هي رواية تحكي عن واقع تغتصب فيه الطفولة والحلم: طفولة الأوطان والأشخاص على السواء بكل براءتها، وأحلام الخلاص المجهضة، تلك التي يتوسدها عادة كل "شعب مسلوب من كل شيء" في أرضه التي بقدر ما يحبها ويعشقها، بقدر ما تنأى عنه وتضرب عن الإنجاب له. فبقدر ما هي رواية عن حب الأرض- الأم، بقدر ما هي قصة عن مقت "الوطن الإجباري"، ذلك ...الذي يولد المرء فيه ليموت فحسب، وفي كل ذلك وقوف عند العلاقة المقيتة التي تربط بين الحاكم- المخرج المتذاكي وشعبه، شعب الوطن الإجباري... علاقة الظلم العادل في ظلمه.
في حادثة غريبة، يجد "حسان ربيعي" نفسه محتجزا داخل قطار كهربائي لمدة ساعة ونصف الساعة (زمن الرواية)، وهي مدة كافية ليواجه ماضيه الغارق في المآسي عبر ثلاثين سنة، قضاها هاربا من حقيقته وشعور "المسخ" الذي صاره، حتى أصبح مشوها من داخله، فيواجه الظلمة التي خلقت داخله "الصوت الغائر فيه"، ويواجه الوحدة التي لجأ إليها مرغما، وفي ظنه أنها الخلاص، لتصير حياته بشكل غير مقصود إسقاط لحيوات أخرى، توحدت لتشكل "شعبا مسلوبا من كل شيء"، رضي، خوفا من مواجهة ماضيه، بحاكمه "المخرج المتذاكي"، وآمن دون جدال بكذبة مخرجه في أن أرضه لا تنجب، ومع ذلك ظل على حبه لها
لا أحب أبدًا أن أتعالى على أي قاريء أو أن أخالفه في الرأي بشكل صريح ولكن لا مفر من حدوث ذلك الآن!
قبل أن أشرع قي قراءة تلك الرواية، قمت كعادتي في إلقاء نظرة على آراء القراء، صحيح أنني لا اتأثر في الغالب بتلك الآراء ولكنها لازمة عندي اتبعها قبل كل قراءة واستغربت كثيرًا من الآراء السلبية تجاه تلك الرواية لدرجة كنت أنوي نتيجة لذلك أن أتركها حتى لا أضيع وقتي ولكنني قررت رغم ذلك قراءتها وحسنًا فعلت!
أعلم أن الرواية سوداوية من الدرجة الأولى وبها من الأشياء السلبية الكثير ولكن هل تلك الأمور محض خيال فقط أم أنها موجودة بالفعل في بلادنا العربية؟ موجودة بكل تأكيد بل أن الكاتب حاول مع ذلك أن يلطف من الواقع قدر الإمكان !
أحداث الرواية تدور داخل الجزائر حيث يتواجد الشعب على صفيح ساخن بسبب الواقع السياسي ورغم أن الكاتب لم يتطرق بشكل مباشر إلى تلك الأوضاع الملتهبة إلا أنه تمكن من المزج بين قصة بطل الرواية والوضع الراهن للبلاد في تلك الفترة.
" حسان الربيعي " الذي عانى من كل صنوف العذاب والآلام في بلاده، لا أقصد توجهه السياسي ولكن أقصد نشأته غير السوية فلا تندهش عزيزي القاريء عندما تنظر إلى بطاقته وتجد أن والده هو جده في نفس الوقت أي زوج والدته ووالدها أيضًا! كيف ذلك؟ لن أحرق الأحداث بالطبع ولكن عليك أن تعلم أن ذلك الأمر مجرد نقطة في بحر لا نهاية له.
هناك الكثير من الإسقاطات داخل تلك الرواية، التلميح إلى إجبار الشعوب على تقبل وضعها وعدم التذمر أو إبداء آرائها في أي شيء وإلا ستكون العواقب وخيمة ليس فقط من السلطة العليا ولكن من المحسوبين على النظام أيضًا أو بمعنى آخر المستفدين من مناصرة الظلم!
