أعتبر هذا الكتاب مقلبا حقيقيا، ففيه كلّ ما لا يجب أن تراه في الدراسات الجادّة. و لم يبق للكاتب إلا أن يزيل مراجعه (التي أحسن ذكرها و ترتيبها أكثر من الكتاب نفسه) حتّى تكتمل البدائية في عمله. أول ما سيلاحظه القارئ كمّية الشوفينية و التعصب الأعمى التي يعاني منها كاتب الكتاب. فأصرّ في مقدمته على تبيين أن أهل الأقطار العربية كانوا منذ القديم عربا، و منها أن بني كنعان عرب، و البابليين و الآشوريين و غيرهم من سكان العراق عرب، و أهل مصر و افريقية أيضا. و فضلا عن التجاوزات التاريخية المبتذلة التي يمكن لأي طالب في الصف الثانوي أن يتبيّنها (يتحدث عن تكوين الممالك الامازيغية بين 1500 و 2000 ق,م على أساس انها بداية الوجود البربري في شمال افريقيا و هو أمر مضحك) فإن الهدف من هذا التبيين لا وجود له، و العلاقة بين تبيين أن بلاد البربر أصلها عربي، و بين أصل ألف ليلة و ليلة العربي، هي علاقة لا يعرف سرها الا الكاتب، ذلك أن الكتاب لم يبيّن ذلك اطلاقا!
الغريب في الأمر، أننا نجد فصلا كاملا في التهجم على الشعوبيين الفرس الذين ظهروا في عصر الدولة العباسية. و قد أفردهم بمساحة لا بأس بها من الشتيمة و القذف. بل إنه اعتبرهم خطرا على الثقافة العربية، حيث أرادوا تشويهها و الاستيلاء على فضائلها. بل و أنكر حتى قيمة الأعلام العربية التي جاهرت بوفائها لانتمائها الفارسي مثل حمّاد عجرد، فقد شكك في كفاءته. و لا أعرف لمِ لم يشكك في أبي نواس، و فيم قدّمه للشعر العربي و هو الذي قال فأيْنَ البدْوُ من إيوان كِسْرَى ، وأيْنَ منَ المَيادينِ الزُّرُوبُ؟ و لم لم يتهجم على أبي العتاهية و قد كان أشعر الناس؟ أما عبد الله بن المقفع، فقد اعتبره خطرا على الثقافة العربية و نعمَ الخطر من يكتب الادب الكبير و الادب الصغير، و من يقدّم للعرب كتاب كليلة و دمنة. هذا عدا تعاطفه الغريب مع أواخر الخلفاء العباسيين، الذين تقاذف رؤوسهم الأتراك و الفرس كما يتقاذفون الكرات. و اسباغ مسحة عاطفية درامية سخيفة عليهم لا تليق بدراس موضوعيّ لأطروحة تاريخية جادة...
أما عن ترشيحه لاسم أبي حيان التوحيدي ككاتب لألف ليلة و ليلة، فأعتقد أنها نكتة الكتاب الأظرف. بل إنه يقول و هذا يحتاج إلى دراسة مستفيضة. ألم يكن أجدى به أن يقدم في هذا الكتاب تلك الدراسة، عوض الحكايات السخيفة عن ماضي الخلفاء العباسيين التليد؟
ختاما، أعتقد أن الكاتب زادني رسوخا أن هناك أصولا فارسية و هندية لعالم ألف ليلة و ليلة، على أن القارئ المتابع لحكايات الكتاب، لا بدّ أن يدرك أنها حكايات عربية جدا، ولدت في أمكنة كثيرة من العالم العربيّ، تقدّم ثقافته و حضارته، بما في ذلك انفتاحه و سعة اطلاعه على الثقافات الشرقية الأخرى كالهندية و الفارسية. المؤكد أن هناك من كتب الكتاب في بلاد العرب زمن الدولة العباسية، لكن هل كان مؤلّفا خالصا له استقاه من ثقافته الكبيرة، أم أنه جمع الحكايات الشعبية المتناثرة هنا و هناك في قالب قصصي عبقريّ؟ المؤكد أن الكتاب الذي بين أيدينا ليس النسخة الأصلية، و أن النسخة التي نعرفها، هي تراكمات كثيرة كتبت على مراحل زمنية مختلفة. و هو ما ذكره الكتاب، و ما يمكن أن تجده في أغلب الأدبيات التي تحدثت عن ألف ليلة و ليلة. المؤكد أيضا، أن ألف ليلة و ليلة، أدب عربيّ، في قصّه، و في عالمه المتشابك التي يضم أجناسا كثيرة و أعراقا مختلفة، تماما مثل الدولة الإسلامية في تلك الفترة. و أنه كان لسان حال المجتمع العربي كما لم يفعل كتاب أدبيّ آخر قطّ.
