في هذا الكتاب تحليلات سوسيولوجية مباشرة لظواهر دينية خاصة ومحددة وعينية، استفادت لا شك من اتجاهات علم الاجتماع الديني، وقد فضلنا الاستعانة بمعالجات اجتماعية للظاهرة الدينية لنستخلص منها ما هو سوسيولوجي والكامن تحت الديني. ولذلك استعنا بدراسات سبينوزا وهيجل وتوينبي وحسن حنفى للأديان، كوسائط نكتشف فيها المنطق الاجتماعى المحدد والحاكم للظاهرة الدينية، مركزين على دور الرمز الديني في تشكيل الوعي الجمعي.
أستاذ الفلسفة بكلية الآداب / جامعة الإسكندرية، مصر، له عدة مؤلفات وأبحاث معنية بالتأويل ونظرية المعرفة ودراسات في سوسيولوجيا الأديان والفلسفات الحديثة.
من أحدثها مؤلفاته: "نظرية المعرفة بين كانط وهوسرل، دراسة في الأصول الكانطية للفينومينولوجيا"، وكتاب "العقل والوحي: منهج التأويل بين ابن رشد وموسى بن ميمون وسبينوزا" في 2014 وكتاب "سبينوزا ونقد العقل الخالص: دراسة لنظرية كانط في المعرفة والميتافيزيقا في ضوء فلسفة سبينوزا"في 2013، بالإضافة إلى العديد من الأبحاث والدراسات المنشورة في الدوريات والمجلات العلمية المحكمة
في هذا الكتاب يقوم د. أشرف منصور بمهمة عرض وتحليل للعديد من الآراء المهمة في سوسيولوجيا الأديان لسعة هذا الموضوع وعدم تمكنه من الكتابة فيه بشكل كلي. في الفصل الأول يتناول نقد سبينوزا وهيجل لليهودية، يعرض الكاتب نظريات كلا الفيلسوفين في هذا الأمر بأعتبار اليهودية وعيا شقيا.. من قرأ في ظاهرة نشأة الدين اليهودي ومراحل التكوين سيكون تناول الكاتب لها هنا عرض سريع بعض الشيء لكن وافي، وهكذا في عرضه للشريعة اليهودية وطرق نعاملهم معها.. ثم مرحلة ظهور المسيح كنوع من الثورة على هذا الوعي الشقي.. ثم الارتداد مرة أخرى من خلال المسيحية وتحولها إلى نوع آخر من اليهودية بتحريلها مبادئ المسيح وأخلاقياته إلى لاهوت وعقيدة جامدة، وحولها أيضا إلى فرقة دينية ثم تنظيم كهنوتي كما في اليهودية. وينتهي الكاتب بالحديث عن القداسة من المنظور السوسيولوجي لدراسة الدين عند هيجل وسبينوزا.
الفصل الثاني يتناول تناول المؤرخ الغربي للتاريخ الإسلامي ويتخذ من توينبي نموذجا، ويبدأ فيها بداية من تأريخ ظهور الإسلام والانتصارات العسكرية والسوابق التاريخية للإسلام ونظرية توينبي في أسس ساعدت على ظهور الإسلام والحديث عن هذه الأسس. وفي نهاية هذا الفصل يتحدث عن الفصل بين الإسلام كدين والإسلام كحضارة، فالحضارة نتيجة جاءت بعد هذا بالتطور داخل الإطار الاجتماعي. الفصل الثالث يتناول تحليل توينبي للحضارة الإسلامية من خلال ردها إلى كل النماذج الحضارية التي عرفتها البشرية ومنهج دراسة نشأة الحضارات ونموها وسقوطها واضمحلالها. يُعد هذا الفصل أفضل فصول الكتاب لتوسع الكاتب في مشاكل حضارية كثيرة معاصرة لم يتناولها توينبي في تحليله للحضارة. ويستمر في هذا الفصل بداية من النشأة مرورا بكل التطورات وصولا إلى الاضمحلال من خلال تطبيق نظريات اضمحلال الحضارات على واقعنا الحالي. فصل مهم جدا يجب الاعتناء به عند قراءته.
الفصل الرابع بتناول فيه قراءة حسن حنفي الفينومنولوجية للتراث الديني وأهمية النقد والتجاوز دون التخلي الكلي. وهو فصل جيد يفتح أفق القراءة بتوسع لحسن حنفي والاهتمام بمشروعه الفكري.
