كانت أول نظرة ألقيتها على برقة من الطائرة. فيسّر لي ذلك أن أنعرف إلى معالم سطحها, أو على الأقل الجزء الشمالي منها, بشيء من الوضوح. فرأيت هذا الشاطىء المنحني كأنه قوس يمتد من البردية إلى خليج سرت, والذي هو خاو من التعاريج الكبيرة النافعة, بإستثناء تعريجة واحدة حرية بالذكر عند طُبرُقْ.
لما هبطت بنا الطيارة في مطار بنينة, وحملتنا السيارة إلى بني غازي, شعرت, أذ دخلت المدينة, انني أجتاز شوارع مدينة تعبة مضناة منهوكة القوى. ذلك أنّ البيوت كانت تحمل من أثار التخريب ما لم تستطع سنوات السلم الخمس الا على إصلاح جزء صغير منه. ولا غرابة في ذلك, فقدت شهدت بني غازي خمس مرّات تغير أيدي المحاربين في الحرب العالمية الثانية.
وبني غازي ترجع في أصلها إلى اليونان, إذ كان إسمها يوسفريدس, ثم صار بريني في أيام البطالة. اما إسمها العربي الحديث فيرجع إلى سيدي غازي المدفون فيها.
نقولا زيادة (1907-2007) , مؤرخ لبناني من أصل فلسطيني ، من مواليد دمشق .
حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ القديم من جامعة لندن في العام 1939م.
وحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة لندن عن اطروحته (سوريا في العهد المملوكي الأول) في العام 1950م.
مارس التدريس في الكلية العربية بالقدس في عام 1939م لمدة ثماني سنوات . وعمل أستاذاً في الجامعة الأمريكية في بيروت ما بين 1958-1973م . أشرف على رسائل الدكتوراة في الجامعة اليسوعية في بيروت حتى عام 1992م. مارس التدريس في الجامعة الأردنية1976-1978, وكذلك عمل محاضراً ومشرفاً في الجامعة اللبنانية .
كتاب رائع لمن يرغب بمعرفة جزء من التاريخ الليبي بصورة مبسطة وتفاصيل أقل. باختصار يتحدث الكاتب بدايةً بفترة ماقبل الميلاد وعصر اليونان مروراً بالحكم العثماني ومن ثم بداية الحركة السنوسية وجهاد الليبيين ضد ايطاليا وختاماً باستقلال برقة.