مع كُل قصة -من قصص هذه المجموعة- أنهي قراءتها، تسري داخلي ارتعاشة في جسدي، كإحساس نشوة عارم بسبب فعل مجهول رغم علمي به! مع توالي القصص تثمل روحي بالحروف المُسكِرة فأجدني مُترنّحًا ما بين طربٍ وشجو. وكأن للحروف قدرة سحرية بإحداث ضجّة صامتة تسكن عقلي لساعات طويلة
كُنت أتساءل أثناء القراءة، كيف يُمكن أن يكتب الإنسان كلمات مُترعة بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية دون الإسهاب في وصفها؟ قصصٌ مُغلّفة بشكل أدبي أنيق ما إن يُطالعها القارئ حتى يتدفق فيضانها المَخفيّ ليُغرق القارئ في انفعالات إنسانية نقيّة.
أنت ترى الحياة من زوايا جديدة تمامًا، حتى تظن أنها ليست الحياة التي تحياها رغم تشابهها الشديد مع عالمك. تمامًا مثلما نستغرب أصواتنا حين نستمع إليها عبر جهاز تسجيل صوتي أو نتعجّب من هيئتنا إن رأيناها بشكل مُجسّم ثُلاثي الأبعاد.
"المنزل ذو المدخل الواطئ" للكاتب السوري المُبدع إبراهيم صموئيل، مجموعة قصصية غاية في العذوبة، تحمل رؤى إنسانية عظيمة تأتي في ثوب مُبهج حينًا وفي أسمال الحُزن أحيانًا. لكن إبراهيم صموئيل لا ينتهج مدرسة تقطيع نياط قلوب القُرّاء بآلام أبطال قصصه أو مشاهد عنيفة تستفز القارئ، بل على العكس تمامًا يأتي الحُزن شفيفًا هادئًا لا يهدف إلى كسر الروح بقدر رغبته الحثيثة في خدشها بشروخٍ تحدث في غفلة القراءة. قد لا ننتبه إلى مثل تلك الشروخ بعد أن نترك الكتاب لمُتابعة حياتنا، لكننا سندرك مُتأخرين -حين لحظة سكون من صخب الحياة- مدى توغّلها المُتمادي داخلنا. حينها فقط سنفطنُ إلى عَظَمَة الرسالة الأدبية التي يُقدّمها لنا هذا الكاتب في قصصه.
أخيرًا؛ هذه القصص تحديدًا وَشَمَت روحي: وشم-تلمّس-طيور-خلوة-عن أمّي-البيت ذو المدخل الواطئ
تقييمي 5 من 5
أحمد فؤاد الثامن والعشرون من كانون الثاني – يناير 2021
بعد قراءة كتابين فقط للكاتب إبراهيم صموئيل اعتبره افضل كاتب عربي للقصص القصيرة كيف في صفحتين او ثلاث فقط يوصف لك احاسيس شخص مصاب بالاعاقة وحتي مشاعر من حوله ... أظن لو كان يوجد كاتب حتي مصاب بإعاقة لا أظن انه ممكن ان يصف ضيقه وعجزه وحتي لحظات فرحه بهذا الإبداع اقل تقييم لي لأي قصة في هذا الكتاب ثلاثة نجوم ويوجد قصص تقييمها خمس نجوم ولو يوجد تقييم اعلي لقيمتها وهي قصص وشم وعن امي وخلوة وهما الافضل من وجهة نظري وايضا طيور وقلاع صغيرة
الشكر للصديقة غفران والصديق احمد فؤاد لتعريفي بهذا الكاتب المبدع
فيه نوع معين من الروايات أو القصص،غرضه الوحيد هو إنه يقول إللي إنتا حاسس بيه بس "بصوت أعمق." ترديد للي جوّاك نفسه بس بلغة مختلفة عن إللي إنتا متعود توصف بيه حالتك. يمكن للسبب ده الواحد كان عنده مشكلة مع افتتان الناس بالروايات الرومانسية: لأن الافتتان ده شبه إنك تقف قدام مراية وتغير وقفتك كل مرة مش أكتر، في الآخر إنتا بتبص على نفسك، مش بتطلع برّاها ومش بتستكشف أفق جديد أو حتّة بعيدة عنك، محصور تماماً في إللي إنتا حاسه وشايفه بالفعل ومش عايز غير طرق جديدة للتعبير عنه مش أكتر.
