يتطرق الباحث إلى دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث حتى انعقاد مؤتمر القاهرة في 1921 وإيلاء شأن العراق إلى بريطانيا. إن الدور الذي لعبته الشيعة في تطور العراق الحديث السياسي صفحة مهمة جداً في التاريخ السياسي لهذا القطر. ووجه أهميته انه اتخذ شكله النهائي في أثناء الفترة التكوينية الأولى من نشأة الدولة العراقية الحديثة، لأن الشيعة كانت أكثرية مغلوبة على أمرها في العراق فإن أدباء الشيعة وعلماءها في العراق لم يعنوا بدراسة هذه الناحية، فلم تظهر لهم مؤلفات في هذا الحقل. غير أن بعضهم عالجوا نواحي هذه بطريقة خفية مبطنة خشية أن يتهموا بالميول الطائفية.
الدكتور عبد الله فهد عبد العزيز عبد الله النفيسي مفكر ومحلل سياسي كويتي, وكاتب إسلامي شهير متخصص بالحوار والصراع بين الإسلام والغرب, العولمة, والصراع مع إسرائيل عبد الله النفيسي هو مواليد الكويت عام 1945 وعائلة النفيسي في الأصل من المملكة العربيه السعوديه القصيم، رئيس سابق لالمؤتمر الشعبي لمقاومة التطبيع مع إسرائيل في دول الخليج، كاتب إسلامي شهير متخصص بالحوار والصراع بين الإسلام والغرب والعولمة والصراع مع إسرائيل ، آراءه تجد ترحيب كبير من الشباب العرب ، ومقابلاته التلفزيونية تنتشر بشكل واسع على الإنترنت ، يحمل شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من كلية تشرشل بجامعة كامبردج - بريطانيا عام 1972، بعد أن حصل على الإجازة من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1967.
درس في جامعة الكويت بين عامي 1972 و 1974 ثم في جامعة اكسترا البريطانية. أستاذ زائر في عدة جامعات مثل معهد "هوفر" للعلوم السياسية في جامعة هارفارد، إضافة إلى جامعتي بكين وموسكو. دأب على طرح أفكاره كل ستة شهور في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة يلخص فيه جملة آراؤه حول قضايا العصر والأمة والمنطقة خلال الفترة. اعتنق العديد من الأفكار الأيدلوجية منها الشيوعية، الماركسية والإسلامية. دعى الدول الصغرى في الخليج، وهي الكويت والبحرين وقطر والإمارات، بالانضمام إلى السعودية، بعد ما أبدى مخاوفه من زوال أغلب الكيانات السياسية في الإقليم وبقاء ثلاث دول فقط هي: السعودية وعُمان واليمن. واثارت هذه الاراء الكثير من الجدل.
ولد في مدينة الكويت عام 1945. وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي خلال سنوات 1951 و1961 في كلية فيكتوريا (بالإنجليزية: Victoria College) في حي المعادي – القاهرة حيث حصل على شهادة G.C.E في عام 1962 ابتعث لدراسة الطب في مانشستر Manchester المملكة المتحدة لكنه بعد مضي سنة هناك فضل أن يترك دراسة الطب ويعود إلى الكويت للتفكير والتأمل في التخصص الأمثل. وفي عام 1963 قرر دراسة العلوم السياسية في السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت AUB . و في عام 1967 حصل على بكالوريوس علوم سياسية B.A في الجامعة الأمريكية في بيروت. في عام 1968 انضم إلى كلية تشر تشل Churchill College في جامعة كمبردج في المملكة المتحدة لنيل شهادة الدكتوراه PH.D. في عام 1972 حصل على الدكتوراه PH.D من نفس الكلية وكان موضوع الأطروحة (دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث) ، (The Role of the Shi'ah in political development of Modern Iraq)في عام 1972-1978 عاد إلى الكويت وقام بالتدريس في قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت وهو قسم ترأسه ما بين 1974 – 1978.
