يعرض هذا الكتاب معالم الشريعة الإسلامية، في صيغة عصرية جديدة، مبرأة من التعقيد، مسايرة لروح العصر، متطلعة إلى غد أفضل، خليقة بالبقاء و الخلود.
و استشفافاً لروح هذه الشريعة، أبرز المؤلف ما انطوت عليه من ثورة اجتهادية فقهية لم يرق الفكر القانوني المعاصر إلى ذروتها الشامخة في شؤون الاستصلاح.
و بعد أن رفض المؤلف تمزيق هذه الشريعة بتلك التفرقة التقليدية بين التشريع و التوجيه، سلط الأضواء على قيمها و معاييرها في مواجهة التسارع التكنولوجي و الحضاري، فكانت تلك ابحوث الجديدة الأصيلة في الحقوق العامة و الحريات، و تنظيم النسل، و الشباب و الرفض، و العدالة الاقتصادية في الإسلام.
و من يقرأ هذا الكتاب بإمعان يستخلص بيسر و وضوح أن هذه الشريعة - كما قال ابن القيم - (مبناها و أساها على الحٍكَم و مصالح العباد في المعاش و المعاد. و هي عدل كلها، و رحمة كلها، و مصالح كلها، و رحمة كلها).
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في لبنان، شهيد أهل السنّة، أمين عام رابطة علماء لبنان، الأمين العام للجبهة الإسلاميّة الوطنيّة في لبنان، مفكّر إسلامي، عضو المجامع العلميّة في القاهرة ودمشق وبغداد وأكاديميّة المملكة المغربيّة ؛ ولد في طرابلس، حصل على العالميّة من جامعة الأزهر سنة 1368/1949 والآداب من جامعة القاهرة سنة 1369/1950 والدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون بباريس ؛ اشتغل بالتدريس في جامعة بيروت العربيّة، والجامعة اللبنانيّة ؛ ألف (علوم القرآن) و(علوم الحديث) و(النظم الإسلامية وتطورها) و(الأمة ثم الدولة) و(ردّ الإسلام على تحدّيات عصرنا) بالفرنسيّة و(منهل الواردين شرح رياض الصالحين) و(المؤسّسات الإسلاميّة تكوّنها وتطوّرها) و(الإسلام والمجتمع العصري) و(فلسفة الفكر الديني بين الإسلام والمسيحيّة) و(معالم الشريعة الإسلاميّة) وغيرها ؛ وحقّق (أحكام أهل الذمّة لابن قيّم الجوزيّة)، وانكبّ على إخراج (المعجم العربي) و(المعجم الفرنسي) مع الدكتور سهيل إدريس.