أجمل ما في تلك الرواية هو أسلوب المعالجة، فعلى الرغم من حالة التعب التي أرهقت ذهني حتى أستطيع تجميع الخيوط والعلاقات الجامعة بين أبطال الرواية إلا أنني لم أتمكن من ترك الرواية إلا في صفحتها الأخيرة في جلسة واحدة لم تتعدى 3 ساعات.
النهاية أكثر ما يميز تلك الرواية، فبعد أن أجتمعت جميع الشخصيات في مشهد واحد تخيلت نهاية هندية بعض الشيء أو نهاية حالمة وحينئذ كنت سأضع اللوم على الكاتب ولكن يبدو أنه على علم بتلك الخواطر وذكرها بالفعل في السطور الأخيرة ولكن كنهاية مستبعدة تمامًا، فالخير لن ينتصر دائمًا على الشر كما أوهمتنا السينما قديمًا!
عند انتهائي من هذه الرواية أسميتها الرواية الغاضبة، شعرت بأن سمير قسيمي كتبها بنفسجية الغاضب الحانق على هذا المجتمع و على ذاك الوطن.. لن تتفهم هذا الغضب إلا بالغوص في تفاصيلها.. فمما يقوله فيها: الشعب المسلوب من كل شيء الجميع ناقم الجميع يندد الجميع رافض الجميع يشكو ولكن لا أحد يرفع صوته بشيء...
شعرت بالقرف والاشمئزاز والحقد والبغض واردت ان اقفلها والا افكر في قرائتها مرة اخرى ! ولا ادري حقاً ما منعني ووجدت نفسي اكملها وفهمت ان كان من الطبيعي بل من المفروض ان اشعر بكل هذا واكثر تجاه واقعنا و"الحرية " اقتبس منه : أكبر انتصار تحققه اي سلطة هو ايهام الناس بقوة لا تملكها،وحين يرسخ هذ الوهم في نفوسهم فمن الصعب قلعه الا بعد اجيال"
العضب .. الكره ..الألم .. المعاناة .. الرضوخ .. الكبت .. ضياع الطفولة .. الظلم البين !!.. كلها أشياء تشترك فيها جميع المجتمعات العربية وليس الجزائر فقط رواية مؤلمة حد البكاء .. واقعيتها صادمة !.. من يقول أنها مقززة يعلم جيدا ان الواقع أبشع من ذلك !!
The best Algerian novel I've ever read. A story that revolves around false patriotism, love, betrayal, sorrow, tragedy, and injustice. It captures the reader from page one and leaves him wanting more until the last page...and the plot twist at the end was just breath-taking.
ندمت لأني قرأت الكتاب صراحة كتاب مقزز ومقرف بكل معنى الكلمة انا لم اجد اسلوب مميز للكاتب ولم افهم حتى عما يريد الكاتب إيصاله صار في عصرنا الواحد بس بيكتب عشان يكسب فلوس!! الخلاصة,اوعك توقع في الفخ وتقرا الكتاب
الرواية ليست رومانسية كما يتوقع القارئ من العنوان والغلاف بل سياسية اجتماعية فليست الزوجة (غير المعشوقة) هي العاقر وحدها فالبلد عاقر أيضا غارقة في الجهل والقمع والاسبتداد السياسي... ولهذا تحدث مظاهرات بسبب حماس الشباب المتعطش للتغيير لكن لا يوجد حسم في نتيجة هذا الحراك
الشخصية الرئيسية في الرواية هي حسان ربيعي وهم محتجز في قطار لا يعمل في وسط الطريق طوال أحداث الرواية وهو رجل بخيل، قبيح الشكل وطويل القامة ومريض بالصرع، انطوائي ويحب القراءة جداً ولا يريد أطفال لأنه غير قادر على الاهتمام بأشخاص في المستقبل ولذا يتزوج من مطلقة عاقر يشتهيها جنسياً.
لغتها جميلة وهناك مقاطع واقعية ساخرة أضحكتني لكن ما لم يعجبني نهائيا هو بنية الرواية التي تنقسم لفصول كثيرة معنونة لكن مع ذلك لا توجد بنية واضحة.. الرواية تحدث أحداثها في ساعات محدودة فقط والرواية هي عبارة عن فلاش باك ضخم لحياة الشخصية الرئيسية وخواطرها حول الواقع الجزائري الفظيع
الرمزية موجودة في الرواية وخصوصاً " المغتصب عبد العزيز" أحببت الشخصيات لكن للأسف بنية الرواية سيئة ولهذا لم أستمتع بها لكن ما أنقدها هي تلك الحوارات الشفافة التي منحت الرواية بعض الحياة.. هناك أشياء غامضة في الرواية كان من الممكن استعمالها لتطوير الرواية بشكل أكبر.. أشعر أن الرواية غير جاهزة للنشر.
