Jump to ratings and reviews
Rate this book

عندما رأيتك بالأمس

Rate this book
مشاعر ... ليس كتابا ولا رواية، ربما قصة قصيرة، موقف، وإحساس، ذكريات، وشعور
فقط عندما رأيتك بالأمس

لا أدرى كيف بدأت الحكاية، ولا كيف أصف هذا الشعور الذى انتابنى!!!
كل ما أعرفه أنها بدأت ...
بدأت عندما رأيتك بالأمس،
أما عن شعورى ... فهو شعور ... لا أدرى كيف أصفه، ولكنه ربما يشبه احساسى وأنا واقف تحت زخات المطر، مبتهجا بقطرات المياة تغمر وجهى، تبلبل رأسى وملابسى الشتوية الثقيلة، تنزل على عدسات النظارة فتحيل الرؤية إلى رؤية ضبابية، أكاد أطير فرحا، وقطرات المطر تداعب وجهى ...
أو كإحساسى فى يوم شتوى قارص وأنا خارج فى الصباح مدثر بملابسى كلها –إلا قليلا- ولا أجد لنفسى سلوى سوى أن أنفخ فيخرج بخار الماء، يتصاعد فى جو السماء، فرغم كل شئ هو إحساس بالدفء فى قلب الصقيع ...
أتعلمين ... قد يكون كإحساسى وأنا أسير على شاطئ البحر قبيل الفجر فى صيف شديد الحرارة، وأنا آكل قطعة من الآيس كريم وأمواج البحر تداعب ساقى، وهواء البحر يداعب رأسى، ورائحة البحر تخترق أنفى ...
أتعلمين ... ربما كإحساسى وأنا أحلق فى جو السماء، أنظر للأشياء حولى وقد تضاءلت فى حجمها، أرى الدنيا على رحابتها واتساعها، والسحاب على ارتفاعه من حولى ...
وربما كإحساسى وأنا أغوص فى أعماق البحار، والسمك الرائع من حولى، وحياة أخرى، شعاب مرجانية، أحياء بحرية، مغامرة فى عمق البحر ...
أو إحساسى وأنا ارتشف قدح القهوة فى صباح يوم أجازة بعد اسبوع طويل من العمل الشاق، وأنا أقرأ، أنتقل من عالم إلى عالم فى دنيا المعرفة ...
أتعلمين ...
الحق ... إنه ليس كأى إحساس قد عشته من قبل، إنه لا يشبه قطرات المطر فوق الجبين، ولا بخار الماء المتصاعد فى قلب الشتاء، ولا نسيم الفجر على البحر فى حرارة الصيف، ولا إحساس الطير فى قلب السماء، ولا السمك فى عمق البحار، ولا حتى مطالعة كتاب فى يوم الإجازة، ليس أيا من هذه الأحاسيس !!!
إنه إحساس جديد، لم اختبره من قبل، إنه إحساس لم أحسه قط سوى ... عندما رأيتك بالأمس !!!
كنت دوما فى الجوار ... نعم أراك منذ ولدت، مذ كنت طفلة صغيرة، رأيتك أمام ناظرى تحبين، رأيت خطواتك الأولى، طالما داعبتك وأنت لاهية مع عرائسك الصغيرة، راقبت ابتسامتك، سمعت ضحكاتك، واستمتعت بكلماتك الأولى، كم كانت رائعة وهى تخرج من فمك الصغير حروفا متقطعة تشكل كلمات مبهمة، تمتمات غير مفهومة، ثم تشكلت الكلمات كانت ذات مذاق رائع، كانت كلمات ليست كالكلمات التى سمعتها من قبل !!!
نعم رأيتك تكبرين يوما بعد يوم، وعام بعد عام، رأيتك تلهين مع صديقاتك فى الشارع، رأيتك تلعبين معهم تلك الألعاب الطفولية البريئة.
رأيت يومك الأول فى روضة الأطفال، اتذكر كيف كان شكلك، بجسدك الصغير تحملين حقيبة تفوقك حجما، كم كنت ابتسم عندما أراك تحملين هذا العبء على عاتقك كل يوم ... رأيتك وأنت تكتبين الأحرف الأولى، ورأيتك تكتبين اسمك لأول مرة !!!
ثم جاءت المدرسة، وازداد الحمل على عاتقك، رأيتك وأنت مثقلة بالكتب، ثم منهمكة فى أداء الواجبات.
رأيتك تكبرين أمام ناظرى ...
رأيتك دوما ... لم يفصلنا سوى أمتار قليلة،
حتى عندما انتقلتى، وغادرتى الحى، وغادرته بعدك ... بقيت إلى جوارك، أراك بين الحين والحين، ... كنت تكبرين،
ولكنى لم أرك قط كما رأيتك بالأمس !!!
حقيقة لا أعرف ما حدث، هكذا رأيتك مرة واحدة، ولأول وهلة لم أعرفك، لم تكونى أنت التى طالما رأيتها دائما، فجأة ودون سابق إنذار ... وجدتك أنت، ورأيتك هكذا ... رأيتك كما لم أرك من قبل !!!
تعلمين، لطالما قرأت عن مثل هذا الشعور، طالعت الكتب، والكتابات، والأشعار ... ولكن الإحساس نفسه شئ آخر.
عندما رأيتك بالأمس، انتابت جسدى قشعريرة، نعم سرت فى جميع أوصال جسدى، أسرع قلبى بالخفقان، يضخ الدم فى أنحاء جسدى، لم يستقر قلبى فى مكانه من بعدها، لقد فارقنى ... يقتفى أثرك، فى كل مكان يطأه قدمك فثم قلبى بجوارك، يتلمس خطواتك، يتتبعها فى كل مكان.
وهكذا لم أجد ما يعبر عن إحساسى سوى هذه الكلمات الموروثة، التى كثيرا ما قرأتها، ولكنى ولأول مرة استشعرها حقا ... اتذوقها ... أحسها ... وأعيشها ... فقط لأنى عشت هذا الإحساس، وغمرنى هذا الشعور.
تعلمين ... لم أجد ما يضاهى ذاك الشعور ... سوى عندما أمسكت قلمى لأصف به إحساسى عندما رأيتك بالأمس.

4 pages, Unknown Binding

1 person is currently reading
7 people want to read

About the author

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
1 (50%)
4 stars
0 (0%)
3 stars
0 (0%)
2 stars
1 (50%)
1 star
0 (0%)
No one has reviewed this book yet.

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.