تجري أحداث هذه الرواية على أرض الواقع، عبر استذكارات "نديم"، وأيضا عبر الافتراضات والنسخ المعدلة التي يقترحها بطل الرواية عن هذا الواقع الغني بالتفاصيل والحكايات المثيرة والغريبة التي حدثت مع شخصيات الرواية العديدة، ابتداء من حميد، الأخ الأكبر لنديم، ودائرة علاقاته، والمصير الذي انتهى إليه، وليس انتهاء بالعجوز بنية التي ترفض الموت وتخليص ابنها من وعد البقاء بجوارها، داخل البلد، ما دامت حية. ثلاثة عقود تمر عليها الرواية من حرب الثمانينيات وصعودا، عبر مواقف وأحداث صادمة، شكلت ذاكرة نديم، وأجيال عراقية كاملة، وربما عدم الحسم بشأن خيالية الأحداث أو واقعيتها يعطي رسالة أن هذا التمييز، بسبب فداحة ما مر بهذه البلاد، لم يعد مهما ولا ضروريا. عبر الأحلام المجهضة ووقائع الموت المقيمة واللعب بالمصائر، يقودنا المؤلف في سرد مركب ومتشعب، ينضح بالسخرية اللاذعة والخيال الجامح، ولا يخفي صوت الغضب والمرارة من هذا "الانتقال من موت إلى موت؛ حسب أحد المقتبسات داخل الرواية
أحمد سعداوي : روائي وشاعر عراقي. مواليد بغداد 1973. صدر له : عيد الاغنيات السيئة, شعر, مدريد 2001. البلد الجميل, بغداد 2004, حازت الجائزة الاولى للرواية العربية في دبي 2005. إنه يجلم أو يلعب أو يموت, رواية, دمشق 2008, حازت جائزة هاي فيستيفال 2010, بيروت 39. رشحت روايته فرانكشتاين في بغداد لجائزة البوكر ثم دخلت القائمة القصيرة وفازت بها في العام 2014.
يا الله.. لا أعتقد أن هناك يوميات أكثر قسوة من يوميات عراقي.. لا يوجد أي مكان آخر عاش أهله عذاباً مستمراً متصلاً كالعراق.. لدى الكاتب قدرة فريدة على تصوير الفواجع بصورة عفوية مع الكثير من السخرية المريرة.. أحياناً أمل من الكتب التي على هيئة سرد يوميات لكن ما أعجبني هنا أنه على عكس الكثير من الكتاب الذين تجد الصفحات محشية بالوصف والمشاعر والمبالغات مع مضمون سطحي هنا على العكس عبارات بسيطة لكن كالرصاص بليغة بدون أي تكلف واستشعار المشاعر متروك للقارئ بدون كثرة كلام.. يوجد شخصيات متعددة واقعية وخيالية وتنقل مربك بينها ربما كان يقول من خلال ذلك أن كل الطرق التي يسلكها العراقي تؤدي إلى نفس المصير.. >> تداخل الأحداث يدوووووووخ خصوصاً لو قرأت على فترات متقطعة.. لكن أعتقد أن المناسب أن تكون بهذا الشكل فيها عشوائية بشكل جميل.. أكثر ما أحزنني أنانية الناس تجاه بعضهم البعض إن لم يكن بالأفعال فبالمشاعر حتى العائلة والأصدقاء ربما هذا ليس واقع لكن هذا الحال ممكن أن يحصل إن كان الانسان غير قادر على ادارة حياته وتحمل مسؤولية نفسه.. سعداوي يتكلم عن ظروف كتابته للرواية: https://m.facebook.com/55649174113740...
رواية عبثية ومتشابكة بشكل مفزع ، شخصيات وذكريات وأحداث متداخلة لا تكاد تجد نفسك فيها.. رفقاً بالقارئ، الرواية ليس لها أرض صلبة تقف عليها، ربما هي مشابهة بالفعل لحالة وطننا الهش، ولكن لم أستطع أن أقع في هوى الرواية، فهذه ليست الأجواء التي أفضلها في قراءاتي..
