هذا الكتاب ليس صوت أبي العلاء وحده، بل هو تعانقٌ موسيقيٌّ صاخبٌ لصوتين فريدين في الأدب العربي؛ صوتُ الشاعر أو بالأحرى صداه الذي ظلَّ محافظًا على قوَّته وعنفوانه وتمرُّده رُغم تعاقب الأزمان، حتى أتى صوت «طه حسين» ليشاركه العزف على أوتار الحقِّ والحقيقة والفلسفة، لكن الأداة هذه المرة نثرية؛ حيث ينثر العميد ما نظمه المعري، وتلتقي الهامتان على ما بينهما من بُعدٍ زمنيٍّ في بوتقةٍ إبداعيةٍ خلابة، يعظُم فيها الخيال، وتنطبع فيها صورة غير اعتيادية للذات والوعي الإنساني. وقد هدف عميد الأدب العربيِّ من هذه المقاربة غير المسبوقة إلى تقريب فنِّ أبي العلاء إلى خاصَّة القراء وعامَّتهم، وتقديم قراءة ميسَّرة ﻟ «لزوميات» المعري، غير متهيِّبٍ من علوِّ المدِّ التشاؤميِّ في قصائده، بل يراه ضروريًّا لإصلاح النفس والترغيب في مستقبلٍ أرقى.
Taha Hussein was one of the most influential 20th century Egyptian writers and intellectuals, and a figurehead for the Arab Renaissance and the modernist movement in the Arab World. His sobriquet was "The Dean of Arabic Literature".
هُنا تَرقد نصوص وترجمات لأشعار ليست للجميع ! لا أَكتب هذهِ الجُملة بقصد زَج نفسي في صفوف المُختلفين ممن خَبروا العيش وزهدوا بهِ .. أكتبها لأن هذا ما أعتقدهُ فقط .. ربما هذا التفاوت في التقيمات هُنا يُثبت ذلك .. أشعار المَعري كما هي شَذرات سيوران (لا يُحبذ الكثير من القُراء جَعل المعري وسيوران في خطين متوازين ولكن ما بدا لي من شبه لا يُمكن التغاضي عنه ) تُصيبك بعكس ما تَصبو أليه ! لا أعلم هل هو سِحر أم ماذا سَمهِ ما شئت ، تَقرأ تلك الأشعار في ذَم الوجود و التغني بحُسن جنة العَدم المفقودة و التي فَقدناها من أجل هذا العرض البشري الذي لا يُثير في النفس سوىٰ التقزز ثم المَزيد منه ، تَجد راحة تسري في روحك لا تَعلم منبعها ، لا أعلم ربما لصوغ تلك الأفكار التي لو طرحناها أمام الملأ لنُعتنا بالمجانين كارهين العيش الناقمين عليه .. تجد أفكارك المنبوذة تجلس علىٰ عرش الأفكار وكأنها الأسمىٰ والأجود .. أي راحةٍ بعد تلك ؟ عُسر اللزوميات علىٰ فهمي لطالما أحززني فوجدت ضالتي هُنا .. لا يَختفي صوت المعري في ترجمة طه حُسين بل بالعكس تجدهُ حاضرًا وبقوة مع سهولة الفهم إلىٰ حدٍ ما . لم تفقد تلك الترجمة هيبة تلك الأشعار بل صاغتها بلغة رصينة وعذبة فهمتُ ما كان يرجوه أبو العلاء .. ما أصابني بالكدر هي نظرة المعري للنساء ! حقاً لا جدوىٰ مع كُل هذا الكم من الإدراك للنفس البشرية العقل الذي سبق عصره بسنين طوال تجدهُ يُسدد نُصحه للنِساء بعقلٍ جهول لا يَفقه في روح النِساء من شيء.