الكتاب يعتبر تسليط الضوء على أحداث الثورة العراقية على الاستعمار ودور الشيعة عرض الاحداث منذ نهاية العهد العثماني الى تتويج الملك فيصل على العراق بتفاصيل دقيقة تكاد تكون مملة في بعض الاحيان نجح الكاتب في تحيد العامل المذهبي فلم تؤثر عليه خلفيته المذهبية في نقل التاريخ بانصاف قل نظيره في زمن الطائفية البغيض الذي نعيشة قام الكاتب بزيارة للمركز التشيع مدينة النجف الاشرف والتقى بمرجع الطائفة الاعلى في وقتة السيد محسن الحكيم - قدس سره - واجرى الكثير من اللقائات والمقابلات مع رجال الدين الشيعة وكثير من رجال القبائل الذين شاركوا في الاحداث قام الكاتب في اول فصل بعمل استعراض لمعتقدات الشيعة وان كان لم يقدم صورة صحيحة لبعضها في الكتاب بعض الزلات التي وقع فيها الكاتب مثل فهمه لبعض المعتقدات الشيعية او حتى نقله لبعضالاسماء ( التي ترجم بعضها من الانجليزي مع ان الكاتب عربي الموضوع المكتوب عنه مصادره عربية فما الحاجة للترجمة !!!) هذه الزلات لم يكن من المفترض ان تقع لو اخذنا بعين الاعتبار الجهد الجبار الذي قام به الكاتب
الكتاب عبارة عن دراسة الدكتوراة في العلوم السياسة للدكتور -واستاذ العلوم السياسية فيما بعد- عبد الله النفيسي من جامعة كامبريدج البريطانية سنة 1968 وقد تناولت تلكم الدراسة موضوع الدور السياسي لأبناء الطائفة الشيعية من أبناء الحواضر وأبناء المكون القبلي في المشهد السياسي العراقي في الفترة ما بين بداية الإحتلال الإنجليزي للعراق و تنصيب أول ملك عربي - فيصل بن الحسين - عليها، أي الفترة ما بين 1914 - 1921 ميلادية.
وقد كان ما نحى بي الى قراءة هذا الكتاب تحديدا أمران، أولهما التطورات الأخيرة في المشهد العراقي من مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني في العراق مع مطلع سنة 2020 والإيذان بالتصعيد العسكري الإقليمي في مشهد تتصدره القوى السياسية الشيعية الإيرانية والعراقية من جهة والقوى الإمبريالية الأمريكية التي ورثت النفوذ البريطاني في منطقة الخليج والعراق تحديدا والتي سبق لها إحتلال العراق سنة 2003 ولا تزال قواعدها العسكرية ونفوذها وسطوتها السياسيين كامنين على أراضيه ومهيمنين على مشهديته السياسية من جهة أخرى، فجاء هذا الكتاب كدليل تاريخي لاكتشاف مكونات ومنطلقات هذه الأطراف -أو ما يقاربها من نماذج جذورها التاريخية- بعيدا عن التصورات المسبقة والكليشيهات السطحية، أما السبب الثاني فهو متابعتي لشهادة الدكتور النفيسي على العصر والمتعلقة بتجربته السياسية في البرنامج الذي قدمته قناة القبس في سنة 2019 بعنوان الصندوق الأسود والذي تطرق خلاله الى تجربته الميدانية في بحثه الخاص بالشأن العراقي وفي موضوع هذه الدراسة تحديدا ضمن ملابسات لا تخلوا من الإثارة ومن المضمون الأكاديمي المحايد والموضوعي -بحكم كونها دراسة أكادمية لنيل شهادة الدكتوراة- رغم ميل المؤلف الواضح في المجال العام إلى تيار الإسلام السياسي السني وتبنيه أغلب مواقفه على الصعيد الشخصي والسياسي، وقد كان الاختيار موفقا.
بدأ المؤلف دراسته بشيء من التفصيل عن أهم بنود ومحددات عقيدة الإسلام بمذهبه الشيعي ومدلولات تلك البنود والمحددات مع تبيان انعكاستها على سلوكيات الأفراد والمجتمعات بشكل عام والسياسية / الإجتماعية منها بشكل خاص ومفصل، ومنها للذكر لا الحصر الإمامة والعصمة والصورة التي أفرزتاها لشكل النظام والقيادة السياسيين (الدينية) بحسب التصور الشيعي، اضافة الى تحليله لأبرز المكونات والأطر التي تنظم تلك المجتمعات في شكليها الحضري والقبلي قبل أن يتطرق إلى دور ومكانة مدينة النجف (وكربلاء بدرجة أقل) في تشكيل الوعي الديني، الثقافي ومعالم التوجه السياسي الذي انعكس بشكله الأوضح في مناطق الفرات الأوسط والفرات الأدنى ذويي الغالبية الشيعية في العراق.