إقتباسات منوعة من الرواية - أجمل الأسطر وأفضلها =
الطبيعة عادةً ما تسخر من صناعتها بحجة أن الكمال لا يصلح لغيرها أبداً." 10."
لا شيء أفضل من الظلام لإنارة بعض العقول." ص28."
منذ حادثة القبو المشؤومة، حين أدرك أن العالم ليس مجرد حلم جميل أو حتى كابوس يمكن الاستيقاظ منه، أصبح يرى الأمور على غير ما تبدو عليه. لقد صار يؤمن بأن كل شيء يخفي خلفه شيئاً آخر، حتى البراءة لا براءة فيها." ص35.
أضرب العمال مرتين على التوالي: مرة من أجل تحسين رواتبهم الشهرية بأجور ماسحي الأحذية، ومرة ثانية للمطالبة بتنفيذ وعود الحكومة بتحسين تلك الرواتب إثر الإضرب الأول، والذي انتهى بوعود أخرى للنظر في الوعود الأولى. ص 63
لو أنها سمحت له بأن يلخص ما تسأل عنه بإلحاح لأخبرها بصوت هادئ ورزين، وبلباقة رجل نبيل أنها تشبه التغوط والحمد لله. ص 65
الخيار الذي يبدأ بالجبر ليس خياراً، والجبر الذي ينتهي بخيار ليس خياراض أيضاً. ص67
العادة عند الشعوب المسلوبة من كل شيء تصبح جينة وراثية غير قابلة للإختفاء. ص 103
الحكومة تعلم بكل شيء منذ وجدت، ولن يهمها أن تحرق بلدية أو محكمة أو حتى البلاد كلها، ما دمت ستبني كل شيء من جديد من عرق الشعب. لا شيء سيتغير، كل ما في الأمر أن أحدهم سيطلع علينا في نشرة الأحبار ليهدينا عوداً، وسنصدقه لأننا راغبون في تصديقه، وبعد مدة سننسى مطالبنا ووعوده. ص 108
نحن شعب لا نملك إلا الكلام لننفس عن أنفسنا، هذا ما تبقى لنا بعد كل ما جرى في هذه البلاد، ولا أعتقد أن الحكومة غبية لتفرض علينا الصمت، وهي تعرف أن الكلام بقدر ما هو متنفس لنا بقدر ما هو خلاص لها. ص144
أكبر انتصار تحققه اية سلطة هو إيهام الناس بقوة لا تملكها، وحين يرسخ هذا الوهم في نفوسهم فمن الصعب قلعه، إلا بعد أجيال. يعمل أي ديكتاتور على ترسيخ هذا الوهم منذ السنوات الأولى لحكمه، فحتى وإن فقد القوة التي مكنته من الاستيلاء على الحكم، يصمد لسنوات بفضل الوهم. ص145
القوانين في هذا البلد وضعت لمخالفتها. ص170
هذه البلاد تغلق أبوابها بمجرد أن يؤذن للمغيب. تتوقف الحياة فجأة، وكأنها بلاد نهارية أو روضة أطفال راشدين، لا يمكنهم البقاء خارجاً إذا أظلمت. ص174
كل شيء في هذا البلد خاضع للمساومة، وبحسن تجربتي المتواضعة في الحياة يمكنني أن أجزم أن لا شيء يخرج عن نطاق التفاوض، حتى تلك الأمور التي يسميها السياسيون "مبادئ" يمكن المساومة فيها وأحياناً تجاهلها بالمرة. بدليل أننا الوطن الوحيد الذي لا يرسم خطاً واضحاً بين المعارضة والسلطة، فكلاهما يتشابه إلى درجة التماهي، إلى درجة أن ترشح المعارضة خصوصمها في السلطة، ومع ذلك تقول لنا الجرائد إنها معارضة وتملك مشروعاً، لا تعرف عنه إلا أنه مشروع. ص181