كتاب جميل أعجبني فيه أسلوب طه حسين وطريقته أكثر من أشعار المعري، نثر الأبيات وكأن المعري هو من قالها ولم يتدخل في النص ولم يشرح بطريقة: يقصد الشاعر كذا وشبه كذا بكذا، بل حديث سلس رغم صعوبة أبيات المعري وسوداويتها، ثم بعد النص المنثور يضع الأبيات فتصبح قراءتها سهلة وواضحة
كتاب سوداوى ممتع اعشق الكآبه بداخله ، اسلوب طه حسين ممتع للغايه ، أتريد ان تعرف الحق فاستمع لي انما نحن صيد يطلبنا الموت حيثما اتجهنا ويظفر بنا حيثما اعتصمنا فلا تفرق ولا تجبن واقدم على ما تري الاقدام عليه فلن يمنحك الفرق خلودا ولن يجنبك الجبن موتا
لا أفهم الكثير في الشعر لصعوبة لغته وتأويله، ورأيت هذا الكتاب خير معين لقراءة المعري. فكرته بديعة، يشرح الشعر نثرًا بأسلوب رشيق، ثم يلحقه بنصّه. وأجمل ما فيه أنه لم يضِف شيئًا من عنده، بل اقتصر في توظيف أدبه على إيراد ما ورد فيه، وقد أجاد في ذلك بصورة بليغة. تأملت حال شباب عصره وهم يجدون صعوبة في قراءته، فلا ريب أن هذا الجيل أحوج ما يكون إلى شرحه، وأرجو من أدبائنا أن يسلكوا مسلكه. تعرّفت عن قرب على رقة هذا الإنسان، عذوبته وحساسيته. وإذا بي أتساءل، ما الذي قاساه من هذه الحياة حتى يحمل لها كل ذلك؟ الغالب يرى فيه تشاؤمًا وكآبة توحي بنفس حانقة، بيد أني أرى في ذلك علامة على رهافة روحه في تعاطيه مع هذا العالم. ونعود إلى المعضلة: هل طبيعته هي التي جعلته يبدي هذا الموقف، أم أنه أصبح كذلك جراء ما تعرض له..
وما كنت لأخذ بلفظ الخير، فأزعم بعد ذلك أني خَيْرٌ ، وطالما ردد الخطباء هذا اللفظ ولاكته أفواههم؛ إنما الخير معنى يؤثر في القلوب والعقول، وتظهر آثاره في الأعمال، لا لفظ تلوكه الأفواه وتذهب به الرياح.
----------------------
لقد آن لكم أن تستبصروا، وحان لكم أن تنتبهوا، وحق عليكم أن تفيقوا ألا إن ما أنتم فيه من سنة وسيرة، ومن شريعة ودين، ليس إلا ذكر الأقدمين، اتخذوه سبيلا إلى جمع الحطام، وإحراز الثروة، فأدركوا ما أملوا، وبلغوا ما أرادوا، ثم مضت أيامهم وانقضت مدتهم، فلتبد معهم سنتهم السيئة وأصولهم الضارة. لقد خدعكم الخادعون، وعبث بألبابكم العابثون، فمنوكم الحياة الثانية، وزعموا لكم انقضاء الدهر وانتهاء أجله، وأنه عنكم مرتحل ولكم تارك، وأن الأيام لم يبق فيها إلا بقية الروح في جسم المذبوح. لقد كذبوا ! ما يعرفون للدهر أجلا، وما يعلمون له انقضاء، وإنما هي ظنون مرجمة، وأنباء متوهمة. ألا فأعرضوا عن مقالة الزعماء الكاذبين، والأغوياء المضلين. لا تيأسوا من الدهر ولا تطمعوا فيه، ولكن القصد بين الخلتين، والاعتدال بين الخصلتين؛ فإن اليأس من الدهر هلك، والاطمئنان إليه غرور! --------------- - طه حسين - كتاب صوت أبي العلاء
