في هذا الوقت بالذات ، حيث فلسطين ورقة يلقى بها على موائد المفاوضات ، يخرج هذا الكتاب ( الوثيقة ) ليوضح للأمة الإسلامية حجم القضية و خطورتها الحالية ، و أهميتها للأجيال القادمة ، و مسئولية العالم تجاه هذه القضية الإنسانية .
في هذا الكتاب تجتمع أقلام كوكبة من خيرة كتاب الأمة و علمائها و مفكريها ، ليبنوا أبعاد هذه القضية المقدسة ، و ليعلنوا بإن فلسطين مارد يتنامى فوق وهن اللحظة التاريخية و أنها ليست مساحة على الخريطة يمكن إقتسامها ،و إنما هي بقعة مباركة من الأرض ، تمتد في تاريخ الأمة الإسلامية جمعاء . و تتصل بقضيتها ، و ضمائر أجيالها المتعاقبة ، و أن فلسطين أكبر من كل الصكوك ، ما وقّع منها ، كإتفاق غزة و أريحا أولا ، و ما قد يوقع.
إن السمات الأهم لهذا الكتاب , هي تأكيده على البُعد الحضاري لهذه القضية وعرضه التحليلي الشامل لسائر جوانبها العقدية والتاريخية والسياسية وغيرها, كما أن لا يرتبط بوقت محدد, فهو لا يعالج الموضوع من زاية بذاتها, وإنما يتمرد على الوقت الذي يحصر الكتابات ذات الطابع السياسي. إضافةً إلى احتوائه على مجموعة كبيرة من الصور التاريخية الفريدة, والصور الحديثة الملتقطة خصيصاً له.
هذا الكتاب هو صرخة دائمة في وجه الظلم ونداءً متصلاً من أجل إنصاف فلسطين قضيةً وشعباً إلى أن يزول الظلم ويعلو الحق ويسود العدل ويتم التحرير بإذن الله.
القتلى والضحايا في طرف، والقاتل والجلاد الذي يطلق النار في طرف آخر، قاتل ومقتول، وجلاد وضحية، إن القوة والقهر والظلم لا يمكن لها أن تنشىء حقاً أو تقيم سلاماً، إن العدوان لا يولد إلا العدوان، وإن مشاعر الشعوب هي معيار الضغط النفسي وهي مقياس بواعث الانفجار. والقدس والأرض المباركة أغلى وأثمن وأكبر من أن تترك لمفاوضات أو لمساومات سلام مزعوم، وما أخذ بالقوة فإنه لا يرجع إلا بالقوة.
إن االله سائلنا ولا شك عما قدمناه من نصرة لهؤلاء الضعفاء الذين خذلهم القريب قبل البعيد، أين أبسط أدوار المناصرة التي نقدمها إلى فلسطين؟ إنه ليس من عذرٍ لأحد اليوم يرى مقدساته تنتهك، ويرى أطفالاً أبرياء يقتلون في أسرهم، ويهود متسلطون، ثم لا يدعم إخوانه هناك إن المعركة يا عباد االله ليست معركة غالب مغلوب، ولكنها معركة وجود أو عدم