كتاب تاريخ الاسلام السياسي و الثقافي و الديني ( الجزء الأول ) في هذا الكتاب المؤلف من تسعة أبواب ، يتحدث الدكتور حسن ابراهيم حسن عن تاريخ الإسلام في الفترة ما بين 1 - 132 للهجرة ، في الباب الأول يتحدث عن العرب قبل الاسلام و بعدها ينتقل إلى الباب الثاني حيث يتحدث فيه عن البعثة النبوية و في الباب الثالث يتحدث عن أثر الاسلام في العرب و في الباب الرابع و الخامس يتحدث عن تاريخ الخلفاء الراشدون ثم الدولة الأموية ،و في الأبواب الأربعة المتبقية يتحدث فيها عن الحركات السياسية و الدينية و نظم الحكم و الثقافي و الفن و الحالة الإجتماعية . هذا الجزء الأول من الكتاب حيث أن هذه السلسلة مكونة من أربعة مجلدات
إنّ كتاب "تاريخ الإسلام" الضخم، بأجزائه الأربعة وصفحاته التي تجاوزت الألفي صفحة عدا الفهارس والمراجع، يُعدُّ عملاً موسوعيّاً كبيراً، يغطّي زمناً طويلاً من تاريخ أمّتنا الإسلامية على امتداد مساحتها، ممهداً بتاريخ العرب قبل الإسلام والدعوة المحمديّة حتى سقوط الخلافة العباسيّة في بغداد على أيدي المغول. وقد يكون اسم الدكتور "حسن إبراهيم حسن" اسماً عاديّاً بالنسبة لكثيرين منّا، لكنه شمس ساطعة في سماء المؤرّخين العرب والمسلمين، ولستُ هنا بصدد التعريف به، وحسبي أن أقول أنّه قرأ مجلّدات الطبري كاملةً قبل أن ينهي دراسته الثانويّة، وكتابه هذا "تاريخ الإسلام" لأكبر دليل على غزارة علمه وسعة إطّلاعه، وذلك باستدلاله الدائم واستشهاده بأكثر مصادر التاريخ مصداقيّةً غير متحيز (ما أمكنه) لطائفةٍ أو قوّميّة، وهو أمر بيّن حتى على قارئ غير مختص بالتاريخ. وبالعودة إلى موضوع الكتاب، فقد جاء في أربع مجلّدات كما ذكرت: تناول المجلّد الأوّل؛ تاريخ العرب قبل الإسلام ومن ثم الدعوة المحمديّة حتى وفاة الرسول (ص)، فعصر الخلفاء الراشدين، وكان النصيب الأكبر عن الدولة الأموّية منذ تأسيسها على يد معاوية بن أبي سفيان حتى آخر خليفة مروان بن محمد. أمّا المجلّد الثاني؛ فتناول العصر الأوّل من الدولة العباسية من أبو العباس السفّاح حتى عصر المتوكل، بالإضافة إلى تأسيس الدولة الأمويّة في الأندلس على يد عبد الرحمن الداخل الملقّب بصقر قريش. والمجلدان الثالث والرابع؛ عن العصر العباسي الثاني وهو عصر طويل نسبياً بالنسبة لسابقيه، توالت فيه عدة دول فرضت سيادتها على الخليفة العباسي الذي لم يكن له من الخلافة إلا إسمها!!. كعصر نفوذ الأتراك ومن بعدهم من بني بويه والسلاجقة والفاطميين بالإضافة إلى دويلات الأطراف كالدولة الغزنوية في الشرق أو دولة المرابطين في الغرب. ومما أعجبني في هذا الكتاب، عدّة نقاط سأحاول اختصارها أو تدوين أهمها: أولاً؛ أن الكتاب يشمل تقريباً كل فترة الحكم الإسلامي (عدا فترة المماليك)، وهذه نقطة مهمة للقارئ، إذ يتعرّف على تاريخ جميع الدول المتعاقبة على الحكم بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب الذي اعتمده الكاتب، وهذا أمر مهم. فلو أنك قرأت عن كل دولة كتاباً لكاتبٍ مختلف ستتشتت أفكارك لا محالة لأن لكل كاتب أسلوبه الخاص في عرض الأحداث، ناهيك عن