هكذا تحدث ابن تيمية يبدأ كتابه بالرد على أحد شيوخ الفضائيات الذي عادى ابن تيمية وكفره ثم يتطرق بعدها لمقتطف قصير من ترجمته ومما قاله عنه علماء عصره فكان رحمه الله نابغة متواضعا، يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم. ومنهجه القرآن والسنة ولهذا كان شديدا على أهل البدع وكانوا يكنون له كرها أشد. حتى وصل بهم المقام إلى منع الكتابة عنه في سجنه الأخير الذي مات فيه. وبعد السيرة يتطرق لعقيدته وهو المدخل الذي ولج منه أعداؤه فقد اتهموه ظلما وبهتانا بالتجسيم والتشبيه. ويورد في الفصل التالي بعض أقوال ابن تيمية في العقيدة الصحيحة بعيدا عن بدع الفلاسفة. في الفصل الخامس يورد جناية الفلسفة على العقيدة، وأن كل من اتبع الفلسفة وانحاز لنصوص أرسطو على حساب نصوص السنة واجتهادات الأولين فقد تزندق. وهذا ما لامه عليه أعداء ابن تيمية ذريعة لهم أنه يضاد العقل. ثم يذكر تجارب بعض علماء الأمة مع علم الكلام وتخليهم عنه. ولا يضاد ابن تيمية العقل بل له منهج واضح يقول أن النقل الصحيح والعقل الصريح لا يتضادان. ولكنه يضع العقل في محله ولا يألهه كما فعل المتفلسفة يتطرق بعدها إلى مسألة أسالت بحرا من الحبر وهي مسألة التكفير ليبين أن ابن تيمية لم يخرج عن منهج أهل السنة في هذا وهم وسطيون في تكفيرهم على ما قرره الشرع وقد أبان في فصل ثان عن كثرة تكفير الطوائف الأخرى لبعضها بل وحتى تكفيرهم الداخلي. ويذكر مواقف لابن تيمية وأحمد ابن حنبل في عفوهم عمن كفروهم بل واستغفارهما لهم وخصوصا قصة ابن تيمية مع البكري. والفصل السابع يجب على كل من يتهم ابن تيمية زورا وبهتانا قراءته ليسمع منه بدل أن يسمع عنه. أما الفصول الأخيرة فاتخذها لتوضيح مواقف ابن تيمية من بعض الأمور: كموقفه من أهل البيت ومن الصوفية ثم ذكر ثناء بعض المتأخرين على شيخ الإسلام. الكتاب عموما جيد إذا تغاضينا عن تقليد العنوان لكتاب لملحد مشهور، وعن بعض التكرار الذي لا يضر ولكنه رغم ذلك مدخل للدفاع عن ابن تيمية ضد من ناصبوه العداء ولو أن الكاتب نفسه يشيد بكتاب الرد الوافر ولهذا سيكون لي عودة لهذا الكتاب