فرج بيرقدار شاعر وصحافي سوري من مواليد حمص 1951. حائز على إجازة في قسم اللغة العربية وآدابها / جامعة دمشق. حائز خمس جوائز عالمية، وأربعة عشر عاماً في سجون المخابرات السورية. شارك بعد الإفراج عنه في كثير من المهرجانات والملتقيات العربية والعالمية، ولكن لم يتح له أن يقرأ قصائده في أي مؤسسة ثقافية سورية. - دعي للإقامة في ألمانيا ثمانية شهور في ضيافة مؤسسة هاينرش بول وذلك في عام 2001. - دُعي من قبل مؤسسة (شعراء من كل الأمم) للإقامة في هولندا لمدة عام، اعتباراً من 24/9/2003, وقد حاضر خلال هذا العام في قسم اللغة العربية بجامعة ليدن. - في 27/10/ 2005 سافر إلى السويد بدعوة (من مدينة ستوكهولم ونادي القلم السويدي) لمدة عامين ضيفاً تحت لقب "كاتب المدينة الحرة"، وقد قرر بعد ذلك البقاء في السويد. صدر له خمس مجموعات شعرية وكتاب عن تجربة السجن. صدرت عدة ترجمات لبعض كتبه ولجانب من شعره إلى الفرنسية والإنكليزية والهولندية والألمانية والاسبانية والكاتالونية والسويدية,والليتوانية. • عضو اتحاد الكتَّاب في السويد. • عضو شرف في نادي القلم العالمي. • لم يتح له شرف عضوية اتحاد الكتّاب في بلده الأم
في البداية تردّدتُ في كتابة رأيٍ حول هذا الكتاب خوفاً مِن لصقه بأيّ موقفٍ سياسيٍّ، كَون شاعر هذا الدّيوان مُحاربٌ منْ نظامٍ حاكمٍ. لست منَ المتورّطين في ضجيج هذه اللّعبة، لا في صفّ المصفّقين و لا في صفّ الشتّامين، و لكنْ ماذا أنا، و منْ أنا حين أعجز عن إبداء رأيٍ حول كتابٍ بهذه الروعة؟ فليقرأ كلُّ مهتمٍّ بالثقافة، أمّا المخوّنون فليحفظوا آراءهم لساحات الصراخ. هنا نهتمّ بالقصيدة فقط. كان "أنقاض" أوّل ديوانٍ أقرأه للشّاعر السوري "فَرَج بَيْرقدار" الذي سَجَنه النّظام لمدّة أربعة عشر عامٍ لإنتمائه للحزب الشيوعيّ (لست متأكّداً منْ صحّة التّهمة). لمْ أكنْ بحاجةٍ لأكثر منْ بضع صفحاتٍ ليأثرني أسلوبه الصّادق و الوقح في آنٍ معاً، عِلْماً إنّه كتب عن تجربته الإنسانيّة في سِجن "صيدنايا" دون التعبير عن موقفه السياسيّ. تكلّم عن الظلم دون ذِكْر أسماء جلّاديه أو التلميح لملامح وجوههم، فجعل بذلك قضيّته أكثر شموليّةً ربّما لتحتضن الجلّاد نفْسه. بمفرداتٍ تليق بالمساجين و بساطتهم، و لكنْ بنبرةٍ لا يتقنها سوى مَن لمْ يعُد لديه ما يخسره و لا يملك إلّا الكلمة ليحفر جدران زنزانته قصائداً تشهد لتوقه للحرّيّة. لا أعرف شيئاً عن مواقف الشّاعر حول الكثير منْ الأمور، إنّما بين صفحات هذا الدّيوان ترك لنا بطاقة انتسابٍ لحركة الغاضبين و الثائرين على صانعي الأصفاد على أنواعها. يطالب الله بموقفٍ و بإجراءٍ واضحيْن منْ واقع الإنسان. هو القائل، خارج هذا الدّيوان: " لو كانت الآلهة آلهةً حقّاً، لما قَبِلَتْ منَ القرابين ما هو أدنى من طاغية". في الأسلوب لا ضرورة للحديث عنه، فحتّى منْ رفض نشر ديوانه خوفاً منَ المضمون أشاد بالشّكل الأدبيّ. "أنقاض" ديوانٌ حيث القصيدة تكلّف أكثر منْ سيجارةٍ و إسراءٍ على جسرٍ يفصل بين فضاء الأبجديّة و سماء الحلم. منْ أروع ما قرأتُ شِعراً و أكثره ألماً