الفصل الخامس تعبير عن الكاتب ذاته، لا يتناول في الكاتب نموذج ويحلله ولكن يعرض فيه نظرته بخصوص الصدام بين المجتمعات التقليدية والحداثة. حيث تميل المجتمعات التقليدية عند عدم القدرة على المواجهة إلى العودة للتراث والتمسك به دون محاولة فعلية للتغير أو التعامل مع الواقع. وفي هذا الفصل يتناول بالحديث الكثير من الأزمات الاجتماعية في مجتمعنا ورد هذه المشاكل إلى أصولها ومحاولة عرض حل.. يتناول فيها صعود الأصولية والإسلام السياسي وتناقض الخطابات الثقافية داخل المجتمعات الإسلامية وأزمة الهوية وصراع الانتماءات وإشكالية التخلي عن القومية في سبيل فكرة الدين كقومية سياسية والمناداة البائسة بتطبيق السريعة، ويختم حديثه بتناول خطأ توحد الإسلام السياسي مع الإسلام ذاته.
واحد من الكتب المهمة التي قرأتها وتناولت مشاكل وأزمات المجتمع الإسلامي المعاصر واغتراب أفراده في التعامل مع الواقع.
هذا الكتاب، لا يحوي على نظريات علم الاجتماع الديني، ولا مناقشة لآراء علماء الاجتماع الذين تناولوا الظاهرة الدينية؛ بل يحوي تحليلات سيسيولوجية مباشرة من كل اتجاهات علم الاجتماع الديني، مستعينًا باحثه بدراسات سبينوزا، وهيجل، وتوينبي، وحسن حنفي للأديان كوسائط، كاشفًا فيها المنطق الاجتماعي المحدد والحاكم للظاهرة الدينية، مركزًا على دور الرمز الديني في تشكيل الوعي الجمعي. وتركز هذه الدراسة البحثية في أتونها على الأديان السماوية التوحيدية الرئيسية الثلاث: اليهودية، المسيحية، والإسلامية. وتهدف الدراسة "نقد سبينوزا وهيجل لليهودية ودلالاتهما السيسيولوجية على توضيح أن نقدها يتضمن أبعادًا وجوانب سيسيولوجية للأديان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كما ويتناول دراسة بدايات ظهور المسيحية من داخل الديانة اليهودية، وتناول أيضًا باقي الدراسات الإسلامية كما تعامل مع أعمال وتوينبي وحسن حنفي للديانة الإسلامية ودلالاتهما السيسيولوجية من جانب مهم يجعلنا نطلق على دراسة توينبي أنها دراسة للإسلام بمنحى دال سيسيولوجيا التاريخ الإسلامي عن جدارة، أما دراسة حسن حنفي للتراث الديني الإسلامي تكشف عن تحول حنفي في دراسته للظاهرة الدينية من المنظور الفينومينولوجي الذي يُركز على الوعي "الشعور" في رسالته للدكتوراه حول: "مناهج التفسير" إلى المنظور السيسيولوجي الذي يُركز على المحددات الاجتماعية للظاهرة الدينية. إنَّ ما كان يوجه دراسات هذا الكتاب هو الفرضية الأساسية فيه والتي تتضح من عنوانه الفرعي حول ارتباط الرمز الديني والوعي الجمعي؛ ذلك لأن التقديس ينصب على الرمز، وفعل التقديس نفسه هو صانع الرمز. كما أن الدين باعتباره وعيًا جمعيًا هو الوعي الرمز عن جدارة؛ وذلك لأن الوعي الرمزي عندما يتحول إلى فعل رمزي يتخذ صورة الشعائر، والوعي الجمعي هو الوعي المشتغل بالرموز وعلى مستوى الرموز، وهو الذي يستخدم الرمز باعتباره مُشكِّلًا لرؤية العالم ومحفِّزًا على الفعل، ولا يمكن توجيه الجماهير إلّا من خلال وعيها الجمعي، والرمز هو أداة هذا التوجيه الأساسية، سواء أكان توجيهًا إيجابيًا أم سلبيًا. وصحيح أن الوحي يأتي من السماء، لكنه لا يبقى في السماء بل ينزل على الأرض، أي ينزل في تاريخ معين، في عصر معين، في بيئة ومنطقة جغرافية معينة، في مجتمع معين، وسيسيولوجيا الأديان تدرس هذا المجتمع الذى يشكل أرضية نزول الوحي، وتدرس كيفية استقبال المجتمع للوحي، وطرق تعامله معه، وطرق تحويله إلى نظم ومؤسسات وموجهات للفعل، كما تدرس آليات فهم وتفسير الدين طالما كانت محددة اجتماعيًا، ويأتي الوحي من السماء، وعندما ينزل على الأرض يتحول إلى ظاهرة اجتماعية بشرية، مثله مثل أي ظاهرة اجتماعية أخرى، وبذلك يصطبغ بصيغة مجتمعه ويدخل في صراعات هذا المجتمع، ومن هذا الاعتبار تدرسه سيسيولوجيا الأديان، فعلى الرغم من مصدره السماوي، فإن استقباله وفهمه وتوظيفه اجتماعي، ومصائره اجتماعية.
