كانت ستائر العتمة تطرق بوابة الوعي لهذه التجربة الحساسة في الحياة الفلسطينية أما الجزء الثاني فجاء ليطرق بوابة الروح والإرادة اقتباس "هو راحل الآن تحت أنغام المطر الصفيح من زنزانة إلى زنازين ,ولكنها رحلة التحرر من كل أشكال الزنازين "
و"إن حياتي قبل الزنازين كانت عملية جري خلف متطلبات الجسد ,تحيط الروح بآصارها وأغلالها ,وتحيطها بزنزانة أقسى وأمر من هذه .فعلا إن حياتي ما بعد هذه التجربة ستختلف عما قبلها.ساعيد التوازن بين حاجات الروح وحاجات الجسد ,وسأحافظ على حالة التحرر والانعتاق في فضاء ذكر الله ,ولن أعيدها إلى زنزانة الأنا الضيقة "
هي رواية من نوع آخر جاءت بعد الجزء الأول الذي كلل بأساليب التعذيب النفسي وكل وسائل العصافير في سجون الاحتلال بطريقة سردية دقيقة حتى للنفسيات ودواخلها .جاءت هذه الرواية لنقلنا إلى حالة عملاقة تسمو بها الروح هي حتما مرحلة التحرر من كل الزنازين ..واتخاذ أسالب العدو القهرية ضد المساجين أداة لمواجهتهم بها. .
. أنهي المرحلتين الدراسيتين الابتدائية والإعدادية في المخيم؛ والثانويّة في رام الله. خريج معهد المعلمين/رام الله. عمل في حقل التدريس أربع سنوات. اعتقل مع الانتفاضة الأولى سنة 1990 على خلفيّة فعاليات انتفاضة. حكم عليه في محكمة عسكريّة بالسجن الفعلي 12 سنة؛ وتم إطلاق سراحه سنة 2002..
عمل طيلة فترة الاعتقال في العمل الثقافي والتعبوي داخل السجون. قضى أغلب فترة سجنه في الكتابة الأدبية حيث خرج من السجن بثلاث روايات وسبع مجموعات قصصية شارك في بعض الأبحاث والدراسات ومراسلات صحفيّة في كتابة القصة القصيرة والمقالة السياسية. طبع لغاية الآن روايتان ومجموعتان قصصيتان بالإضافة إلى مجموعتين للفتيان والبقيّة قيد الطباعة. شارك في تحرير مجلة؛ ورئيس تحرير لمجلة "نفحة" التي تعنى بشؤون الأسرى والمعتقلين. حصل على شهادة في مسابقة الإعلام والصحة والمرتبة الثانية في الكتابة تحت عنوان الصحة والمرض في السجون والمعتقلات. شارك في جمعيّة أنصار السجين كمتطوع في أنشطة هذه الجمعيّة ..
صدر عن مركز البراق للبحوث والثقافة/ البيرة – فلسطين/2004؛ كتاب جديد "لوليد الهودلي" بعنوان "منارات"
يكفي هذه الرواية روعةً (ستائر العتمة وخصوصًا الجزء الأول) بأنها أنقذتني في مواطن عديدة خلال اعتقالاتي بعد فضل الله عز وجل. حيث حصل معي أحداث كثيرة من التي حدثت مع أبطال الرواية... وهي رواية واقعية على كل حال، فأحداثها انعكاس لما يجري مع الأسرى الفلسطينيين خلال الاعتقال عمومًا وفترة التحقيق القاسية خصوصًا. الكتاب على فصلين، ففي الأول يصحبنا أديبنا الراقي وليد الهودلي (أبو أحمد) في جولات مطولة مع فضائل الذكر والروح الإيمانية في أقسى اللحظات على الإنسان، أي خلال التحقيق في مراكز الاعتقال الصهيونية. أما الفصل الثاني فعنونه الكاتب بـ "أذكار الأحرار" حيث يسرد تجليات الأذكار وآثارها من خلال حوارية مطولة بين شيخ ومجموعة من الأشخاص في إطار التعليق على أحداث الفصل الأول.
صدقًا أن الكاتب استطاع صياغة منهج وبرنامج واقعي للذكر، ويجعل القارئ يعظّم الله سبحانه وتعالى من خلال الأحداث، وتثبيته سبحانه للأسير في أصعب المواطن. كما أن الأحداث لا تنحصر في منفعة الصمود للأسير نفسه، بل بنشر هذه الروح الصامدة بين الأسرى الآخرين (كتوعية البطل لسميح بخصوص التحقيق)...