وينتقل بعدها لمعالجة أبرز الأحداث والتفاعلات السياسية التي طرأت على المشهد العراقي من بداية الإحتلال البريطاني للبصرة جنوب العراق سنة 1914 في أعقاب الحرب العالمية الأولى الى الاحتلال البريطاني الكامل للعراق بنهاية 1918 وبداية 1919 والموقف الشيعي الرافض لهذا الإحتلال وأي شكل من أشكال التعاون الإيجابي معه، مما أدى إلى بروز المقاومة الشيعية بين سنتي 1914 و 1918 وصولا الى دورهم في الاستفتاء الشعبي و الإضطرابات التي تلته سنة 1920 وأخيرا تبنيهم مقاربة يشوبها شيء من الجفاء والتوجس مع اعتلاء الملك فيصل بن الحسين، لكونه أعلن عن صياغة اتفاقية تعاون وثيق مع المحتل البريطاني (أو بالأحرى الخضوع لارادة المحتل البريطاني)، ويسهب النفيسي في سرد تفاصيل المشهد العراقي في تلك الفترة و التي قادته إلى استنتاجات عدة كان أهمها برأيي: - تخبط أجهزة (العسكري والمدني السياسي) الاحتلال البريطاني في السياسة المتبعة في العراق خصوصا في بدايات الاحتلال سنة 1914. - إقصاء الشيعة من المشهد السياسي والإعتماد على كوادر من الطوائف والملل الأخرى، وجهلهم الفادح بمكونات وعادات المجتمع العراقي. - التسلط التعسفي وافقار المجتمع بالضرائب واعمال السخرة وتجاهل الدور القبلي في المشهد السياسي. - الاستعانة بكتائب وعساكر من الهنود وغيرهم من الفئات الغريبة عن المجتمع لارهاب الشعب العراقي. - التضارب الجلي في التصريحات، ونقض الوعود. وغيرها من الامور التي جعلت المكون الشيعي العراقي متمثلا بمن شغلوا مقام المجتهد الأكبر في النجف والقيادات الشيعية الدينية والقبلية الأبرز تتصدر صفوف مقاومة الإحتلال من منطلق ديني وعقائدي في المقام الأول.
مضمون التاريخ السياسي الذي تناوله الكتاب يشكل أحد المراجع المهمة - في رأيي - في فهم واقع العراق اليوم من منظور علم السياسة.
اقتباسات من الكتاب:
"إن تلك الحادثة التي وقعت بين قبيلة عنزة وأهل النجف أظهرت لهم في وضوح وجلاء أن الإنكليز لا يبالون ولا يهتمون إلا بمصالحهم الخاصة أولا، وبمصالح حلفائهم ثانيا. فأدركوا أنه ليس لهم من وسيلة للخروج من المأزق سوى أن يتحدوا سلطة الإنجليز بغية حملهم على إعطاء النجف نوعا من الاستقلال والحكم الذاتي لكي يتدبروا أمورهم بأنفسهم."
"وعندما ترامى خبر إحتلال الإنجليز لميناء البصرة إلى حكومة بغداد أحدث إنقلابا سريعا من جهة الولاء والميول. فقد كان العدو المشترك قبل نزول الجيوش البريطانية، عند الجماعات العراقية الناقمة هو الحكومة المركزية العثمانية في بغداد. ولكن بعد أن نزل الجيش البريطاني في الفاو تغير ولاء الجماعات العراقية المعارضة الناقمة وأصبح إلى جانب الأتراك وتناست الشيعة، آنذاك ما كانت قد لقيته من ظلم وجور على يد الأتراك وأصدر المجتهد الأكبر فتوى بضرورة مساندة الاتراك ومعاضدة السلطة العثمانية كما أنه أعلن الجهاد."
" وكان من الواضح أن البريطانيين كانوا يميلون إلى تشجيع الحركات التي تأخذ بالإعتدال، والإعتدال في نظرهم لم يكن يقتصر على الوجود البريطاني، بل باستمرار السلطة البريطانية وبقائها في العراق، شريطة أن تكون هناك مشاركة عراقية في الحكم."
" إذا كان العرب يريدون حكومة عربية، فليكن لهم ما يريدون طالما أن السلطة الحقيقية في العراق ستبقى في أيد إنجليزية. بهذه الروح وهذه النية راح كوكس يتخذ الخطوات الرسمية لإعلان تشكيل مجلس دولة."
