What do you think?
Rate this book


Paperback
First published January 1, 1990
هذا الرجل لا يكتب إلا عن نفسه و مع ذلك لا يشعرك أبدا بالملل
قدّم السعدني الكثير من الحكايات بأسلوب ساخر مرّ. من خلال تقديم تاريخه الشخصي وربطه بالتاريخ الثقافي لمصر وحكاياتها التي لا تنتهي. كتب قصة طفولته وصباه في الجيزة. وبدايته مع الصحافة ورؤيته لها كمهنة حرّة. وكتب عن شخصيات متنوعة عرفها في السجن. وقصة منفاه في عهد السادات. ولم ينس السعدني في خضم تلك الرحلة الفكرية تسليط الضوء على عدد من الكتاب الذين لم ينالوا حظهم من الشهرة.
استعان في مذكراته بأسماء وهمية وأخرى حقيقية ليرسم بورتريهات تجمع بين الأسى الداكن والسخرية الشديدة. تؤكد على تفرده في هذا اللون من الأدب
"الأخطاء تصبح معالم على الطريق إذا استطاع المرء أن يستفيد منها ويحولها إلى تجارب! ولكنها تصبح مجرد أخطاء فقط إذا مرت بالمرء ثم مرت عليه، وقد تتحول في النهاية إلى خطايا، فيذهب من أجلها إلى "اللومان"، وقد يتشعلق بسببها في حبل المشنقة. والذي يساعده الحظ فينجو رغم أخطائه من "اللومان" ومن المشنقة يصبح مجرد حيوان ليس له غد ولم يكن له أمس! "
" ارجو ان تكونوا قد استمتعتم بها , أرجو ان تكونوا قد استخلصتم المغزى من بين سطورها . و انا اقصد الاجيال القادمة التى تواجه ظروفا أسعد من ظروفنا , و التى تعيش حياة أجمل من حياتنا , و التى لم يقدر لها ان تخوض بحر التعاسة التى خضناه منذ عشرات السنين . "
"لا أدري لماذا لم أحلم أبداً بأن أكون مدرساً أو ناظراً أو حتى صاحب دكان كشري فخيم. وكانت أحلامي متواضعة، فراش، بياع خضار، صبي كشري.
حتى الأحلام حقيرة وصغيرة كأنها هي الأخرى حظوظ وزعت بين الناس."
لقد كتبت حتى الآن عشرة كتب وثلاث مسرحيات ومئات البرامج الإذاعية، ومقالات تكفي عشرة دكاكين تبيع فيها اللب وإلى عدة قرون. ولكن أمنيتي التي لا أزال أرجو تحقيقها هي العثور على قطعة أرض في بلدنا، فدان أقيم عليه بيتاً وأطلق فيه عدة أسراب من الوز والحمام وفصائل من الأرانب وأزرع حوله عيدان الملوخية، وأضع على سطحه عشرة بلاليص فيها جبنة قديمة ومخلل. وأرتدي جلباباً أبيض وطاقية فوق راسي، وأمشي حافي القدمين وأستحم إذا شئت في ماء الترعة، ويكون لي عشرون ولداً نصفهم ذكور والنصف الآخر من الإناث على أن أقيم إلى جوار البيت قبراً لشخصي، فأنا أخاف النوم في المقابر البعيدة
أخشى بعد الموت أن ينهشني ذئب جائع أو ضبع صايع. أخاف الحياة مع الموتى، أريد الموت إلى جانب الأحياء. لكي أظل معهم أتفرج على الأجيال الجديدة السعيدة التي ستملأ الحياة فناً وروداً ورقصاً وموسيقى