بالتأكيد سأقرأ للسعداوي روايات أخرى وأتمنى أن تحالفني الحظ فيها..
رواية إنه يحلم، أو يلعب، أو يموت للكاتب العراقي أحمد سعداوي .. يمكن تلخيص الرواية بشعور الإنسان عندما يكتشف شخصية أخرى له في موقف ما فيتفاجأ بها. في حديث بطلها مع شبح ذاته الذي يطارده بمخاوفه وقلقه وذكرياته البائسة " أنا لست ما ترونه أبدا، أنا ذلك الذي لم تروه، أنا الصورة الرابضة في أعماقه، ولربما في أعماقكم. أنا ذاكرة الحياة السيئة التي لا تريد ان تموت". كما ينقل البطل معاناته التي تمثل معاناة شعب بأكمله خاض الحروب الطاحنة، وذاق ويلات الفتن الطائفية، وانتهى به المطاف غريبا بلا هوية، فيقول "مجبرون على تقلبص هوياتهم وذاكرتهم إلى ما يناسب التنويع على هوية هذه البلاد، إن كسر الحواجز والاندماج مع المحيط يتطلب الخروج من قدس أقداس الهوية وتعريضها لتيارات هوائية مختلفة". ويقول في موقف آخر " لابد أن هناك شخصا، أو أشخاصا آخرين لا تعرفونهم يا أصدقائي، يرقدون في سبات عميق في دواخلكم، سيظهرون عليكم فجأة حين تغدون في أماكن أخرى، ليست التي اعتدتم الحياة فيها. سيظهرون أو يتصل سباتهم بالقبر.، كما يحدث مع الغالبية". النهاية المتوقعة ليست بعيدة تماما عن التوقعات "كنت أفكر بالفرار من نفسي ومنه ومنك ومن كل شيء. ونجحت أخيرا، فشلت تماما". كما يقول الكاتب إن الحكاية الجيدة تحتاج راويا حرا، لا يخشى من شيء أو من أحد، ورغم إن قراءة الرواية تحتاج لصبر وتركيز نظرا لبعثرة أحداثها وعدم تسلسل أفكارها، إلا أنها أثبتت حرية المؤلف في سرد قصته بالطريقة المبدعة التي تحلو له.
لقاءي الثاني مع السعداوي من المؤكد أن الرواية لم تكن كفرانكشتاين في بغداد رغم أنها تدورايضاً حول المأسة العراقية ولكنها تأخذنا الى زمن ابعد قليلاً
بصراحة احترت في تقييم الرواية فمرة اجدها جملة ومرة اخر مملة مشكلتي كانت مع تبدل الشخصيات والازمنة فلقد سبب لي ارباكاً وتشتتُ في عدة مقاطع من الرواية , مما جعلني املها بسرعة
تبدو الـ3 نجمات جيدة لها فلغة السعداوي جميلة جداً ولقد كان رائعاً ف تصوير حزن العراقيين ومعاناتهم في شخصيات روايته .
ربما سأحتاج قراءة أخر للرواية لأكون منصفةاكثر في تقيمها .
مابعرف! استغرقت مني الرواية وقتاً أكثر من اللازم، أكثر بكثير من اللازم. كنت أقرأ في اليوم عشر صفحات، أو عشرين في أحسن الأحوال يغالبني أثنائها نعاس شديد وشعور بالتيه والضياع. وليس ذلك لعيب في الرواية أو نقص في إثارتها، ولكنه أسلوب كاتبها الذي اختاره عن وعي مسبق، ليجعل القراء -ربما- لايفرقون بين القراءة والحلم.
وكما هو المتوقع من قصة بهذا العنوان، فهي متشظية مبعثرة لاأكاد أجمع بين أجزائها عندما أحاول التذكر أو ربط الأحداث بسياق عام يجمعها، وزاد من المشكلة قراءتي المتقطعة التي امتدت طويلاً كما ذكرت. ولكن من يكترث لهذا؟ من يبحث عن نسق وانتظام وسط هذه البعثرة الجميلة واللوحة الفنية التشكيلية!