العظيم في المجموعة دي إنها مش بتعمل كده، أوضاع ومواقف كانت جديدة تماماً عليّا، ومعرفش فعلاً إبراهيم صموئيل قدر مع كل قصة يستكشف وضع جديد تماماً وناس بعيدة تماماً عنه: الزوجة إللي مش بتولد، المعاقين والمكفوفين، والمساجين بالطبع. التركيز على الفئة التانية كان واضح جداً في القصص وكان من أجمل ما يمكن.
عجبني بالذات شريط الورق، تلمس، كفاصلة وسط الكلام، خلوة، طيور، والبيت ذو المدخل الواطئ: إللي كنت عارف هيحصل فيها إيه بس في الآخر ده أحد مواضيعي المفضلة، وأحد أكتر الحاجات إللي بترعبني: إزاي العيشة في وضع معين بتسكن الواحد حتّى أما الوضع يتغير تماماً، ونهائياً. المجموعة ككل هايلة وكنت متصور إنه هيبقى صعب جداً أقرا لنفس الكاتب حاجة أحسن من "رائحة الخطو الثقيل" بس المجموعة دي كانت أجمل فعلاً.
قرأت الكتاب بالمصادفة البحتة، مر اسم الكاتب في أحد التغريدات العشوائية في تويتر فقررت أنا أقرأ له ... مصادفة رائعة ومتشوق جدا لقراءة بقية قصصه، قاص متمكن جدًا من أدواته، شدني من الغلاف إلى الغلاف .. أثرت فيَّ ثلاثة قصص وهي خواء و تلمُّس و وشم، لأنها تناولت أكثر المواضيع التي أخشاها ولا أحب التفكير فيها ، فلعل هذه القصص أخرجتني من هذا الصندوق ..
ثان تجربة لي مع إبراهيم صموئيل بعد مجموعته القصصية المتميزة رائحة الخطو الثقيل
مازلت عند رأيي فيه بأن قلمه من أروع الأقلام التي تعرفت عليها هذا العام ورغم أنني أحببت مجموعته القصصية الأولى أكثر إلا أن هذه المجموعة جيدة جدًا وخاصة لو قرأنا بتأني وروية ما بين السطور
أحببت جدًا قصة شريط ورق والمنزل ذو المدخل الواطئ وقد وصلتني الرسالة الخفية التي أراد الكاتب أن يوصلها للقارئ من خلالها .
إبراهيم صموئيل أفضل قاص عربي قرأت له، وهو من أكثر اكتشافاتي إبهاجا هذا العام، قادر على الغوص في إمكانات للمشاهد ما كان الواحد يحسب حسابها. مجموعة قصصية عظيمة.
فقط عندما تكتب وروحك تحوي هذا العالم بجميع صوره واشكاله فتنعكس قوة هذه الروح على الكلمات لتخلق نص بديع انيق كما هي نصوص هذا الكتاب والتي تعرض قصص انسانية غاية في الابداع والجمال
مجموعة سيئة جدًا. قرأتُ مسبقًا لإبراهيم صموئيل وكان تصوري عنه أفضل بمراحل. القصص هنا إما أقصر من اللازم، أو باهتة ولا تستحق أن تُكتب أصلًا. لكن أكثر ما أزعجني في قصصها، هو غياب الحدث، كلّ القصص تتمحور حول شخصية واحدة فقط، والآخرون - إن وجدوا - فلا صوت لهم. ما قصدته بغياب الحدث، أنّ القصص تبدو كأنها تُحكى لا تُسرد، لذا لا نقرأ سوى أفكار الأبطال عمّا يحصل، لا ما يحصل فعلًا. ما يزعجني أنّ الكاتب لا يثق بالقارئ، فقصصه تقول كلّ شيء (أو لا شيء على الإطلاق)، فلا تدع مجالًا للتفكير، والتواصل مع الشخصيات.
كل يومين أو ثلاثة قصّة.. إلى أن حصلت على بقيّة مجموعاته. لغة عميقة جزلة في متناول القارىء حبكة بسيطة وصعبة في آنٍ معاً إحساس مرهفٌ لا حدود له .. والعنصر الأهم.. دهشةٌ على طول الأقاصيص .