نظرة سريعة يلقيها الإمام محمد الغزالي على مسيرة الدعوة الإسلامية خلال ماضيها الطويل ويسجلها طي هذا الكتاب لتحتكم النفوس إلى مبادئ الإسلام الثابتة وليتعرف المسلمون ما لهم وما عليهم بدقة. وبعبارة أخرى فإن هذه النظرة ما هي بحث موجز مقصود لبيان سبق المسلمين أو تخلفهم، فشلهم أو نجاهم.
وهو يقوم على أن التاريخ الإسلامي كيان واحد متماسك الأجزاء، مجرد الهدف، يرث الأخلاف على الأسلاف منهجاً واحداً، وبلاغاً واحداً، وتجمعهم أمام الله مسؤولية مشتركة. وقد سرد الإمام الغزالي في بحثه هذا الكثير ما كان عليه حال الدعوة الإسلامية وبلغ الوفاء لها، والتوفيق في عرضها ومساندتها، على أساس أن الأمة الإسلامية حملة الوحي الخاتم، وأن أحزاب الشيطان وقوى البشر واقفة للمسلمين بالمرصاد منذ بدأوا نشر الحق واستبقاء عناصره في هذه الدنيا.
وقد اجتهد في تثبيت ملامح الصورة المطلوبة للدعوة الإسلامية المكافحة المصابرة مع تقطع هذه الصورة أحياناً خلال الأحداث الكبيرة التي مرت بالمسلمين. حتى إذا انتهى من دولة الخلافة الأخيرة، وقف وقفة متأنية قليلاً في شرح أسباب انهيار الحضارة الإسلامية ليستأنف الحديث عن كفاح الدعوة ضد قوى هائلة تجمعت بغتة تريد الإجهاز على الإسلام والمسلمين.
هذا ما جاء في القسم الأول من هذا الكتاب وأما القسم الثاني فقد استغرق وصفاً لشُعَب الهجوم المعاصر على الإسلام، ومن ثم بين الطريقة المثلى لمواجهته في شتى الميادين التي افتتحها.
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.
فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
Sheikh Muhammad Al-Ghazali lived from 1917 to 1996 in Egypt. Born Ahmad Al-Saqqa, his father nicknamed him Muhammad Al-Ghazali after the famous ninth century scholar, Abu Hamid al-Ghazali. In 1941, Muhammad Al-Ghazali graduated from al-Azhar University in Egypt, and became a leading figure in the Egyptian Muslim Brotherhood before his dismissal from its constituent body. His subsequent rise in the Egyptian Muslim jurisprudence system was accompanied by the publication of more than fifty of his works, ensuring popularity for his approaches to tafsir and his responses to modernity across the Muslim world. In the 1980s, he spent time as the head of the Islamic University academies in Mecca, Qatar, and Algeria.