هذه الرواية، مع مجموعة كتب أخرى، يُمكن لنا الإرتكاز عليها والاعتماد على محتواها من أجل خلق جيل فلسطيني واعٍ بمخاطر وألاعيب الإحتلال أثناء التحقيق، وقد حرصت على قراءتها وخصوصًا الجزء الأول (وهو ما كان متوفرًا عندي حينذاك) منذ أكثر من 7 سنوات، حيث انتفعت بها جدًا جدًا خلال جولات التحقيق معي في أكثر من اعتقال، وقد سكب الله في نفسي طمأنينة لا توصف في تلك اللحظات. جزى الله أستاذنا أبا أحمد خير الجزاء.
هي الشق الثاني لستائر العتمة الجزء الأول ... اعجبني فيها حسن السرد والدلالات النصية القرآنية ... بتُ أتساءل هل حقاً في تلك السجون مثل هذه الإرادات الصلبة ؟ لعل التاريخ أجاب. فقدأبهرنا بثلة ممن أدهشوا الاحتلال وجعلوه أمامهم يقف ذليل الرأس يقترح اقتراحات ! هي رحلة سمو من داخل السجون الفلسطينية ...هي فقط تحرر من كل أشكال الزنازين وأولها الزنزانة النفسية
بطل هذه الرواية سعيد جَسّد معنى قول ابن تيمية في السجن ... قال ابن تيمية في سجنه الذي لا يرى فيه الشمس
"ما يفعل أعدائي بي؟! أنا جنتي و بستاني في صدري، سجني خلوة، ، و قتلي شهادة، و إخراجي من بلدي سياحة،
هذه الرواية رائعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى...استطاعت بصفحاتها القليلة وكلماتها البسيطة ان تاخذني برحلة روحية عظيمة!! قصة اسير بطل استطاع ان يهزم السجان بارادته وقوة ايمانه..تسلح بسلاح اقوى مما يمكلك هذا المغتصب..استطاع بسلاحه_سلاح ذكر الله_ وايمانه القوي بان يطلق العنان لروحه وعقله واتسعت فضاءاتها الى ابعد مدى ممكن ..لم تقيد جسده زنزانة لم تتجاوز مساحتها المترين. .بل كان يعتقد انه كلما ضيق على الجسد يوسع على العقل والروح بسعة روحية عظيمة! ! كما قال الكاتب " عندما يحاصر الجسد قسراً. .فلا أقل من ان تتحرر الروح ".. فسعيد في هذه الرواية كابن تيمية...قال عندما سجن " ما يفعل أعدائي بي ؟ ..أنا جنتي و بستاني في صدري ..أين ما رحت فهي معي ..أنا حبسي خلوة ..و نفيي سياحة ..و قتلي شهادة .." كل انسان في هذا الوطن كسعيد..ليس فقط من يقيد جسده بمترين عليه ان يسافر بهذه الرحلة الروحية!! فلا فرق بين الزنزانة والمساحات التي نعيش..لمن اراد ان يسافر برحلة كهذه!!
قرأتها وانا في مرحلة الثانوية العامة (التوجيهي) كنت أخبأها بين كتبي المدرسية وأقرأها لتأخذني الى عالم اخر...عالم التقرب الى الله عندما يضيق بك العالم...اعطتني قوة وثقة كبيرة بالله سحبتني الى اجمل شعور في الدنيا وقد اثرت بي كثيرا...انصح الجميع بقرائته
الكاتب الاستاذ وليد الهودلي شخصية عظيمة ومرموقة وافتخر واعتز بمعرفتي الشخصية به، ستائر العتمة الجزء الاول من ارقى الكتب واغناها بما يتعلق بموضوعها، اما الجزء الثاني، فهو بعيد ضمنيا عن الجزء الاول، فحقيقة الجزء الثاني هو توظيف الرواية لتحقيق بعد ديني او لتخفيف الثقل النقدي الاولى ان يكون عنوان الكتاب: مكافحة محققي الاحتلال من خلال القران، او تفسير ايات من القران في امور التحقيق السياسي.
تحرر داخل زنزانة، نعم في هذا الكتاب ستجدون انسان داخل زنزانة ولكنه محرر في الروح في التفكير، روحه تحلق خارج الزنزانة العينة، تحلق في ذكر الله في الدعاء، وتقربه من الله، والردود التي كان يردها على طغيان السجان كانت تجعل المحققين يقفون بتعجب ويتسائلون كيف سنرد عليه.