" وكان كوكس يرى أن هناك دلائل تشير إلى أن الخط السياسي الذي كان أولئك ((الأفاضل)) - كما كان يسميهم - يتبعونه هو إقامة تعاون وتحالف بين العراق وإيران، وبواسطة إيران والتعاون مع البولشفيك، يتقلص النفوذ البريطاني في العراق."
*التالي الوصلة الخاصة بحلقة برنامج الصندق الاسود والتي تحدث فيها المؤلف عن إعداد الدراسة وتجربته الميدانية في العراق سنة 1968:
هذا أول كتاب أقرأه للدكتور عبد الله النفيسي وقد كنت سمعت له الكثير من المقابلات والتحليلات السياسية وأعجبت جدا بأرائه وبفهمه الأكاديمي للسياسة الدولية بالنسبة لأسلوب الكتاب أحيانا شعرت بأن تفصيلات معينة بدت غير واضحة تماما هذا من ناحية ومن ناحية ثانية لم أشعر أن الكتاب حمل موقف عدائي من البريطانيين وإنما كان يقيم سياستهم من منظور خارجي وليس من منظور عربي ولعل السبب في ذلك هو أن الهدف الرئيسي للكتاب هو عرض دور الشيعة في تطور العراق وليس الاحتلال البريطاني للعراق بالنسبة لمجتوى الكتاب يبدأ الكتاب بدراسةعن عقائد الشيعة الأساسية وعن مجتمعاتهم القبلية والحضرية ومن ثم ينتقل لتحليل مواقف الشيعة في العراق قبل و خلال فترة الحكم البريطاني إلى تتويج فيصل ملكا على العراق بالنسبة لعقائد الشيعة فهناك أمر بدا لي مهما جدا لديهم وهو موضوع الإمامية وعلى ذمة الكاتب فالأمامية(أي إمامة أهل البيت) عند الشيعة ركن من أركان الإيمان وهذا ما يجعل هناك مرجعية دينية عند الشيعة وقد تاخذأيضا شكلا لمرجعية سياسيةوفي هذا خلاف جوهري بيهم وبين السنة إن قضية المرجعية بحاجة لدراسة أكثر على ما أعتقد من حيث أهميتها وتأثيرها على المجتمع هناك أمر أخر أحب أن أذكره وهو النجف كمدينة دينية تعليمية مركزية لدى الشيعة, أعجبني جدا هذا النمط من التعليم الديني الروحي الذي يكرس فيه الانسان جزءا من حياته للتعليم الروحاني ليس أبدا لمقابل مادي ولا للحصول على شهادة وانما للعلم بحد ذاته ويعيش فيه الطلاب حياة تقشف وقناعة شيء أخر أذكره أيضا في هذا السياق وهو ان الكثير من القبائل العراقية كانت سنية عندما وفدت من الجزيرة العربية ولكن نشاط علماء الشيعة ودعاتهم فيها إدى إلى تشيع هذه القبائل هذا بالنسبة للقسم الأول من الكتاب المتعلق بعقائد الشيعة أما بالنسبة لمواقف الشيعة قبل وخ��ال الحكم البريطاني عند بدء الحملة البريطانية على العراق تناسى الشيعة الظلم الذي تعرضو له من قبل الاتراك ووقفوا جنبا إلى جنب مع السنة والاتراك في مقاومة الحكم البريطاني انطلاقا من موقف ديني لا ظائفي وهذا يحسب لهم حقيقة حتى إنهم لاحقا أرادوا بأن يحكم العراق أحد أبناء الشريف حسين السني انطلاقا من مصلحة وطنية واسلامية ولم ينظروا إلى مصلحة طائفية ضيقة والحقيقة بدا لي من خلال الكتاب أن الشيعة كانت على خلاف أشد مع البريطانيين مقارنة بالسنة بشكل عام وربما يعود ذلك إلى رغبتهم القوية في تأسيس دولة ذات طابع ديني تحت وصاية أورئاسة رجال دين خاصة إذا عرفنا مسألة عقيدة الإمامية لديهم وقد كان لهم الدور الأكبر في ثورة العشرين ضد الحكم البريطاني في العراق وهذا لايعني ان السنة كانت مع الحكم البريطاني لا أن العلاقة بين البريطانيين والشيعة كانت أكثر توترا منها مع السنة في فترة تتويج فيصل على العراق تغير موقف الشيعة تجاه فيصل وكانو غير مرحبين به لانهم رأو ان علاقاته مع البريطانيين قد أفسدته ورأو ان حكم فيصل ما هو الا واجهة لاستمرار حكم بريطانيا وكانو فعلا محقين في ذلك إذ كان فيصل ما هو الا واجهة
البحث (وهو رسالة عبدالله النفيسي في درجة الدكتوراة التي حصل عليها من جامعة بريطانية) يستقصي المرحلة التي عاشها شيعة العراق إبان الحرب العالمية الأولى وقد وفق الكاتب في نقل الدور السياسي المحوري الذي لعبه الشيعة في تلك الفترة. ولكن -ولإن البحث مترجم- قد وقع في أخطاء بعضها إملائية وبعضها لغوية كما وقف مرة عن إكمال فقرة ص٢٢٩ حيث انتهت بثلاث نقاط (؟) على الرغم من أن أحد المراجع آخر الكتاب وضح لنا ما كان يرمي إليه الكاتب. إن كنت ممن يتحفظون على خطاب النفيسي التمييزي فلا تجعل حكمك عليه يثنيك عن قراءة الكتاب إن كنت حقاً ترغب بمعرفة تاريخ العراق في بدايات القرن العشرين. الكتاب رائع انصح بقرائته.