يروي الكاتب قصة العراق، أو لنقل قصة الإنسان العراقي في فترتي الظلم اللتين أحاطتا به ومقدار الأذى والتدمير الذي نتج عنهما على الصعيد النفسي والجسدي. يروي لنا قصة الجندي العراقي في الحرب مع إيران، قصة الشاب العراقي الذي تهرب من الخدمة العسكرية هرباً من الموت على حدود إيران، قصة الشاب التائه الباحث عن المعنى هرباً من العدمية واللااتجاه.
"المعاناة تقود الإنسان إلى قناعاته أكثر من نتائج تفكيره العقلي. العقل يتبع الجسد هنا كي يوفر الدعامات النظرية ليس إلا".
"المحاججة العقلية قد تقود إلى الضياع واليأس، وأنا بحاجة إلى الطمأنينة والأمل، بحاجة إلى أن أكون ماأنا عليه الآن، أنت تفهم ذلك.. ليس هناك حقيقة، ولكن هذا أيضاً ليس سوى وحي إلهي آخر".
رواية جيدة و لكن الكاتب اعتمد بشكل كبير على الفنتازيا و الوهم، و هذا ما لا أفضله شخصياً. تتكون الرواية من شخصيات وهمية صنعها المؤلف لتمرير خطابه وأفكاره غير مبالياً بالإرباك و الضياع الذي يسببه للقارئ. مع خلط الأحداث التي لا نعلم أين تقع بالضبط زمانياً و مكانياً؛ فما أن تجد نفسك في موقع محدد زمكانياً حتى تجد نفسك دون تمهيد في موقع آخر مختلف تماماً عن الموقع الذي كنت فيه، عبر انعطافات لا تسمح بالربط والتواصل والمتابعة، فيستحيل مع هذا الأسلوب و التنقل التحقق من الوجود الفعلي أو الوجود غير الفعلي للشخصيات و الأحداث. لكن، لا أستطيع أن أنكر أني استمتعت بقراءة هذه الرواية، فقد جعلني أحمد سعداوي أفكر مطولاً للربط بين الأحداث. و ربما استمتعت بها تحيزاً لأن الكاتب عراقي..لا أدري.
الكاتب اجاد وصف التعاسة التي ترافق العراقي طيلة حياته بطريقة تجعلك تضحك بعد استعبار كان موفقاً جدا بمزج الوهم بالواقع والقديم بالحاضر لدرجة يجبرك على ان تستحضر اقصى درجات التركيز لكي تجاري القصة قد يكون هناك بعض المبالغة بأستخدام الخيال الا انها لم تشوه بناء الرواية.
رواية جميلة من حيث الموضوع ، والاشياء التي عالجتها وتناولتها، لكنها صعبة الاسلوب، عسيرة الفهم، مشتته جدا، بالنسبة لي طبعا.. ارهقتني جدا، خصوصا الفصول الأولى ، ولكن في المنتصف والنهاية ، تتبين خيوط الرواية، ونهايتها مفتوحة..
باتمام قراءة هذة الرواية فاني اكملت قراءة جميع روايات المبدع احمد سعداوي لكن ياليتني لم اقرائها هي اول رواية له واسوء ما كتب احببت فرانكشتاين في بغداد واعتبرها اعظم ما كتب ومن اجمل الروايات التي قرأتها واحببت باب الطباشير ومذكرات دي او ديالى و قرأت البلد الجميل لذلك قررت قراءة اول عمل روائي له لاني احب اسلوب سعداوي في الكتابة واسلوبه في الوصف بطريقة شعرية جميلة لكن نمط السعداوي في مضمون الرواية هو نفسه في جميع الروايات ولم يخرج عنه في الحديث عن العالم الموازي والارواح القرينة والسفر عبر الزمن التي تصيب القارئ بالتشتت والضياع ... لم يغير كثيرا في فكرة الرواية او ابتكار احداث وصور جديدة !! اتمنى من الكاتب المبدع احمد سعداوي ان لا يتسرع في اصدار رواياته الجديد وان يتانى في الكتابة كما فعل في الرواية الجميلة فرانكشتاين في بغداد .