لم يخطر ببالي أن حكايات ألف ليلة وليلة ليست مجرد قصص للتسلية وانما كاتبها كان يطمح إلى اصلاح ماافسده الدهر في ذاك الزمان. بحث جميل ومنطقي حتى انه يمكنني العودة الى قرائته....طبعا احاول اتفصح بالحديث وسلامتكم :)
هذا الكتاب مضحك حقيقة. الكتاب بدأ بداية غير جيدة إطلاقًا عندما بدأ بتأريخ العرب، فجعل الكنعانيين ومن جاء بعدهم، بل حتى الآراميين، والمصريين والبربر، جعلهم كلهم عربًا. وهذا الكلام وإن تظاهرت نظريات كثيرة على جعله أمرًا مقبولًا تحت اسم "الساميين"، فإنه منهجيًا لا يصحّ. فبهذه الطريقة يستطيع أن ينسب المؤلف، للعرب كثيرًا مما نسب لهؤلاء المذكورين، وهذا ما فعل حقيقة. كل هذا لأجل أن يثبت أصالة حكايات ألف ليلة وليلة. ولكن يبدو أن الرجل ينتقي في المصادر، والله أعلم
الأمر الآخر أنّه يتجاهل شواهد تاريخية على قدم هذا المؤلَّف رغم أنه يذكر وجودها وتاريخ اكتشافها والجهد المبذول فيها ومصادره، ولكنه يتجاهلها بالهوى! كمخطوط نبيهة عبّود الموجود في شيكاغو العائد للقرن الثالث هجري! ويتجاهل رواية المسعودي في القرن الثالث وذكر ابن النديم للكتاب أيضا، ويحمل قولهما على أنه المقصود به هو "هزار أفسان"، لا كتاب الليالي هذا، بلا قرينة ولا دليل على قوله. ويجعل من أسباب وضع الكتاب مداراة ومقاومة الوجود البويهي! إن طريقة تدليل عجيبة أشدّ العجب!
ثم إن طريقة مقاربته للأمور تافهة، وبه مجازفات وآراء بلا حجج! مثل مسألة تحليله النفسي الذي وضعه في صفحة ونصف وليس سوى إطلاقا عاما. والحدث الأكبر طبعا في الكتاب والأكثر ظرافة هو إدعاؤه أنّ أبو حيان التوحيدي هو الأقرب ليكون مؤلف هذا الكتاب. رغم تباين الأسلوبين الشاسع! وأقيسته فاسدة. فمثلًا يأتي بقول أبي حيّان عن الصاحب بن عبّاد بأنه "كلب"، ثم يأتي بلفظ قيل على لسان هارون الرشيد في الليالي هو: "يا كلب الوزراء"، يعني برمكًا. فيجعل من هذا دليلًا على أنّ أبا حيان قاله! إلى غير ذلك من الكثير
الذي يتضح لي أن الرجل لم يقرأ ألف ليلة وليلة كاملة، بدليل أن استشهاداته كلها في الليالي الأولى، وليالي السندباد البحري، وقليييل من الشذرات هنا وهناك، ويبدو أنّه استفادها من لدراسات التي اطلع عليها، وهي عدد لا بأس به. وهذا الأمر الذي يُحسب له، إن كان جهدا أصلا، استفدت من ذكره المصادر فأضفتها إلى قائمتي، كما أنّه استفزني بداية فجعلت أبحث، ثمّ صرت أضحك لاحقًا.
كانت النسخة الوحيدة والمهترئة التي تبقت في المكتبة حين وجدتها لأشتريها...
استمتعت جدا بقراءة محاولات الكاتب البحثية، رغم أن هنالك العديد مما كتبه وبعض فصوله لم أقتنع بمصداقيتها. أنا من عشاق (يمكن القول بأنه جنون لي منذ الطفولة، وشخصية سندباد في الكرتون كان حبيب قلبي وعشقي!) قصص ألف ليلة وليلة وهذا الكتاب يسر لي ما كنت تائهة في بحثي حول تأريخ هذه القصص.
أنا بانتظار اللحظة التي سأعيد فيه مسار وسير الكاتب فيه دراسته لبحثه للاستفادة منه في بحثي المتواضع أنا أيضا.
خابت آمالي في هذا الكتاب، إلا أنه مثال صارخ على التحيُّز والانتقاء للأدلة وأخذ المواقف خارج السياق لخدمة أجندة شخصية. كما وجدت الصياغة ركيكة والأفكار مشتتة.
عند قراءتي للعنوان لأول مرة تحمست جداً لقراءة الكتاب ، بغية التعرف على تاريخ ذلك التراث المثير . لكن خاب سقف التوقعات نوعاً ما فالكاتب لم يكن محايد في الطرح بل هو يلتف حول نقطة محورية يسعى لإثباتها بشتى الطرق .
هذا الكتاب مثال للتحيز فبغض النظر عن اعتزازنا بعروبتنا وبالنتيجة التي توصل اليها الباحث لا يمكن ان تختار من الدراسات مايؤيد رأيك وتلوي كل الدراسات الاخرى لتاييد رايك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! هل من نسخة إلكترونية؟ او حتى ورقية؟ احتاجه ضروري في بحثي العلمي. وهل من دار نشر له في مصر؟ ولاني ابحث عنه لمدة ثلاثة اشهر ولم اجد له نسخة الكترونية ولا ورقية...هل من أحد عنده الكتاب يقوم بتصوير نسخة لي ورقية او حتى تصويره بالهاتف وإرساله لي على الإميل الشخصي. naigeha@yahoo.com