النتائج التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة فجرت من جديد قضية موقف اليسار منها. كيف نفهم الإخوان المسلمين وكيف نفسر نجاحاتهم المتتالية؟ ما هي طبيعتهم الطبقية؟ هل هم عدو لليسار أم منافس له؟ كيف نتفاعل مع هذه الجماعة؟ نحاول في هذا الكراس الصغير الإجابة على هذه الأسئلة كمساهمة أولية في السجال الحالي في أوساط اليسار حول هذه القضية الملحة. وبالطبع ففي كراس بهذا الحجم لن نتمكن من تناول تحليلاً تفصيلياً لجماعة بحجم وتاريخ الإخوان المسلمين. سنحاول فقط إلقاء الضوء على بعض المنعطفات الهامة في ذلك التاريخ الطويل.
محاولة لتحليل تطورات الاخوان المسلمين و مواقفهم من الصراع الطبقي إلي أني بصراحة مازالت أؤيد تحليل الماركسي سمير أمين عن الاسلام السياسي، أنها مجرد حركات ماضوية تحاول تمييع الصراع الطبقي، و تستقيد منها الامبريالية العالمية و استغلتها في كثير الأحيان لتحقيق مصالحها بشكل مباشر خصوصًا بعدما ذهبوا إلي الخليج في السبعينات، فالطبيعة البرجوازية للإخوان المسلمين مع ماضوية طرحهم عن مجتمع مثالي مسلم لا يؤدي الي طرح اي حل للمشاكل المطروحة، غير تأييدهم الكامل للرأسمالية و نمطها البروتستانتي و ما توصلت إليه.
مبدئياً أبدي إعجابي باهتمام تيار الإشتراكيين الثوريين بالجانب التنظيري ودراسة التاريخ ومراجعة المواقف بشكل كبير مقارنةً بغيرهم من التيارات أو الأحزاب السياسية
بالنسبة لموضوع الكتاب فهو يتناول أكثر من مجرد تقييم لمواقف الإخوان منذ بداية الجماعة وحتى عصر مبارك. فهو يتضمن أيضاً بعض النقد لرؤية يسار "السعيد" ومناقشة لما يطرحه من أفكار وكذلك يتضمن بعض المواقف التاريخية الخاصة بتيار اليسار فيما يبدو كنوع من المقارنة مع ما اتخذته الجماعة من مواقف. فالكتاب يعطي فكرة كبيرة عن فكر التيار صاحب الكتاب نفسه أكثر مما يوحي به اسم الكتاب
بالنسبة للاستنتاج النهائي من برنامج الإخوان ومواقفهم أتفق معه تماماً فيما يصل إليه الكتاب في فصله الأخير "استنتاجات" بأن الفكرة الأساسية عند الإخوان كبديل للهيمنة الأمريكية لا تختلف في المضمون إنما في الشكل فقط، وهي كذلك في الجانب السياسي وليس الإقتصادي - الذي يتناوله الكتاب - فحسب
ونقطة أخيرة أعجبتني في الكتاب هو نقد التيار لنفسه في بعض المواقف وهو ما يكاد يكون نادراً بل منعدماً
الكاتب اعتمد ف تحليله علي منظور طبقي للجماعة من بداية نشوءها لحد فترة مبارك وازاي ان الاخوان قدروا يضموا لصفوفهم الطبقة الوسطي بدعايتهم ذات الطابع المتناقض فلا هو مع مصالح رأس المال ولا هو مع مصالح الطبقة العاملة والفلاحين ولكنه مع مصالح الطبقة الوسطي اللي اتضرت ملكياتهم الصغيرة والمتوسطة من كبار الرأسماليين والملاك لكنهم في نفس الوقت خايفين من ثورة فلاحية توزع الأراضي لصالح الفقراء المعدمين أو ثورة عمالية تأمم المصانع لصالح العمال .. فكان موقفهم هو البحث عن مكانة متميزة ليهم في المنظومة الطبقية دي (طبعا ده موقف انتهازي بيسعي للمحافظة علي نفس النظام لكن بأوجه جديدة) .. من أهم استنتاجات الكاتب انه كلما تراجعت الدولة عن تقديم الخدمات الصحية والتعليمية للمواطنين كلما استطاعت الجماعة توسيع نفوذها من خلال عمل الجمعيات الخيرية والمستوصفات والمدارس الخاصة ..
بيطرح الكاتب بعض الافكار السياسية والاقتصادية لمنظري الاخوان وبيوضح التناقض فيها .. زي قضية معاداة الامريكان والاستقلال الوطني وفي نفس الوقت تبني سياسات الامريكان الليبرالية .. قضية فلسطين اللي بيطرحوا حلها من خلال دعم الجامعة العربية (اللي هي اصلا تحت الوصاية الامريكية) .. ودعمهم لبرامج الخصخصة وفي نفس الوقت الحفاظ علي حقوق العمال .. وشايفين ان كافة صور الظلم الاجتماعي هتتحل لو احنا بقينا حلوين وعندنا أخلاق بدون ما يتكلموا عن جوهر النظام الرأسمالي اللي مش بيسمح إلا بالمنافسة القذرة .
وبتنتهي الكراسة بضرورة بناء بديل اشتراكي مستقل ميرميش نفسه في حضن النظام ولا في حضن الاسلاميين وده مش هييجي إلا بالعمل في الشارع وسط الناس وبربط برنامجك بمصالح الجماهير الطبقية مش بالدعاية المجردة بتاعت العلمانية والدولة المدنية .. وبطرح حلول واضحة وأكثر جذرية ضد الاستبداد السياسي والاقتصادي .
رائع فعلا ان سامح نجيب كان عنده القدرة على قراءة تناقض الاخوان وبرنامجهم وعموميته الشديدة وخطابهم الشعبوى من 2007 وفضح خلافهم مع النظام فقط فى الاصلاحات السياسية مع عدم دعوتهم لاى تغيير جذرى فى سياسات الدولة وهو مانعانى منه الان والجميل ان نص الكلام راح على نقض رفعت السعيد واخطاء اليسار وفضحهم :)) حقيقى الاشتراكين الثوريين دماغهم عالية
اعتمد على التحليل والنقد لبعض الكتابات من جماعة الاخوان وبعض الكتابات من اليسارالمصرى وخصوصا رفعت السعيد .. كان محايد الى حد ما فى نقده للاخوان من خلال عرض شعاراتهم وبعض كتاباتهم وكذلك نقده لليسار المصرى اللى اثبت فشله على مدار العصور وبيرى الكاتب ان الفشل ده صب فى مصلحة الاخوان لانهم لعبوا دور عجز اليسار عن لعبه او تقاعس عن لعبه .. كتاب جيد لكنه مختصر