هناك نوع من الناس، يعانون في سبيل الدخول الى عالم اي شيء جديد، يخشون الحديث ويبتعدون عن المرة الاولى، قد يظنهم البعض غريبي الأطوار او ذوي مشاكل نفسية...يبدو أن هذا يحدث ايضا في الأدب، نفس ذلك النوع من الناس يحذرون من الكتاب الجدد ويبذلون جهدا أكبر لدخول متاهات الرواية الاولى لكاتب معين.... حسنا انك تحتاج للنصف الأول من هذه الرواية لتصبح صديقا لأحمد سعداوي، وتثق فيه وتسلمه نفسك مغمض العينين ليدور بك في أحداث (إنه يحلم، أو يلعب أو يموت)، على الرغم من أنها رواية ليست تقليدية وغير واضحة للوهلة الأولى، لكن ما ان تسير معه بثقة؛ تتضح الخامة النبيلة لقلم الكاتب، وتبدأ المتعة.....لتكون النهاية مكملة للرحلة الغريبة، في العراق العجيب، البلد الذي ما ينفك يعطي لك المزيد، مزيدا من الغم والهم والتعب والكرب والفوضى.... وفي أمل اللقاء مع (فرانكشتاين في بغداد).
الرائع احمد سعداوي يلعب ورقته الرابحة مرة اخرى وذلك عبر اشخاص من مخلتهه الهاصه ومحاوله توصيلها للقارئ وكل ما يخالجهم من شعور ابسطه الى اعظمه وذلك عبر وصف ل حيوات اُناس كانو وما زالو يعيشون عيشة طبيعية وهذه العيشة ما جعلتهم غير منظورين لاحد شخصيات متداخله ورائعة بعضها حقيقي والاخر في مخيله الاول اما مانجح فيه احمد هو جعل الشخص الوهمي يتخيل ولا يعرف اذا كان هو شخص حقيقي ام وهم ليس الا روايه تعبر عن معناة شعب من ال٨٠ الى الان من الحروب والظلم المستمر والحرية الغير موجودة باسامي عدة اتمنى ان تنال اعجابكم تقييمي لها هو ٧ /١٠
هاي يمكن 3 رواية لسعداوي بعد فرانكشتاين في بغداد والبلد الجميل .. لغة سعداوي ممتعة احب كتاباته ولو هل مرة مجان بالي صافي وتركت ومركزت بصفحات لكن براي 3 نجمات تستحق
بعد قراءتين لرواية [فرانكشتاين في بغداد]، اعودُ الى عالمِ احمد سعداوي من جديدٍ، وألجه هذه المرة من بابٍ آخر. تتكشف عناصرُ العالمِ السعداوي الساحرةُ مرةً أخرى في عمله الأسبق لرحلةِ الفرانكشتاين العراقي [ أنه يحلم او يلعب او يموت ]، وتَشدُّني الأُُطر السرديّة ذاتها التي عمّقت علاقتي بالادبِ الفنطازي في قرائتَيْ السابقتين. فقبل فرانكشتاين في بغداد، لم تكنْ ليَّ علاقةٌ وطيدةٌ بأدبِ الغرائبيات - رغم قرائتي لادب ماركيز - إلا أنَّ خصوصية التجربة السعداوية قد احدثتْ الكثير من التغيرات على مستوى الذائقة. أعْزُ هذه القدرة التغيّريّة للتجربةِ السعداوية إلى طريقةٍ خاصة جداً في معالجة الخيال والواقع وتقديم تشكيّل سرديّ متجانس بنسقٍ بديع يمتلك القدرة على إقناع المتلقي بحقيقتين:
الحقيقة الاولى - ايمان الكاتب بالخيال كفضاءٍ واسع وخلّاق، غير محدود بمساحة مكانية او زمانية، وغير مرتبط بتقاليد السرد القديمة. فهو يفرضُ خطابه السرديِّ على كل السلطويات الكلاسيكية ذات الخلفية الواقعية.
