ولد في مدينة القامشلي شمال شرق سورية، وتخرج من كلية الطب عام 1971 وكلية الشريعة 1974. سافر إلى ألمانيا وأتم هناك تخصصه في جراحة الأوعية الدموية، وعاش فيها حتى عام 1982 حصَّل دكتوراة في الجراحة ـ ألمانيا الغربية 1982 م ثم عمل كرئيس لوحدة جراحة الأوعية الدموية في المستشفى التخصصي ـ القصيم ـ السعودية . حيث عاد من ألمانيا ليستقر في السعودية أقام فترة بمدينة بريدة بالقصيم وعمل في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة والآن هو مقيم بمدينة الرياض ويعرف نفسه بقوله: "إنني سوري المولد، عربي اللسان، مسلم القلب، وألماني التخصص، وكندي الجنسية، وعالمي الثقافة، ثنائي اللغة، لغة التراث ولغة المعاصرة, وأدعو إلى الطيران نحو المستقبل بجناحين من العلم والسلم" .
كدت أمنح هذا الكتاب نجمة أخرى لولا أنه حصيلة جمع مقالات جعلت أفكاره مكررة في بعض الفصول ، وكان واضحا أن هناك ربط قسري بين فصول الكتاب حتى تنتظم حباته في مسبحة واحدة ، أعجبتني بداية الكتاب وتوقفت كثيرا عند مقال السجون الأربعة والذي كان أفضل فصول الكتاب على الإطلاق :
من السلبيات الأخرى التي لاحظتها هو الانتقال السريع والمفاجئ بين أفكار الكتاب - بمبرر وبدون مبرر - و يتركنا الكاتب محتارين في هدفه من ذكر هذه المعلومة ومدى علاقتها بما حولها من جُمل ، وأحيانا يبتر المؤلف معلومات مهمة تحجب حقيقة الفكرة ، فدخول ابن بطوطة لدمشق وشهوده جمعة خطيبها ابن تيمية وأنه كان يمثل نزول الله إلى السماء الدنيا كنزول ابن تيمية من درجات المنبر ، وهذا ما برر نقل ابن بطوطة أن ابن تيمية به لوثة عقلية ، كل ذلك لم يذكر ، حيث أن نص "لوثة عقلية" نقل وكأنه لم يكن مبررا حتى يثبت مظلومية الامام الحجة مما نسب إليه ، وقد يكون بريئا من ذلك لأنه يوجد من طعن في القصة لأنه في ذلك التاريخ الذي ذكره ابن بطوطة كان ابن تيمية في السجن ! ما أريد قوله أن هناك الكثير من المعلومات مضغوطة لأنها كتبت في قالب مقال لا يحتمل التوسع ولا الاستدراك.
عرض المؤلف لجوانب الاستبداد السياسي من ناحية سايكولوجية ونفسية تحمل الشعوب مسؤولية ما يحدث لهم ، فلو أن كلينتون حكم العراق لصار صدام ، ولو أن صدام حكم بريطانيا لصار كاميرون ، وأن الانتخابات العربية التي تفرز نتيجة ٩٩٪ تعني أن الحاكم مسح البلاط بهذه الأغلبية وألغى وجودها وأن الشعب بالنسبة له هو ١٪ ، ودارت أفكار الكتاب حول هذه الأفلاك وما قاربها.
كنتُ في العامين المنصرمين من قرّاء خالص جلبي في جريدة الوطن بدايةً..ثم الشرق حالياً ,, ولا زلت, وإن كان الأمر أشبه بالموسميّ لتضاؤل وجود الصحيفة اليومية على طاولة الصالون..مع الإلتفاتة الكبيرة لكل ما هو إلكتروني.. أعجبتني مقالاته الغنيّة والمليئة بكل جديد-أقلها لي!- في كلّ مرة أقرؤه.. وتدفق لغته الفريدة المطعّمة بتراكيب قرآنية تزيد من حلاوة القراءة .. المهم.. الكتاب وجدته ممتع وخصب في محاولة تبدو تجديدية لما كتبه عبدالرحمن الكواكبي في كتابه الرائع (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) وإن كان البحث لا يتكئ على منهجية واضحة لتحليل ودراسة الإشكال وإنما تدفق هائل وجميل لتغطية معظم الأفكار التي تدور في فلك هذه الآفة.. مابين قصص ملهمة ومفيدة واقتباسات من كتب أُحبها,ككتاب الكواكبي وكتاب (العبودية الطوعية)-يسميها هنا الاختيارية- لأتيين لا بواسييه وكتب علي الوردي (مهزلة العقل البشري) و(وعاظ السلاطين), يحلل خالص جلبي مشكلة الاستبداد واسبابها وعلاجها بطريقة متتالية ومتدافعة إلا أنها ممتعة وسهلة الهضم والانسجام معها.. سيلاحظ القارئ- الملول خاصة- كثرة التكرار لمواضيع وقصص واقتباسات قد تم تناولها ربما تُشْعِر بالملل,, وربما تؤخذ بحجة ترسيخ الفكرة,, أو ربما حاجة في نفس أيوب! الكتاب جميل بمجمله,, وممتع ومفيد استمتعت..
