أرسل الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) بالهدى ودين الحق في أرض العرب بنفس المهمة التي بعث بها من سبقه من الأنبياء والرسل، فكانت مهمته دعوة الناس كافة إلى المنهج الصحيح، وتبليغهم هداية الله من جديد، وجعل من آمنوا بهذه الدعوة أمة واحدة، تقيم نظام حياتها على هدى من الله، ثم تخرج لهداية الدنيا وإصلاحها.
وقد تولى القرآن الكريم وضع مخططات الهدم ومشاريع البناء في كل مرحلة من المراحل وفي كل خطوة من الخطوات خلال المعركة المديدة الضارية بين الحق والباطل.
وكتاب العلامة الكبير (مبادئ أساسية لفهم القرآن) يوضح بأن القرآن الكريم ليس هو كتاب جزئيات، بل هو كتاب المبادئ والقواعد الكلية، ومهمته الحقيقية أن يعرض الأسس الفكرية والخلفية للنظام الإسلامي بوضوح ثم يثبتها تثبيتا قويا بكلا الطريقتين: التدليل العقلي، والتحريض العاطفي.
أما ما يتعلق بالصورة العملية للحياة الإسلامية، فإنه لا يرشد الإنسان إليها بوضع قوانين وأنظمة تفصيلية عن كل ناحية من نواحي الحياة، بل إنه حدد الحدود الأساسية لكل شعبة من شعب الحياة، ونصب معالم جليّة في بعض النواحي تشير إلى خطوط عريضة يجب أن تؤسس عليها هذه النواحي وفق مرضاة الله.
Sayyid Abul A’la Maududi [Abū 'l-Aʿlā Mawdūdī) (Urdu: ابو الاعلىٰ مودودی – alternative spellings of last name Maudoodi, Mawdudi, and Modudi) was a journalist, theologian, Muslim revivalist leader and political philosopher, and a controversial 20th century Islamist thinker in British India, and later Pakistan. He was also a political figure in Pakistan and was the first recipient of King Faisal International Award for his services 1979. He was also the founder of Jamaat-e-Islami, the Islamic revivalist party.
ومهما يتخذ الإنسان من التدابير ويستخدم من الوسائل لفهم القرآن، فإنه لا يصل إلى جوهر القرآن وروحه كما ينبغي، مادام هو لا يعمل وفق ما جاء به القرآن.
إن القرآن ليس يحوي نظريات مجردة، وأفكارًا محضة، حتى تدرسه جالسًا على الأريكة ...
كما أنه ليس كتابًا يبحث في اللاهوت، فتحل جميع أسراره ومكوناته في المعاهد والزوايا ..
إن هذا الكتاب كتاب دعوة وحركة، وبمجرد نزوله أخرج رجلاً وادعا، دمثا، سليم الفطرة، كريم الشيم، ومحبا للإنعزال، وأوقفه في مواجهة العالم الذي كان قد انصرف عن الحق، وجعله يقارع الباطل، ويحارب أئمة الكفر، وقادة الفسق، ورواد الضلال.
إن هذا الكتاب انتزع كل روح سعيدة، وكل نفس زكية من كل بيت، وجمعها تحت لواء صاحب الدعوة.
إن هذا الكتاب هو الذي قام بتوجيه الحركة الإسلامية خلال مدة ثلاث وعشرين سنة، والتي بدأت عملها من صرخة فرد واحد، وانتهت في نهاية المطاف إلى إقامة الخلافة الإلهية في الأرض ..
وهذا الكتاب هو الذي تولى وضع مخططات الهدم، ومشاريع البناء في كل مرحلة من المراحل، وفي كل خطوة من الخطوات خلال المعركة المديدة الضارية بين الحق والباطل.
إذًا فكيف يتأتى لك اليوم أن يتجلى لك جميع ما يضمر هذا الكتاب من أسرار وحقائق بمجرد أن تمر على حروفه وتنطق بكلماته ؟!
وبدون أن تنزل إلى ميدان الصراع بين الدين والكفر وتغبر قدميك في معركة الإسلام والجاهلية وبدون أن يصادفك منزل من منازل هذا الكفاح
لا تستطيع أن تفهم مطالب القرآن ومعانيه البعيدة الغور إلا حين تُحكِّم هذا الكتاب وتبدأ بالدعوة إلى الله وتخطو جميع خطواتك كما يوجهك وكيفما يعلمك .
ومن هنا لابد أن يستقبلك جميع ما استقبل حامليه من التجارب والمحن تشاهد مشاهد مكة والحبشة والطائف وتواجه المراحل الممتدة من بدر إلى حنين وتبوك وتتشابك مع أبي جهل وأبي لهب وتلاقي المنافقين واليهود وترى وتختبر كذلك كل النماذج الإنسانية مارًا بالسابقين الأولين إلى المؤلفة قلوبهم فهذا سلوك فريد لا يماثله أي نوع من السلوك وأسميه "السلوك القرآني"
ومن شأنه أنك كلما مررت بمنزل من منازله تطالعك آيات وسور من القرآن تحيطك علمًا بأن هذا هو المهبط الذي نزلت فيه وجاءت فيه بكذا من التوجيهات والتعاليم
وفي ذلك الحين لا يستبعد أن يغيب عن نظرك شيء من أسرار اللغة والبلاغة والمعاني والبيان . إلا أنه يستحيل أن يضن القرآن بالكشف عن جوهره وروحه أمامك
ووفقًا لنفس المبدأ لا يستطيع الإنسان أن يدرك مغزى أحكام القرآن وتعاليمه الخلقية وتوجيهاته الإقتصادية والمدنية ومبادئه ونظمه في مختلف نواحي الحياة ما دام لا يطبقها لن يدرك مغزاها فرد يعيش في حلٍ منها في حياته الفردية ولا تدركه أمة تسلك جميع مؤسساتها الإجتماعية مسلكًا يخالف منهجها
وجدت عند الكتّاب الباكستانيين والأفغانستانيين وما إلى ذلك من الدول .. وضوح الأسلوب وعدم الخروج عن الموضوع الأساسي والروحانية في كتاباتهم يتحدث عن القرآن بإنه ليس كتاب للبحث العلمي وليس مادة للنظر في ترتيب احداثها والسؤال عن الانتقال من آية لأخرى والمقارنة مع غيره في الأسلوب والمضمون بل يشترط على من يريد دراسته جيداً أن يفرغ قلبه وعقله عن كل الأفكار السابقة ودون الحكم المسبق كي تستطيع أن تصل للمعنى المرجو من كل آية. بسيط و ذو صفحات قليلة وفعّال
شكراً لك يامن أخرجت هذا الكتاب من القبو إلى مكتبة غرفة الجلوس لو لم تفعل لكنت لم أقترب من هذا الكتاب الثمين :D