الحقيقة الثانية - أنه مهما حلّق الكاتب بخيالاته الغرائبية، وأعطاها عناويناً لاعماله السرديّة وتبنى اساليباً لابتكار عناصرها، فأنه يبقى مشدوداً، على نحوٍ مثيرٍ للدهشة، بالواقع اليومي والمعاش بكل تناقضاته وهواجسه ومخاوفه التي شكّلتْ شخصية الفرد العراقي، تلك الشخصية التي يضطرُ معها الفرد للتحليق في الحلم وتوسيع مدى الخيال وتعددية احتمالية الحدث للتخلص من وطأة الزمن الواقعي الصعب. . تُشكّلُ هاتان الحقيقتان، المتناقضتان على مستوى المفهوم والدلالة والمتجانستان سردياً بخصوصية التجربة، ركيزتَيْ السرديّة السعداوية الممهورة بالوجع العراقي وابعاده المتعددة. فهي لا تخرج عن الواقع بل تسعى الى (تَنْصِّيصه)، بمعنى دخول الشخصية المستقاة من الواقع و الحدث اليومي الى النصّ وتوضيفها ضمن الامكانيات النصّية [اللا محدودة]، ممّا يطلقُ الحدث التأريخي خارج زمانه، ويحرر الشخصية من ابعادها المكانية محافظاً بذاتِ الوقتِ على الهوية واللغة [الواقع] اللتين تبقى ثابتين داخل النصّ لانه مؤطر بالواقع. بذلك، يتحرر الواقع من القيود الريبورتاجية والتسجيلية التي دائماً ما اوقعتْ الأدب في فخّ الاتجاهات التعبيرية الأخرى. . والنصُّ هنا إذ يمنح إمكانياته الأبداعية للمشهد الواقعي [خصائص الاحتمالية والتجرد] فأنه في نفس الوقت يتأثر بالسياق الواقعي (توقيعه). يمنح هذا [التوقيع] للأمكانيات النصية اللا محدودة أطراً واقعية تساهم في عملية تمنطق المتخيل وتقريبه من أحساس المتلقي. .
منح (تنصيص الواقع) فنية العمل واضفى جانب المتعة المرتبطة بالسؤال الدائم والتشويق على الحدث، وجعل (توقيع النص) الأدب الجامح مقبولا وقريبا من القراء والمتلقين لتوضيفه امكانية النص اللامحدودة ضمن نسق واقعي محدود. .
في ما سبق، تكمن خصوصية التجربة السعداوية الفريدة والتي تعد أضافة غنية للسردية العراقية التي عانت منذ الخمسينيات من هاجس الطرح الفني. وساهمت في التغلب على هذا الهاجس الموتور بطرق جديدة مختلفة عن الطرق الكلاسيكية السابقة التي نحت منحى [الشكل البنائي] بتوظيف تقنيات سردية لحكاية القصة الواقعية. سعداوي هنا يرتكز على المضمون لا الشكل، ويهجن الحكاية الواقعية ذاتها بعناصر متخيلة تنقذ الطرح الواقعي من التقريرية. . عصفت بالعراق ظروف سياسية واقتصادية قاسية وصعبة احدثت أثرها في المجتمع الذي تكيف معها بطريقة جعلت من ولادة تجارب أدبية جديدة ومميزة، تضيف للأدب العراقي والعربي، أمرا صعبا ومعقد للغاية. لكن شاءت الأقدار أن تولد تجربة أحمد سعداوي مع الكثير من المعرفة والتنويع والأصالة، وأن تضيف بخصوصيتها جواباً جديداً للسؤال الهاجسي الأكبر في الحياة الأدبية العراقية: كيف نكتب عملاً أدبياً يتصل بالارث الواقعي الأبوي للسرد العراقي بطريقة حديثة؟ .