كتاب صغير يمكن الانتهاء منه فى جلسة واحدة يحتوى على أشعار لأبى العلاء المعري يشرحها طه حسين بأسلوب رائع ولغة شاعرية فيها من الموسيقى وحسن الإيقاع ما يطربك ومن جمال اللغة وصدق الإحساس يلمسك ما هو مكتوب من أبيات شعرية . عمل طه حسين على تبسيط الأبيات وجعلها مفهومة إلى حد بعيد فتفقه جمال الأبيات وتستمتع بها . اختيار الأبيات أظنه موفق فهر المرة الأولى التى أقرأ فيها لأبي العلاء لكن وصلنى من خلال أبياته الكثير من صفاته الشخصية ، فهو متشائم يكره الحياة يتمنى الموت متدين بالرغم من ذلك ، يعيش فى عزلة يكره الاختلاط بالبشر ويراهم أساس الشر ومنبعه . فى مقدمة طه حسين عن أبى العلاء رأيت بعض المبالغة والتقديس فلربما لجودة شعر ابى العلاء وحسن صفاته أو لربما بسبب مشاركة طه حسين لأبى العلاء فى العمى وإحساسه بما يفرضه العمى من سجن ومشاعر سوداوية ، فلا يشعر بالشخص إلا من هو فى نفس ظروفه . التقييم العام : أربع نجوم
قَد نالَ خَيراً في المَعاشِرِ ظاهِرا مَن كانَ تَحتَ لِسانِهِ مَخبوءا باءَ الكَلامُ بِمَأثَمٍ وَالصَمتُ لَم يَكُ في الأَعَمِّ بِمَأثَمٍ لِيَبوءا طه حسين لا يترجم للمعري وانما يترجم لنفسه، فطه حسين يكاد يكون تجسد لابي العلاء في زمن مختلف، مر الاثنان بنفس المصائب سواء كانت بدنية او نفسية؛ فقد فقدا بصرهما في الصغر، ورفضت ارائهم ولعنوا بسببها حتي بعد موتهم. اما بالنسبة للكتاب فهو كتاب سوداوي ولا اجد سببا يجعلة غير ذلك؛ فقد ذاق الشاعر والمترجم الامرين وبالطبع هذا سوف يظهر في الكتاب.
كان طه حسين معجبا حد الثمالة بشيخه أبي العلاء و بلزومياته و قد رأى فيها معاني عظيمة و الحق أنها كذللك فإن أبا العلاء من النفر القلة الذين جمعو بين الحكمة و البلاغة . قرأت هذا الكتاب في جلسة واحدة و ما ذللك إلا لأني سحرت بالمعاني الجميلة التي يذكرنا بها أبو العلاء و بالأسلوب النثري الممتع الذي يترجم به طه حسين لزومياته. نظرة المعري التشاؤمية للحياة هي نظرة إنسانية من نفس متقدة و عقل حائر عجزعن كنه الحقيقة فتعذب و أضنى نفسه لكنه أخرج للإنسانية معاني كامنة في أصحاب النفوس المشرقة خالدة لا تزال تحدث في النفوس أثرا عميقا. أعتقد أن على كل راغب في دراسة أبي العلاء أن يبدأ بهذا الكتاب.
حينما يكون طه حسين صوت أبي العلاء فنعم الصوت هو أبو العلاء أديب وفيلسوف لم يأخذ حقه لكن طه حسين عرضه بشكل رائع ومبسط. كلما قرأت لطه حسين ألعن المدرسة التي كرهتني يومًا في الأستاذ طه حسين
كُتَيِّب خفيف اعتمد على أسلوب مُبسَّط في شرح قصائد منتقاة من شِعر أبي العلاء المعرّي، مع إيضاح (معناها) الظاهر من منظور طه حسين بالطبع، مع العلم أن الكتاب لا يتطرّق لجمالية اللغة أو بلاغة الشاعر.
ولكن بودّي أتحدّث قليلًا عن المعرّي..
أولًا، استنكر كيف لشاعر كل هذه القوة البلاغية والحصيلة اللغوية والرؤية النقدية والذكاء الفذ، ولا تكون له شُهرة على انتشار واسع، المعرّي مدرسة أدبية قائمة بذاتها.