للأسف خيبت ظني هذه الرواية صحيح القصة جميلة ومؤثرة ، لكن بعض الأحداث والألفاظ الوقحة (التي كان ممكنا الاإستغناء عنها) لم تزد الرواية إلا قرفاَ وبالتالي نجمة للقصة لا أكثر
تأخرت كثيرا لقراءتها فهي محبوكة بطريقة رائعة تحكي عن الحياة المحتمة علينا أحسست وأنا أقرؤها بالقرف والسخط والغضب والحقرة والاشمئزاز للحقيقة البحتة لما سرده الكاتب باحترافية فنحن كما قال شعب لا نملك إلا الكلام لننفس عن أنفسنا لا نتمرد ولا نندد آه على وطن عاقر لا يمد لأبنائه ولا حق
أنهيتها في جلسةٍ واحدة! مشهدٌ بتسلسله يغوص في التاريخ والحاضر بتمازجٍ غريب، مغزلٍ متشابكٍ تبدأ بفك خيوطه وحين تنتهي تجد نفسك عدت للبداية. وكأن هذه الأحذاث تجري في أي بلدٍ عربي لأيّ مواطن مسحوق ٍ مُهانٍ يرتجفُ صمتاً ول يجرؤ على إخماد الصوت الداخليٍّ الذي يُصارعه. من كل شخصيات الواية التي ذاقت من ويلات القهر ما ذاقته، لا أدري لم كان بنظري البطل هو والد مليكة، فقد أثبت رجولته وايفاءه بوعده ولو كان ذلك على حساب كرامته، موقفٌ جديرٌ بالتأمل طويلاً.
انا قرأت التعليقات عنها فى البداية ولقيت انها كلها ضد الرواية وبتعيب فيها لكن لما قراتها لقيتها كويسه جداااا جداا وعجبتنى جدا الطريقة الكتابة التفاصيل النهاية..كل مافيها عجبنى جداا وتستحق الخمس نجوم
في قراءة أخرى للكاتب سمير قسيمي لروايته "في عشق إمرأة عاقر" تجلى إبداع الكاتب السردي وإنتقاله البديع من زمن إلى زمن بطريقة جميلة.. ناهيك هذا عن المواضيع والأفكار التي يدسها الكاتب في الرواية سواء كانت واضحة أو باطنية.. وكذا تحدثه الدائم عن وضع بلاده الذي شبهاها بالإمرأة العاقر. كانت رواية على بعضها جميلة
مصر هى الجزائر الثورة واسبابها و ﺗﺒﻌﺎﺗﻬﺎ سواء فى مصر او الجزائر هى واحده ..فى الوطن العربى تكون المقارنه دائما من اكثر ﺑﺆﺳﺎ ! رواية ﻣﺆﻟﻤﺔ جدا جدا ! وادعو الله ان يفيق هذا الشعب لانه مازال نائما منتظرا الانجاب من اﻣﺮﺃﺗﻪ العاقر ويحلم ﺑﺘﻠﻚ العاهره "الحرية" !
استمتعت حقا بهذه الرواية ... بهذه الطريقة في السرد و كيف أن خلال ساعتين عرفنا أحداث ثلاثين عاما مضت ... في سلاسة و يسر و براعة في الانتقال الزمني من حدث إلي حدث و من شخصية إلي أخري دون أن يتشتت القاريء . بالإضافة إلى الاسقاطات السياسية والمجتمعية الكثيرة الموفقة .