لم احبذ قراءة كتاب بهذا التعقيد فى وقت لا اظن ان عقلى كان يستوعب ما جاء به فللاسف قرأتة وانا على غير علم بفلسفات هيجل وسبينوزا وغيرهم مما جعلنى اأخد كلام الكاتب على انة الصواب دائما
حتى وان كان واضحا رؤية الكاتب الشخصية التى لم تعجبنى فى الكتاب والتى كانت تظهر جليا فى الملاحظات الجانبية التى كان يكتبها فى بداية الكتاب والتى يمكن ان تستشف فى الكثير من المواضع الاخرى بوضوح
لا احبذ فكرة تعليق الكاتب او المترجم على الموجود فى كتاب معين .. فاما ان القارء ناضجا بما يكفى ليقرأ كتابا بهذ التعقيد او ان لا يقرأه اصلا فلم يكن داعى لتعليقات الكاتب على اغلب المواضيع تقريبا كما ان ايضاح وجود فكر خاص للكاتب او للمترجم يقلل من مصداقية الكتاب
بغض النظر عن هذا يمكن للقارئ العادى ان يستفيد منة كثيرا وان لم يكن من المعلومات المذكورة فى هذا الكتاب مباشرا ولكن من خلال المراجع والكتب المذكورة فى هذا الكتاب والتى يستشهد بها الكاتب افكار جيدة الى حد ما بها بعض العقلانية وان كانت تنقض تقريبا كل المظاهر الدينية فى اغلب الديانات بشكل لم اتوقعة فى مقدمة الكتاب عن سيسيولوجيا الاديان
نجح الكتاب في الإجابة على كثير من الإشكاليات لديّ حول المجتمعات اليهودية، ونقد سبينوزا، وهيجل والمسيحية، ومن أروع ما قدّم تحليله لدراسات حسن حنفي حول الإسلام والتشريع. الكتاب عامر بالإضاءات العميقة القوية، وإن كان يحتاج إلى تركيز وتقليب للأفكار عند القراءة.
حلو جدا كبدايه فى إنك تعرف عن الحداثه والعلمانية والأهم إنك تشوف التقلبات الإجتماعية للديانات الإبراهيمية الثلاثة من وجهة نظر فطاحل الفلسفة زى هيجل وتوينبى وحسن حنفى، وطبعا بالأخص حالة الإسلام فى التعامل مع تقلبات الزمن المختلفه.
"سوسيولوجيا الأديان" أو "علم اجتماع الأديان" هو علم يقوم بوضع الأديان تحت مِجهر علم الاجتماع، ويدرس العلاقة التفاعلية بين الدين والمجتمع، وكيفية تأثُّر كل منهما بالآخر. كما يحاول علم اجتماع الأديان إيجاد تفسيرات وأسباب اجتماعية "للقداسة" وكيفية تحول الرمز إلى شيء مقدس في العقل الجمعي، وهو مع ذلك لا ينفي بالضرورة المصدر الإلهي للدين، وإن بالغ -من وجهة نظري- في استبعاده والتغافل عنه.
ويضم حقل سوسيولوجيا الأديان العديد من المدارس التي تناولت ظاهرة الدين في السياق الاجتماعي، وخلُصت من ذلك إلى نتائج مختلفة. ولعل أشهر هذه المدارس هي المدرسة "الفينومنولوجية" أو "الظاهراتية" عند "هيجل" و"هوسرل". ويحاول الدكتور أشرف منصور في كتابه هذا أن يعرض لآراء بعض هذه المدارس.