بالطبع أخمدوا ذكره عمدًا لأنه رجل ناقد ولا يقبل بالتعاليم التي لا تحترم العقل الإنساني ولأن كلماته صادقة فلها وقع سيء على ذوي السُلطة الدينية.. وأكاد أجزم أنّهُ لو كان هجَّاءً معتدًا بنفسِه مقرَّب من السُلطان لامتلئت الكتب بذكره.
في اعتقادي أبو العلاء ليس زاهدًا، بل كارهًا لنفسِه وللبشرية، ساخطًا ويائسًا من الحياة. ربما يعود هذا لإصابته بالعمى، وإحساسه بالعجز، ثم ما حدَث لهُ في بغداد من إقصاء وإهانة جعلته يكره مخالطة الناس.
خَسستِ يا أمنا الدنيا فأفٍ لنا بنو الخسيسةِ أوباشٌ أخسًّاءُ
وهو متشائم كارهًا للحياة متمنيًا للموت في كل آن: حياةٌ عناءٌ وموتٌ عنا فليتَ بعيدَ حِمَامٍ دنا
وفي كثير من الأحيان يكون متناقضًا.. يسخط تارةً على الحياة والدهر ثم يلوم الإنسان الذي يسخط على الحياة والدهر.
نَقِمتَ على الدنيا ولا ذنب أسلفت إليك فأنتَ الظالمُ المتكذِّبُ
ربما لأنه لا يدري يفرّغ سخطه فيمن. الناس؟ الحياة؟ الأديان؟ الحكّام؟ الدهر؟ وأظنه لم يُبقِي أحدًا منهم.
وعن تمنّيه للموت أبياتٌ كثيرة، أحدها: موتٌ يسيرٌ معهُ راحةٌ.. خيرٌ من اليُسرِ وطولِ البقاءِ وقد بلونا العيشَ أطوارهُ.. فما وجدنا فيهِ غيرَ الشقاء تقدَّم الناسُ فيا شوقنا آلى اتّباع الأهلِ والأصدقاء. ما أطيبَ الموتَ لشرابه إن صحَّ للأموات وَشكُ اِلتقاء
قضى الله أن الآدمي مُعذّب إلى أن يقول العالمونَ بهِ قضى فهنئ وُلاة الميت يومَ رحيلهِ أصابوا تُراثًا وِاستراحَ الذي مضى
عن يأسه من الناس: قد فُقِدَ الصدقُ وماتَ الهُدى...واِستُحسِنَ الغدرُ وقلَّ الوفاء
-
المعرّي لا ديني.. وكان لا يخشى من انتقاد بعض الشعائر أو التعاليم، كما له أبيات كثيرة ينتقد فيها "الرياء في الدين" أو كما نسمّيه في عصرنا الحالي "الاستشراف"..
أفيقوا أفيقوا يا غُواةُ! فإنما دياناتكم مكرٌ من القُدماءِ أرادُوا بها جمعَ الحُطام فأدركوا وبادوا وماتت سُنّة اللؤماءِ
وفي أبيات أخرى ساخرًا من انتظار الناس للإمام المهدي ليرفع الظلم عنهم، فكان يخاطبهم بأنكم أنتم مصدر ما تلقون من ظُلم ولستم بحاجة لإمام ترتجونه، لا إمام سوى العقل!