عبر تجربة محدودة الزمن يطلعنا الكاتب على تصوير متعدد الابعاد لواقع مرير وان حاول تقليل حدته لكنه مما لا شك سوداوي بجدارة لواقع كريه حقيقي نختبره وان اختلفت التفاصيل
يبدأ سمير قسيمي روايته هذه بروح لاعب كرة قدم حذق، فلا تدري في البداية عمن ستدور أحادث الرواية، عن الامرأة التي تشحذ عند باب محطة " الآغا" أم بائع التبغ أم عن أحد المارة. بلحظة تنقلب الأمور ويتوقف الزمن برهة حيث يتبين ملامح بعض الشخصيات. تسير الأحداث بعدها بشكل درامي، يعتمد فيه الكاتب أسلوب التذكر واسترجاع الايام ومنطلق من مجموعة الأحداث الحاضرة في وقت وقوع حدوث الرواية. القطار المتجه من محطة لآغا في العاصمة الجزائر إلى محطة الجزائر شرقاً هو المسرح الذي يجتمع فيه أكثر شخصيات الرواية أهمية...حيث يتوقف القطار في الطريق بسبب الأمطار..مما يعطي حسان ربيعي وقت لا يرغب به ليتذكر مجريات حياته . يدخل إلى مسرح الاحداث السيدة لويزة المحامية التي دافعت عنه في طفولته. حسان ربيعي يمثل معاناة مواطن في الوطن الاجباري ..حيث يقدم الكاتب في هذه الرواية تعريفا لما اصطلحنا على تسميته الوطن..المكان الذي ولدنا فيه ونكون مجبرين على الموت فيه..الوطن الاجباري الذي يسرق دمنا ويبخل علينا بما يقوت جوعنا. حسان ربيعي هو محصلة أثم وطن، وظلم مجتمع، وتفاهة قوانين...ويمثل نموذج لأقسى انواع الغبن الاجتماعي الذي يعيشه مواطن في بلاد الوطن الاجباري. يعمل الكاتب على رسم صورة لما يجري في ذلك النفق المظلم الذي يجاور محطة القطار، مكان نجتازه كل يوم لا نعطي بالا له ...تلك الوجوه التي نراها ولا نحفظ منها شيء..كلها متشابهة...كل منها له قصة تصلح لتكون مؤلفة أكثر حزنا من قصة اوليفر تويست. أبكاني سمير قسيمي في وقت لم يعد يبكي شيء...ابكاني عندما رسم في لوحة المحكمة مشهد الذل الذي يعيشه اب يحاول الدفاع عن شرف ابنته امام القاضي الذي يجعل من الضحية جانيا ويبرئ الجاني لأنالضحية فتاة مغتصبة وبعرف القيبلة والوطن الاجباري ان الفتاة هي الجاني ولو كانت مغتصبة كما قال القاضي في المحكمة. سمير قسيمي يقدم صورة مذهلا ورائعة لما يجري خلف الصورة المبهرجة التي يقدمها الاعلام في بلدان الوطن الاجباري..مقدم عدة قضايا يناق��ها من خلال ذاكرة حسان ربيعي ومرضه العصبي.
لماذا تتفنن الأوطان في إذلالنا؟ و لماذا لا يُمكن أن ننجب حبا ً بامتزاجنا بالوطن؟ لماذا كل ما يتولد من نومنا في سرير البلد لا يعدو أن يكون مسخا ً مشوها ً كريه الرائحة و الشكل ؟
سمير قسيمي,كاتب محمّل بهمّ بلده.غاضب منها.يريدها و يريد تطليقها. أحببته منذ رواية :"الحالم" و التي تفوق روايته هذه جمالا ً .
رواية محمّلة بالهمّ , الألم, الغضب , الحنق.
و لمن يقول بأنها مُقرفة و مُقززة في ألفاظها,أقول : تبا ً لك! .. و هل الواقع أقلّ عهراً في أفعاله و أقواله من هذه الرواية؟ و إن كُنت تجدّ في قراءة الروايات متنفسا ً , فتريد ألّا تواجه قرف الواقع فيها , فأنصحك بقراءة روايات رومانسية.أو سلسلة "رجل المستحيل"!
لكنني اتسائل : هل فعلا ً الحياة سيئة في الجزائر إلى الحدّ المحكيّ عنه في الرواية؟
الحمد لله أنني قرأت الرواية قبل أن أقراء رأي القراء الصادم عن هذه الرواية ، صحيح الناس أذواق لكن أراء القراء كانت قاسية جداً وغير منصفة حتى في تقيم لغتها والفاظها ، فلم أجد في هذه الرواية الاّ لغة رائعة والفاظ غير خادشة للحاية بل وجدت الرواية ككل رائعة صحيح أن الرواية سوداوية والرأوي شخص حانق غاضب جداً على المجتمع ناقم منه ولكن هل لشخص عانئ ما عانأه أن يكون حاله أفضل ؟ بالتأكيد لا ، فالظلم الذي وقع عليه وعلى أمه من قبل أقرب الناس اليه ومن المجتمع واضح وبين ، لكن النهاية كرست إستمرار الظلم ولكن من منظور أخر