يتناول الكتاب ذكر السلطانين نور الدين زنكي ومن بعده الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي , يعتبر من أوسع الكتب التي أرخت لدولتي نور الدين محمود، وصلاح الدين ابن أيوب، وما تخللهما من حروب مع الصليبيين.
الكتاب غير تقليدي مقارنة بباقي كتب التاريخ لا يعنى بكل تاريخ الفترة من 488 ه - 579 ه إنما فقط بالدولة النورية ومن بعدها فقط حكم صلاح الدين الايوبي يثبت تنقلات الجيوش وأوصاف الاسلحة والمعارك وتطورات القتال يلتزم الكتاب بنظام الحولية "كل سنة واحداثها" ولكنه يفرد بعض الفصول بعنوان قيمة التاريخية المهمة للكتاب ان بعض مصادره مفقود اليوم وهو يعتبر النافذة الوحيده لها أزعجتني الابيات الكثيرة الطويلة مقدمة الاستاذ ابراهيم شمس الدين المحقق اكثر من رائعة في 40 صفحة تلخيص موضوعي ومتكامل
كتاب مهم ويؤرخ لحقبة زمنية مهمة. إلا أنّني - وللاسف - لم أكمل قراءة الكتاب والذي هو في أربعة مجلّدات ومن تحقيق إبراهيم الزيبق وذلك لأنّ تحقيق الاستاذ إبراهيم أظنه كان مووجّهاً للباحثين، لا للقارئين. حيث أنّ تحقيقه مليء بالحواشي التي تتعلق بالمخطوطات التي أخذ منها كتابه. فلو عني المحقق عند اختلاف المخطوطات باعتماد اللفظ الأقرب لرأيه والذي يظنّه يوصل المعلومة للقارئ لكان أفضل للقرّاء (ولكنني كما قلت المنهج الحالي الذي اتبعه المحقق أفضل للباحثين). ولا أدري أأشكل علي فهم كلام أبي شامة (المؤلف) أيضاً أم لا، حيث أنّ كثرة حواشي التحقيق لم تترك لي فرصة للخلوة بكلام المؤلف حتى يكون لي فيه رأيٌ مُحايد. ولكنّني أظنّ أنّ في كلام ابي شامة أيضاً ما يحتاج لبعض الشرح والتوضيح وخاصة عند اختلاط الشخوص وتعدد أسمائهم، حيثُ أحسستُ أنّ القارئ بحاجة إلى تذكير كل ذي فترة عن شخصية فلان من هو وفي أيّ ولاية كان لأنّ كثرة الشخوص تُضعِفُ الاعتماد على ذاكرة القارِئ.
أتوقّع أنّني لو بحثت عن كتاب ألّفه بعض المؤلفين المعاصرين - نسبياً - عن الحقبة النورية والصّلاحيّة فقد يكون ذلك أكثرَ فائدةً لي. وربما أكثر فائدةً من قراءة ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي أو كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ وذلك أنّ المؤرخ في العصر الحالي يجمع من شتى المصادر ويلخص فيكون المُؤلَّف أكثر شمولاً. والله أعلم.