الكتاب يستفزك للقراءة والمتابعة وضوحه وحماسه في الكتابة وعرض الأفكار طاغية أخشى عليه الميل في الهدف والنتيجة لولا اعتماده على عيون وكبار المصادر والقصص الموثقة التي تدعم التحليل وتسند رؤيته
أهم افكار الكتاب أن المجتمع الإنساني ضرورة ولا بد منه مع أنه جعلنا ندفع ثمنا باهظا من حريتنا وهكذا حُشرنا في مجتمع الديكتاتوريات. الفكرة الثانية نبذ العنف في مقاومة الاستبداد، عندما نقتل الطاغية لا نجتث ظلمه وجبروته ويتم استبدال طاغية آخر لكن الأصل في التغيير هو عدم الطاعة والخضوع ويأتي هذا من الوعي الجماهيري ومثقفا ملتزما بقوة الحقيقية قبل حقيقة القوة تحرر من الخوف والاغراء وودع ثقافة وعاظ السلاطين، فلا تجتمع الديمقراطية مع العنف. لو تاتشر او كلينتون حكم بلدا عربيا لتخدر بمورفين القوة وتسلط أكثر فليس هناك مراقبة ولا يد تطبق عليه او تحد من ظلمه ولو أن حاكما عربيا حكم دولة غربية لتحول من آلهة لانسان هذا ما تفعله الثقافات في البشر !
يحتوي الكتاب على مقالات مهمة مع بعض التكرار أحيانا أكثر ما اعجبني مقالة السجون الأربعة "نحن نعيش إكراهات متتالية من المهد حتى اللحد، في قبضة "الجينات" وزنزانة "الزمن" وقفص "الثقافة" ومعتقل "المجتمع"
وحقيقة صدام كمثال لاي طاغية عربي واسباب الطغيان بارجاع السبب للشعوب التي تجعل الطغاة يتمادون في ظلمهم بتوفير تلك التربة والاستعداد والقابلية للذل والخضوع وتحليل سيكولوجية الطاغية والشعب بمقالة الطبيعة البشرية والقابلية للاستبداد. ومقالة القادة والاتباع بذكر امثلة من التاريخ على الاحرار والظالمين والمستضعفين والمستكبرين.. الكتاب غني ويستحق القراءة
تقدم وفد من أعيان البلدة لمقابلة زعيم عربي وهم متذمرون للتقدم بشكوى ضد بعض المظالم. سمع الزعيم بخبر مقدمهم فجهز نفسه بمسرحية. وعندما دخلوا مكتبه كان يتحدث بالهاتف، فبدأ يرتفع صوته ثم نطق بجملة مخيفة: أنا آمرك أن تأخذه فورا إلى ساحة الإعدام ولا ترجع بدون تنفيذ ذلك. نظر الرهط القادم في وجه بعضهم بعضا وقد امتقعت سحناتهم رعبا. التفت إليهم "الزعيم" مبتسما وقال : تفضلو خيرا إن شاء الله، ما الذي استطيع أن أقدمه لكم؟ صاح الوفد بصوت واحد: أيها الزعيم نحن جئنا فقط لنتشرف بمقابلتك ونهنئك على إنجازاتك. قال: قد أديتم الأمانة فانصرفوا إلى اهلكم راشدين. يقول من كتب المذكرات وكان شاهدا لهذه الواقعة، إن الزعيم بعد انصرافهم انفجر بالضحك وقال : شعب من هذا الطراز يناسبهم زعيم من طرازي. ملخص لتاريخنا وحاضرنا مع الطغاة، شعب يرضى الذل لا يستحق الحرية.