يَرتَجي الناسُ أَن يَقومَ إِمامٌ ناطِقٌ في الكَتيبَةِ الخَرساءِ كَذَبَ الظَنُّ لا إِمامَ سِوى العقل مُشيراً في صُبحِهِ وَالمَساءِ فَإِذا ما أَطَعتَهُ جَلَبَ الرَحمَةَ عِندَ المَسيرِ وَالإِرساءِ إِنَّما هَذِهِ المَذاهِبُ أَسبابٌ لِجَذبِ الدُنيا إِلى الرُؤَساءِ
وبالنسبة للمعارف والكتب التي اطّلع عليها في مكتبات بغداد، أظنّه تأثر ببعض المذاهب والأديان الهندية والفارسية، فامتنع عن أكل اللحوم.. أيضًا وجدت دلالات في شِعره على إيمانه بتناسخ الأرواح. وقد زعموا هذي النفوس بواقيًا.. تشكّل في أجسامها وتهذَّبُ. وتُنقَل منها فالسعيد مكرم.. بما هو لاقٍ والشقى مشذبُ
- لاحظوا كيف يصف مكة في عصره، وهو مشهد يناقض ما تصوره مناهج التاريخ الإسلامي عن الدول الإسلامية في التاريخ:
قيمي لا أُعد الحجّ فرضًا على عجز النساء ولا العذارى.. ففي بطحاء مكةَ شرُّ قومٍ.. وليسوا بالحماةِ ولا الغيارى.. وإن رجال شيبة سادنيها إذا راحت لكعبتها الجمارى.. قيامٌ يدفعون الوفد شفعًا إلى البيتِ الحرامِ وهم سُكارى.. إذا أخذوا الزوائف أولوجوهم ولو كانوا اليهودَ أو النصارى..
نقد المعرّي للمذاهب والأديان يؤكد منظور واقعي تحدّث عنه خليل عبدالكريم في مؤلفاته، فلم يكن المجتمع الإسلامي كما نعرفه عالم وردي منزّه عن الخطأ مليء بالأتقياء والأخيار.. بل لم تنطلي على العرب هذه التعاليم الجديدة الدخيلة، فمن يتتبع سيكولوجية العرب يعي جيدًا أنهم أصلب وأعند واجرأ من أن يؤمنوا في عشيةٍ وضُحاها أو بحدّ السيف فقط!
وتذكرت هنا ديوان الزنادقة أيضًا يُعطينا تصوُّر أكبر عن المجتمع العربي الذي وضع الإسلام موضع التفنيد، بعكس الصورة النورانية الي وصلتنا في الكتب.
خاتمة: القراءة في تاريخ المعرّي ونشأته ورحلته الحياتية، أيقظت انتباهي لاتّجاه متكرر في الوسط الأدبي ومن متخصصين للأسف اُبلتينا بذهنيتهم المنغلقة على ما تشرّبوه من السَلَف كما هو بلا جدال أو شكوك أو تعديل أو إضافة.
أكثر المتخصصين في الأدب -ولا أدري ما سبب هذه الظاهرة- من التيّار السلفي الذي لا يرى الحق إلا في منهجه. وهؤلاء يُعادون ويرفضون كل من يخالفهم فتُراهم يحاربون من يُصنّف المعرّي كشخص ناقد للأديان. ويُجدون كل التبريرات بتشنُّج غريب! حتى يثبتون إيمانه. كل ذلك لأنهم لن يردّدون شعرًا لشخص غير مسلم! ولأنه سيُصبح في قائمة من نذكرهم ونقول "نسأل الله السلامة والعافية"!
وهؤلاء يدافعون حتى عن كرهه للحياة وسخطه على القدَر وإنكاره للعدالة بشكل مضحك، فدائمًا ما يتكبّدون عناء التبرير له واستخدام تلك الحجّة المستهلكة "إنكم تقتطعون جزءًا من النص فلا تفهمون مقصده!" لا أظن أن تشاؤمه وكُرهه للحياة بحاجة إلى تبرير.. هو رجل متشائم لا ديني.. انتهى.