في [أنه يحلم او يلعب او يموت] ذات التجربة السردية، لكنها تتميز - ولا بد أن تتميز لتأخذ حجمها في تجربة المؤلف - بسيادة فكرة الاحتمالات الممكنة للحدث، وبعددها الذي يكاد يقترب من عدد الاحداث نفسه. اذ انك من النادر ان تجد حدثا يملك احتمالا واحد خاصا به، مما يدفعك الى تكنيك (النعامة) في القراءة، القاضي بدفن رأسك داخل السطور لتجنب التشتت، وتشغيل التقنية الاسترجاعية لما حفظته او مررت عليه من احداث وشخصيات حين تعود وتبرز امامك بصيغة مختلفة. يبدو لي أن تعدد الشخصيات ودائرة العلاقات الواسعة لكل واحدة منها عائقا آخر للتركيز في احداث الرواية. . عَنتْ هذه الرواية بتصوير الحياة العراقية في السنوات الأولى لحقبة التغير الذي فجره احتلال العراق وسقوط نظام صدام حسين في ٩ نيسان ٢٠٠٣ ولغاية النُذر الاولى للحرب الاهلية العراقية في ٢٠٠٥. وسعت الى تجسيد الماضي الذي يسبق لحظة التغير المفصلية تلك في حياة العوائل العراقية، الذي تبدأ لحظته الاولى من الحرب العراقية الايرانية ولغاية انفجار لحظة التغير المفصلية في أفق التاريخ.
سعداوي كاتبي المفضل، كل كتاب أقرأه له يصور بحرفية عالية وبسرد وأسلوب محبوك بعناية المأساة العراقية منذ الحرب العراقية الأيرانية وقوافل التوابيت التي تحصد أبناء العراق بلا ضمير مستتر تقديره الظلم. الرواية تدور أحداثها حول شاب أسمه "نديم" ربما أكون غلطانة فأنا لا أحفظ جيدًا الأسماء، نديم هذا يخلق عالمًا خياليًا من شخصيات ميتة أو مُتخيلة ويتقمصها مرة ويرحل عنها مرة غيرها. ثلاث نجمات للغة السعداوي الراقية الجميلة، ناقص نجمتان وهذا ما يؤلمني فسعداوي يستحق أكثر لكن تداخل الأزمنة والشخصيات سبب لي بعض التشتت مما جعلني أطيل قراءة الرواية وأعيد الفقرات المرات تلو المرات فقط لأفهم الفقرة والمراد منها.
رغم تشابك أحداث الرواية وشخصياتها وتداخل الذكرايات بعضها في بعض الا ان الرواية متميزة أستطاعت أن تنقل للقارئ صورة عن ما حدث للعراق وفي العراق ، لا أدري كيف يستطيع أهلنا في العراق متابعة حياتهم بصورة طبيعية رغم حجم مامروا به من احداث ابتداء من الحروب العبثية مع ايران وما تلاها في اجتياح الكويت وتمرد الجنوب وسنوات الحصار ونظام صدام وكل ماتلا ذلك من اجتياح بغداد وحتى الان ... لا أدري كيف استطاع شعب العراق وشبابه خاصة تجاوز كل ذلك من دون تشوهات نفسية بالغة .... لقد استطاعت هذه الرواية أن تعطي للقارئ فكرة عن تأثير بعض هذه الاحداث على نماذج بسيطة من الشعب العراقي وأظن أن الكاتب قد نجح في ذلك
من أصعب الروايات التي قرأتها يمتزج الخيال و الواقع و الحلم و الحقيقة معاً ، في أحيان كثيرة لا تفهم من المتكلم و عن من يتكلم رواية تحمل سرد ثقيل و غريب و يشبه أفلام الغموض ، كنت منتظراً أبداع من السعداوي بمستوى فرنكشتاين إلإ أنه خيب أملي و القصص الفرعية و المواقف المضحكة المحزنه في الرواية كانت جميلة و واقعية .