التداخل الزمني للدول. وبالفعل كان الكتاب مريحاً من هذه الناحية وذو منهجيّة واضحة في تناوله لتعاقب الدول على الحكم. ثانياً؛ وهو الأهم بنظري، طريقة تبويب الكتاب، حيث اعتمد الكاتب أسلوب التبويب حسب الموضوعات (الخلافة، الحركات السياسية والدينية، نظام الحكم، الحياة الثقافية والفنيّة، الحياة الاجتماعية، وهلمّ جراً)، ولم يبوّب حسب فترة حكم الخليفة كما هو دارج، وهذه لفتة ذكية واعية بسيرورة التاريخ وحركته وبنيته التراكميّة. فالخليفة لم يكن موضوعاً بحد ذاته بل كان مفردةً في موضوع أكبر، كان منفعلاً بحركة التاريخ أكثر منه فاعلاً. ففي المجلد الأول على سبيل المثال، تكلم عن فترة الخلافة الراشدة وأين وصلت حدود الدولة السياسية في عصر كل خليفة، ومن ثم ناقش الدولة الأموية بنفس الطريقة، بدون ذكر الحركات السياسية المناهضة للخلافة (لأن الموضوع العريض هنا هو الخلافة)، بل أفرد باباً خاصاً لهذه الحركات السياسية والثورات الدينية حيث أرّخ لحروب الردة مروراً بالفتنة التي أدت إلى مقتل عثمان (ر) وثورات الخوارج ضد علي (ر) ومن ثم ضد بني أمية ومقتل الحسين في كربلاء، وذلك لأنها أحداث ذات صفة واحدة وتمثل موضوعا منفصلاً ذو أحداث مترابطة. وكذلك أرّخ للفن والثقافة على أنهما موضوع متكامل والخلفاء فاعلين ومنفعلين فيه ودرس سيرورته بشكل متصل من الخلفاء الراشدين حتى آخر خليفة أموي. وهكذا ناقش بقية المواضيع وفي جميع المجلّدات. ثالثاً؛ غياب شخصية الكاتب إلّا من بعض آراء وتحليلات عامة، وهذه نقطة مهمة وداعمة لموضوعيّة الكتاب، فهو ككاتب يسرد أحداث التاريخ وأنت كقارئ تستقري وتحلل وتكوّن رأياً مستقلاً باللاشعور منك. وأود أن أذكر هنا أن أسلوب الكتابة ونوع الكتاب يلعبان دوراً رئيسياً في ظهور "أنا" الكاتب أو شخصه، وأسوق مثلاً على ذلك: أذكر عندما كنت أقرأ "مقدمة ابن خلدون" أني كنت أرى ابن خلدون أثناء القراءة، وكيف كان يغط ريشته في دواة الحبر، ويكتب مقدمتهُ منبهاً لي مع بداية كل فصل قائلاً: "اعلم أنّ..." هذه العبارة التي يبدأ بها كل فصول مقدمته. وأذكر أيضاً أنني عندما كنت أقرأ "مهزلة العقل البشري" لعالم الاجتماع علي الوردي، كنت أتخيلني وإياه في إحدى مقاهي بغداد نشرب الشاي على الطريقة العراقية، وهو يتحدث بالعامية العراقية المحببة إلى قلبي شارحاً لي أفكار الكتاب. أما مع حسن ابراهيم حسن، فلم أشعر إلا أنني وجهاً لوجه مع التاريخ وشخوصه، أما حسن فقد انسحب بمهارة واختبأ في موضوعيّته مانعاً إياي من رؤيته أو حتى الإحساس به أو سماع تنفسه. رابعاً وأخيراً؛ الإستشهاد الدائم بأبرز المراجع العربية والأجنبية، وهذا ما يطمئن القارئ. أما مآخذي على الكتاب، كانت من الناحية الفنيّة فقط، فالكتاب يخلو تماماً من المصورات والخرائط التي توضح حدود الدول واتساعها، وخصوصاً عند ذكر مدن ما وراء نهر سيحون وجيحون وما إلى ذلك، بالإضافة إلى بعض الأخطاء المطبعية التي لم تكتفِ بالكلمات بل تعدتها إلى التواريخ أيضاً، وهذه نقيصة تتحملها دار الجيل التي أخرجت هذا الكتاب وطبعتهُ. أنصح بقراءتهِ، وشكراً لصبركم.