صوت أبي العلاء لـ طه حُسين ( 127 صفحة ) كتاب رائع وصغير عبارة عن ترجمة طه حُسين لبعض المقاطع من لزوميات الفيلسوف المتشائم أبي العلاء المعري في طريقة نثر يقوم طه حسين بنثر الشعر بلغة قوية مليئة بالتشبيهات البلاغية وأسرار البيان مضيفًا إلى الأبيات التي ينثرها ويترجمها مفرداتٍ جديدة تزيد في توضيح فكره وتجلية معانيه دون أن يقتصر على ذلك الأمر بل يتصرف في صياغته وعرضه0 ثم يعرض الأبيات التي نثرها وترجمها. وجل الاشعار عن الزهد في الدنيا وعدم التمسك بها والموت وصفات الانسان المتناقضة لعلنا نتعظ ودعوة الى التشاؤم الذي كان يدعو اليه أبي العلاء في شعره ولعل الهدف من ذلك هو تعريف الناس بأبي العلاء وتيسير اللزوميات التي كتبها المعري وشرح غريبها وجعل القراء يقبلون على قراءة أشعاره ومؤلفاته وأن نفتخر نحن العرب بأبي العلاء مع ذكره في مقدمة الكتاب بأن كثيرُا من الناس سينكرون عليه تلك الترجمة لأنها تشيع التشاؤم وتسبغ على الحياة ألوانُا قاتمة لكنه لم يبالي بسبب حاجة الشباب إلى التشاؤم من مآخذي على الكتاب هو اطالة طه حسين في نثر بعض الاشعار وكثرة ترجمته عليها مما أصابني بالملل لكن طه حسين بذل فيه مجهودًا كبيرًا لتيسير اللزوميات لعامة القراء. خاصة وأنه اعتقد بأن أبي العلاء لم ينشئها لعامة القراء والمثقفين بل لنفسه ولطبقة من أصحاب العلم الكثير والبصيرة النافذة وهذا ما دفع طه حسين لنثرها وترجمتها
كتاب صغير الحجم غزير الإمتاع إذ به يجمع بين لونين من الأدب لقامتين في الأدب أحدهما معاصر و الآخر من العصر العباسي . يقوم الدكتور طه حسين في هذا الكتاب بشرح أو نثر أو ترجمة لعدد من الأبيات المنتقاة من أدب أبي العلاء المعري التي تفصح عن نظرته السلبية للحياة موضحا سبب وقع الاختيار على أدب أبي العلاء فيقول في المقدمة : " و الشباب في حاجة إلى شيء من التشاؤم يزهِّدهم في الحاضر ، ويرغبهم في المستقبل، ويدفعهم إلى الإصلاح، ويزين في قلوبهم حب الرقي، وليس شبابنا في حاجة إلى أن يلتمسوا التشاؤم عند «نيتشه» و «شوبنهور»، ولا إلى أن يلتمسوا النقد الخلقي والاجتماعي عند «لارشفوكو» وأمثاله من نقاد الأخلاق والاجتماع، وعندهم أبو العلاء قد امتلأت آثاره بالنقد السياسي والخُلقي والاجتماعي، وبتصوير الرجولة ومثلها العليا. فليلتمس شبابنا المعاني عند أسلافهم من شعراء المسلمين وفلاسفتهم، وعند أبي العلاء منهم خاصة " وضحت الأبيات شئ من الجانب المظلم في الحياة و حقيقة شقائها مما أفاض قريحة أبي العلاء الأدبية للتعبير عن ذلك ذاما في الحياة و موضحا لزيف زخارفها مادحا في الموت مفضلا له
من الأبيات :- تود بقاء النفس من خيفة الردى ***و طول بقاء المرء سم مجرب
أرى أبي العلاء المعري متشائما سلبياً لا أعرف لماذا اختار طه حسين هذه القصائد بالتحديد لشرحها او كما يقول لترجمتها عن أبي العلاء ولكنها تدرك الموت ويقرر أبي العلاء المعري أن يكره الحياة فقط لأنها ستنتهي لا محالة وإن كان هذا الإتجاه سائد وسط العرب قديما وحديثا في ثقافتهم وهي الزهد في الحياة بل وكرهها بشدة وهذا مفهوم فهم بدو رعاة لم يعرفوا إلا الصحراء والغزو والإغارة. مع ذلك طه حسين يرى شدة تشاؤم أبي العلاء وتفاعله السلبي معها قد تدفع القارئ لرؤية الوجه الجيد من الحياة نظراً لمغالاة أبي العلاء في تعبيره. للاسف لا أرى فلسفة متسقة وراء أبي العلاء ولذلك لا أتفق مع طه حسين أننا يمكننا أن نجد من تشاؤم عند نيتشه وشوبنهور مثله عند أبي العلاء لعل هذا بسبب أن أبي العلاء شاعر وليس بمفكر. ومن خلال هذا الكتاب الصغير طه حسين جعلنا نرى أوجه من شخصية أبي العلاء فهو المتشائم تشاؤم سلبي وهو لا إنجابي وأيضا ذكوري وهو في النهاية حانق غاضب من الحياة غير متقبل لها.
