنشر نوع الكتاب : #مقالات_عن_المكتبات عدد صفحات الكتاب : 142 صفحة تقييم ال Goodreads : 4.15 نوع القراءة : ألكتروني 📲 • 📌 ملخص الكتاب :-.. • لمن كُتب هذا الكتاب أصلاً؟! لقد كُتب لعشاق الكتب والمكتبات ولاحظوا أنني ذكرتهم أولاً وذلك لا يعني بأن الكتاب لهم فقط دون غيرهم!! انه كذلك كتاب ممتع للقراء ولمن يفكرون بإنشاء مكتبهم الخاصة، عديدين سوف يجدوا ذوات انفسهم بين صفحاته وتشابه تعاملهم مع الكتب مماثلاً لما ذكره المؤلف في هذا الكتاب. . الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهم: . #أولاً:. . مكتب القّيم على المكتبة، والذي اعجبني كبداية للكتاب. . #ثانياً:. . مكتباتهم، والتي يستعرض من خلالها ٣١ مكتبة مع حكايات تتناسب مع تسلسل الكتاب وتناول انواع المكتبات والقراء مع مزيج رائع لبعض الحكايات الأسطورية. . #ثالثاً:. . بناية ملحقة بالمكتبة، وبها يختم المؤلف كتابة من خلال حكاية كانت ايضاً في مكتبة. • ⚠️ تقييم للكتاب ⚠️👇🏻. • أعجبني أسلوب المؤلف وتنظيم أفكاره وانتقائه للمكتبات بطريقة تخدم محتوى الكتاب، تفاوت مستوى الاستمتاع العام بالكتاب ما بين الرائع في مراحل وما بين الجيد في بعضها كما وجدت من خلال الحكايات الواقعة بين السطور كسر للرتابه السردية الجافة الى حد ما ولذلك أَجِد نفسي راضياً بتقييمها بـ ⭐️⭐️⭐️⭐️من خمس نجوم . • 📊 سؤال للقراء : • هل قرأت هذا الكتاب من قبل؟! إن كنت قد قراته فهل اعجبك ام لا ولماذا؟! هل قرأت كتاب آخر مشابه له؟! شاركنا برأيك 😊. • • ⚠️ ملاحظة: تقييمي للكتاب هو رأئي الشخصي وليس ذم او إساءة تجاه [ الكاتب / دار النشر ] 😊. [ أقبل الاختلاف عنك ، ولكن اختلافي عنك لا يعني اختلافي معك ]. • ⚠️ حرك الصفحة لتشاهد بعض الاقتباسات من الكتاب. • #مراجعة_وتقييم #تحدي_القراءة_للعام_2018 #الكتاب_رقم_69 #قناة_مع_كتاب . .
إن الكتاب الذي لا يثير فيك تساؤلا او يحرك داخلك ساكنا هو ليس بكتاب فكما عبر محمد حنا بأن المكتبة المملوءة بالكتب هي مكتبة ميتة وان المكتبة الفارغة هي لم تولد بعد والمكتبة الحية هي ما تتجدد فيها حركة الكتب بين داخل وخارج
ولا اعتقد بانطباق ذلك على الكتب فحسب بل على كل الفكر الإنساني، فالاصرار على فكرة ووضع تابو عليها يعني ان عقلك ميت وعدم التفكير يدل على ان عقلك لم يولد بعد ويجب ان لا تتوقف الافكار بين داخل وخارج الى مخك حتى تستحق أن توصف حيا
وتأسيسا على ذلك فقصر القراءة على الورق والمعرفة على المكتبات ربما تكون فكرة تحتاج للمزيد من الاثبات فاندثار الكتاب الورقي لا يعني نهاية الكتاب والكتابة فكما اندثر نقش صخور البابليون والآشوريون واستعيض بالورق والقلم عنه فسيأتي لا محالة ذلك الزمن الذي يتغير فيه شكل الكتاب وهيئته فما الورق الا وسيلة لغاية أسمى
شكرا محمد حنا على رحلة جميلة في هذا الكتاب السلس ويفترض بك أن تتكندل !!!
• الحيرة في اختيار الكتب. • متى تتكون المكتبة ؟ • الوفرة أخطر من الندرة، فقانون الندرة يحفز الحواس القرائين كلها، بينما تلقي بك الندرة إلى مهاوي الخمول. • وفرة وندرة الكتب. الحاجة للقارئ أكثر من الحاجة للكاتب. مادية القراءة والدعاية للكتب. • حيرة اختيار كتاب. • سعة المكتبات .. فراغها وامتلائها. • قدرة كتاب واحد على إفساد الكتب. • فكرة التخلي عن الكتب. هل الكتاب هو الشيء الملموس أم هي الأفكار التي تحتويه. • القرّاء هم روح المكتبة، هم من يحولونها من مقبرة إلى كرنفال. • نحن لا نقرأ ـ عادةً ـ أمام الكتب بل نحلم.
مكتباتهم للكاتب المغربي محمد أيت عبارة عن عمل أدبي وفلسغي يتقاطع فيه الأدب مع الفلسفة والتاريخ والهوية، ويتناول موضوع المكتبة كأنها كيانًا وجوديًّا وروحيًّا أكثر من كونها مكانًا ماديًا لتخزين الكتب.. يستخدم أسلوب المقاطع والتأملات، مما يجعل الكتاب عبارة عن شذرات فكرية .. ويمكن قراءته من اي فقرة من الكتاب.. كتاب سيجعل تنظر الى مكتبتك الشخصيةوما تحتويه من كتب. الكتاب كصديق أبدي وعدو خفي.