كتاب غنى بالمعلومات، لم أحبه بالبدايه عند الكلام عن البدو والقبائل، شعرت بأنه كتاب تاريخ من كتب التعليم نفس الاحساس الممل! ولكن عندما بدأ فى سيرة الرسول والهجره والصحابه وكل ما يتعلق بالفتوحات، استمتعت كثيرا !
كتاب رائع. في البداية تشعر أنه كتاب ممل، ولكن سرعان ما يجذبك الكاتب وتجذبك المعلومات. كان بودّي أن أعرف توجهات الكاتب الدينية حتى أربط بعض ما جاء به مع معتقداته وتوجهاته.
كطالبة غير ناطقة باللغة العربية، من معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها - جامعة الأميرة نورة، قرأت هذا الكتاب للغوص في بحر الكتب التاريخية العربية والدافع المؤدي لاختيار هذا الكتاب هو التالي : لقد مضى التاريخ الإسلامي منذ عهد الرسالة حتى سقوط الدولة العثمانية في مراحل عديدة تتراوح بين القوة والضعف، والصعود إلى القمة ثم النزول بعد أن كانت في قمتها ؛ وما أسباب قيام الدولة الإسلامية أو تدهورها في كل عصر؟ هذا الكتاب يجيب عن هذا السؤال، وبالتالي فإن الملاحظة العميقة لتاريخ الإسلام منذ بدايته كدولة حتى سقوط الخلافة في القرن الماضي يمكن أن تساعدنا في استنباط العوامل المشتركة التي أدت إلى تدهور كل دولة ، وتمييز الموقف الثابت لأعداء الإسلام من ضعف سلاطينها وخلفائها في إسقاطها ، فهذا الكتاب مخزن للمعلومات في المجال الإسلامي ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع قريبة الصلة من الجغرافيا والآثار والتاريخ الاجتماعي وغيرها من التخصصات الاجتماعية. وأفضل ميزة لهذا الكتاب هي أنه يصف الوضع الاجتماعي للعرب من منظور ديني واجتماعي وسياسي وجغرافي لإعطاء صورة جماعية جيدة لعصر ما قبل الإسلام وما بعد النبوة حتى يجعلنا نصمم الصورة الواضحة عن الوضع الاجتماعي في العصور السابقة. كما يتميز هذا الكتاب في طريقة روايتها لأنه يناسب القراء من ميادين مختلفة و ذكر معنى الكلمات الصعبة والمصادر الموثوقة في الهوامش. هذا هو الجزء الأول من أربعة أجزاء من كتاب عن تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي للمرحوم الدكتور حسن إبراهيم حسن و يتحدث بحياد عن التاريخ الإسلامي من عصر الجاهلية عن الدولة العربية في الشرق ومصر والعرب والأندلس قبل الميلادي إلى نهاية 749 ميلادي (132ه)؛ من الأمم والشعوب والملوك العربية السابقة إلى تكوين الخلافة و سقوط الدولة الأموية. وتم نشره منذ أكثر من نصف قرن ، مؤهل تمامًا لتلبية الطلب الكبير على مصادر التاريخ الإسلامي الأصيل للقراء من جميع المستويات ، سواء كانوا طلاب معرفة أو هواة قراءة الدراسات التاريخية. ومن المثير للاهتمام أن النسخة المنقحة تم نشرها مع الفهارس اللازمة التي تسهل على الطالب العودة إلى هدفه بسهولة ولا يقتصر ذلك على دراسة التاريخ وقراءته من أجل المعرفة والهواية فقط، بل للحصول على معرفة الثقافة الإسلامية. التاريخ هو سياسة الماضي، وسياسة الماضي هي تاريخ المستقبل. قال تعالى - في سياق حديثه عن القرون -: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} .
استشهاد الكاتب المتواصل بروايات المسعودي واليعقوبي وبعض المؤرخين اصحاب الهوي الشيعي عمل عندي حالة لبس خصوصا في ذكر فتنه عثمان وأحداثها وفتنه علي ومعاوية ... لكن الكتاب في المجمل جيد جدا ومفيد جدا