ترجمة د.طه حسين جميلة لدرجة أنني اعتقدت أنها شعر المعري في البداية، وعرفت أنها الترجمة عندما قرأت أشعار المعري منفصله ولم أفهم من أول مره. لن أبالغ إن قلت أن لغة طه حسين أجمل وأكثر بلاغه من المعري. الجميل في طبعة الهيئة العامة التصميم، وعدم وجود مقدمات فارغة زائدة عن الحاجه، فقط الكتاب ومقدمة د.طه حسين. الكتاب عباره عن مجموعة منتقاه من أبيات ديوان لزوم ما لا يلزم اللزوميات لأبي العلاء المعري.
تَثْوَى الملوك ومصرُ في تَغَيَّرِهم مصر على العهد.
خَسِسْتٍ يا أمنا الدنيا فأفَّ لنا بنو الخسيسة أوباش أخساء وقد نطقت بأصناف العظات لنا وأنت فيما يظن القوم خرساء ومَنْ الصخر بن عمرو أن جُثَّتَهُ صخر وخنساءه في السَّرْب خنساء يموج بحرك والأهواء غالبة لراكبيه فهل للسفن إرساء إذا تعطفتٍ يومًا كنتِ قاسية وإن نظرت بعين فهي شوساء
أراهُم يضحكون إليَّ غِشَّا وتغشاني المَشَاقِصُ والحِظاء فلستُ لهم وإن قربوا أليفًا كما لم تأتلف ذال وظاء.
لقد أصبح الموت خير من حياة ملؤها الشر . ............................... من اصدارات مجلة القاهرة كتاب صوت ابى العلاء طه حسين . ............................................... ترجمة موفقة من طه حسين للزوميات أبى العلاء المعرى تسهيلا للقارئين وخدمة للدارسين ويبقى السؤال ماوجه الشبه بين المعرى وحسين ؟ السبب الأقرب أنهما فقدا نعمة البصر السبب الاهم أنهما رزِقا نعمة البصيرة ................................................ وفى النهاية أنقل : " ألا وإن الناس بالموت مدينون ولا بد لهذا الدين من وفاء ولهذا القرض من قضاء والموت غريم لايسهل رده ولايمكن الإلواء عليه " .
"وماذا بعد؟". أستمر يتردد هذا السؤال في عقلي خلال قرائتي لهذا الكتاب. لم يعد يُبهرني التشاؤم كحل دائم وتفسير أخير للحياة في هذه السن. يبدو إستنتاجاً بائساً وكسولاً. أعني أنني قد أتفهم وأتعاطف مع أسباب تدفع الإنسان للوصول لمثل هذا الإستنتاج؛ لكن فقدت الصبر حين أختار من "بضائع الفكر" أن أُكمل فلسفةً أو إتجاهاً فكرياً ينتهي للقول بعبثية الحياة. تقول رضوى عاشور رحمها الله: "هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا .."، وهذا فكرٌ أُحبُ أن أنتمي إليه إذا تساوت إحتمالات بؤس ويُسر الحياة.
لذا، أعتذر لحكمة أبي العلاء، لكنها حكمة أرفض مضمونها حتى وإن كانت أقرب للواقعية والحقيقة.