ويعرض منصور أيضا في فصل ماتع من كتابه لآراء المؤرخ البريطاني العملاق "آرنولد توينبي" في الحضارة الإسلامية وأسباب سقوطها. و توينبي هذا له إسهامات عبقرية في دراسة الحضارات، فقد اعتبر أن الحضارة هي الوحدة التاريخية التي يمكن أن يستند عليها في دراسته للتاريخ الإنساني وانعطافاته الرئيسية. كما رأى أن استمرار الحضارات ونموها معقود على كيفية استجابتها للتحديات التي تواجهها، فإما أن تقبل التحدي وتعمل على تجاوزه وتحافظ على وحدتها الاجتماعية، فيؤدي ذلك إلى الاستمرار والنمو، وإما أن تعجز عن مواجهة هذا التحدي فتتفكك ويكون هذا سببا في سقوطها ومن ثم اضمحلالها، وهذه أيضا من عجيب رؤى توينبي لنشوء الحضارات وسقوطها، فهو يرى أن الحضارة تسقط أولا ثم تبدأ في الاضمحلال التدريجي حتى تتوارى تماما عن مسرح التاريخ! وليس العكس. وهي تسقط في اللحظة التي تفشل فيها في مواجهة التحدي والاستجابة له.
يتناول منصور في فصل آخر من كتابه المشروع الفكري للمفكر المصري حسن حنفي، ويعرض نظرته للتراث الإسلامي والعلوم الشرعية -مثل علم أصول الفقه- من خلال العدسة الفينومنولوجية.
كتاب جيد، يضع يدك على دراسات مهمة في علم اجتماع الأديان، لتستطيع بعدها التوسع في هذا العلم إن شئت.
من الدرر التي وقعت في يدي والتي لم أدري وقتها اسم المؤلف، بل جذبني عنوان الكتاب القوي، وفي الحقيقة أني قد توقعت محتوى آخر غير محتوى الكتاب، فقد توقعت دراسة القبائل التقليدية في أدغال أفريقيا أو آسيا، ولكن محتوى الكتاب قد فاجأني الحقيقة بفصوله المتنوعة، ففي البداية يتناول تفسير سبينوزا وهيجل لأثر الديانة اليهودية والمسيحية على المجتمع، وينتقل بعدها للديانة الإسلامية متخذاً من تويبيني مثالاً، ثم في فصل آخر يعرض نظرية تويبيني عن انهيار الحضارات متخذاً من الحضارة الإسلامية وما تعانيه اليوم من تبعات هذا الانهيار، ثم ينتقل بنا لواحد من أثقل العلوم ألا وهو الفيمينولوجيا مستعرضاً آراء د.حسن حنفي في كتابه العقيدة والثورة، هذا الكتاب الضخم الذي يبلغ حجمه لخمس مجلدات، وأخيراً يصل بنا د. أشرف منصور إلى تحليل المنظمات التي تدعو إلي الأصولية والرجوع للخلف، ومقارنتها بالحداثة. مجمله كتاب جريء وأفكاره واضحه للكل، يحاول أن يهدم أصنام كان يجب أن تهدم، ولكن لأسباب كثيرة لم يحدث ذلك. كذلك يحسب للكاتب عرض أفكار كثيرة في أقل من مائة وخمسين صفحة على الرغم من دسامة الموضوعات التي يتناولها الكاتب، فالكتاب يعتبر مقدمة جيدة جداً في هذه الموضوعات.
عرض الافكار جميل جدا، الكاتب كان بيكتب وهو سايب ايده تقريبا ارائه بقا فاغلبها خطابية وبما ان الكتاب قبل 2011 فمفهوم يعنى اظن الكاتب نفسه لو راجع الكتاب هيعدل فيه كتير جميل فى العموم ويتقرأ يعنى ميزعلش يتقرأ حتى لمجرد الكتابة والعرض المحترم دا
كتاب رائع استفدت كثيراً منه. الدراسات التي تضمنها الكتاب اثارت في تساؤلات كثيرة وجعلتني اعيد التفكير في اشياء آخرى. لا اتفق مع كل ما ذكر في الكتاب لكن تحليل الكاتب لدراسات سابقة في الفصول الثلاثة الاولى وعرضه لتقييمه الخاص في الفصل الاخير سهل علي فهم فكرة الكتاب رغم عدم تعمقي في هكذا مواضيع. انصح بقراءة هذا الكتاب لمن يهتم بدراسة سوسيولوجيا الاديان.