لم يكن كتاب عن المكتبات والشخوص المذيلة في الفهرس، ولكن كان إيضاً عن الكتاب كمصدر والقراءة كفعل والقارئ كغاية يراد الكاتب الوصول له. ومن ثم المكتبة كهيكل ووسيلة يرجع له القارئ. لمحات عن فكرة أفراغ المكتبة كما عن أمتلاء المكتبات. عن المحافظة على الكتب في مقابل الاستعداد عن التخلي عنها. فأستحضر طقوس (البوتلاش) للهنود الحمر لتدريب النفس على التخلي من ثقل الأمتلاء و التملك. فتحدث الكاتب هنا عن عدد من الفلاسفة وبعض الروائيين والشعراء. تكلم بلمحة عن القارئ الذي يقرأ والشخص الذي يقتني و يُراكم الكتب. وفكرة التخلص العشوائي من الكتب بهدف إفراغ المكتبة.
بعض الأقتباسات: "فالقراءة تعود في نهاية المطاف إلى عملية تدبير الفراغ والأمتلاء. نقرأ لنمتلئ لكن ينبغي أن نحتفظ لأنفسنا بقدر معين من الفراغ الذي من دونه كل قراءة أو كتابة عملية لا معنى لها." "لا تفتح الكتب، لا توقض الموتى" "ان تقرأ معناه ان تدخل في حوار مباشر مع ميت".
"مكتابتهم" كتاب جميل حيث أن هذه النوعية من الكتب تجذبني وأميل لها.
___________________________________________ مراجعة سابقة الكاتب محمد آيت حنا من خلال ٣٣ فصلاً ذكر مجموعة من المكتبات (ان كانت في الواقع موجودة أو كانت من ضمن سردية قصة خيالية). الكثير من الكُتاب والكُتب تم ذكرهم هنا مما يعطي الفرصة للنظر فيها وقرائتها في الأيام القادمة. نظرة أصحاب المكتبات إلى مكتباتهم و نظرتهم إلى الكتب و التعامل معها .
نقرأ الكتب ونحبّهاـ لكن ماذا عن المكتبة؟ ألا تشبه كتابًا واحدًا تُقرأ فصوله المتنوعة، ويُفهم بمجمله. ماذا عن قصّة المكتبة أليست جزءًا من سيرة كلّ قارئ؟ الكتب إذ تُنتقى ثمّ تُجمع ثمّ تُقرأ ثمّ تُصفّ وتتجاور ثمّ تنتقل أو تُعار أو تُعدم ببيعٍ أو إهداءٍ.... أو تورّث. للمكتبة حياتها الخاصّة. وللمكتبات حيواتها التي قد تتلاقى أو تتشابه لكنّها أبدًا لا تتطابق مع غيرها. هذه المرّة الأولى التي ألتقي فيها "محمدّ آيت حنّا" كاتبًا، وقد عرفته من قبل مترجمًا. يتأمّل الكاتب مكتبات العديد من مشاهير الكتّاب العرب والأجانب، وذلك من خلال ما وصفوا به مكتباتهم أو كتبهم أو طرق الانتقاء أو التخلّص من الكتب. أو مما نُقل عن تلك المكتبات من غيرهم. أو مما رآه بذاته. الكتاب جيّد ويُقرأ لمحض الاستمتاع بتأمّل المكتبات والتجوّل أمام رفوفها، والمكتبات ليست محض جرد الكتب التي فيها، إنّها سيرة الانتقاء والانتظام والتنقّل والتعوّد والعودة المتكرّرة، وقصة المساحة والامتلاء والفراغ ...وغير ذلك. وهذا ما يحبّ القرّاء سماعه والتسلّي به. يدفعنا هذا الكتاب ويعلّمنا بالأمثلة أن نقرأ المكتبة كيانًا متكاملاً، سيرةً تُحكى أو سرًّا يُكشف أو مفتاحًا لشخصية تُفهم وتحلّل(مكتبتنا الشخصية ومكتبات الأصدقاء ومن نزورهم ونزورها معهم) وهذا درس الكتاب الأهمّ بالنسية لي.
فكرة الكتاب غريبة جدًا وجديدة أول مرة أراها ،فالفهرس لا يدل أبدًا على أي شيء مما يقوله الكتاب ..
مقالات لذيذة وقصيرة عن محبي الكتب وعشاقها وكيف كانت علاقتهم مع الكاغد والقرطاس والمحبرة كابن بطوطة والجاحظ وعبدالفتاح كليطو وبورخيس وسارتر والمأمون وباموك وامبرتو إيكو .
إن دل هذا الكتاب على شيء ،دل على الثقافة عالية لدى هذا المترجم الذي لم أفوت ترجمته لثلاثية الدفتر الكبير لأغوثا كريستوف ، على أن الأسلوب لا يناسب هذا الموضوع أبدًا فهو عادي وليس به أي مسحة من الجمال ،ولكن الموضوع قد خدمه تمامٌا وأحيانا الأسلوب العادي هو من يجذب القراء للقراءة .
هذا الكتاب إن ذكرني ذكرني بالمجموعة القصصية التي قد قرأتها قبل عدة شهور (المكتبة ) لزوران جيفوفيتش ،فهو يشبهها ولكن الفرق أن هذا الكتاب عبارة عن مقالات ،أما تلك فعبارة عن قصص ولكن يشترك مابين هم حبهم الكبير لمكتبة ،هذا هو الشيء الوحيد المشترك .
ملاحظة : القارئ ليس مُجبرًا على أن يكون عارفًا بأغلب الكتّاب المذكورين ،وإنما يلزمه فقط حب الكاغد والمحبرة والقرطاس وأيضا قبل كل شيء خيال جامح .