صوت وصداه ، فما أجمل الصوت وما أروع صداه ، لعب طه حسين دور الصدى فأجاده وبرع الصوت في عيلائه فأسمعنا حروف الحكمة والفلسفة بأبيات شعرية مصفوفة منمقة .. تبارى الإثنين فكان القارئ الأكثر ربحاً ،يشعر أبو العلاء وينثر طه حسين ،فنرى الموعظة والحكمة من فيلسوف وشاعر عبر أديب بارع ما تحدثوا عن شأن إلا وكانت الإجادة مصيره ،أخذتنا أفكارهما لأعماق نفوسنا نرى منها الدنيا ونفهم فيها عن فلسفة الدين ،طباع الحكام والأمم ونظرة إلى ميسرة ..
قرر عمنا طه حسين كعادته الدؤوبه في البحث والتنقيح انه يجمع بعض من نصوص وراسايل واشعار ابوالعلاء في الكتاب دا.... ابو العلاء راجل برنس مؤمن بالعدمية لابعد الحدود،واقعي واقع سوداوي، لو انت متفائل هتكره العيشة والناس وكل الماديات اللي حواليك بسبب الكتاب دا، وهتتخذ ايموشن عم ضياء على الدوام اللى هوا" احا يعم ما كله رايح" 😅 بس عامة الكتاب فيه اشعار حلوة وكلام واقعي في بعض الأحيان حقيقي،وفي حتت تانيه سوداوي مبالغ فيه بصراحة.
لم يعجبني الكثير من أشعار أبي العلاء الواردة بالكتاب، ولكن ما أجمل أسلوب طه حسين في شرح الأبيات وأظن أن أبي العلاء نفسه لو كان بيننا اليوم وقرأ تعليقات طه حسين على أشعاره وكيف فسرها أعتقد أن إعجابه ما كان ليقل عن إعجابنا نحن بهذا الأسلوب. لقد نجح طه حسين في أن ينقل لنا صوت أبي على أكمل وجه، وكثيرة هي المواضع التي أعجبني فيها أسلوب طه حسين في نثر الأبيات أكثر من إعجابي بالأبيات نفسها.
بعد نظر ابا العراء المعري للوجود و الحياة و طباع الناس و تأمل فلسفى متشائم و سودى للحياة مع بعض الحقائق. شكرا طه حسين لشرحه بعض النصوص الشعرية لفيلسوف و أديب عربى قد يندثر شعره و ينقطع الصلة بالماضي ان لم يشرحه و يترجم معانيه أديب كبير يشرح العمق بسهولة و يسر فكلهما مجدد و ذو بعد نظر فى أمور كثيرة قد تتفق او تختلف
ابو علاء المعري برغم من انه عليه اعترضات كتير جدا ، الا انه فحل في اللغه العربية وابياته فعلا تحتاج الي شرح ،وطه حسين شرحها بطريقه جميلة كأن المعري هو الي كاتبها ، لكن هذه الابيات المشروحه تتسم بالكأبة الشديده ولعل ابو علاء المعري من مدرسه الادب الكئيب ، في المجمل الكتاب جيد وشرح الابيات جيد
رأيتُ، بادئ ذي بدء، رجلًا يَقودُني إلى حيث لا يدري ولا أدري، فلم أجد أكفأ من كلمة ذلك الوزيرِ الذي زاره فقال له: ما هذا الذي يَرويه الناسُ عنك؟ فأجابه: قومٌ حسدوني فكذبوا عليَّ. فسأله الوزير: وعلامَ حسَدوكَ وقد تَركتَ لهُم الدنيا والآخرة؟ فأجاب المعري: والآخرة …
طبعة منشورات الربيع سيئة للأسف. لا تفرق بين اقتباسات أبي العلاء وشرح طه حسين في التنسيق، والأبيات غير مقسمة إلى شطرين. الكتاب فيما عدا ذلك إعادة صياغة نثرية لمجموعة من أبيات أبي العلاء، مختارة عشوائيًّا، في فصول قصيرة غير مصنفة.