سعداوي كاتبي المفضل و لطالما اجلت قراءة هذه الرواية بالذات و الان فقط شعرت بالندم لايمكن اعتبارها روايه بالشكل المعروف من الممكن اعتبارها وثيقه لعرض تاريخ مر على العراق لفترة تمتد من الحرب الايرانية و الى سقوط بغداد عرضها سعداوي باسلوب ساخر من خلال عدة رواه بعضهم كان متخيل حميد ، نديم ، جاسب مشخوط و غيرهم . احببت الاسلوب كثيرا تستحق الخمس نجمات
تجربتي الثانية مع أحمد السعداوي ,وبالتأكيد لن تكون الأخيرة تحكي الرواية يوميات عراقية جرت خلال ثلاثة عقود مختلفة مؤكدة لنا أن للحرب طعم واحد وللظلم طعم واحد والضحية دائما...واحدة بأسلوبه السلس والذكي استطاع الكاتب تلخيص الوجع العراقي بكلمات....كلمات ممزوجة بغضب وسخرية ومرارة تحاكي واقع شعب أنهكته الحروب أحبتت التفاصيل الصغيرة للرواية,والمفردات العراقية الرنانة(وإن صعب عليا فهم بعضها أحيانا ^^) التي يحرص السعداوي على استخدامها في رواياته تأرجحت شخصيات الرواية وتشعبت قصصها بين الواقع والخيال ولاشيء أكثر واقعية من شبح الموت الذي استوطن هذا البلد الجميل .........................................................................
"_أصبح الموت رتيبا, وحياتي غدت رتيبة بشكل ملفت , فأنا قلق طوال الوقت على سلامتي الشخصية, وأرى الموت يخطف أشخاصا من حولي , دون أن يتحرك شيء في لأن الأمر أصبح مألوفا , لدرجة الإحساس المتوهم بأني خارج هذه الدائرة فما دمت أراقب الموت فهو هناك دائما " ..........................................................................
_لم يكن من الميسور لعراقي أن يهرب من حياته المكورة في يد السلطة في ذلك الوقت لقد افهمونا ذلك, حتى لو وصلت إلى القطب الشمالي ,وأكلت الفقمة النيئة مع رجال الأسكيمو الطيبين.فستجد ربما بعد أن ينزع هؤلاء الرجال الوديعون غطاء الرأس الثقيل الذي يحجب ثلاثة ارباع وجوهمم . ستجد لدى أحدهم شاربين ثخينين من ماركة رائجة في بلادك , وتعرف حينها أن نهايتك قد حلت
اختلاط القائلين وفك الشيفرة من يتكلم اهم مايميز كتابتك يااستاذ احمد والذي يجعلنا في انسجام وتركيز شديد مع كلماتك لااحد يضمن طبيعة المفاجات التي يحملها الليل مع غياب الثقه بين الناس انفسهم *لن يغدو مهما نوع الحياة التي تكون في الامام مادامت لاتشبه شيئا من حياتنا *الحياة تنبثق من اجل ان تتلاشى وليس من اجل شي اخر *املك الان حق السخرية من مصيري بعد انفصالي عن جديته البالغة هذه الجدية الكامنه في انعدام الخبارات امام خيار وحيد *انه لايثق باي لحظة قادمه لايريد الامسال بشي دائم على الارض
شكرا سعداوي على هذة الرواية التي هي عبارة عن عصير الذكريات لثلاث عقود من المعاناة او بالاجدر ثلاث عقود من الحرب لم تجلب سوى الظلام والفقر والتي بطبيعتها كافية للبحث عن الاوطان خارج حدود الوطن الام ٠ بالنسبة لي الرواية مشابهة لغيرها من الروايات التي تتخذ من السرد لحقب زمنية سابقة مادة للرواية