"الضعفاء هم الذين يخلقون الأقوياء. والمستضعفون هم الذين يوجدون المستكبرين. والأمم الهزيلة هي التي تنبت الطواغيت. والمستنقع هو الذي يولد البعوض. والغربان تحط على البقرة الميتة. والنمل يتجمع على جثث الصراصير. والقابلية للاستعمار هي التي تقول للاستعمار أنا هنا تعال فاركب رقبتي. والدول تهزم بتفككها الداخلي. "
اهم قصة سأل جحا يوماً زوجته كيف تعرفين الحي من الميت؟ قالت: إن الرجل إذا مات بردت أطرافه الأربعة فإذا رأيت إنسانا قد برد على هذا الشكل فسارع إلى دفنه. فحفظ ذلك جحا في مخيلته.
وقال إن الموت أقرب للإنسان من شراك نعله. حتى كان يوم بارد تجمد الصقيع فيه على النوافذ فاحتاج أن يجمع فيه الحطب للتدفئة فخرج يحتطب في غابة قريبة، فأطال البحث حتى ملأ وعاءه من بقايا الأخشاب وأفنان الشجر.
وإذ استغرق مكثه في البرية في ذلك اليوم البارد فقد لا حظ جحا على نفسه أن أطرافه الأربعة بردت. فقال في نفسه يا جحا لقد مت ولا شك حسبما قالت لك زوجتك! فاستلقى على ظهره وهو يتأمل نفسه الميت وترك حماره يسرح أمام عينه. وبينما هو على هذه الحالة إذ جاء قطيع من الذئاب فهجم على الحمار فافترسه في ساعة من نهار في ذلك اليوم البارد و جحا يتأمل المنظر ولا يفعل شيئا لحماره لأنه ميت! والميت لا يملك نفعا ولا ضرا! وأخيرا رفع جحا رأسه قليلاً ثم تمتم قائلاً: أيها الجبناء تعرفون أن صاحبه ميت فأكلتموه وأيم الله لو كنت حياً لعرفت كيف أؤدبكم على فعلتكم هذه. وهذه القصة تحكي الأوهام عند الإنسان
كتاب ممتع وسهل، حتى على شخص لا يفقه الكثير في السياسة وأمورها. نقاش الكاتب حول الاستبداد كان مميز وملفت بالفعل، لم أشعر معه بالملل أبدًا مع أن كتب السياسة وخصوصاً المتضمنة فلسفات ونظريات تكون مملة ومرهقة للعقل لشدة تركيزه بها. إلا أن هذا الكتاب كان خفيف جدًا، ومتشعب بحيث يشمل مواضيع كثيرة تتعلق بالاستبداد المعاصر والطغيان والحكومات والطبيعة النفسية والسلوكية لدى الإنسان. إن العيب الوحيد الذي لاحظته في هذا الكتاب هو التكرار في كثير من الأفكار والملاحظات التي ليس لتكرارها أهمية غير إطالة الكتاب. كانت العبارات والاستشهادات تتكرر بشكل يجعلك تظن أن الكاتب لا يملك غير هذه الاستشهادات ليضيفها، ولكن مع هذا، وكما قلت، يبقى الكتاب رائع حتى لمن لا يرى نفسه في مجال السياسة.. الكتاب -أيضًا- فيه معلومات عامة قد تفيد أي شخص بغض النظر عن ميوله...
خالص جلبي عرفته في أول الأمر عندما قرأت تجربته في كتاب تجاربهم في القراءة وشدني اسلوبه وموسوعيته فهو قارىء نهم فقلت لابد من قراءة أخرى له وكان الاستبداد المعاصر ، في هذا الكتاب يحاول أن يحلل الاستبداد وعوامله النفسية والاجتماعية في العصر الحالي عند المجتمعات الاسلاميه والعربيه وكيفية مواجهته انطلاقاً من مجموعة من الكتب وهي طبائع الاستبداد والعبوديه المختاره ووعاظ السلاطين وكذلك الأمير. الكتاب لغته سهله والافكار واضحه يعيبه التكرار في الامثله.
كعادة الدكتور خالص، أفكار كثيرة واستشهادات عديدة تنساب على نسق مقالات مطولة ومتلاحقة للتعبير عن رؤيته، في الكتاب الكثير من الافكار الجيدة والتحليلات اللطيفة لكن يبدو أن الموروث أحيانًا أو كثيرًا أقوى من الفكر لذلك وقع الدكتور في مطب تعظيم بعض المستبدين وكذلك دعاتهم رغم أنه أراد في كتابه كسر طوق الاستبداد.