هعتبره بحث مش مجرد كتاب بيسرد كلام عن الشيعة لكنه يعتبر بحث بيظهر كيف تحولت العراق لألوية شيعية مع التركيز على الجزء التاريخي و كيف تحولت القبائل العربية للمذهب الشيعي بحث رائع جدا و يمكن الروع له لمعرفة تاريخ الشيعة في المنطقة او كيف بدء دخولهم للجزيرة العربية ودورهم في العراق
حينما بدأت في قرآة الكتاب توجست منه لمعرفتي المسبقة بآراء الدكتور النفيسي حفظه الله بالشيعة أوبالتحديد الموقف السياسي الحالي للشيعة بقيادة ايران !. غير أني تفاجأت بالتحليل الموضوعي والقراءة النقدية للتاريخ والتطورات السياسية والعسكرية في منطقة بلاد الرافدين وما أتبعها من نشوء دولة العراق الحديث، وانصافه للدور الإيجابي الذي لعبته الطائفة الشيعية في مواجهة الإحتلال البريطاني. الكتاب من أجود ماقرأت في عرض ونقد مامرت به العراق من تطورات و أحداث في بداية نشأتها وبعد تخلصها من الإحتلال التركي ورزوحها تحت الإحتلال البريطاني, أنصح به وبشدة لمن يريد أن يجمع شتات المشهد السياسي العربي الإسلامي اليوم !.
الكتاب عبارة عن سرد تاريخي صرف ، لا يحتوي على أي رأي شخصي للمؤلف في الأحداث أو الأشخاص. أحسن المؤلف في تقديم الفصلين الأوليين مما ساعدا على فهم الكتاب بسهولة. الفصل الأول يحكي عن عادات وسلوم القبائل الشيعية العربية العراقية. الفصل الثاني تكلم عن العقيدة الشيعية. أظن أن الكتاب عبارة عن رسالة دكتوراه ، فهل طبيعة الرسالة تحتم على المؤلف ألا يبدي رأيه فيها ؟ من يستسيغ قراءة السرديات التاريخية سيستمتع بالكتاب ومن قرأها لأجل أن مؤلفها هو النفيسي صاحب الرأي المعروف عن الثورة الإيرانية ربما لن يستملح الكتاب. مع العلم أن الكتاب أؤلف في أواخر العقد السابع من القرن العشرين مما يعني أن الثورة الإيرانية لم تأخذ مجراها بعد وأن رأي المؤلف حيال المشروع السياسي الشيعي الحالي لم ينضج بعد.
ابدع الكاتب في تحييد الاراء المذهبية وسرد التأريخ بصورة مستساغة جداً. الرائع بالموضوع نقطتين : الأولى: سرد التأريخ بصورة تشويقية تشد القارئ لكل التفاصيل دون ملل. الثانية: وجوده المباشر في لقاءاته مع من شارك في الأحداث نفسها.
يعتبر هذا الكتاب رسالة الدكتوراه للدكتور عبدالله النفيسي وللامانة يوجد بها الكثر من التفصيل الدقيق و الأعجب منه انه صور الواقع في ذلك الوقت بعين الناقد ، قرائتها له كانت من دافع الفضول لا غير ٠