إن شئت أن تصنفه على أنه من أدب المقاومة لم تكن مخطئا وإن شئت أن تضعه في كتب النقد الذاتي لم يجانبك الصواب مهما كان انتماؤك الفكري ستجد شيئا في هذا الكتاب يهزك من أعماقك ويجعلك تراجع بعض قناعاتك الكتاب يلقي نظرة عامة على تاريخ الأمة منذ الخلافة الراشدة إلى اليوم يضع يده على الأخطاء الفكرية والسياسية التي سقطت فيها الأمة ويتحسس المؤامرات التي حاكها الأعداء ويعرج خلال ذلك على مسيرة الدعوة الإسلامية بأسلوب أدبي فخيم
كتاب رائع و بحث يحتترم فى الاسباب اللى ادت لانهيار الحضارة الأسلامية ... انصف فيه الشيخ الغزالى الامام محمد عبد الوهاب و حركته الاصلاحية و انصف السلطان عبد الحميد الثانى و فاجأنى كمان بانتقاده للتصوف الحالى شكلا و موضوعا و انتقد مظاهر التكلف فى الزواج الفكرة اللى طلعت بيها من الكتاب .. الانتماء الأسلامى و الولاء ليه و البراء مما سواه و اللغة العربية و اهمية اعادة احياء اللهجات العربية الاصيلة و القضاء على العاميات بكل انواعها نهاية الكتاب تبعث على التفاؤل
من اكثر الفقرات اللى استفدت منها : رد شبهة ان الأسلام يأمر بالسيف بيقول الشيخ الغزالى : و أسلوب الأسلام فى عرض نفسه سائغ قريب انه يقول لك : عقائدى و معالمى كذ فهل تؤمن بها ؟؟ فأن قبلت كنت من اتباعه و اخا لكل مسلم و ان رفضت قال لك ؟ هل ستعترض طريقى و انا اعرض نفسى ؟؟؟ او هل ستعترض طريق من آمن بى فترده عنى ؟؟ فأن قلت : لاعلاقة لى بك و لست مهتما بمن دخل فيك او صد عنك قال الأسلام : انت حرُ فى كفرك و لن اطلب منك شئ و ان كنت اتمنى لك الهدى ..... اما اذا قلت لن اسمح لك بالكلام و لن اترك من صدقكك يتبعك فهنا يقول الاسلام لك : لقد لقحت الحرب بينى و بينك ..
من الفقرات ايضا : و عندما برزت هذه الثقافة اخذت الوثنيات تذبل و الجاهليات تتقهقر و ماكانت التثاليث لتثبت امام بداهة التوحيد و ماكان تراث اليونان فى الالهيات ليذكر فى مجال الايمان الجاد .
و ايضا : و المسلمون لايكترثون لاختلاف الجنس فان العقيدة الجامعة محت فروق الدم و اللون و قد رأى المسلمون من قبل عناصر تركية تقود الخلافة العباسية و امراء من السلاجقة و المغول و الاكراد يؤسسون دولا بين العراق و مصر و يبلون احسن البلاء فى الدفاع عن الاسلام
يااليت كل شيوخ وفقهاء الأمة بهذا النوع من التحضر الفكري والنظرة الصحيحة للاسلام فما احوج نا إليهم في هذا العصر فافيه ايما الفجار الفساد اصحاب المعاصي وهم من وليا اليهم الأمر للأسف في بلادي علي الأقل إن لم يكن في بلاد الإسلام كلها او مايدعون المشيخة والفقه بدين الله وهم مبتدعة او متزمتين متخلفين لا أدري أفي ادمغتهم عقول انسانية ام حيوانية لا تفهم الاسلام ومراده الصحيح بل هم مقلدون عمي متزمتون بالفروع والمرويات الظنية المشكوك في صحتها كما قال شيخنا. والصللحون المصلحون قليل لا ينفك الفسدة عن اطهادهم وإطلاق الشائعات عليهم محاولين إبادتهم وحسبنا الله إليه يُرجع الأمر كله،عسي أن يصلح أمورنا ويطهر نفوسنا ولله الأمر من قبل ومن بعد
وجدته بعنوان : " الدعوة الاسلامية تدخل قرنها الخامس عشر " كتاب كعادة الشيخ يحتوي على ادوية جوهرية حكيمة وشاملة وقوية باذن الله للدعوة وحال الامة .. عرج ع ذكر ملامح الدعوة عبر التاريخ بحياد تام ونظرة ناقدة مرتبة كتاب من اهم ما قرات مما يشكّل صورة للواقع والتاريخ في الذهن ، وان كان لم يجب عن بعض التساؤلات ولكنه سابق حتى لتفكير الكثير من ابناء هذه الايام
أسلوب شديد في نقد مسلمين العصر الحالي، أعجبني، يلقي الضوء على تاريخ النهضة الإسلامية، وأسباب انهيارها، أخطءنا، بعض مكامن الضعف التي تستدعي الإصلاح. لدي بعض التحفظات بشأن الأخطاء الإملائية وخاصة الموجودة في الآيات القرآنية